ابو حيدر الحلفي
السلام على البشير النذير ،السراج المنير ،الطهر الطاهر،الدر الفاخر، العلم الزاخر، المنصور المؤيد ،المحمود الاحمد ،حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وعلى اهل بيته الطيبين وعلى صحبه المنتجبين نعيش هذه الايام ايام شهر ربيع الاول نفحات ايمانية معطرة بعبق مناسبات جما تزدحم بها ايام شهر ربيع الاول ففي الليلة الاولى للسنة الثالثة عشر للبعثة النبوية الشريفة هاجر الحبيب المصطفى من مكة المكرمة الى المدينة المنورة ،وفي الثامن من ربيع الاول عام 260هجرية استشهد الاما م الحسن العسكري عليه السلام وبعده بيوم واحد توج الامام الحجة المنتظر (عج) بالامامة والقيادة .وفي الرابع عشر من ربيع الاول سنة 64هجرية هلك الطاغية يزيد ابن معاوية ، وفي السابع عشر من ربيع الاول عام83 ه ولد الامام جعفر ابن حمد الصادق (ع) , الا ان هذا الشهر المبارك توشح بوشاح ولادة الحبيب المصطفى التي غطت على كل هذه المناسبات لعظمة حدث الولادة ولعظمة المولود الذي ما جاء الا امانا واطمئنانا ورحمة للعالمين وقد حضي محمد ابن عبد الله عليه وعلى اهله افضل الصلاة والسلام على صفات ومزايا لم يحضا بها غيره من الرسل فضلا عن بقية البشر .لقد كان نبيا حتى قبل ان يولد وكما قال (ص) (( مازلت نبيا وادم مجندل بين الماء والطين)) وهذه خصلة سامية لم يحصل عليها اي بشر .ونشاهد اليوم جميع البلدان الاسلامية وشعوبها تحتفل بهذه المناسبة العزيزة على قلوب المسلمين وهذا مايثلج الصدر ويسر الفؤاد ونرى كثير من الشعارات واللافتات ترفع بهذه المناسبة وما نتمناه ان تتجسد هذه الاقوال على ارض الواقع هذا الواقع المرير الذي يعيشه المسلمين بسبب الابتعاد عن الاهداف الاصيلة للرسالة الاسلامية التي جاء بها الحبيب المصطفى والتي جمعت المسلمين بعد ان كانوا متفرقين وقوة شوكتهم بعدما كانوا مستضعفين في الارض
يقولون في الاسلام ظلما بأنه يصد ذويه عن طريق التقدم فان كانوا ذا حقا فكيف تقدمت اوائله في عهده المتقدم
عندما ابتعد المسلمون عن قطب الرحى في الاسلام وهادنوا على الحق وتطرفوا في مواقفهم وعقائدهم الدخيلة على الرسالة السمحاء تفرقوا الى احزاب وجماعات و كل حزب بما لديه فرحون ,ومن الصفات التي انفرد بها الرسول محمد (ص) هي رسالته الخاتمة للرسالات , نحن نرى ان الكثير من المؤلفين يعمدون الى كتابة خاتمة لمؤلفاتهم يجمعون فيها خلاصة لأفكارهم وأرائهم التي طرحوها في مؤلفهم , وخاتمة الرسالات اي خلاصة الرسالات السماوية ، فأصبح الاسلام خاتم الاديان وأصبح المصطفى خاتم الانبياء (ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وفي الاخرة من الخاسرين ) ان السابع عشر من ربيع الاول من عام الفيل الموافق للعشرين من نيسان عام 571 م يشكل انعطافة في تاريخ الانسانية وبوابة رحمة فتحت لها لان الخير والبركة يعم ارجاء اي مكان يحل به هذا المولود المبارك الذي ولد في ام القرى مكة المكرمة فأصبحت هذه البقعة مهبط الوحي ومنطلق الرسالة الخاتمة .انه يجب على المسلمين ان يتخذوا هذا اليوم مناسبة لتأليف القلوب وتوحيد الصفوف ضد اعداء المسلمين الذين يريدون طمس الاسلام وتحريف الرسالة وان ينهض اهل العلم والمعرفة بمهمة تشذيب الافكار المتطرفة التي فرقت كلمة المسلمين ودقت اسفين في وحدتهم وتراصهم , ان حب النبي واله كما يدعيه البعض يجب ان يكون له مصداق على ارض الواقع من خلال اتباع النبي في افعاله وأقواله والتي كانت تؤكد دائما على مكانة اهل البيت ودورهم الكبير في الاسلام وما كان ذلك لعاطفة لذوي القربى ولكن كان بأمر السماء وتوجيهاتها ( وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى) .نسال الله تعالى ان يهدي الجميع للتمحور حول الرسول وأهل بيته فهم سفن النجاة و شجرة طوبى من تعلق بها نجى ومن تخلف عنها سقط وهوىوالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابو حيدر الحلفي
https://telegram.me/buratha