نفى القيادي الصوفي وشيخ الطريقة العزمية في مصر، علاء أبوالعزايم، تلقيه أموالا ايرانية بهدف المساعدة على نشر الفكر الشيعي في مصر، خصوصا في توقيت بدء الرحلات السياحية الايرانية الى مصر. وأشار في حوار مع «الراي» الى توجهه بدعوة الى التيارات السلفية و«الاخوانية» لتقريب المسافات الفكرية وتحجيم الخلافات بينهم وبين الصوفية، الا أن التيارات السلفية و«الاخوانية» وجماعة «أنصار السنة المحمدية» سمعوا الكلام من أذن وأخرجوه من الأذن الأخرى، ظنا منهم استمرار تهميش الصوفية الذي فرض عليهم العقود الماضية.
ورفض أبوالعزايم الهجوم عليه في الأيام الأخيرة، بعدما أقدم على تنظيم مؤتمر لمناسبة مرور 1400 عام على مولد السيدة عائشة أم المؤمنين، ودعا اليه القائم بالأعمال الايراني في القاهرة مجتبي أماني، وهو ما حرك عددا من السلفيين للتظاهر أمام قصر انعقاد المؤتمر حتى تم منعه بالقوة لمنع المؤتمر من الانعقاد. وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترى ما حدث من السلفيين معك في جامعة الأزهر لوقف احتفالية السيدة عائشة قبل أيام؟
- السلفيون يرغبون في تمييز أنفسهم عن المجتمع من خلال المسمى القصري بالانتماء الى السلفية، رغم أن مصطلح السلفية يصدق على المسلمين وعلى المسيحيين وعلى اليهود، فكل من يدين بالسير على خلفية السابقين يعد سلفيا.
لذلك فانهم يؤمنون بأفكار شاذة لا تنتمي الى صحيح الاسلام من قريب أو بعيد ويأخذون الدين من جهة عقولهم وأجسادهم، فاذا كان المؤتمر الذي عقد في جامعة الأزهر فيه اساءة الى أم المؤمنين عائشة فلماذا لا يحضرون ويناقشون الحضور ويجادلونهم بالحسنى، والحجة يتم تفنيدها بالحجة والرأي المقابل، وهل السلفيون أقوى أثرا واقناعا من النبي محمد عليه السلام حتى يقوموا بترويع الحضور، واقتحام حرمات الأماكن ويقطعوا اللافتات ويرغبوا في الاعتداء على الصوفية وكأننا لسنا مصريين نملك من الحقوق والآليات الوطنية مثلهم.
ولو رغبنا أن نجعل الأمر فوضى لناهضنا ارادتهم، لكننا أثبتنا للجميع أننا أرقى منهم فكرا، وعبرنا عن منهجنا الصوفي المستمد من امامنا الأول علي بن أبي طالب والتزمنا الصمت والآليات القانونية في الاحتجاج على تصرفات أشخاص لا ينتمون الى الفكر الاسلامي.
• يوجه اليكم اتهام أنكم الباب الخلفي للتشيع من خلال اتصالاتكم مع ايران ودعمكم زياراتهم السياحية؟
- لا أنكر أن لي اتصالات مع ايران من خلال الجماعات الشيعية المعتدلة التي يجمعنا بهم محبة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعني وجود علاقات مع بعض الرموز الايرانية المعتدلة أنني أتلقى منهم أموالا لنشر التشيع باعتبار أن التشيع من وجهة نظر البعض أسوأ من الاحتلال الاسرائيلي.
رغم أن شيخ الأزهر السابق الشيخ محمود شلتوت، لم يكن مخطئا عندما قرر فتح دار للتقريب بين المذاهب الاسلامية السنية والشيعية، وأثبتت نجاحا بتأكيد أن الخلاف بين المذهبين السني والشيعي مجرد خلاف في الفرعيات، وأن الأصول العامة متفق عليها.
فالذين يثيرون الشبهات حول سعينا لنشر التشيع أو غيره لا يملكون دليلا على صحة مدعاهم.
• ما حقيقة تلقيكم أموالا من ايران؟
- التشيع مذهب فكري لا يمكن لأحد الحجر عليه، سواء بالمحاصرة أو المنع في ظل القنوات المفتوحة ووسائل الاتصال العالمية، فلا يوجد ما يعيب الشيعة سوى أنهم يحبون آل البيت، فان كان حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الممنوعات فأنا على استعداد لقطع علاقاتي بشيعة ايران.
أما بالنسبة الى الدعم المالي الذي يثيرون حوله الجدل بين فترة وأخرى، فأنا أؤكد أن جهاز أمن الدولة السابق كان مراقبا لجميع تحركاتي بالصوت والصورة، ومن يعتقد أنهم كان يسمحون بتحويل أموال أو أرصدة فهو موهوم فأنا مثل «النذير العريان».
• كيف ترى تخوفات السلفيين من عودة العلاقات المصرية -الايرانية؟
- اجابة ذلك السؤال لدى السياسيين الذي يجب عليهم أن يكشفوا أهمية استعادة العلاقات المصرية -الايرانية، باعتبار ذلك يمثل قوة اقليمية داعمة للتمركز المصري في المنطقة.
كما أن السماح بعودة السياحة الدينية الايرانية يسهم في ادخال 18 مليار دولار إلى مصر، لكن هناك أطرافا خارجية لديها رغبة في تثبيت الفرقة بين دول المنطقة.
فالنظام السابق كان يتعلل برفض العلاقات الايرانية، بأنهم يحتفون بقاتل الرئيس (أنور) السادات ويطلقون اسمه على أحد شوارعهم، وجاءت الثورة وخرج عبود الزمر أحد المتهمين باغتيال السادات، وقررت ايران تغيير اسم «شارع الاسلامبولي» قاتل السادات الى اسم «الثورة المصرية».
لكن الأمر لم يتغير بالنسبة للقوى والأطراف المسيطرة على بث الفرقة والخلافات، وهذا السؤال يوجه الى السلفيين الذين يرتبطون بعلاقات مع أطراف أخرى ويثيرون شبهات بتلقيهم دعما ماليا لنشر الفكر المتشدد، ولم يحدث حولهم ضجيج مثلما ينشرون عن علاقات الصوفية بايران.
• هل ندرك من تصريحاتك ومواقفك الأخيرة أنكم عائدون الى المجال السياسي كصوفية؟
- بالتأكيد سنعود الى السياسة مجددا، وفق الأطر السليمة للفكر السياسي، وان كان ذلك سيستغرق وقتا، فالصوفية يملكون قطاعا بشريا عريضا يصل قرابة 15 مليونا ونحن نسعى من خلال الطريقة العزمية الى انشاء مركز تدريب للكوادر الصوفية الشبابية بانتقائهم من جميع الطرق المتباينة لجمعهم في محافظات مصر وفق معايير معينة حتى يمكنهم النهوض بمستوى الدعوة الصوفية مستقبليا وخلال سنوات سيجد الجميع الصوفية بركانا ثائرا في وجه المنكرين امكاناتهم السياسية والمشككين في قدراتهم التغييرية، وقد بدأنا تحالفا صوفيا يجمع شتات الطرق وظهرت بوادره مسبقا في الدفاع عن مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة عندما حاول السلفيون مهاجمته مسبقا.
• هل توجد مؤشرات بحدوث صدام صوفي ـ سلفي؟
- الصدام مع السلفيين فكريا موجود بسبب أفكارهم التي لا تعترف بأي مسلم يخالف أفكارها، وهم يرون أن الأشاعرة كافرون وبالأولى يكون الصوفية كافرين من وجهة نظرهم، ورغبة من الصوفية لتجنب احتماليات الصدام قدمت دعوة لأنصار السنة المحمدية الممثل الرسمي للفكر السلفي ودعوة مماثلة الى «الاخوان» لكنهم سمعوا الكلام من أذن وأخرجوه من الأذن الأخرى.
• كيف تفسر تبرؤ شيخ مشايخ الطرق الصوفية من علاقته بمؤتمر جامعة الأزهر وعدم مدافعته عن فصيل ينتمي الى نقابته ممثلا في الطريقة العزمية؟
- شيخ مشايخ الطرق الصوفية حضر الى منصبه بترشيحات من أمانة السياسات التابعة للحزب الوطني المنحل، وهذا ليس طعنا في شخصه فلست جهة تقصي حقائق، لكن هذا تأكيد على أنهم ليسوا مؤهلين لتولي مسؤولية قيادة فكرية للطرق الصوفية.
وقرار توليه مشيخة الطرق الصوفية جاء من رئاسة الجمهورية يعارض أي توجه لخوض العمل السياسي، وعندما أقدمت على انشاء حزب سياسي اسمه التحرير وقمت بتفعيله وجدته يحذر الناس من الانتماء اليه وكأنه حزب ماسوني.
فالثورة لم تصل الى الطرق الصوفية طالما بقيت القيادات التابعة لأحمد عز وزكريا عزمي القياديين السابقين في الحزب المنحل، في أماكنها قابعة على سلطان الأمور في مستقبل 15 مليون صوفي.
26/5/13414
https://telegram.me/buratha