استقبل المرجع الديني الكبير سماحة السيد الحكيم (مد ظله) جمعاً غفيراً من المؤمنين القادمين من محافظتي بغداد (بغداد الجديدة)، وبابل (الشوملي) وذلك في السادس والعشرين من شهر جمادى من عام 1434.
وقد بين سماحته (مد ظله) أن الابتلاء والبلاء مما جرت به إرادة الله تعالى، ولا بد منه على كل حال.
قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) آل عمران 142 وقال: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة 214.
ولكنه سبحانه عندما وعدهم بالابتلاء والبلاء لم يتركهم سداً، وإنما أقام لهم الحجج، وأوضح لهم السبل، وبين لهم ما فيه نجاحهم ونجاتهم.
روى الكليني (رحمه الله) في كتاب (الكافي) عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : قال (رسول الله صلى الله عليه وآله) : (إن عند كل بدعة تكون من بعدي يُكاد بها الإيمان وليا من أهل بيتي موكلا به يذب عنه ، ينطق بإلهام من الله ويعلن الحق وينوره ، ويرد كيد الكائدين ، يعبر عن الضعفاء فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله). الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 54.
كما روي عنه (صلى الله عليه وآله) قوله: (إنهم الهداة وسفينة النجاة ، وإنهم أحد الثقلين اللذين أعلمنا تخليفه إياهما علينا والتمسك بهما بقوله : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي حبل ممدود بينكم وبين الله ، طرف بيد الله ، وطرف بأيديكم ، ما إن تمسكتم به لن تضلوا . خذلانا من الله شملهم به استخفافهم ذلك وبما كسبت أيديهم ، وبإيثارهم العمى على الهدى...) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 37
وقد حمل أهل البيت (عليهم السلام) أعباء الدين، وبينوا للناس سبل الرشاد، وصمدوا على الحق، وتحملوا في سبيله أنواع المصاعب والبلاء، وتحمل شيعتهم معهم، وقد روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : (إن حواري عيسى ( عليه السلام ) كانوا شيعته وإن شيعتنا حواريونا وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا وإنما قال عيسى ( عليه السلام ) الحواريين: (من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله) فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ينصرونا ويقاتلون دوننا ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلدان ، جزاهم الله عنا خيرا). الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 268
ثم حملهم سماحة السيد الحكيم (مد ظله) سلامه لإخوانهم الذين لم يوفقوا لزيارة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ودعا لهم جميعاً بالخير والفلاح، وصلاح أمر الدنيا والآخرة.
https://telegram.me/buratha