الصفحة الإسلامية

الحسين ليس للشيعة وحدهم....بقلم: عبدالعزيز حسن آل زايد * كاتب من أحرار القطيف

6810 18:10:00 2012-11-13

 

 

 

يستقبلنا الحسين في كل عام بأيادي كريمة فهل سنمد أيدينا لمصافحة سيد شباب أهل الجنة؟! أم أننا بايعنا من لوثت أيدينا مبايعته !!، الحسين لكل مسلم فلماذا يستأثر الشيعة به؟! الحسين لكل العالم فهل سيمد العالم قلبه قبل سنارته ليصطاد منه فوائده الجمة التي يختزنها بحره الكبير؟!

 

الحسين ليس عاشوراء فقط، فعاشوراء رشفة من محيطه الزاخر، فهل تذوقنا حلاوة شهده، لماذا نطمع في إلتهام الحشرات ولا يغرينا الثمر النضيد؟!، ها هو الحسين يرحب بكل عاشق للمعرفة، ها هو الحسين يفتح بوابة سفينته الضخمة ليسع الجميع على مختلف الطبقات، هل سيحجرنا من الاقتراب إليه قطاع طريق؟!

 

الحسين قريب منا فهل سنمد الذراعين واليدين إليه أم أن الشلل الفكري يمتد للشرايين فلا حياة، الحسين للسود قبل البيض و(جون) الغلام الزنجي يصافح خده خد ابن الرسالة ليفخر : (من مثلي وابن رسول الله واضع خده على خدي)، الحسين للصغار قبل الكبار، لهذا يرتجز الطفل مقاتلاً بين يديه وهو يتغنى: (أميري حسين ونعم الأمير).

 

الحسين للنساء قبل الرجال، لهذا تستل العجوز عمود خيمتها وتقاتل : "أنا عجوزٌ في النساء ضعيفة.. خاوية بالية نحيفة.. أضربكم بضربة عنيفة.. دون بني فاطمة الشريفة"، الحسين لغير المسلمين قبل أن يكون للمسلمين ألم يصدح (بولس سلامة) بحب أبيه أمير المؤمنين فيقول هذا المسيحي: (جلجل الحق في المسيحي حتى عدَّ من فرط حبه علويا)، على طرازه سار المسيحي (وهب الكلبي) هذا النصراني عانق الشهادة بين يدي ابن الرسول فمتى سنتعلم أن خيمة الحسين ليست ضيقة الأفق؟!

 

الحسين ابن الرسالة والوحي وزعيم الإسلام الخالد كان محيطاً هادر من الخلق الكريم، فهو الذي يسقي العدو المحارب بيديه الحانيتين كما فعل مع (علي بن طعان المحاربي) ويلطف بالخصوم عند الحوار كما حاور جيش (ابن سعد)، ويغفر للمخطأ المذنب كما صفح عن (الحر الرياحي) وقبل توبته، من مدرسته نتعلم الخلق الحسن فهو الذي يعتق الجارية إذا حيته بطاقة الريحان، وهو يترنم بقول: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).

 

إننا نفخر بهكذا مواقف وبهكذا خلق وبهكذا قيم ويحلوا لنا أن نتشدق بها ونتغنى فنقول هكذا خلق الدين هكذا خلق القرآن هكذا خلق الإسلام العظيم، ولكننا في ساحة الواقع وساعة التطبيق تتخالف أقوالنا أفعالنا فيصرع بعضنا بعضاً ويلتهم الواحد فينا أخاه رغم أننا نعتقد بصحة الحديث : (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا)، (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) !!

 

إننا نتلوا الكتاب ونجود آياته بدقة (جدول الضرب) كما نزل ولكن معانيه غائبة عن الوجدان ولا صدى لها في حياتنا، أولم نرتل قوله تعالى : ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ﴾، ألم نجود قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾، لقد أبدعنا تلاوتها ولكن تطبيق القرآن ضاع في زمن نهتم بالزخارف وندع المضامين.

 

19/5/1113/ تح: علي عبد سلمان

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاء سلمان
2024-07-12
احسنتم عظم الله لكم الاجر
عامر
2012-11-14
الحسين عليه السلام لشيعته ومحبيه ولكل انسان حر و شريف يقدر ويفهم نضال وجهاد الحسين عليه السلام ضد الباطل والكفر وليس الحسين لمن يدعي انه مسلم ويقتل ويشجع على قتل شيعة و زوار الحسين او من يستهزاء بشعائر ومجالس عزاء ابي عبد الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك