ظاهر صالح الخرسان
انتشرت في العقود الأخيرة ظاهرة دينية عالمية ، وهي أن نخبة من المثقفين والعلماء أعلنوا تحولهم من ديانتهم أومذاهبهم إلى مذهب أهل بيت النبي'. ولم يكن طريقهم معبداً بل كان صعباً شاقا ، بدءاً من أنفسهم حيث كانت المعركة الأولى مع النفس والهوى ، ثم مع الموروثات والشبهات والحقائق ، حتى تجاوزوا كل العقبات والموانع ببركة أهل بيت النبي'ووصلوا إلى سفينة أهل البيت التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى ثم جعل أكثرهم الدعوة إلى مذهب أهل البيت هدفاً لهم ، فهم يؤلفون ويكتبون ويحاضرون في فكر أهل البيت وقضيتهم قضية الإسلام
هذه الظاهرة أصبحت واضحة لكل مراقب ، بسبب سعتها في قارات العالم ، وبسبب أن أفرادها من كل الأديان والمذاهب ، حتى وصلت أعدادهم إلى الملايين في بعض البلاد . ومن خصائص هذه الظاهرة أن حالة كل معتنق لمذهب أهل البيت تراه يحمل قدراً كبيراً من الحماسة والشوق ، والأهم من ذلك اليقين والوضوح في الرؤية في مذهبه الجديد ، ويؤكد أن ولاية أهل البيت نعمة لاتكافؤها نعمة أخرى، ولا يعرف قيمتها جيداً إلا الذي كان محروماً منها تائهاً عنها ، ثم وجدها ومن هؤلاء الفتية فتية اليمن المباركة فقد شهدت موجة استبصار مباركة بجهود ثلة من الخيرين الذين أخذوا على عاتقهم نشر فكرآل محمد بالحكمة والموعظة الحسنة فحدثني أحد الاخوة المؤمنين اليمنيين من الذين حملوا رسالة آل البيت ويعمل جاهدا من اجل اثبات الهوية الشيعية لاخوته وسط تناقضات وسياسات اقليمية تهدف الى اثبات وجود حركات وان كانت منحرفة لكن لتنفيذ مصالح ومآرب أُخر أول ما ابتدأ الحديث قال لي دعني أحدثك بشكل عام عن المستبصرين ومن هم الذين يحملون هوية التشيع كانت حسراته تخرج من بين الأحرف التي يسطرها لي لم أسأله سوى الإصغاء له ليضعني في الصورة المغيبة التي تأطرت بأطار السياسة وظهور الزيدية أمام الملأ وخاصة بعد احداث بدر الحوثي وحسين الحوثي وعبد الملك بدر الدين .
وهناك طبقتين من الشيعة في اليمن وهذا ملاحظ بشكل كبير لكل متابع ومهتم بالشأن التبليغي ،الطبقة الاولى من المستبصرين قديما في التسعينات وما قبلها جميعا يغلب عليها الطابع السياسي وولاية الفقية والتبعية وغيرها فهؤلاء لن نجد لهم قيادة معينة لأنهم كلهم كما نراهم ولمسنا ذلك منهم كلهم قادة ربما هذا والله العالم أن سبب استبصارهم هو مشروع سياسي يدار من تحت الطاولة وهؤلاء المستبصرين كلهم قادة بمعنى أنهم جميعاً ضباط في الجيش أو موظفين كبار في الدولة أو أعضاء مجلس نواب أو ما شاكل رجال أعمال وغيرها لا يمتلكون مؤسسات ولا برامج توعية ولا تنظيمات فلا يقدمون شيء للمجتمع الشيعي ولا للمذهب وأغلب النتسبين لهذه الطبقة "البرجوازية "هم من المستبصرين أعقاب الثورة الاسلامية في ايران ومن المناطق الشمالية الزيدية
أما الطبقة الثانية من الشيعة في اليمن وحسب تصنيف المجمع الإسلامي الشيعي اليمني - مركز المعلومات وحسب ما ورد في التقرير العام لأبناء الطائفة الشيعية الأمامية في اليمن للعام 1433 هـ النسخة الخاصة بمكاتب المراجع وعوامل نشر الاستبصار في هذه الطبقة لا يغلب عليها الطابع السياسي أبداً وعوامل نشر الإستبصار في هذه الطبقة لا يغلب عليها الطابع السياسي أبداًبسبب ظهور قنوات شيعية تتحدث بالعربية عراقية وبسبب ظهور الشيعة في العراق وأحوالهم ومراسم العزاءات الدينية والزوار و ظهور أضرحة أهل البيت عليهم السلام الذين لم يكن يُعرف عنها شيء وبسبب ظهور كتب شيعية تنشر في كل مكان مثل المراجعات ولقد شيعني الحسين وغيرها الكثير
وكذلك بسبب ظهور غرف على البالتوك والشبكة العنكبوتية فقد بدأ عهد جديد للتشيع وهو عهد مزدهر فكرياً وعقائديا ومن خلال المعطيات أعلاه ، يعني مع وجود طبقة برجوازية شيعية مقتدرة في اليمن لم تنشر الاستبصار والفكر ولم يُعرف الشيعي أهل البيت عليهم السلام رغم اماكنياتها المادية والاجتماعية والسياسية لذلك اليوم هم ليس لهم أي قيمة عند الشيعة في اليمن ولا أي وزن وخاصة عند المستبصرين من بعد عام 2003 فالطبقة الثانية هم الأكثرية وتتراوح أعدادهم بآلاف في كل المناطق اليمنية وأن اكثر المناطق تواجداً منطقة "تعز" فهي محافظة تضم "40" دائرة انتخابية وقرى وعزل كثيرة وهي العاصمة الثقافية في اليمن ويغلب عليها الطابع الثقافي والتمدن عكس المناطق الأخرى "الشمالية " التي يغلب عليها الطابع القبلي والسلاح مع عدم وجود فكر او ثقافة او رساله يمكن نشرها خارج إطار شخصية او منطقة محددة
كذلك تتواجد أعداد من الشيعة في محافظة "أب " القريبة من تعز وكذلك في محافظة عدن يوجد فيها شيعة وجذور التشيع فيها يعود لمئات السنين وكذلك صنعاء وتتلوها محافظة "الجوف" التي أنشأ فيها مؤخراً حوزة الإمام علي عليه السلام بتمويل المرجع الشيرازي ، ومن ابرز سمات هذه الطبقة من الشيعة وهم الأغلبية لا يؤمنون بالصراع الدائر بين مراجع الدين ويركزون نظرهم حول ولايتهم المطلقة لصاحب العصر والزمان"عج" وسواء عليهم أكانوا جاهلين أم على حق لا يهم هذه السمة مؤكدة فيهم . لا يوجد أي أحد من المراجع يهتم لأمرهم بسبب التشتت وعدم القدرة على إحصائهم والسبب كما يراه المجمع الإسلامي الشيعي اليمني هو سيطرة الطبقة الأولى على الواجهة الشيعية وهناك من يزرع فيهم الشك وعدم الثقة بأي نشاط جامع يريد أن يجمعهم وهذا من قبل الطبقة الأولى وأتباعها طبعاً
والأهم من ذلك : هو أنه غياب الدور المؤسسي في إدارة هذا الإنقسام والتشتت ، وغياب دور التوجيه والإرشاد العلمائي الديني المرتبط بولاية صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والخالي من الشوائب والأجندات السياسية والمصالح ، هذا الدور المؤسسي قد يتبادر للذهن أنه صعب الحصول عليه لكنه أسهل مما نتوقع ، إذ أن تأسيس منبر إعلامي فقط يمكنه أن يجمع كل الشيعة من الطبقة الثانية ويوجههم بإتجاه صالح ويلم شعثهم بسهولة وسرعة كبيرة .وتأسيس هذا المنبر يعادل ما قيمته 10 بندقيات ل 10 جنود حوثيين
فلا نعلم هل المؤسسات الشيعية غير قادرة تاسيس منبر إعلامي لهؤلاء من أجل بث علوم آل محمد "ص" ولماذا هناك غياب تام لدور هذه المؤسسة من الآلف من الموالين في حين ان احد الاحزاب الشيعية في البلدان العربية يقوم بتمويل قناتين فضائيتين أسمهما (( المسيرة زيدية للحوثيين )) وقناة (( الضياء أو الساحات للحزب الاشتراكي .)) وقد وفروا لهم الاستوديوهات والطاقم الفني ودربوا كل الأفراد على إدارة القنوات أذن لماذا لا يقوموا بهذا الدور مع الشيعة المستبصرين في اليمن ؟!
هناك سبب سياسي وأجندة خارجية، يتخوفون من ظهور ملامح للمذهب الشيعي الأمامي ربما يطمس ملامح أجندة الحوثي وأتباعه المرتبط بهذه الأجندة يعني بصورة اوضح مصلحة الأجندة الإقليمية الداعمة للحوثي في اليمن مهددة في حال أي نشاط إعلامي أو فكري للشيعة الأمامية في اليمن .. !لذلك لن تقوم بدعم أي عمل إعلامي للشيعة حتى وإن كان ذلك يساوي ما قلناه وهو لا يتعدى 10 ألف دولار أمريكي فقط .
وهناك تساؤل يتبادر إلى الذهن :لماذا لا يقوم الشيعة بأنفسهم بجمع هذا المبلغ وتأسيس هذا المنبر ؟الجواب : لأنهم ليسوا يداً واحدة بعد وكل واحد لا يعرف الآخر .. ولا يوجد من يجمعهم وان المنبر الإعلامي هذا بإمكانه ذلك وهو ليس الحل الأنسب فقط بل هو الحل الوحيد لذلك... ربما لا ندرك أبعاد ما قلناه إلا لو اطلعنا عن الوضع عن كثب فستجد أن أي ما يتعلق بذكر المهدي صلاة الله عليه يجب أن يطمس في اليمن ولا يروج له ولا يقوم له قائمة بسبب المنظومة الفكرية للحوثيين المدعومين إعلاميا وسياسيا واقتصاديا أنهم يروجون وينظرون أنّ الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ما هو إلا خرافة شيعية ووهم من صلح شأنه منهم يقول أنّ المهدي مجرد فكرة ومشروع ونظرية وبإمكان كل شخص أن يكون المهدي فالمشروع السياسي للأجندة الخارجية يحاول إرضاء الصوفية والزيدية لأنهم أكثرية ومصلحتهم تقتضي ذلك يسعى أتباع أهل البيت لعمل إحصائية في 15 شعبان
حيث يعملون منذ الآن لعمل أكبر مهرجان للاحتفال بالإمام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وقد حاولوا مد يد العون مع الطبقة الاولى من الشيعة السياسيين لكنهم للأسف رجعوا خائبين وعندما تسأل المعنيين عن ذلك يقولون المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين !
فاليمن تعيش صراعاً بين كل الأطياف السياسية والفكرية والدينية ونحن نرى مرحلة اندكاك حضاري في اليمن سيعقبها لا محالة ولادة فكر قوي يصمد أمام تساؤلات الناس ويلبي احتياجاتهم الاجتماعية والاقتصادية العقائدية والشعائرية ولكن بجهود أصحاب المشروع الرسالي ومد يد العون للقائمين على اتباع أهل البيت ودعمهم بكافة الإمكانيات المتاحة لدى مكاتب العلماء وتوجيه المرشدين والمبلغين وفتح قنوات اتصال من اجل إعطاؤهم الخطوط العريضة للعمل في هذه البيئة الخصبة ففي باطنها كنوز الولاء لأهل البيت منذ القدم لكن يد السياسة ورجال السلطة وأصحاب الأموال والأجندة ابعدوا المسار الحقيقي لهذه البلاد التي أخذت ألان تنهض وتعود الى أحضان بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل
https://telegram.me/buratha