الصفحة الإسلامية

عذرا .. يا مسلمي الشرق البعيد

2354 18:40:00 2013-04-11

 

يعيش في جنوب شرق آسيا الملايين من المسلمين في جزر تطفوا على سطح المحيط الهادئ الذي تتلاطم أمواجه من كثرة اختلاف المذاهب و الديانات.

البعض منهم يعيشون في سلام، والكثيرون يذوقون الأمرّين، ولا يعرف عنهم الناس شيئا،  خاصة نحن العرب المسلمون، حتى و لو كان تعدادهم يفوق سكان الدول العربية مجتمعة، فلو أردنا أن نتعرف على فيزيولوجية هؤلاء المسلمين الآسيويين فما علينا سوى مشاهدة  أحد المسلسلات الخليجية، لنجدهم في صورة "خدام و عمال بساتين و نظافة و بنائين.."، و لكي نميز المسلمات الآسيويات عن الخليجيات العربيات فالإختلاف واضح و جلي، فأكيد أن من تضع الحجاب و تقف بحشمة وتتلفظ الكلمات العربية بصعوبة هي تلك المسلمة المضطهدة حتى في بلاد العرب و الإسلام.

فالاضطهاد أصبح ملاصقا للأقليات المسلمة بدول جنوب شرق آسيا كميانمار و سيرلانكا و تايلند و كمبوديا و غيرها، فالعنصرية تخنق رقبة الأقليات المسلمة بها لدرجة أن صعبت عليهم قول "الله أكبر".

ففي ميانمار مثلا، التي تحوي أكثر من 10 ملايين مسلم، نصفهم يتعرض للتصفية و نصف آخر يغامر بحياته و يحاول الهرب منها بقوارب من القصب، و من سلم من الغرق و وصل الى دول مجاورة للجوء، يتعرض للإعتقال لأنهم غرباء و فقراء مثل فقر الدول التي لجأوا اليها، فقتل المسلم في بورما كقتل نملة من أجل اللهو . إنها فعلا إبادة بشرية لمسلمي الروهنغا الذين يعيشون في بلد يسمى الآن "ميانمار"، بلد به أيضا البوذيون و المسيحيون و الهندوس وأكثر من 140 عرقية أخرى، حيث وصلت تصفية المسلمين بها الى 43 قتيلا مسلما و حرق أكثر من 1300  و منزل للمسلمين و 8 مساجد و 11 الف مشرد.

     تصفية مسلمي ميانمار عبر التاريخ ليست وليدة الحاضر، كانت منطقة أراكان مركزهم وقت دخلها الاسلام في العهد العباسي، ثم تعرضت لاحتلال بوذي سنة 1784 من طرف الملك البورمي بوداباي خوفا من انتشار الاسلام بين شعبه ، منذ ذلك الحين لم يضق المسلمون الروهنغا طعم الحياة السعيدة الآمنة الى اليوم.

من فكرة الخوف من انتشار الاسلام في شرق اسيا، اصبحت التصفية العرقية للأقليات المسلمة من أطياف أخرى و كأنها قاعدة مقدسة تقول : "إن لم يعجبك عنوان الكتاب فأحرقه"، و هذا ما عاناه المسلمون في تيلندا أيضا التي يقدر عدد المسلمين بها ثمانية ملايين مسلم، و في سيرالنكا باثنين مليون مسلم أما في كمبوديا أصبح عددهم 150ألفا بعد أن كان 180 ألف مسلم بسبب الإبادة الشيوعية، يعود كل هذا لأمر واحد و هو حمى الخوف من انتشار الاسلام بين شعوب هذه الدويلات.

هذا لا يجعلنا ننسى مسلمي الصين الذين يسمون بالإيجور، التي احتلت دولتهم البترولية من الصين في عهد ماوتسيتونج سنة 1949 و كانت تعرف حينها بتركستان الشرقية، و سمتها الدولة الشيوعية الآن "تشينجيانج"، و يبلغ عدد المسلمين  بتركستان الشرقية فقط حوالي 13 مليون و في الصين إجمالا 60 مليون مسلم، كلهم ضاقوا الحنضل المر بسبب مشروع تصيين الشعب و جعله شيوعيا، فوصلت درجة الإضطهاد الى حظر السكان من الكتابة باللغة العربية التي أعتمدوها طوال الف سنة و منع الصيام في شهر رمضان و تدمير المساجد التاريخية بالمنطقة المحتلة و كل من يخالف هذه القوانين يعدم أمام الناس، و فاقت الغرابة الشيوعية تجاه المسلمين لحد سياسية تصيين المنطقة، فبعد أن كانت مسلمة 100/100 أصبح عدد المسلمين بها 40 بالمائة و الباقي من الشيوعيين، في محاولة من الدولة لمحو الدين الاسلامي من عقول المسلمين بالصين.

من كثرة الإضطهاد و التصفية العرقية و المعاناة و الظلم، أمسى المسلم الأسيوي لا يموت الا لسبب بسيط هو إيمانه بالرب الواحد و خاتم الرسل الذي نؤمن به نحن أيضا، اما من بقي حيا، لا يقوى على الصراخ لأن أحباله الصوتية تقطعت جراء عنجهية الأكثرية الظالمة و قوة الألم، لمن يصرخ اصلا ؟؟

أيصرخ لأناس مسلمين مثلهم في الجهة الأخرى لا يعرفون حتى موقعهم في الخريطة أم لحكام عرب لا يعتبرون ألمهم كألم أهل فلسطين الجريح، فلا الحل لوضعهم بالتنديد و لا الشكوى. و ليس من المروءة أيضا أن نرى المسلم المضطهد في شرق آسيا يقول يا ليتني كنت ترابا.

    أفليس لهم دم أحمر كدمائنا أم علينا أن نراه ينزف بسبب بوذي أو مجوسي لنتأكد من ذلك، مع أن دماءهم المهدورة لو جمعت لأصبحت تسونامي يغرقنا جميعا، لماذا كل هذا السكوت؟  أ لأن روح المسلم هناك أرخص من ورقة تكتب عليها قضيتهم لكي يعرفها الناس، لماذا تستكثر عليهم القنوات العربية التي تدعي الشهرة ولو بحصة تظهر وجه المسلم الآسيوي الدامي و المجعد من البؤس أم أن برامجهم امتلأت بالمسلسلات التركية و الغناء و المجون التي يصرف عليها الملايين.

لماذا لم نرى و لو رئيسا عربيا يقول أنا مسلم فكر في الذهاب لمواساة إخوانه المقهورين، هل قيل لهم أن هذه الدول ليس بها مطارات و فنادق فخمة؟ أين الضمير العربي من كل هذا؟

صور الإضطهاد و التصفية لمسلمي جنوب شرق آسيا

جفت بسببها دموع الأرامل وشبع الأطفال الرضع من حليب القهر و تخرج الشباب بشهادات الظلم والنسيان وعمل رجالها بورشات الذل والإحتقار وكلهم سكنوا بيوت أسقفها من نار

  و كأن الزمان كتب عليهم هذه الحياة الكريهة، أم أننا نعيب على الزمان و العيب فينا.

[[ فاصبروا فإن الله مع الصابرين ]]

32/5/13411

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك