الصفحة الإسلامية

الشيعة في أفغانستان.. النضال، الإسهام، المظلومية / الشيخ حسن البلوشي

3988 23:52:00 2012-12-06

مقدمة

«إذا كانت قراءة التاريخ مستحباً مؤكداً فإن وعيَ عبره ودروسه أمر واجب» ولعل هذا الفرض من أكثر الفرائض تضييعاً في الوعي العربي - الإسلامي، حتى باتت الأمة «تُجرِّب المجرب» و «تلدغ من الحجر مرات ومرات» إلى الدرجة التي تحول فيها وعيُ التاريخ إلى أزمة حقيقية. فمع ما في الذاكرة العربية - الإسلامية من حقائق لكن وعيها وتوظيفها في الواقع المعاصر من القلة إلى درجة الندرة بل أقل.

فلا المدارسة الرسمية أو الدينية تضع أمر التاريخ في موقعه الصحيح. بل يتركز الحديث في الرسمية منها على تاريخ الملوك والسلاطين في بعده التلقيني الاجتراري المزيف، أما الدينية فهي الأخرى يدور الحديث فيها عن تاريخ الطوائف والمذاهب ناسين ومتناسين أي شيء آخر له صلة بالحياة وتحولاتها الكبرى.

ولعل أحد أهم محطات تاريخنا المعاصر المنسية هي «القضية الأفغانية»؛ التي لها من عمق الاستقطاب، وحجم التحول، وسعة التداخلات.. ما يجعلها من أفضل المداخل لدراسة تاريخنا المعاصر، لما لها من إشعاعات ساطعة على مجمل العالم الإسلامي بشكل خاص، والعالم بشكل عام، بحيث تشكل مفتاحاً جيداً لوعي كم هائل من تفاصيل حياتنا اليوم ووضعنا الحضاري، بالإضافة لكثافة العبرة.

إذ إن شرارة النهضة الإسلامية الحديثة والمعاصرة باتت مقرونة باسم أحد أهم منظريها ومشعليها وهو «الأفغاني»؛ أعني السيد جمال الدين الحسيني الأفغاني، الذي ذاع صيته في الآفاق مقروناً بعدة أفكار هي مفاتيح النهضة المعاصرة؛ كالأمة الإسلامية الواحدة «الجامعة الإسلامية»، ومقاومة الاستعمار، وتجديد الفهم الديني، ونقد الحكام والسلاطين الخاملين.. وغيرها.

كما أن «القضية الأفغانية» كانت محطة بالغة الأهمية في الحرب الباردة؛ التي كانت أسخن ألف مرة من الحروب النارية، حيث كانت أفغانستان محل مواجهة عسكرية تشاركت فيها الدول المنحازة وغير المنحازة، والتي انتهت أخيراً بسقوط الاتحاد السوفييتي؛ الذي فتح صفحة جديدة للعالم تبدلت فيه الخرائط والأفكار والسياسات.

وفي الوقت ذاته كانت أفغانستان محل وسبب وحضن لتيار بدأ منذ أكثر من مائة سنة ولقي رعايته النهائية وبؤرة تشكليه السياسي الجماهيري فيها، وبعد ذلك ألقى كل ما في جعبته على العالم بشكل عام والعالم الإسلامي بشكل خاص، لينفجر في نهاية المطاف بسلسلة عنف دموي واسع النطاق على أرجاء المعمورة بالشكل الذي باتت أحداثه لا تقل عن حدث مثل نهاية الاتحاد السوفييتي. هذا التيار هو «الوهابية».

ومن هنا تمثل «القضية الأفغانية» خير مدخل لفهم واقع ما يسمى اليوم بـ«الإسلام السياسي» أو «الأصولي»، أو «الجهاد الإسلامي» الذي بدأ في أفغانستان في مواجهة الإلحاد السوفييتي ومرّ على الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في مواجهة «اليهود والنصارى» وانتهى بالعراق بشلالات الدم لمواجهة الشيعة الاثني عشرية، وفي غضون هذه المحطات مرّ في تفاصيل عديدة جداً ومعقدة خلطت العديد من الأوراق وشوهت الكثير من روائع النضال الإسلامي.

كما أن هاهنا تحديداً خير مدخل لوعي علاقة الإسلام بالغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأمريكية؛ التي رعت وبشكل جيد وسخري «الجهاد» الأفغاني -بما فيه الأفغان العرب-، لكنها وبعد أن جنت ما جنت، واجهته بشراسة وغلظة انتهت إلى دخول العالم في دوامة من الصراع الديني - الطائفي المدمر.

وهاهنا أيضاً -مرة أخرى- خير مدخل لتقييم مجمل الوعي الثقافي العربي - الإسلامي في مسألة «النهضة والتغيير»، بجميع إشكالياتها وجدليات التقليدية: الأصالة والمعاصرة، المجتمع والدولة، التغيير والإصلاح... إلخ.

كل هذه وغيرها من قضايا تختزنها دراسة موضوعية وواعية لمسألة من مسائلنا المعاصرة، ناهيك عن المسائل الأخرى التابعة لهذه المسألة حكماً في الوعي التاريخي العربي - الإسلامي.

المقال الذي بين أيدينا ليس دراسة موسعة عن «القضية الأفغانية» إنما هو إطلالة على جزء منها؛ وهو جزء مهم، الجزء الشيعي من حيث التاريخ والإسهام والمظلومية، لعل في غضونه تتضح بعض قضايانا العالقة.

أفغانستان؛ الطبيعة والتاريخ

أفغانستان دولة إسلامية مستقلّة[1] يحدها من الشمال عدة جمهوريات إسلامية وهي: طاجاكستان، أوزباكستان، تركماستان. وحدودها مع هذه الجمهوريات هي بطول 2300كم، وتتخلل أراضي أفغانستان جبال هندوكوش التي تمتد حدودها وراء السفوح الشمالية للجبال مع حدود الجمهوريات الإسلامية الثلاث المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفييتي السابق، ويمتد منها ذراع في أقصى طرفها الشمالي الشرقي إلى هضبة (بامير) وهناك تلتقي حدودها بحدود جمهورية باكستان الإسلامية وكشمير والصين. وتحدها جمهورية إيران الإسلامية من الغرب بشريط حدودي طوله 850 كم. وباكستان في جنوبها وشرقها بشريط حدودي طوله 2466كم [مع ملاحظة أن ليس أمام أفغانستان لبلوغ المياه الدافئة التي تصل إلى بحر العرب والمحيط الهندي إلا قطعة محدودة من أراضي باكستان]، أما حدودها مع الصين فهي 100كم.

وتقع أراضيها بين دائرتي العرض (30.29 ـ 30.38 درجة) شمالاً، وخطي الطول (61 ـ 75 درجة) شرقاً.

كما تمتد أفغانستان على رقعة واسعة من الأرض تبلغ مساحتها 720.000كم.

و«موقع البلد وسط آسيا تماماً (في قلبها) كما كان يقول اللورد كيرزون نائب الملك في الهند مع بدايات القرن العشرين، ثم إن الموقع هضبة مرتفعة تطل على شبه القارة الهندية وعلى القوقاز وعلى الصين وعلى إيران، حتى أن (ماركوبولو) الرحالة الإيطالي (الأسطوري) وصف أفغانستان بأنها (سقف العالم)»[2].

كان لهذا الوضع الجغرافي أثره البالغ في صياغة الشخصية الفردية والجماعية والسياسية لأفغانستان، خصوصاً إذا لاحظنا الوضع البشري وتكويناتها العرقية والقبلية، وأخص منه إذا عرفنا تاريخ وأطماع وطموحات جاراتها وجارات جاراتها كالهند وفرنسا، ناهيك عن بريطانيا وروسيا وباكستان والصين.

يقول أ. هيكل «كانت أفغانستان جسراً غريباً، لكنه جسر مرصوف ومهيأ لكي تمشي عليه الفتن وتتحرك المؤامرات، لأن طبيعته الجبلية، ووديانه شبه المغلقة على نفسها بالقمم العالية، ومناخه القاري القاسي يجعله نموذجياً للمطلوب منه، فهو معزول وعازل، مطروق وإن كان بصعوبة سالك ولكن بشروط، وأهم هذه الشروط هو التوافق مع نفر من أهل البلد الذين يعرفون المداخل والمسالك، وهم جميعاً تركيب إنساني يمتزج فيه الضعف بالقوة، والخيال بالقسوة، والغنى النفسي بالفقر المادي، والكبرياء الفردي بالولاء القبلي، وما يترتب على ذلك كله في التعامل مع القوى داخل البيت وخارجه. وذلك يفتح للتعامل معهم وسائل وأساليب!».

أما من الناحية الاقتصادية فهي تتسم بالتالي:

1- الزراعة: أراضي أفغانستان جبلية، ويقوم اقتصادها على الزراعة وتربية الماشية، ويقول الخبراء إن 22% من الأراضي صالحة للزراعة، لكن الواقع أن أقل من 10% من أراضيها الزراعية مستثمرة في حين تبقى البقية غير مستثمرة.

ويأتي القمح في مقدمة الحبوب الغذائية، فهو الغذاء الرئيسي للسكان، وتبلغ كمية إنتاجه السنوية نحو 3 مليون طن، وإنتاج الشعير لا يتعدى الـ400 ألف طن، أما الذرة فينتج 800 ألف طن. كما يزرع القطن وبنجر السكر 100 ألف طن، وتتميز الفواكه الأفغانية بجودة عالية وكثافة نسبة السكر فيها. كما تعد أفغانستان الدولة الأولى في العالم من حيث كمية الأفيون فيها، وهي المادة الأولية التي تصنع منها المخدرات، يقول أ. هيكل «أفغانستان كانت من الأصل واحداً من بلدين لهما النصيب الأكبر عالميًّا في زراعة وصناعة (الأفيون)» (بورما هي البلد الثاني).

وطبقاً لكتاب (طالبان)[3] (لأحمد رشيد صفحة 119) فإن إنتاج أفغانستان من الأفيون (وقتها) كان يصل سنويًّا إلى ما بين 2200 - 2400 طن، وذلك تقدير الأمم المتحدة».

ويذكر أن تجارة الأفيون التي بدأ بها «المقاتلون الأفغان» أبان حرب السوفييت وبعد قيام نظام طالبان كانت تدر على أفغانستان ما يزيد عن 6 بلايين دولار سنويًّا شكلت آنذاك عمدة اقتصاد البلد، حتى قالت تقارير الأمم المتحدة أن 70% من المخدرات المنتشرة في العالم مصدرها أفغانستان، وأن هنالك متنفذين في الكثير من الحكومات تعمل على ترويجها وبيعها في مناطقهم.

2- الثروة المعدنية: تقع أفغانستان في وسط آسيا، وهي بهذا تدخل حكماً في ثاني أغنى منطقة مكتشفة من حيث الثروة المعدنية بعد بلاد الخليج العربي، خصوصاً بالنسبة للنفط والغاز الطبيعي، التي توجد فيها بكميات كبيرة جداً كانت محل استغلال من قبل الاتحاد السوفييتي سابقاً.

وهنالك ما يزيد عن أكثر من 50 نوعاً من المعادن موجودة في أفغانستان، منها: الفحم والحديد والنحاس والرصاص والذهب والكروم والألمنيوم والفضة والجير والرخام والياقوت واللازورد (وهو حجر أزرق اللون جميل الشكل تُحلّى به الخواتم والأسوار والعقود). كما ذكر أن هنالك كميات كبيرة من الحديد فيها ذو النوعية الجيدة الذي يشكل 63% منها حديداً خالصاً.

ومن الناحية البشرية يبلغ عدد سكان أفغانستان اليوم ما يقارب الـ28 مليون نسمة، 52% منهم رجال، و48% نساء. وعدد ليس بقليل منهم مهاجرين عنها، إذ يقارب عدد المهاجرين منها حوالي الـ3 مليون نسمة، بين أوروبا، وإيران، ودول الشمال المحيطة بها.

أما الناحية العرقية فينقسم البلد إلى أربعة أعراق أساسية موزعة بشكل جغرافي، وهي:

1- البشتون: وهم يشكلون في أفغانستان من مجموع السكان 40%، وهم يقطنون المناطق الشرقية والجنوبية. وهي قبيلة تتصل بصلاة قرابة بقبائل البشتون في باكستان، وقد حكم البشتون أفغانستان قرابة المائتين عام، وكانت لهم السطوة والسلطة والهيمنة، وكان لهم من الممارسات الطائفية القمعية على بقية الأعراق وبالذات الهزارة الشيء الكثير الذي سنقف عليه في أسطر لاحقة في هذا المقال. كما يذكر أن أغلب أفراد طالبان هم من البشتون.

2- الطاجيك: وهم سكان الشمال، ويتصلون بصلاة قرابة مع دول الاتحاد السوفييتي السابق مثل طاجيكستان، ويشكلون ما يقارب الـ 15% من الشعب الأفغاني.

3- الهزارة: وهم سكان الوسط والغرب المتصل بشريط حدودي مع إيران، وهم يشكلون ما يقارب الـ 30% من الشعب الأفغاني.

4- الأوزبك والتركمان: وهم من سكان الشمال، وتربطهم صلاة قرابة مع دول الاتحاد السوفييتي السابق وبالأخص تركمانستان وأوزبكستان. وهم يشكلون ما يقارب الـ15% من الشعب الأفغاني.

تتميز الهزارة بانتمائها لمذهب أهل البيت (عليهم السلام)؛ الشيعة الاثني عشرية. في حين أن الغالبية العظمى من البشتون والطاجيك والأوزبك والتركمان من المسلمين السنة.

هذا التنوع الطبيعي والعرقي في أفغانستان كان من الممكن أن يكون عنصر قوة بالنسبة لها لكن وبسبب سوء الثقافة الشائعة في عقلية أمراء القبائل، ومساندة دول الجوار في كبّ الزيت على النار تحولت إلى عنصر ضعف جعلها طعمة سائغة بيد الاستعمار البريطاني سابقاً، ثم الروسي لاحقاً، والأمريكي أخيراً، حتى بات هذا القول شائعاً في الثقافة الشعبية الأفغانية: «إن الله حين خلق الطبيعة والناس، ووزع أجناس الأرض على أقاليمها وجد عنده بقايا من كل شيء: بقايا طبيعية وبقايا إنسانية وقد أخذ كل هذه البقايا وطوَّح بها وسقطت كلها كومة واحدة على كوكب الأرض في مكان أصبح اسمه أفغانستان»![4].

يمكننا تقسيم التاريخ السياسي المعاصر لأفغانستان إلى مراحل هي:

1- الاستعمار البريطاني [1838 - 1919م].

2- الملكية الدستورية [1919 - 1973م].

3- الجمهورية (تحت الحكم الشيوعي). [1973 - 1988م].

4- الجمهورية الإسلامية المستقلة (بعد خروج وسقوط السوفييت) [1988 -1996م].

5- انقلاب طالبان [1996 - 2001م].

6- الجمهورية الإسلامية (تحت الرعاية الأمريكية) [2001 - ...م].

لكل مرحلة من هذه المراحل سماتها وخصائصها التي تميزها من غيرها، وهي بالتالي تعكس صورة من صور الشعب الأفغاني؛ ففترة الاستعمار ثم الاستقلال تعكس صورة النضال الجهادي، وفترة الملكية والشيوعية تعكس صورة الحياة السلمية في ظل تحدي الاستبداد، أما فترة الغزو الروسي فهي الفترة التي برزت فيه الكثير من السمات الأفغانية في مجال النضال، بالإضافة أنها تعكس صور دول الجوار والجوار الإسلامي في كيفية التعاطي مع القضية الأفغانية، أما فترة طالبان وإلى اليوم فهي فترة النفق المظلم الذي يخيم على المنطقة؛ صحيح أن مساحات الحرية اتسعت ومستنقعات الفساد والفكر التكفيري ردمت نسبياً، لكن البلد لا يزال لا يسمع إلا صوت الرصاص الذي يعلو صوت الفكر.

الشيعة الأفغان؛ الرجال، الإسهام، المظلومية

يعتبر الشيعة مكوناً أساسيًّا من مكونات الشعب الأفغاني، وهو مكون فعّال وحيوي. كان له دوره الحيوي في كل مراحل التاريخ الأفغاني، خصوصاً في البعدين السياسي - النضالي، والثقافي - العلمي. وهم في الوقت نفسه أكثر الطوائف مظلومية في هذا الشعب، إذ كمية وكثافة الاضطهاد والتمييز الذي مُورس عليهم يتجاوز الخيال والتصور، لكنهم في الوقت نفسه استطاعوا المحافظة بنسبة كبيرة على دورهم الفعّال في بلدهم، وهذه من النقاط التي لابد للتاريخ أن يسجلها لهم على أنها نقطة نور في هذا البلد، وهو في الحقيقة يعكس الفكر الشيعي والممارسة الشيعية، بما يحملان من حيوية وتفاعل ونشاط وقدرة على التجدد.

الرجال والإسهام:

1- البعد السياسي - النضالي:

ابتداءً من الاستعمار البريطاني كان للشيعة دورهم البارز في مقاومته وكانوا السباقين في بعض الأحيان، وقد حدث أنه في الحرب الأولى بين أفغانستان والإنكليز جاء من علماء الشيعة (الملا عبدالله بن الملا نجم) من قندهار إلى كابل وأخذ يحدث الأهلين في المساجد والتكايا ويدعوهم إلى الجهاد ضد الإنكليز، كما كان يدعو الشيعة والسنة إلى الاتحاد والأخوة.

وفي الحرب الثانية بين الأفغان والإنكليز، كان يتزعم القوات الشيعية في الجبهة الشريفة -كابل- رجال أمثال (مير غلام قاداوبياني) و(برويز شاه خان البغماني) من سادات بغمان الشيعية، وكذلك نجل (مير عباس لالا)، وقد حاربوا الإنكليز بشجاعة وبسالة، كما جاهد الشيعة ببطولة في الجبهة الغربية (ميوند، وقندهار).

إن البطولات التي قام بها (الكرنيل شير محمد خان هزارة) وغيره من المجاهدين في صحاري (ميوند) اللاهبة أسفرت عن مقتل اثني عشر ألف من أفراد القوات الإنكليزية، وحقق الشعب الأفغاني انتصاراً كبيراً، وفي حرب قندهار عندما اقتربت القوات الإنكليزية الموفدة من كابل إلى قندهار فتحت نيران مدفعياتها على المجاهدين كما أن القوات الإنكليزية المحاصرة داخل المدينة فتحت نيران أسلحتها على مواقع المسلمين، واستشهد فيها الكثير من المسلمين.

وفي حرب الاستقلال؛ أي الحرب الثالثة عام 1919م، والتي انتهت بحصول الأفغان على استقلالهم كان للشيعة دور فعّال في التقدم والبسالة في القتال، حتى أمر الملك أمان الله بنقش أسماء عدد من الشيعة من أبطال الهزارة الذين أبدوا بطولات عظيمة في هذه الحرب على لوح كبير من الحجر في منار (دهزنك) في كابل.

أما أبان الغزو الروسي الذي ابتدأ في عام 1979م فقد ظن الروس في البداية أن الشيعة وبسبب اضطهادهم من قبل الحكومات السابقة سيصطفون إلى جانبهم، لكنهم تفاجؤوا من بسالة المجاهدين الشيعة وإصرارهم على القتال، إذ على الرغم من أن أول مواجهة مسلحة بين الروس والأفغان حدثت في (نورستان) لكن يجب اعتبار انتفاضة الشيعة الدامية في (درة صوف) هي شرارة انتفاضة الشعب الأفغاني، فقد انتفض الشيعة في درة صوف وحرورها كما انتفضوا أيضاً في بلخمري، ودهنه غوري، وجنك أغلي، وقتلوا عدداً كبيراً من القوات المسلحة الحكومية، واشتعلت النيران في بيوتهم.

وكانت (الهزارجات) قطعة من النار والدم، حيث دارت معارك بينه وبين القوات الحكومية، استطاعوا خلالها تحرير (باميان) ثلاث مرات وفي المرة الرابعة حرروها تماماً، كما حرر الشيعة عدة مناطق منها: دايكندي، بلخان، انتفاضة أهالي سنكجارك، شهرستان، ناوور، يكاولنك، مالستان، بنجاب، ورس، لعل، وسرجنكل، بهستود، علاقة داري دايميرداد، جاغوري، درة فولاد، علاقة داري شيمبول، انتفاضة وادي تركمن، علاقة شيخ على فتح، علاقة داري جلريز، تكانة لولنج، ولسوا لي جفتو.

المهم في هذا النضال أنه لم يكن يدين في تمويله لجهات خارجية كما حدث للأحزاب التي كان تُموَّل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا واستراليا والعرب، بل كان بتمويل ذاتي نسبياً، خصوصاً أن أبناء الشيعة ليسوا بالأغنياء بل هم فقراء ومستضعفون.

2- البعد الثقافي - الفكري:

إن أحدى مميزات الطائفة الشيعية عموماً هو البعد الثقافي والفكري في حياتهم اليومية، وخصوصاً في المجتمع العلمي العلمائي. وهذه الظاهرة تراها تتكرر هنا أيضاً في شيعة أفغانستان، فمع الظروف القاهرة، وممارسات التمييز ضدهم على المستويات كلها بما فيها الثقافي والتعليمي إلا أنهم استطاعوا وبفعل قواهم الذاتية تجاوز هذه العقبة نسبياً بل والمساهمة في الواقع الأفغاني.

إذ يذكر الباحثون في الشأن الأفغاني دور الشهيد العلامة البلخي الذي يعتبر أول من وضع حجر الأساس للأدب الثوري في أفغانستان، حيث نظم الكثير من الشعر وهو في السجن.

كما كان للشيعة دور في تأليف التاريخ الأفغاني، ويمكن اعتبار الشهيد الملا فيض محمد الكاتب من أكبر المؤرخين من أفغانستان في العصر الحاضر، كما ألَّف علي أحمد كهزاد المورخ وعالم الآثار كتباً عن التاريخ الأفغاني، كما توجد كتب ومقالات تاريخية كثيرة من تأليف رضا مايل الهروي، والشهيد إسماعيل المبلغ.

وقد برز بين أبناء الشيعة عدد كثير من الشعراء، كما كان للعلماء الدور الخاص في نشر الصحف والمجلات، حيث كان (سَرْورْ جويا) رئيساً لتحرير صحيفة (انس) الواسعة الانتشار فترة من الزمن كما ترأَّس محمد حسين هدى فترة أخرى تحريرها، وكان علي أصغر بشير مديراً مسؤولاً عن صحيفة (ترجُمان) التي كانت تصدر في مدينة هراة، وكان علي أمني مديراً مسؤولاً عن صحيفة بلدية في هراة فترة من الزمن إلى أن اعتقل وأمضى 12 عاماً في السجن.

وكان المرحوم (دكر وال عبدالرؤوف التركماني) يتعاون في البداية مع غلام بني خاطر في إصدار صحيفة (نداء اليوم)، ثم أسس صحيفة (نداء الضمير)، وكانت الصحيفة الوحيدة التي تنشر عقائد أبناء الشيعة في الهزارة وتدافع عنهم، وكان الملا فيض محمد الكاتب يتعاون مع محمود الطرزي في إصدار صحيفة (سراج الأخبار) الأفغانية إحدى الصحف القديمة في أفغانستان.

هذا؛ ناهيك عن العلماء والفقهاء والمفكرين في أفغانستان، وغيرها الذين ينتشرون في مناطق عدة في العالم ولهم اليد الطولى في تقدم الحركة العلمية، فمن النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة، إلى قمّ والحوزة العلمية في منطقة السيدة زينب (عليها السلام) في سوريا حيث كانت يد العلماء الأفغان سباقة في التأسيس العلمي وهي إلى اليوم تتمتع بمكانتها المحترمة في الوسط العلمي.

المظلومية:

في هذا الإطار يمكننا نقل حادثة واحدة تعكس مستوى عالياً من الدلالة على مظلومية الشيعة في أفغانستان، والتي تكررت مرات ومرات، خصوصاً عندما احتلت حركة طالبان أفغانستان.

هذه الحادثة كما يرويها المؤرخون أنه «في عام 1880 للميلاد وبعد أن وجدت بريطانيا نفسها مجبرة على الانسحاب من أفغانستان عمدت إلى تنصيب عميل لها على البلاد، يكون مطيعاً لها ومنفّذاً لأوامرها ورغباتها وأهدافها.

وكان الخيار البريطاني المناسب هو (عبد الرحمن خان) الذي كان معروفاً بقسوة القلب وانعدام العاطفة والرحمة، كما كان أنانياً مستبداً، وعنيداً حقوداً، وكان يحتقر شعبه ويشعر بعقدة الحقارة والضعف أمام الإنجليز، كما كان معروفاً بحقده وكراهيته وعدائه لجميع القوميات الأفغانية والقبائل عدا قبيلته، وكان حقده وعداؤه للمسلمين الشيعة الهزارة أشد وأكثر.

وعندما استولى (عبد الرحمن) على مدينة هراة دمّر أكثر من خمسين مدرسة ومسجداً وحسينية. كما هدم (مصلّى هراة) الذي كان يعتبر نموذجاً رائعاً وفريداً من نوعه في الفن المعماري في آسيا الوسطى، وتراثاً إسلامياً وحضارياً متميزاً في أفغانستان.

فقد طلب (عبد الرحمن) من علماء البلاط إصدار فتوى لتكفير المسلمين الشيعة في منطقة (هزارة)، باعتبارهم متمردين وخارجين على السلطان العادل!

فاستجاب عدد من علماء السوء ووعاظ السلاطين لطلب (عبد الرحمن) وأصدروا فتوى لتكفير المسلمين الشيعة!! ويذكر أن عبد الرحمن كان قد حصل على فتوى التكفير هذه من علماء نجد والحجاز واعتمد «علماء» الأفغان على ذلك».

وهنا رأينا أن نورد (قسماً من) الترجمة العربية لنص الفتوى، مؤكدين في هذا حدثين أساسيين: أحدهما تكفير علماء أهل السنة وقضاتهم لشيعة أهل البيت (عليهم السلام)، والحدث الثاني التنفيذ الوحشي للسياسيين الطائفيين السنة لتلك الفتاوى.

الحدث الأول: علماء الإفتاء الطائفي يكفرون شيعة أهل البيت (عليهم السلام):

وللتأكيد على أن مفجر الحروب الطائفية هم وعاظ السلاطين ورجال الفتوى المأجورين علينا أن نعرض الفتوى التاريخية لرجال الإفتاء المأجورين والقضاء السني في كابل والمعتمدة على فتاوى علماء التكفير الوهابي في بلاد الحجاز وهذا قسم من تلك الفتوى:

«بسم الله الرحمن الرحيم

لا يخفى على المسلمين وأتباع المذهب الحنفي الحنيف، أن الأمير عبد الرحمن خان حفظه الله المنان، من شرور البدعة والطغيان، قام بتأديب الهزارة البغاة الأشرار،....

وثبت لدى محكمة الشريعة النبوية العليا وبدون أدنى شك رفض وكفر وارتداد الهزارة، وبناءً على هذا نحكم نحن في محكمة الشريعة النبوية العليا في كابل بكفر وارتداد الهزارة ووجوب قتلهم قبل التوبة وبعدها. إننا واعتباراً من اليوم نعتبر الهزارة مرتدين وبغاة، ومفسدين في الأرض، وإن قتلهم، وتمزيق صفوفهم، وهدم بيوتهم، وسبي نسائهم، هو عين الجهاد، وقوام للدين، ونصرة للإسلام والمسلمين، إن أمر الأمير العادل عبد الرحمن خان بوجوب محاربة الهزارة البغاة فرض واجب على كل من يمكنه القيام بذلك، وإن من قتل أحداً من الهزارة أو قتل دون ذلك يعتبر شهيداً ومجاهداً وغازياً وناصراً للدين الحنيف ورسول الإسلام. كما أن قتلى الهزارة مخلدون في النار والجحيم.

إننا نقدم هذا الحكم الشرعي إلى الأمير العادل عبد الرحمن خان ونرجو من جلالته ومقامه الكريم، إبلاغ هذا الحكم إلى كافة المسلمين في أفغانستان، ليعلم جميع المسلمين الأفغان بكفر وارتداد الهزارة، ووجوب القضاء عليهم في كل مكان.

التوقيع:

المولوي مير فضل الله مستشار محكمة الشريعة النبوية في كابل

المولوي مير محمد مستشار محكمة الشريعة النبوية في كابل

المولوي مير نظام الدين مستشار محكمة الشريعة النبوية في كابل

المولوي عبد الملك مستشار محكمة الشريعة النبوية في كابل

المولوي عمر عمران مستشار محكمة الشريعة النبوية في كابل

المولوي مير سيد ظاهر مستشار محكمة الشريعة النبوية في كابل

المولوي عبد الحميد مستشار محكمة الشريعة النبوية في كابل

المولوي محمد اسلام مستشار محكمة الشريعة النبوية في باميان».

الحدث الثاني: بعض جرائم التنفيذ السياسي للطائفيين بحق الشيعة:

فقد ذكر مؤرخوا الواقع السياسي الأفغاني أنه: «وبعد سيطرة (عبد الرحمن) على المناطق الشيعية (هزارستان) بادرت مرتزقته الأشرار الى ارتكاب مجازر واسعة وجرائم فظيعة في مختلف المناطق، ولم يتركوا جريمة إلا وارتكبوها.

لقد كانت التعليمات الصادرة للجنود واضحة وهي القضاء الكامل على الهزارة. وقد استخدمت مرتزقة عبد الرحمن أبشع الأساليب في القتل والتعذيب والتنكيل، وكانت تقوم بحرق القرى وهدم المساجد وحرق المزارع والأشجار وإبادة المواشي، كما أنها كانت تمنع الناس من دفن الموتى والقتلى حتى إنّ أغلب الجثث كانت تتفسخ وسط البيوت..

وقد انتشرت نتيجة ذلك مختلف الأوبئة والأمراض حتى أن بعض الجنود أصيبوا بأمراض خطيرة انتشرت في المنطقة. ومن أساليبهم الوحشية:

- قطع أطراف المعتقل، وتركه ينْزف حتى الموت.

- ومنها تسليط الكلاب المتوحشة على المعتقل وهو مقيّد لتنهش الكلاب لحمه حتى الموت.

- ولعل من أبشع جرائمهم وأفظعها ذبح الأطفال والرضع أمام عيون أمهاتهم.

- واغتصاب الفتيات المسلمات.

- والاعتداء على النساء بحضور أرحامهن.

- ومنها تجريد الطاعنين في السن من النساء والرجال من ثيابهم وشدّ وثاقهم وتركهم في العراء دون طعام وشراب حتى الموت.

وكان جنود (عبد الرحمن) يتلذذون بقتل الأطفال ويعتبرونه لعبة مسلية لهم ومثيرة، حيث:

- كانوا يرمون الأطفال إلى الأعلى ثم يتلقونهم بسيوفهم ورماحهم ويقطعونهم إرباً إرباً.

أما عن معاملتهم مع الأسرى الذين يقاتلونهم، فحدث ولا حرج، حيث:

- كانوا يقطعون أنف الأسير وأذنيه.

- ويدخلون سيخاً حديدياً ساخناً في عينيه.

- بعد ذلك كانوا يقطعون يديه ورجليه ويستمرون في طعنه وضربه بالسيوف والخناجر حتى الموت.

- وكان لدى كل واحد من الضباط عدد من الكلاب المدربة على أكل لحوم البشر والفتك بالإنسان خلال لحظات.

- وكان يُقدم إلى الكلاب في كلّ وجبة أسير شيعي مقيد لتفتك به الكلاب وتأكل من لحمه، وكان في أغلب الأحيان:

- يعلّقون الأسير في غصن شجرة ويبقرون بطنه ويخرجون أحشاءه، ثم يتركون الكلاب المتوحشة تأكل من أحشائه ولحمه.

وبعد عام كامل من القتل الوحشي والتصفية الجسدية:

- أصدر (عبد الرحمن) أمراً بوقف قتل الهزارة، وأجاز بيع وشراء أسرى الهزارة، بشرط أن يدفع كل من يبتاع شيعياً (10%) أي عُشر ثمنه للدولة.

- بعد هذا الأمر الجائر، زادت معاناة ومأساة المسلمين الشيعة، وكان الجنود ومرتزقة النظام يغتصبون الفتيات ونساء الهزارة الشيعة. وعندما كان أحد من ذوي وأقارب تلك الفتيات يقدم شكوى الى أمراء الجيش، كان الجنود يدَّعون بأنهم ابتاعوها من شخص آخر.

وكان الناس يفضلون الموت على الحياة والعيش الذليل وعلى هذا كانوا يقدمون على الانتحار للتخلص من الأسر، ومن الوقائع التي تذكر:

- أن مرتزقة (عبد الرحمن) اعتقلت (400) امرأة شيعية في منطقة (داية) بولاية غزنة وكان من المقرر نقلهن إلى العاصمة لعرضهن في أسواق النخاسة، وعندما وصلن فوق جسر على نهر (جاغوري) رمين بأنفسهن في النهر وغرقن في أمواجه.

- كما يذكر أن (40) فتاة من منطقة (اورزگان) هربن إلى الجبال من مرتزقة (عبد الرحمن) وعندما شعرن بأنهن أمام طريق مسدود صعدن إلى قمة صخرة عالية رمين بأنفسهن في وادٍ سحيق، دفعة واحدة فتقطعت أوصالهن. وكانت كبيرة الفتيات تسمى (شيرين) وقد صار اسمها رمزاً ونشيداً في هزارستان.

- وبعد أن أصدر (عبد الرحمن) مرسوماً بجواز بيع وشراء المسلمين الشيعة، خفت المجازر الوحشية. ونشطت أسواق النخاسة في كابول وقندهار وغزنة وهرات والمدن الأخرى.

- وكان الأسرى من النساء والرجال والأطفال يؤخذون إلى كابل والمدن ليباعوا في محلات خاصة.

وكانت أنشط المراكز هي العاصمة كابل، حيث كان (عبد الرحمن) بنفسه يشرف على البيع. وقد حددت الحكومة أسعاراً للأسرى على النحو التالي:

1- ثمن الفتاة الباكر: 10 روبيات.

2- ثمن الفتاة الشابة: 5 روبيات.

3- ثمن الشاب البالغ: 15 روبية.

4- ثمن الصبي دون الخامسة عشر: 5 روبيات.

5- أما الأطفال وغيرهم فقد كان يتم بيعهم دون التقيد بسعر معين....

6- وقد ورد في الوثائق الحكومية الأفغانية «بأن القاضي (ملا خواجه محمد) قاضي المحكمة الشرعية في (ارزگان) بعث إلى الأمير عبد الرحمن خان مبلغ 1940 روبية من الضرائب المأخوذة عن بيع (1293) امرأة وطفل شيعي في ارزگان».

7. وفي مدينة قندهار تم بيع (666، 46) بين امرأة وفتاة وشاب وطفل....»[5].

--------------------------------------------------------------------------------

[1] اعتمدت الدراسة في معلوماتها على كتاب: أفغانستان تاريخها رجالاتها، الشيخ حسين الفاضلي، دار الصفوة بيروت - لبنان، ط1، 1993م ـ 1414هـ.

[2] محمد حسنين هيكل، جريدة السفير، الخميس 3 كانون الثاني / يناير 2002م.

[3] كتاب طالبان هو: «طالبان: الإسلام والنفط والصراع الكبير في وسط آسيا» ومؤلفه عميد الصحفيين الباكستانيين (أحمد رشيد)، وقد ظهر هذا الكتاب ونشر في لندن لأول مرة سنة 2000، ثم أعيد نشره من جديد ثلاث طبعات سنة 2001. وهو أحد ثلاثة كتب اعتمد عليها الأستاذ محمد حسنين هيكل في دراسة موسعة له عن أفغانستان.

[4] مصدر سابق، محمد حسنين هيكل.

[5] موقع منتدى القرآن الكريم: 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
MOHAMED FADHEL LAFI
2018-10-31
تحية طيبة، من فضلك هل تذكر لي بعض قيادات المجاهدين الشيعة الأفغان خلال الحرب ضد الشيوعية بأفغانستان. شكرا
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك