أسطنبول / مراسل وكالة أنباء براثا
اختتم عصر يوم الأحد الثالث من محرم 1434هـ والموافق 18تشرين الثاني 2012م و على قاعة قصر "السبتجلير"، فعاليات مؤتمر عاشوراء السنوي الأول والذي أقام بمناسبة حلول شهر محرم الحرام للعام 1434هـ ويُقام تحت شعار "المنهج العاشورائي والقيم الإنسانية" والذي اقامته ورعته وأشرفت عليه في مدينه أسطنبول التركية، العتبات المقدسة في العراق (العلوية – الحسينية – الكاظمية – العباسية) وبالتعاون مع مؤسسة آل البيت عليهم السلام في تركيا.
وأستهل حفل الختام بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم جأت بعدها كلمة العتبات المقدسة في العراق ألقاها «سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين» الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، والتي بين فيها "هذا المؤتمر المبارك سيكون فاتحة لعديد من المؤتمرات والندوات الحسينية أن شاء الله وبشكل أوسع وأكبر، إن إجتماعنا في هذا المكان حصل بسبب كربلاء وعاشوراء، فهي التي جمعتنا".
وأضاف "المتابع لكربلاء ينظر لها من ثلاثة محاور، الشعبي والتاريخي والتأسي أما أتباع ومحبي أهل البيت عليهم السلام فينظرون لها من محور رابع، وهو الحجة الإلهية التي جسدها الإمام الحسين عليه السلام، فكان دمه الذي سال في كربلاء أمانة في أعناقنا، فهو عليه السلام لم يقتل من أجل شعرٍ أو نثرٍ أو مقالة أو من أجل أن يقتدى به فلان من الناس أو أن يقول فيه التاريخ ما يقول، وأنما قُتل تطبيقاً لقوله صلوات الله عليه قبيل مجيئ لكربلاء (ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته، موطنّاً على لقاء الله نفسه) وقوله (خُط الموت على ولد آدم مَخطّ الِقلادة على جِيد الفتاة) وهذه المقالات هي التي لخص فيها الإمام الحسين عليه السلام كل كربلاء، فكانت البيان الأول له لحظه دخوله كربلاء، وجسدت ماذا يعني الإمام الحسين عليه السلام، فكان ما جرى عليه عليه السلام وأهل بيته وأصحابه رضوان الله عليهم هو قدر الله عز وجل فتقبله".
مبيناً "في يوم عاشوراء تجلت العقيدة الحقيقية والمطلقة، وتجسد في كربلاء الإخلاص لله تعالى، وتوحدت فيها العقيدة والعبادة، أن النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يفتح هذه البشرية بسيفه وأنما بخلقه (وإنك لعلى خلق عظيم) وهذا هو بعينه خلق أهل البيت عليهم السلام، فكل من قُتل من أهل بيت الإمام الحسين عليهم السلام واصحابه رضوان الله عليهم هو بالحقيقة مدرسة وأنموذجاً".
وتطرق سماحة الشيخ لأحدى وصايا الإمام الحسين عليه السلام صلوت الله عليه عند خروجه الأخير حينما أوصى أخته العقيلة زينب عليها السلام بلبس الأزر والحجاب، وهذا هو أيضاً درس لكل أمراة بأن تجعل من السيدة زينب عليها السلام قدوة وأنموذجاً، كون هذه المرأة هي الزوجة والأخت والبنت وخروجها عن منهج هذه المرأة هو خروج عن طريق الأسلام والذي هو طريق الإمام الحسين عليه السلام، وهذا سيعني خروج أسرة بكاملها عن هذا الطريق، فعلينا أن نستذكر من عاشوراء قضية الإمام الحسين عليه السلام، ونعرف مواطن التأسي والعقيدة والعبادة منها، ونجعل من كربلاء وقضيتها مناراً لنا في أخلاقنا وعقيدتنا وعبادتنا وفي كل جانب من جوانب حياتنا، لأن الإمام الحسين عليه السلام أراد أن يجسد رسالة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم في واقعة كربلاء، وعلى كل حسيني أن يحاسب نفسه يومياً ويقول أين هو من الإمام الحسين عليه السلام أين هو من أحكامه وعقيدته؟".
كما تضمن حفل الختام كلمة لمدير مؤسسة آل البيت عليهم السلام في تركيا «الشيخ اونورشان رحماني» إذ قال "المؤتمر كان كبيرا ورائعاً، والجهد الذي بُذل فيه جهد خارق، ونشكر القائمين عليه، وأتمنى أن يستمر بهذا العطاء والتألق.. وشعوري في هذه اللحظات شعور كبير ولا يُوصف، شعور بالسعادة والغبطة والبهجة، ولا يخفى على كل من حضر وشاهد هذا المؤتمر المفاجأة الكبيرة التي تتجلى بضخامة وعظمة الإعداد لهذا المؤتمر العاشورائي الأول في مدينة أسطنبول، والذي هو فعلاً مفاجأة لمن حضره كونه هو الأول من نوعه في تركيا من حيث التنظيم والتجهيز والإعداد والاستعداد سواء بالحضور العالمي من رجال الدين والأكاديمين والباحثين، أو بالتجهيز المعد من الإخوة في العتبات المقدسة في العرق، والذين يشكر لهم هذا الجهد الكبير".
وفي ختام كلمته دعا الحاضرين لمواصلة الحضور في هذا المؤتمر والذي سيشهد بعد يومين أفتتاح خيمة عاشوراء والتي هي عبارة معرض خاص بعتبات العراق المقدسة (العلوية- الحسينية – الكاظمية - العباسية) ويستمر لمدة سبعة أيام، ويعد هذا المعرض من أهم فعاليات المؤتمر العاشورائي.
يذكر أن المؤتمر ضم فعاليات الكلمات والبحوث والدراسات الحوزوية والأكاديمية ومعارض لبعض نتاجات العتبات المقدسة في العراق ويقام برعايتها وبالتعاون مع مؤسسة آل البيت عليه السلام في تركيا.
20/5/https://telegram.me/buratha