اللهم صلّ على محمد وال محمد خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين....
وصل على عليٍ أمـــير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين....
وصل على الصـــديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نـــساء العالمين من الأولين والآخرين....
وصل على الحسن والحسين سيدي شباب أهل الــجنة....
وصل على التــــ 9 ـــــسعة المعصومين من ذرية الحسين الأطـــهار....
صلوات الله وسلامه علـــيهم اجمعين....
تتقدم أسرة تحرير وكالة أنباء براثا بأسمى آيات التهاني و أجل التبريكات إلى مولانا صاحب العصر و الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف و إلى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام والى الأمة الإسلامية جمعاء والى شيعة آل البيت ألأطهار عليهم السلام ، بذكرى مولد النور الحادي عشر مولانا و سيدنا الإمام أبو محمد الحسن بن علي الزكي العسكري، صلوات الله و سلامه عليهم، سائلين المولى عز وجل أن يجعلكم و إيانا من المنتهجين بنهجه و النائلين بشفاعته يوم الورود.
هو الحادي عشر من الأئمة المعصومين عليهم السلام، وكنيته أبو محمد. ولقبه العسكري نسبة إلى المحلة التي سكنها هو وأبوه بسامراء والتي كانت تسمى (العسكر).
قد قلت يا شمس تكوري فلقد زها في الأفق نور العسكري
قرم به من نور آل محمد قبس ينير الدرب للمتحير
من لم يذب بولائهم وبحبهم لم يرتشف _ تالله _ ماء الكوثر
يا رب فاحشرنا بزمرة أحمد كيما ننال الفوز يوم المحشر
بيومك قد بشر المؤمنون فقد هل في الأفق نور الهدى
ولدت فبدد كل الظلام وبعثر شمل لجيش العدى
فيا بئس من لم يشاهد سناك ويا نعم من بالضياء اهتدى
عرفت بأنك ركن الوجود ولولاك ذا الدهر اضحى سدى
فجئت اهنئ كل الأنام وصرت لشيعتكم منشدا.
1 ـ علمه:
عاش الامام العسكري {عليه السلام}في القرن الثالث الهجري وهو قرن كانت المدارس الفكرية قد اكتملت فيه شخصيتها خصوصاً في مجال الفقه ومذاهبه والتفسير والكلام واصول الفقه والفلسفة والحديث وغيرها. وقد تحددت معالم مدرسة أهل البيت{عليهم السلام} من خلال النشاطات العلميّة للإمام العسكري{عليه السلام} إذ قام {عليه السلام}باعداد ثلة من الرواة والتلاميذ، وما قام به من مراسلات ومحاورات واجوبة على المسائل المختلفة، وما روى من أحاديث، وبث من علوم ومعارف فقد نقلت عنه{عليه السلام} ذلك كتب الاحاديث والتفسير والمناظرة وعلم الكلام وغيرها.
2 ـ عبادته:
لا شك أن أئمة أهل البيت {عليهم السلام}هم قدوة الامة في العبادة والإخلاص لله عزّوجلّ وواضح ان من أبرز العناصر المقومة للإمامة هوعنصر الإخلاص لله سبحانه والتعلق به دون سواه وإن من أبرز معالم هذا الإخلاص والعبودية لله في حياة البشرية هو العبادة والتسليم لإمر الله سبحانه وقد ورد في كثير من الروايات التي وصلتنا انها تتحدث عن عبادة الامام العسكري {عليه السلام} كما تحدثت عن عبادة آبائه {عليهم السلام}، ومن أهمها:
هي الروايات التي تحدثت عن عبادته{عليه السلام} وكيفية تعلقه بالله عزّ وجلّ حتى عندما كان في السجن. وفي الحقيقة ان هذه الصورة تعيد الى الاذهان صورة جدّه الامام موسى بن جعفر {عليه السلام} عندما كان في سجن هارون وهو يقول: (إني دعوت الله أن يفرغني للعبادة ففعل} وقد روى عن الامام العسكري {عليه السلام} عندما أودع السجن أيام الحكم العباسي أنّه كان يصوم نهاره ويقوم ليله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير عبادة الله سبحانه.
3 ـ الهيبة والعظمة في قلوب الناس:
كان {عليه السلام} كآبائه الكرام علماً لا يخفى، وإماماً لا يجهله أحد من أهل عصره، فكان استاذ العلماء وقدوة العابدين، وزعيم السياسةُشار إليه بالبنان، وتهفو إليه النفوس بالحب والولاء، ففرض نفسه حتى على حكّام عصره وخصومه. فهذا أحد مخالفيه يصف جانباً من مكانة الامام ومقامه الاجتماعي ومدى تعلق الناس به واحترامهم له اذ يقول: عندما ذاع خبر وفاة الامام {عليه السلام}حدثت ضجة في سامراء وعطّلت الأسواق وتوجّه الناس بمختلف طبقاتهم الى مكان الجنازة وكأن القيامة قد قامت في المدينة.
الإمام والسلطة العباسية:
كان الناس في زمن الامام العسكري {عليه السلام} يعانون من الفقر والجوع والمرض والإرهاب السياسي من قبل السلطة العباسيّة وفي مقابل هذه الصورة نجد صورة اخرى مغايرة لذلك تماماً حيث يعيش الخلفاء الثلاثة {المعتز والمهتدي والمعتمد} الذين عاصرهم الامام حياة البذخ واللهو والانحطاط الأخلاقي فكان طبيعياً ان يتصدى الامام العسكري{عليه السلام}فيعارض سياسة الدولة، لهذا عملت السلطة الى مواجهة الامام {عليه السلام} والتضييق عليه وملاحقته وحصاره سياسياً واخيراً زجّه في السجون.
لحا الله قوماً وازنوك بمن عتى ** على الله عدواناً فهدم دينه
يظنّون أنّ القطر ينزل سرعة ** إذا مدّ من غطّى العقول يمينه
ولم يعلموا عظم النبي بكفّه ** ومن أين هذا السرّ يستخرجونه
فلولاك رُدّت للتنصّر أُمّةٌ ** لجدّك قدما دينه يرتضونه
أيا شرّ خلق الله كيف عمدتم ** إلى نور خلاق الورى تطفئونه
صلاة إلهي لا تزال تحفّه ** متى البان أهفى الريح منه غصونه.
من وصايا الامام الحسن العسكري عليه السلام:
1- قال الإمام: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار.
2- وقال: ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما هي كثرة التفكر في أمر الله.
3- بئس عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين. يطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً. إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله.
4- الغضب مفتاح كل شر. وأقل الناس راحة الحقود، وأزهد الناس من ترك الحرام.
5- الإلحاح في الطلب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء. فاصبر حتى يفتح الله لك باباً يسهل الدخول فيه، فلا تعجل على ثمرة لا تدرك، فاعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخبرته في جميع أمورك.
6- كفاك أدباً تجنبك ما تكره من غيرك. خير إخوانك من نسي ذنبك وذكر إحسانك إليه...
............
نلتمسكم الدعاء لنا بالتوفيق
26/5/13218
https://telegram.me/buratha