الصفحة الإسلامية

الحج يعيد آمال الوحدة الإسلامية......بقلم :الشيخ وليد الساعدي

1608 16:53:00 2012-10-26

 

وهذه الشعيرة العبادية السياسية، نعمة من نعم الله تبارك وتعالى علينا، حيث يلتقي فيها المسلمون من مختلف الأقطار الإسلامية والمذاهب على اختلاف ألوانهم ولغاتهم، شاكرين الله سبحانه وتعالى على هدايته، ومقرين جميعاً بعبوديته مرددين بصوت واحد (لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك )، وهذه الكلمات، وذلك المشهد العظيم، يخيف أعداء الإسلام، لأن فيه توحيداً لله سبحانه وتعالى، وشكراً على نعمه، وتوحيداً لصفوفهم، وبياناً لهيبتهم، وإبرازاً لقوتهم.

وفي هذه الفريضة المقدسة أخطار كبيرة على أعداء الإسلام، خصوصاً أذا سعى ضيوف الرحمن، والمشرفين على الحج، وقادة المسلمين، والعلماء إلى تحقيق أهداف الحج العظيمة، تلك الأهداف التي تخيف الطغاة والاستكبار العالمي والعملاء في المنطقة.

يقول المبشر وليم جيفورد بالكراف: (متى توارى القرآن، ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه)، فيما يقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابه: (باثولوجيا الإسلام) عندما يتحدث عن حال المسلمين عندما يأتون إلى بيت الله الحرام إلى الكعبة المشرفة، يطوفون حولها ويؤدون المناسك فيها، وبعد ذلك يزورون قبر النبي (صلى الله وعليه وآله وسلم) يقول: (وما قبر محمد إلا عمود كهربائي يبعث الجنون في رؤوس المسلمين، فيأتون بمظاهر الصرع والذهول العقلي إلى مالا نهاية، ويتابع هذا المستشرق الحاقد على الإسلام والمسلمين قائلاً: أعتقد أن من الواجب إبادة خمس المسلمين، والحكم على الباقين بالأشغال الشاقة، وتدمير الكعبة، ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر).

وفي هذه المقالة نقف على بعض الأهداف، التي من المفترض إن يلتفت إليها حجاج بيت الله الحرام، لتحقق الحج الحقيقي الذي يخاف منه أعداء الإسلام، ولهذا يعملون بكل ما لديهم من قوة من أجل تفريغ الحج من محتواه الحقيقي، و من هذه الأهداف.

أولاً: إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى في هذه الأيام العظيمة، وتعليم الإنسان المسلم وتربيته على أن لا يعبد الإ الله، ومعنى العبادة يعني الخضوع أن لا يخضع إلا لله، وهذه من أكبر الأمور التي تخيف المستكبرين والمستعمرين؛ لأن عزة المسلمين بطاعتهم لله وإخلاص العبادة له، ومن هنا عمل أعداء الإسلام على تفريغ هذا الهدف في الحج من محتواه الحقيقي، وحاولوا عن طريق عملائهم في مكة والمدينة من أصحاب الفكر التكفيري، أن يكفروا عدداً كبيراً من المسلمين، وبأنهم كفرة ومشركين في عبادتهم، ولذلك نلاحظ بعض الخطباء في تلك الديار المقدسة في مكة والمدينة، يشغلون المسلمين الوافدين الذين جاءوا من أماكن بعيدة تاركين الأهل والأوطان، من أجل أداء هذه الفريضة وإخلاص العبادة له ،بأنهم مشركين والكفار، ويزلزلون عقائدهم، وينشرون الإخلاف بينهم، ويخلقون حالة من الكراهية وعدم الانسجام بين المسلمين.

ثانيا : أن يجعل المسلمون هدفهم واحد في مقابل الكفر العالمي، وهذه القضية من أهم الواجبات التي ينبغي على حجاج في هذه الأيام أن يلتفتوا إليها في أن تكون قلوبهم واحدة وأهدافهم واحدة، لأن مناسك الحج واحدة، فوحدة الطواف، ووحدة السعي، ووحدة الرمي، ووحدة الوقوف في عرفات، ووحدة المبيت في المزدلفة، ووحدة اللباس الذي هو مظهر من مظاهر الألفة، وعدم الفرق بين الغني والفقير، ودليل على أنهم جسد واحد ،كما قال رسول الله (صلى الله وعليه وآله وسلم): (المؤمنون كالجسد الواحد في توادهم وتراحمهم، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالحمى والسهر). فأن جميع أفعال الحج واحدة، وهذا يدعوا المسلمين أن يكون هدفهم واحدا، وقضيتهم واحدة، ودفاعهم واحد عن دينهم وعن مقدساتهم، وعن أرضهم وعن جميع قضاياهم.

وقد كرس أعداء الإسلام كل طاقاتهم من أجل بث الفرقة بين المسلمين، وخصوصاً بين حجاج بيت الله الحرام، من أجل تفريق هذه الفريضة من محتواها، ونحن نحذر ضيوف الرحمن من المؤامرات التي يقودها الاستكبار العالمي المعادي للإسلام عن طريق عملائه في الداخل، من أجل إضعاف هذا الهدف السامي من أهداف الحج.

ثالثاً: حث حجاج بيت الله خاصة على فعل الخير في أيام الحج، وهو أن يتجه المسلمون إلى التعاون في ما بينهم على المستوى الاقتصادي، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ومد يد العون إلى إخوانهم الفقراء في البلاد الإسلامية، وخصوصاً الشعب الفلسطيني المظلوم والمحاصر من قبل الصهاينة الغاصبين، ولهذا جعلت الشريعة الإسلامية على ضيوف الرحمن واجباً من واجبات الحج الإ، وهو الذبح أو النحر والتصدق به على فقراء المسلمين، وهذا عامل من عوامل تماسك الأمة، وصفاء قلوبها ومواساة بعضها البعض.

رابعاً: إن من الدروس العظيمة التي يجب على حجاج بيت الله أن يتعلموها في هذه الشعيرة، هو وحدة الأمة الإسلامية، ولا شك أن الحج موسم عظيم، لتوحيد المسلمين ، حيث يجتمع المسلمون في مشهد عظيم،وتنعدم الفوارق في ما بينهم، ويتعارفون في ما بينهم، ويتقرب بعضهم لبعض، ويلتقي العلماء بعضهم ببعض، فيطرحون همومهم، وما يعانيه المسلمون في الوقت الراهن من تفرق، وتكالب أعداء الإسلام عليهم. وهذا ما يخيف الأعداء ويقلقهم.

يقول ارنولد توبنبي: (إن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن النائم قد يستيقظ)، ويقول المبشر لورانس براون: (إذا اتحد المسلمون في إمبراطوريه عربيه أمكن أن يصبحوا لعنه على العالم و خطراً...).

ويرى القس سيمون: (إن الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب الإسلامية، وتساعد على التملص من السيطرة الأوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحول بالتبشر اتجاه المسلمين عن الوحدة الإسلامية ).

ولهذا رسول الله (صلى الله وعليه وآله وسلم) أسس قواعد الوحدة الإسلامية بين المسلمين في حجة الوداع، فقد نقل الرواة أن رسول الله، وقف بمنى حين قضى مناسكه في حجة الوداع فقال: أيها الناس اسمعوا ما أقول لكم فاعقلوه عني، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم في هذا الموقف بعد عامنا هذا، ثم قال: أي يوم أعظم حرمة ؟ قالوا: هذا اليوم، قال: فأي شهر أعظم حرمة ؟ قالوا: هذا الشهر، قال: فأي بلد أعظم حرمة ؟ قالوا: هذا البلد، قال: فإن دماء كم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه فيسألكم عن أعمالكم ألا هل بلغت ؟ قالوا: نعم، قال اللهم اشهد، الا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، فإنه لا يحل دم امرئ مسلم، ولا ماله إلا بطيبة نفسه، ولا تظلموا أنفسكم، ولا ترجعوا بعدي كفاراً.

وفي هذه الوصية بينَ رسول الله مكان الضعف الذي يدخل منه أعداء الإسلام، الذين يريدون القضاء على المسلمين، وهو عن طريق تكفير بعضهم بعضاً، وتحليل دمائهم، وأموالهم بحجة أن هؤلاء كفاراً، كما يفعل أعداء الإسلام عن طريق الحركة الوهابية العميلة للاستكبار العالمي.

16/5/1026

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام فاطمه
2012-10-29
خطابي السيط هدا الى حبيبي ومالك امري رب العالمين يامن خلق كل شئ فاحسن خلقه ويامن خلق لنا هدا النبي العظيم صلت عليه كل المخلووقات في السماوات والارضين ارزقنا حج بيتك الحرام والخلوود بجوار حبيبك محمد في الجنان ياالله
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك