حسين مجيد عيدي ميسان-كميت
بسم الله الرحمن الرحيميَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَفي البدايه لابد من ان نعرف ماهي نظرة امير الموحدين علي عليه السلام للامره والخلافه ؟ فقد حددها سيد الزاهدين كما في نهج البلاغة في خطبة له عليه السلام عند خروجه لقتال أهل البصرة : قال عبد الله بن العباس دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصف نعله فقال لي ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها ، فقال عليه السلام والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا وهذا يعني أن الخلافة والإمارة ليست ذات أهمية في نظر امير المؤمنين لأنها من حطام الدنيا التي يتكالب عليها أبناء الدنيا والاهتمام بها ليس إلا لأجل إقامة حدود الله سبحانه . كما قالها عليه السلام في الخطبة الشقشقية التي فيها ذكر أمر تأمر من سبقه على الناس : كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول (( وتلك الدار الاخره نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافسادا والعاقبة للمتقين )) بلى والله لقد سمعوها ووعوها ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز هناك من اعمى الله قلوبهم كما اعمى بصيرتهم والتاريخ مشحون بغباء هؤلاء الذين يحاولون طمس الحقائق وانقلاب الامور على اعقابها الامر الذي يتطلب التحقق والعقل والصدق مع الله والتجرد لطلب الحقيقه اما الافتراءات والكذب والتدليس والتناقضات التي تطلق من اصحاب الضلاله فالغرض منها ابعاد المسلمين عن المنهج الصحيح وجوهر هذا النهج ( ان السيادة على المؤمنين تاتي بنص لابادعاء ) . لذا من يريد الحقيقه عليه ان يدرس التاريخ الاسلامي منذ بدايته حينها ستظهر الحقيقه امامه وتجعله يشك في جميع الفرق بما فيها من تناقضات وسيجد نفسه املم اليقين وليس الظن الذي ابتلى بها المسلمين بعدما اعرض البعض عن السنه النبويه واهل البيت رغم علمهم بوجود المكلف الملقى عليهم من الله تعالى ومن رسوله والذي الزمنا الله ان نتبعه وكما جاء في سورة الحشر/7 (( وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب)) عند التعمق بالدراسه والبحث ستجد نفسك امام منهج صحيح لابد ان يتبع وستجد نفسك ملزما باتباع اهل بيت العصمه والطهاره والذي جعلهم الله ورسوله امان لهذه الامه والزمونا باقتفاء اثرهم لانهم عدل القران في الميزان حيث لايجد المسلم عنهم حولا ولا يرتضي بهم بدلا وانهم كسفينة نوح لايسلم الا راكبها والرسول الكريم لاينطق عن الهوى. لقداعطى الرسول (ص) لعلي عليه السلام مالايجوز اعطاءه من نبي الا لولي عهده وخليفته من بعده وربط صلى الله عليه وسلم امته فيها بحبليه وعصمها الى يوم القيامه بثقليه ولم يستثني من الامه احدا ((كتاب الله والائمه من عترته )) واخبر الامه انهما لن يفترقا ولن تخلو الارض منهما .لقد تحدث الرسول (ص) عن الخلافة من بعده في عدة مواقع بحيث لايقبل الشك من ان علي عليه السلام هو خليفته ووصيه من بعده فقول الرسول (ص) لعلي عليه السلام ((خلفتك ان تكون خليفتي فقال :اتخلف عنك يارسول الله فقال (ص) الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعدي)) الا يتحدث الرسول في هذا الحديث الشريف عمن سيخلفه من بعده . وهل تخفى الحقيقه على احد ان ماحصل في غدير خم هو اكمال للدين واتمام للنعمه حينما اوجبت الولايه لعلي عليه السلام بعد ولاية الله تعالى ونبيه حينما بلغ الرسول (ص) عند رجوعه من الحج في اخر سنه من حياته الشريفه حيث اوحى الله تعالى الى نبيه )) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )) ليسد الطريق امام المنافقين من ان يقال ان رسول الله (ص) قد حابى ابن عمه علي ويبلغ الناس من انه خليفته ووصيه من بعده فأخذ بيد علي عليه السلام وقال :- الست اولى المؤمنين من انفسهم ؟ قالوا بلا يارسول الله فقال (ص) : ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه و عادِ من عاداه و احب من احبه و ابغض من ابغضه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أدر الحق معه حيث دار )) . كما إن نزول آية الإكمال و هي : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... ))في يوم الغدير بعد إبلاغ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) الناسَ بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) لدليل واضح على أن اكتمال أهداف الرسالة و ضمان عدم وقوع انحرافٍ أو فراغٍ تشريعي أو قيادي أو سياسي بعد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) إنما يتحقق في حالة استمرارية القيادة المنصوبة و المنصوص عليها من قبل الله. اما كثرة تشكيك المنافقين والمندسين المتصهينين بواقعة غدير خم ليس لان دلالته غير واضحة وإنما هي نتيجة حتمية للقلق أو قل الهلع الذي سببه كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قلوبـهم بعد إذ لم يترك لهم صلى الله عليه وآله وسلم أي ملجأ يلجئون إليه إلا الإقرار بولاية علي عليه السلام و بوجود خلل في بداية التاريخ استمر فقهاؤهم عليه إذ تركوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالرجوع إلى عترته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
https://telegram.me/buratha