الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
حين يجتمع أكثر من 700 عالم دين ومفكر إسلامي من مختلف المذاهب والتوجهات في طهران لمدة يومين29و30 نيسان 2013 يناقشون مسائل الصحوة التي تبناها الشارع المسلم ، يستوجب علينا أن نقف طويلا لمراجعة ذاتنا كمسلمين ، ومراجعة دورنا في بناء الحياة ، وقراءة الأفكار التي طرحها المؤتمرون ...لا أريد أن ادخل في لغة الأرقام والتاريخ ، لان هذا النوع من التقارير تبنته وكالات الأنباء والفضائيات التي غطت نشاطاته ونقلت أخبار وكلمات المتحدثين على منصة المؤتمر . غير أن الذي أريد طرحه في هذه القبسات هو الدور الريادي الذي يستوجب على رجل الدين القيام به في ظاهرة الصحوة والحراك الإسلامي , والنقطة الثانية التي تتعلق بالتي سبقتها هو أهمية الوحدة الإسلامية ونبذ الفرقة الطائفية وهذه أهم الأمور التي سعى أليها المؤتمرون ، فالصوت الذي علا في القاعة وتردد بقوة هو صوت الرواد المفكرون والمجاهدون في هذا المضمار، فقد حضر المؤتمر الشيخ محمد عبده فكرا وموضوعا ، وجمال الدين الأسد آبادي وروح الله الموسوي الخميني ومحمد باقر الصدر والاخوند الخراساني وأبو الأعلى المودودي ، وآخرون كان يردد أسماءهم قائد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي في كلمة الافتتاح ، هذا يعني إن الرجل الأول في هرم السياسة الإيرانية وقائد الثورة يعطي رأيه الصريح انه يرجع بكل أطروحاته السياسية والدينية في هذا المؤتمر وفق رؤية المذكورين ، ويتبنى عقيدتهم الوحدوي الجهادية في رص الصفوف ووحدة الكلمة ....والذي شد المجتمعين جميعا هي القوة الملحة لقيادة الصحوة من قبل رجال الدين والعلماء المتنورين المنصفين ،وسوقها نحو بر الأمان بعد أن تمكنت بعض القوى المحسوبة على كتل إقليمية وأخرى دولية من تشويه الصورة الحقيقية للصحوة الإسلامية ، في نفس الوقت الذي ينشط فيه الاستكبار العالمي على تشويه صورة الإسلام وإعطاء الآخرين هوية سيئة إعلاميا إن الإسلام يدعو للقتل والذبح وتخريب البنى التحتية ... ويحاول الإسلام المدعوم من أمريكا وإسرائيل أن يصور الصراع والخطر الذي يداهم المسلمين من المسلمين أنفسهم ، هما الشيعة وإيران ، في الوقت الذي هي تقود محوراً يقف بقوة وصلابة أمام مخططات هذا التيار الرامية لتمزيق الصف الإسلامي وبذر التناحر وتقديم الإسلام الأمريكي بديلا للإسلام المحمدي ...اليوم نسمع اصواتا نكره تعلو هنا وهناك، إن الخطر الحقيقي على الإسلام هم الشيعة وإيران ، وإنها دولة صفويه مجوسية ، لها مطامع في البلدان الإسلامية والعربية ، وقد صدق بعض المتخلفين جهال المعرفة بالإسلام هذه الأكذوبة الفتنوية النتنة التي زرعها أعدائهم ، ويمكن إنهم نجحوا في بعض الأماكن والشخصيات ، ولكن وحدة النظرة المتعالية والعارفة بالمصلحة العليا للمسلمين بددت الغشاوة التي نسجها المتامرون على وحدة المسلمين ،.. كانت الصراحة حاضرة وبقوة إن الصراع الإسلامي اليوم ليس صراعا سنيا شيعيا ، ولا عربيا فارسيا ، إن الصراع والطامة الكبرى هي إسرائيل وأمريكا وعملائهم في المنطقة العربية والإسلامية ، وقد عبر عن ذلك رجل دين سني من البرازيل حين اعتلى المنصة ليتحدث عن نقطة حاضرة في الغرب وهي تلامس القلوب عندنا في الشرق حين قال :" كنت أعطي درسا عقائديا في العاصمة البرازيلية وكان الموضوع عن التوحيد الإلهي ، هذه النقطة يختلف فيها المسلمون مع غيرهم من الديانات ، ولكن فاجئني شاب عمره 14 سنة قائلا.. "أنت تتحدث عن إله المسلمين وانه الله اكبر ، وأنا أشاهد الذين يطلقون قنابل الهاون ويفجرون العبوات على الناس في الشوارع في أوربا والعراق وسوريا ينادون الله اكبر ، والذين يذبحون الناس بالحراب بشكل مقرف ينادون الله اكبر .. فأي اله هذا الذي يجيز لكم ذبح الناس وقتلهم ...!!! فانا الهي أحسن من إلهكم .. هذه النقطة التي وصل أليها المتاجرون بالإسلام وهي غايتهم التي يريدون ، فالفهم والمعرفة هي التي نحتاجها اليوم أكثر من ذي قبل لنبين للناس { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (التوبة:67)
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha