الصفحة الإسلامية

سيرة حياة الخطيب الحسيني الشهيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي.. بقلم السيد بهاء آل طعمه

8605 16:07:00 2012-12-25

 

( بسم الله الرحمن الرحيم )

منَ المـُؤمنين رجالٌ صدقوا ماعاهدوا الله فمنهم منْ قضى نحبهُ ومنهم منْ ينتظر ومابدّلوا تبديلا

رجَلٌ قَدّسَهُ ضَميرُ العاشِقينَ حَتى تَغـنـّى بِاسمِهِ الأَحرارْ

( الخطيب الشهيد الشيخ عبد الزهراء الكعبي ( طاب ثراه)

.................................................. .......................................

لابد للمشاعر أن تهيج ولابد للخواطر أن تصطحبها العبرات ويهتزعندذاك الكيان حين يسمع الإنسان بأسماءٍ قد ازدهربهـــاالتأريخ وارتدى تاج الخـــلود واســـتنار بعطائها أحرار الوجود ......, فمسكت القلم وأنافي حيرة ٍمن أمري لــــــعلّ أحدا يُسعفني...!! فماذاعساني أن أقول .عن هؤلاء الفحول. الذين أفنوا حياتهم بخدمة آل الرسول. حتى أصبحوا أقماراً تأبى الأفول ..., فمسكت قلــمي وقبل أن أكتب توقفت هنيئةً..! وتأملت قليلاً حيث أخذني الشوق الأصب وغمرتني السعادة التي لاتوصف وغــبت من عالــمي هذا ورحت إلى عالمٍ ثــانٍ ودنيا مثالــية فيــها من اختارهم الله سبحانه لنصرة الدين وحماة الإسلام وإحقاق الحقوق...., ثم ســـألت نفسي وقلت لها كيف لكِ الغوص في بحارٍ غرق فيها الباحثون ودعاة الـحق,بحارٌ هائجة متلاطمة الأمواج ملئها أسرار الأحرارويسيّرُهاعمالقة الدنيا ,وكيف تكون نفسي منصفة في البحث الدقيق والوثيق عن أفذاذ الزمان حيث إن نفسي تعلم إن هذه البحار المضيئة برجالاتها قد استمدت عذوبتها من فيض عطاء تلكم القماقم الكماة ..... هـذا وقــد أجابتـني

نفسي مطمئنة مستبشرة تقول (إن الخالدين الأحرار الذين وضعوا بصمات العز والكرامة قد علّمونا كيف نكون أحراراً كراماً كي تخلدنا العصـور على امتــدادها ) فلابد لنا أن نحيي مآثرهم ومواقفهم الحرة الأبية ونكرس أمجادهم بكل فخرٍ واعتزاز وشرف لترتفع خفاقةً على رؤوس الأشهاد إلى يوم القيامة وليعلم الجميع ومن هب ودب ماالعراق وما أنجب ..!! قد أنجب اسودا لاتصارعها قوى الدنيا بأسرها . فمن هنا أستاذنت نفسي لا غوص في بحار النور وبسم الله مجراها ومرساها دخلت لأبحث من أولئك الضياغم درسا ينير دربي ودرب السائرين إلى الخلود عن رجل هو من أندى الأنام ومن سراة الناس أفنى حياته الطاهرة بخدمة آل محمد (ص واله ) وخدمة المستضعفين فان شيخنا (ألكعبي )(طاب ثراه ) له مواقف بطولية وضاءة يشهد لها المجاهدون الأوفياء في ربوع المعمورة. فكان متحديا صنديدا لزمرة البعث الغاشم في خِضَمِّ ظروف دموية أموية حاقدة يقودها أبشع دكتاتور سجله التاريخ في عالم الوجود خلف في العراق الحطام والركام وقضى على أرباب الفكر والعقيدة وقتل العلماء والمثقفين وأصحاب الأقلام الحرة النزيهة ذلك حكم (صدام ) عليه لعائن الله ابدالابدين .... فلم يهتز شيخنا الأبي لكل أساليب النظام الوحشية والضغوطات الطائشة والحروب النفسية فلم يبال لكل ذلك بل كان صامدا صابرا محتسبا يبذل جهده النير لإيصال صوت الحق ونصرة المذهب وإعلاء كلمة الله والدفاع عن الإسلام . حيث قد وجبت آنذاك (التقية ) التي كان معمول بها خشية الإطاحة بالأبرياء عمدا من قبل النظام التعسفي ألصدامي في العراق فكانت مواقف شيخنا الشهيد مواقفا إنسانية وأخلاقية وسياسية استطاع من خلالها نصرة الدين ومعونة المستضعفين من الفقراء والمحتاجين فكان سمحا طلق اليدين جزل العطاء ذي رونق لايرد من سأله فالكل عنده سواء فكان يعانق الطفل الصغير ويقبله ويقدس الكبير ويحترمه وكان همه إشباع الجياع وكفالة الأيتام فما كان في جيبه فهو للسائلين واللاجئين إليه لطلب العون هذا و(لهم أعمال دون ذلك هم لها عاملون ) فكان صوته يدوي فوق منابر الحسين (ع) بالنصح والإرشاد ليكسب الجمهور إلى صراط الله محمد وال محمد (ص واله ) فقد عظم الله في نفسه فعظمه الله ليكون قدوة للناس أجمعين وكان إذا رأى (سيدا) من أبناء الزهراء عليها السلام صغيرا كان أم كبيرا ينحني إليه يقبل يديه ويعانقه اجلالالنسبه العائد لرسول الله( ص واله) وبرز أكثر وعرف بين أوساط العالم الإسلامي بقراءة (مقتل الحسين )في العاشر من المحرم من كل عام بصوته الحزين الشجي الذي يبكي منه العباد والجماد وحتى أبكى بصوته ملائكة السماء وهو يجسد يوما لاكمثله يوم أبدا منذ خلق الله الدنيا إلى يوم القيامة يوم به قتل( الحسين ) ع ظلما على يد بني أمية عليهم لعائن الله . وكان يحضر ذلك العزاء المقام في العاشر من المحرم جمع ألوف الناس وهم ينصتون (لمقتل الحسين ع ) بصوت الشيخ عبد الزهراء ألكعبي وترى دموع الجالسين ملئت الدنيا بكل مكان ففي عام (1394-1907) أشرقت شمسا تنير بشعاعها بيتا من بيوتات العلم والشرف في كربلاء المقدسة لتلد رجلا فطحلا اصمعيا من فطاحله العصر ليسجل اسمه منذ الصغر في سجل الخالدين كي يمجده الصالحون ابد الزمان وبالفعل أصبح اسمه صوتا يهز العالم في كل يوم كما إنّ في كل يوم عاشوراء دخل شيخنا المفدى المدارس العلمية في كربلاء المقدسة وحاز على علومها فدرس على يد سماحة الشيخ عبد الحسين الحويزي والشيخ فليح ألرماحي (طاب ثراهما ) ودرس الفقه والأصول على يد الشيخ محمد بن داود الخطيب (قد) ودرس المنطق على يد العلامة الشيخ جعفر ألرشتي فتخرج عالما عاملا في داخله ثورة الولاء الصادق لإل محمد (ص واله ) فكان يلتظي لهبا كي يؤدي رسالته الغراء بنشر فضائل أهل البيت عليهم السلام ثم درس الخطابة على يد الخطيبين الشهيرين الشيخ محسن أبو الحب الخطيب والشيخ محمد مهدي الواعظ (رحمهما الله ) فأصبح خطيبا يهز أركان المساجد وخصوصا في الصحن الحسيني والعباسي المقدستين . وقد قدم لكربلاء وأهلها النتاج الذي لاضمحل الااذا اضمحلـّت الحياة ويبقى اسمه في قلوب العاشقين مدى الأعوام.. وقد تشرفتُ بنظم بعض الأبيات من الشعر هدية مني لروحه الطاهرة فأقول....

 

فـَقِــيِدُ ( الحـُـسَينْ . ع )

قصيدةٌ في رِثاءِ خَطيِب المِنْبَرِ الحُسَيْنِيْ العَلاّمَةُ الشّيخْ الشّهيد ( عبد الزّهـراء الكَعبي ) ( قد )......شعـر / السيد بهاء آل طعــمه

 

قـُمْ أيّها التأريــخُ دوّنُ قائــلاً        عظـُمت حــياةَ المجــدِ للخـُطباءِ

هذي هي الدنيا تـُخلّـدُ ثُلّةً               كانَ الولاءُ شِـــعارها بوفـاءِ

تلكُم جموع الحقّ كانوا بيننا        رحلوا وهــم في موكبِ الشّهداءِ

يومٌ رجال الدين طاب نوالهم           جزِلوا عـــطاءً زاخراً بسخاءِ

ذا شيخنا ( الكعبيّ ) صفو مودّةٍ    حتّى ارتقى الفردوسَ في العلياءِ

منْ زمرة الأرجاس كان مطارداً          لكنّه ما هـــــابَ منْ سُـفهاءِ

فعــصابةُ البعث الكفور وراءهُ           فغدا كليثٍ يسمـُـو كالعـُظماءِ

إذ كان كالأسد الهصور بوجههم       رغماً عليهمُ حيثُ كانَ فِـدائي

وشعائــرُ الله العظيـمة صانها             مـُــتحدياً فئةً منَ الطــُـلقاءِ

في كربلا يصدحُ صوتـاً للسما       في ( مقتلٍ ) يُتلى على الشّرفاءِ

إذ ذلك الصّوتُ الشّجيّ كأنّه      صوتَ ( العقيلة ) يومَ عاشوراءِ.!!

والعرشُ يبكي بدمٍ لفجيعــــــــــة (السّبط) التي أدمـَتْ عنانَ سمائي

قـدّمتَ في الدّنيا عطاءً مثـمراً           أبدَ الزّمانِ مـُتوّجــاً بـــإبــاءِ

غادرتنا حيثُ الحياة تــكدّرتْ          والناس بـُـركاناً غــدوا ببــكاءِ

( بالسـّـُم ) قد قتلوك ملّة (عفلقٍ )   فمضيتَ مـُحــــتسبا إلى العلياءِ

تبقى وذكراك النـــديّة في الدنا       يحكي بها الأجـيالُ في الأرجـاءِ

إذ أنت حَيٌّ بيـننا لا لمْ تمـُتْ           فالموتُ لا يُفني صدى الشّهداءِ

عينُكَ قـُرّتْ حيثُ أنت مخلّدٌ         في القـــلبِ تبقى منــبعُ الإرواءِ

فلك النعيمُ السّرمديّ تكرّماً                  فامرحْ به يـا خـادمَ الزّهراءِ

 البعثيين الأراذل لهم للقضاء عليهم بأيةِ وسيلة فقد ذاق شيخنا الأغر( عبدالزهراءالكعبي )(قد) مرارا لترصد والتربص والمنع من قبل رجال الأمن آنذاك ولم يعبأ بأساليبهم الخائبة الخاسرة حيث صمد بوجههم وأعلن لــــهم التحدي والتصدي بكل بسالة وإقدام , ولابد للحق أن ينطق قائلا أن الشيخ الشهيد (عبدا لزهراء ألكعبي ) الوحيد الذي قرأ (المقتل الحسيني ) في زمانه ولم يجرأ أحدٌ إلى يومنا هذا أن يقلد ذلك الصوت الحزين الشّجيّ الذي يحاول أن يرسم ويجسّد يوم ألطف وصورته بلسانه وصوته (طاب ثراه) ومهما تجدد الزمان ودار وجاء جيل وجيل لم ولن يصل أحد لتقليد ذلك الصوت العذب الذي يبقى مدوياٍ مع صوت الحسين.ع. الخالد وترفعه الإذاعات في ذرى الأيام وغرّة العاشر من المحرم من كل عام ,, هذا وكما كانت ولادة شيخنا ألكعبي في يوم ولادة الزهراء عليها السلام فإن إ استشهاده كان يوم شهادتها عليها السلام ,حيث خطط له البعثيون الأذلاء الجبناء لاغتياله ليطفؤابقتله نورالأسلام في كربلاء الحسين .ع. حتى جاء اليوم المشئوم ففي عام (1374 هـ/ 1974 م) رحل شهيدنا المفدى إلى ذرى الفردوس بعد أن أسقوه أولئك العفالقة الصداميين السم في الشاي عن طريق مدبرو مرسوما له مسبقاً فلم يبقى غير سويعات بعد أن تمزقت أحشائه من ذلك السم الفتاك ففارق الحياة سباقا إلى الفردوس لينعم في الخلود الأبدي مع محمد وآل محمد (ص وآله) فأقول ستظل أيها الشيخ المفدى نبراسا مشعاً تنير درب العاشقين , وصوتاً مدوياً إلى عنان السماء ونورا لكل خطباء الوجودويلهج باسمك العشّاق جيلاً بعد جيل , فسلام عليك أيا الشهيد الطاهر وسلام على الجنة التي أنت فيها منعماً وطابت روحك الحيةُ بيننا وهي ترفرف فوق منبر الحسين.ع. كلما نُصِبَ مأتماً له إلى يوم القيامة فرحمك الله ونعم عقبى الدار.. والحمد لله رب العالمين وصلىّ الله على محمد وآله الطاهرين..,

17/5/1225

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام التقى
2013-02-12
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم \السلام عليكم& جزاكم الله خيرا اخي الكريم على ما كتبته اناملكم المباركة بحق هذا العملاق الذي بذل جل حياته في خدمة محمد وآله الطاهرين &وفقكم الله سيدنا الكريم واسألكم الدعاء امانه
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك