ابو هاني الشمري
فكرت كثيرا ماذا سأكتب عنه في يوم مولده ... فلم اجد شيئا الا وذكر عنه مفصلا.تذكرت صدع جدار الكعبة فعرفت ان الكتب والكتّاب قد الّفوا فيه الكثير حتى ان آية الصدع التي بقيت الى اليوم لم يفلح النواصب في رتقها ومحوها.تذكرت صباه ووقوفه بجانب النبي وهما يصليان الى الكعبة في زمن لم يكن غيرهما يوحدان لله في بيته الحرام فوجدت ان الكثير سبقوني.تذكرت فتوّته وكيف انه ضحى بها في سبيل الاسلام وترك نفسه في فراشه مُعَرّضاً إياها لنهش سيوف الاعداء فوجدتُ ان الكتّاب تناولوها بإسهابتذكرت اعادته الامانات الى اهلها بعد هجرة النبي (ص) الى المدينة وكيف وقف صائحا في الناس (الا من كانت له امانة عند النبي فليستلمها مني) فلم يترك الكتّاب لنا شيئا لنضيفه عليهاتذكرت رحلته بالفواطم الى المدينة لالحاقهن برسول الله وماذا فعل من بطولات في تلك الرحلة وقتل فيها من قتل لكن كان هناك الكثير ممن سبقني في شرح وافي عن هذه المآثر.تذكرت حروبه في بدر وأحد والخندق وحنين وخيبر وغيرها فكانت صورته امامي وهو يشطر الهامات بحديدها ويقد الاوساط بدروعها ويجندل الابطال وهم مخذولين, وأين لي ان اجد منقبة لم ينبشها كتاب السير ومن تبعهم حتى ذكروا انه قتل نصف المشركين في بدر وحدها (حتى عدّوهم اسما اسما) وقتل جميع حملة رايات احد وانهى معركة الخندق بضربة منه جندلت عمراً بن عبد ود, وكيف لي ان اصف معجزة خيبر وقد كان ابو الحسن سيدها وقائدها ومطفئ شعلة جيش اليهود بسيفه. تذكرت كيف افنى سيف علي اجداد ابن باز والعرعور وابن تيمية وعثمان الخميس ومحمود الدغيم ورافع الرفاعي و طه الدليمي وابن عبد الوهاب والآلاف غيرهم ممن جائت بهم جداتهم من سفاح فأطلق هؤلاء قريحتهم بشتم علي والصاق كل قبيح به ولكن يأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون.تذكرت مشهد النبي (ص) يوم المباهلة وهو يقود ولديه وتمشي خلفه فاطمة وخلفهما يسير علي فأدخل هذا المنظر الرعب في قلوب رهبان النصارى وقادتهم حتى انزل الله به قرآنا يقرأ.تذكرت كيف آثروا خبز افطارهم ثلاثة ايام متتالية لمن يطرق بابهم من المحتاجين وهم احوج ما يكونون اليه ولكنهم (يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة) فنزل في ذلك قرآن نقرأه كل يوم (ويطعمون الطعام على حبه ...)تذكرت منظر النبي وهوتحت الكساء ويأتي بعده ابناه معه ومن ثم علي وفاطمة فأتى جبرائيل ليدخل معهم الكساء وليثبّت هذا الحادث في كتاب رب العزة حينما انزل لهم قوله تعالى (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).تذكرت سخائه وصدقته حين قدومه على النبي وحين ركوعه في المحراب حتى صارت قرآنا يقرأ لعلي.تذكرت عهد الحاج ومبايعتهم له يوم الغدير وكيف غدروا البيعة بعد ايام معدودة فأعطوها لاعراب اجلاف جعلوا من دين الله وخلافته مغنما ودولة حتى آل الاسلام الى ما آل اليه اليوم نقتل بعضنا بعضا بسبب انحرافهم عن أمر الله بتولي علي خلافة المسلمين بعد رسول الله وكيف يكون ذلك وقد تمالأ القوم وكتبوا صحيفتهم المشؤومة بمنعها عن اهل بيت النبي (ص).تذكرت جريمة هجومهم على داره ولما يزل قبر رسول الله اخضر التراب. وتذكرت استغاثة البتول بأبيها من جور الظالمين.تذكرت قرآنه الذي كتبه وأتاهم به وكيف انهم قالوا له لاحاجة لنا بقرآنك ... وقد اصبحوا هم اعرف بالاسلام منه كما يعتقدون.تذكرت صمته طوال سنين طويلة وابتعاده عنهم وهم من يستغيث به كلما نزلت بهم ملمّة تريد شراً بالاسلام فيحلّها لهم برحابة صدر ثم يعود الى مأواه.تذكرت كيف أن الناس جلسوا امام داره بعد مقتل عثمان وترك جيفته في مكانها لم تدفن حتى اخذه من اخذه ودفنه في مقابر اليهود في (بستان حش) الى ان اجبروه اجبروه على ان يكون خليفتهم.تذكرت نكث صحابته مثل الزبير وطلحة لبيعته وخروجهم مع عائشة بنت ابي بكر راكبة جملها (عسكر) لحربه في البصرة وما جرى فيها من ويلات ومذابح ضد المسلمين اتباع الخليفة المنصب من الله.تذكرت جرائم معاوية وما كان يفعله من اخس الافعال من قتل وتنكيل بالمسلمين وكيف قام علي بمحاربته وكيف كان هو وصاحبه عمراً من اجبن الناس امام سطوة وسيف علي. فهل انقذ عمرو غير عورته من سيف ابا حسنٍ. وهل وقف معاوية امام علي حينما دعاه للبراز وإنهاء الحرب بينهما؟!! تالله لم يكن لعلي ند.كنت اتصور شكله وهو يقف بين الجيوش وعينه تنظر الى اخر رجل في جيش العدو وهو مرتدياً قميصاً ابيض قصير الاكمام غير آبه لسيوف او أسنّة او نبال القوم ... اليس هو مرهب الاعداء.كنت اتصور شكله وهو جالس في محرابه ماسكاً لحيته الكريمة بيده وهو يقول "يادنيا غري غيري"كنت اتصوره وهو يوزع ما في بيت المال بين المسلمين جميعا بالتساوي حتى لم يبق فيه إلاّ مبلغ بقدر ما أعطاه كل شخص من المسلمين بعد انصرافهم وهي حصته من تلك الاموال.كنت اتصوره وهو يجلس على منبر الكوفه واتمنى نفسى ان اكون تحت ذلك المنبر اسمع صوته وموعظته للناس والتي لم يسمع مثلها احد من المسلمين بعد رسول الله (ص). كنت اقرأ كيف كان يقضي بين الناس حتى لم يترك مجالاً لأحد ان يقول انني اصل الى شعرة من حكم علي ..كنت اقرأرسائله الى عماله في البلدان حتى شعرت انها آيات مقتبسة من القرآن تصلح ان تكون دستوراً للدول في كل الدهور.كنت اقرأ ادعيته ومناجاته حتى اشعر وكأنها مخصصة لكل شخص يعيش على هذه الارض.كنت وكنت وكنت ... فلا استطيع ان اعدد ما اتذكره ولا ما أقرأه عن هذه الشخصية التي لم ولن يجود علينا الزمان بمثلها ابدا ... حتى اتذكر انني قضيت ساعات طوال وأنا اتذكر كل شئ عنه شجاعته, حكمته, قضائه, سخائه, دعائه, حِكَمُهُ, معجزاته, توجيهاته, رسائله, كتبه, علمه, فقهه, مناظراته, آيات القرآن التي نزلت به, احاديث النبي التي قالها فيه, اولاده وبناته, زوجاته, آبائه, اعمامه, اخوته, حروبه, المظالم التي تعرض لها هو وأهل بيته.اليس من حقنا ان يكون علي بيننا هو حديث البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والمجلس وفي السيارة وأينما كنا.ان علي هو حديث عذب لا تشبع الاذن ولا تملُّ من سماعه حتى وإن تكرر الاف المرات ويكفي اننا حينما نتحدث عنه تحوم الملائكة حول مكان حديثنا حتى ننفضُّ وتأتي ملائكة اخرى تتبرك بموضع المجلس لان هذا المكان ذُكِرَ فيه علي عليه السلام.من هنا نعرف لماذا يبغض الآخرون عليا, انها ببساطة لكونه رافضي رفض هؤلاء الانجاس حتى جندلهم بسيفه ذو الفقار لانهم هشيم النار وولدوا من فراش غير طاهر تأنف الملائكة ان تقترب منه لانها لا تجتمع في مكان قذر كونه مأوى للشيطاين. فهؤلاء مبغضي علي اليوم هم شياطين هذا الزمن كما كان اجدادهم وجداتهم البغايا شياطين الامس يبغضون ابا حسن (وهل يبغض ابا حسن الا منافق او ابن زنا)فسلام عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت في اقدس بقعة على الارض ويوم استشهدت في اقدس بقعة على الارض ويوم تبعث حيا تذود الكفار والمنافين عن الكوثر) وجعلك الله مع اخيك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شفيعاً لنا يوم اللقاء.
https://telegram.me/buratha