احتفال اليمنيون في 18ذوالحجة بعيد الغدير كما هي العادة،في احياءهذه المناسبة منذ مئات السنين خصوصا في المناطق الشمالية . هي امتداد لمظاهر احتفالية،استمرت إلى مطلع الثمانينات من القرن الماضي،وكل هذا نابع من ثقافة،وهوية تاريخية، حتى حل على البلاد فكر دخيل قادم من الجوار مهمته طمس هذه الهوية التاريخية للبلد والحاقة ضمن مشروع "إذا جلدك واخذ مالك"
الامرالذي جعل السلطة تعمل تدريجيا على منع إقامة مثل هذه الاحتفالات في كثير من المناطق بذرائع متعددة كان أكثرها حدة وتصلبا وقسوة،وملاحقة لمن يحييهاعام2004م ليدخل ذلك ضمن مشروع الاضطهاد الفكري لأبناء المناطق الشمالية في بلد يدعي للعالم الديمقراطية والحرية في المنطقة.وليصل بها الحال إلى اتهام من يقومون بإحياء هذه المناسبة إلى زعزعة الامن والاستقرار،والانتماء إلى الحوثية (انصارالله)تلك الجماعات التي فرضت عليهم السلطة ستة حروب ظالمة عبثية كان الغاية منها التكسب،والابتزاز بدماء اليمنيين لدى أكثر من طرف إقليمي ودولي وإحلال ثقافة وفكر يخدم السلطة ويشرع لها الحروب ضد خصومها ويبرر القتل والدمار باسم الدين من منطلق سياسي نفعي بعيدا عن الإسلام،وفي المقابل طمس الهوية الدينية، والثقافية، والتاريخية، للشعب اليمني وخصوصيته،القائمة على التسامح والتعايش والقبول بالأخر؟!
ماهوا غدير خُمّ؟ هو وادٍ بين مكّة والمدينة، قريب من الجُحفة، وهو مفترق طرق للمدنيين والمصريين والعراقيين.في هذا المكان هبط الأمين جبرائيل(عليه السلام)، حاملاً له آية البلاغ: )يَا أَيُّهَا الرّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَم تَفْعَل فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ فخطب النبي صلى الله عليه وآله ولاية الإمام علي(عليه السلام التي لايسع المقام لسردها. وقد قال حسّان بن ثابت في المناسبة هذه الأبيات:
يُنَادِيهُمُ يوم الغَدير نَبِيُّهُم ** نَجْم وأَسمِعْ بِالرّسُولِ مُنَادِياً
فَقالَ فَمنْ مَولاكُمُ وَنَبِيُّكم ** فَقَالوا وَلَم يُبدُوا هُنَاك التّعَامِيَا
إِلَهَكَ مَولانَا وَأنتَ نَبِيُّنَا ** وَلَم تَلْقَ مِنّا فِي الوِلايَةِ عَاصِياً
فَقالَ لَهُ: قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنّنِي ** رَضيتُكَ مِن بَعدِي إِمَاماً وَهَادياً
فَمَنْ كنتُ مَولاهُ فَهذا وَلِيُّه ** فَكُونُوا لَهُ أَتْبَاعُ صِدقٍ مُوالِياً
لماذا يعظموا الناس هذا اليوم؟لان كثيرهم يدركون عظمته وما يعنيه لهم كمؤمنين بالله ورسوله انطلاقا من الأحاديث النبوية ألشريفه "الخاصة بيوم الولاية هذه الأحاديث المجمع عليها من أحاديث الرسول الأعظم في غديرخم. وهذه الاحتفالات هي تجسيد واضح لهذه المناسبة العظيمة التي حاول الطغاة أن يطمسومعانيها الإيمانية من قلوب الناس بالترهيب والترغيب وخلق ذرائع واهية تنطلق من تغيب الحقيقة خدمة لحكم الطاغوت الذي جعل من السلطة ضيعة ومن الناس قطيع مهمتهم التسبيح والتحميد للسلطان حتى جعلوا منهم طغاة مستبدين !ووصل حال الأمة إلى مانحن علية اليوم من البؤس، والحرمان، والفقر، والضعف، والاستكانة ولارتمى في أحضان الأعداء، حال يندي له جبين كل حرفي هذه ألامه.
اماالاحتفالات المتميزة التي شهدتها الكثير من المحافظات اليمنية هذا العام من خلال الحضور التي لم يشهد لها مثيل، هي احتفالات تذكرنا بتلك التي كانت تقام حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي وبدأت تتلاشى بفعل القمع والعقاب الجماعي لأبناء الشعب جراء إحيائهم مناسبة عيد الغدير.وقدجات تعبير عن إعلان ولايتهم لله ولرسوله ولأوليائه. بعد أن رأوا الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عليهم ولايتها ووصايتها عبر سفيرها في صنعاء، و تنفيذ رغباته الذي يسعى من خلالهاإلى إحكام ولايته وهيمنته ووصايته على الشعب اليمني..ومع كل هذا.لانزال نشاهد تصرفات غيرمسؤله برغم الخطر المحدق بالبلاد من أولئك الذين دون شك لا يريدون الحفاظ على قيم التعايش السلمي والعمل على رفض العنف من خلال الأعمال الهمجية التي قامت بهاعناصر وميليشيات حزب الإصلاح في مختلف المناطق والمحافظات التي أقيمت فيها المناسب
وتعبر عن حالة الإقصاء والتسلط،منها الاعتداء على المواطنين الذين شاركوا في المناسبة قطع الطرق، ونصب الكمائن، وإحراق السيارات، وقتل المواطنين، وزرع الألغام، ونشرالنقاط المسلحة في مداخل المحافظات والطرق الرئيسية والفرعية، واحتجاز المارة، والسعي لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب اليمني في تصرف أهوج وغير مبرر، وسقط جراء تلك الاعتداءات العديد من الشهداء والجرحى، وصادرت عدد من السيارات، وأتلفت بعض ممتلكات المواطنين ..بما في ذلك توزيع المنشورات على المواطنين بغرض تخويفهم لعدم المشاركة كل ذلك سعيا منهم لإفشال كل مناسبة يحييها كل من يخالفهم سياسياً أو ثقافياً؟!
هذه التصرفات لاشك غير أخلاقية وعملاً إجرامياً يدلل على حالة الإقصاء والتسلط... ومع ذلك لم تدان هذه الأعمال الإجرامية التي لا تنسجم مع ثقافة الشعب اليمني والتعايش الذي عرفه اليمنيون..وكل هذا صاحبه تسويق إعلامي مظلل من خلال المسوقين القدماء والجدد ذوا لمشرب الواحد مثل البتول الذي يحرث صيفا وشتاء دون معرفة بمطالع النجوم!؟ و يغني على ليلاه إلى حد الشفقة بما يبدي من نواح وتباكي على عمرة الذي أفناه،ولم يحظى بشي مما كان يتوقعه من العطايا لكنه في الأخير يضل مخلصا لذلك الفكر الدخيل على البلد الذي شرب منه؟!والذي لا يملك إلا الإفتاء والتكفير والتبرير والتحريض والسعي للوصول إلى السلطة والجاه والمال؟! وقد اثبت الواقع حقيقة ذلك المشروع الذي لا يخدم اليمن واليمنيين. من خلال الكتابة في المواقع الالكترونية والصحف التابعة للإصلاح على وجه الخصوص كماهي العادة المتبعة في طرحها الدعائي قائلة أن جماعة الحوثي قد قامت بتوزيع ألأسلحة وألا موال على زعماء قبائل وواجهات عشائرية واجتماعية من أجل إنجاح احتفالات الغدير وحشد جموع غفيرة من المواطنين
وهذا ادعاء عاري من الصحة متناسين ان الاحتفال بهذه المناسبة لم يكن لأول مرة في تاريخ اليمن ووليد اللحظة بل هوا من قديم الزمن..متناسين ان الحوثيين لم يكونون شركاء في السلطة من 1974م ولا يمتلكون البنوك التجارية والشركات والمؤسسات والمستشفيات والجامعات ولم ينهبوا معسكرات بكامل عتادها العسكري في المحافظات الجنوبية عام1994م ولا يمتلكوا مدارس خاصة واستثمارات بأسماء وهمية داخل البلاد وخارجها، يما فيها من ميزانيات قادمة من دول الجوار علنا بمافيها سفن تجارية محملة بالأسلحة كان أخرها تلك التي كشف امرهافي عدن!! ولم يكونوا الوجه الاخرللسلطة بالأمس الحكام الفعليين اليوم .فمن أين لهم هذه الأموال !!؟؟ أكاذيب بطل مفعولها، و الجميع يعلم أن هذه الاحتفالات، تقام في اليمن منذ مئات السنين، وفرض على الناس عدم الاحتفال بها رغبه وإذعان لتلك الأجندة التي تعطي الملايين لخراب البلاد ونشر فكرها السياسي...
الغريب في الآمران هذه الأقلام وتنظيمهم السياسي الذي يمثلونه لم يظهروا انفعال تجاه تلك الانتهاكات التي تطال حتى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ،بل وقفوا متخاذلين يرصدوا ردود الأفعال من قبل الآخرين وكان الأمر لايعنيهم متخلين عن البرنامج الذي سمعناه منهم طويلا الإسلام هوا الحل!!
أما لماذا يحتفل اليمنيون بعيد الغدير؟! فالغدير لم يكن وليد اللحظة كما سبق القول بل هوا مناسبة دينية يحتفل بها أتباع المذهب الزيدي من مئات السنين وليست كما يروج البعض انهاخاصة بانصارالله وإيهام الناس أنها بدعه فالدخيل على البلاد وثقافته الدينية هي الوهابية والسلفية الذين يضيقون ذرعا من عيد الغدير بينما لم نضيق من ثقافتهم الدخيلة على البلاد بكل ماتحمله،من ضيق في الأفق.....
15/5/1108/ تح: علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha