الصفحة الإسلامية

«اوليفر ستون»: ابني اسلم وتشيع في ايران... يا "هوليود" لا تغضبي

1897 19:08:00 2012-09-01

 

حسام عاصي

قام «اوليفر ستون» بتحيتي بصباح الخير قادما مع مديره الاعلامي وحاملا حقيبة كبيرة عندما تقدمت اليه قرب مصعد فندق "بيفرلي هيلز فور سيزونز". سألته عن مدى استعداده للمقابلة فهز رأسه وقال مطمئنا "سيكون الأمر مسلّيا".

بالتأكيد، فالاستماع لستون أخّاذ بقدر مشاهدة احد افلامه العظيمة مثل "بلاتون"، جي اف كي، مولود في الرابع من يوليو او "وول ستريت"، ومعرفته للأشياء واسعة كما لو كان اكاديميا، وحماسه العاطفي متقد كما لو كان احد المتمردين وطاقته مندفعة مثل بركان. يعتبر ستون واحدا من اكثر مخرجي هوليوود المثيرين للجدل المتحمسين سياسيا والذي يتحدث كل ما في ذهنه بشكل صريح، وصادق ودون خوف من اي موضوع يمكن ان تقذفه به، وهو أمر لا يعجب احيانا مديره الاعلامي.

ستون الواضح في معارضته لكل حروب امريكا، واحد محاربي حرب فيتنام، الذي تغير من حالة حامل العلم المحافظ الى المتمرد المضاد للمؤسسة بعد ان شهد بعينه ارث الضياع والفساد في فيتنام وفي النظام القانوني الامريكي، والآن يدير عينه الناقدة الى حرب امريكا على المخدرات، والتي اعلنها الرئيس «نيكسون» عام 1969 والتي تزايد دعمها على يد الرؤساء الامريكيين اللاحقين حتى اليوم.

"تلك المبادرة ادت الى رد فعل معاكس وهي كارثية تماما،" يقول ستون. "هناك اناس يستخدمون المخدرات اليوم في المدارس الثانوية وفي كل مكان اكثر من قبل وهكذا فاننا لم نحل المشكلة من خلال الحظر".

يجادل ستون في ان الحرب على المخدرات خلقت صناعة بمليارات الدولارات لرجال الشرطة والسجون بحيث ان ايقافها صار غير ممكن.

"انها مثل صناعة الاسلحة النووية. قام الناس بالاستثمار فيها ومن الصعب ايقافها، فصار لدينا وحش هائل يبتلعنا ويبتلع المكسيك ولا يمكن الانتصار عليه. لقد أضررنا ضررا هائلا بالمجتمع بملء 50 بالمئة من سجوننا باشخاص مجرمين ليس لديهم ضحايا. لم يقوموا باذية احد ولهذا فالمشكلة هي مشكلة صحية وليست مشكلة اجرام" يؤكد ستون.

هذا المخرج الكبير كان هو نفسه واحدا من هؤلاء "المجرمين بدون ضحايا" عدة مرات. عام 1968، ارسل الى السجن لمحاولة تهريب اونصتين من المخدر عبر الحدود من المكسيك وتم اعتقاله بتهمة حيازة مخدرات مرتين عام 1999 و 2005.

"لا أقول للسلطات ان تقوم بترخيص المخدرات. هذا هو خياري الشخصي، لكن على الأقل يمكنها ان توقف تجريم الناس الذين ترسلهم للسجون بسبب ذلك" يقول متعجبا.

ستون، على اية حال، ليست لديه اية اوهام ان ايقاف تجريم المخدرات سيوقف الجريمة ايضا. "حين انتهى تحريم الكحول عام 1930، العصابات لم تختف. لقد انتقلوا الى النصب والاحتيال، والقمار والابتزاز. ولذلك لو قامت الحكومة بمنع تجريم المخدرات وسمحت بتداولها بسعر السوق، فانني اتصور ان الناس لن يعودوا الى بيع المخدرات في بيوتهم" قال ضاحكا.

في فيلمه الجديد "متوحشون"، يخوض ستون عميقا في تجارة المخدرات المكسيكية، كاشفا طبيعتها الدموية وانتشار مخالبها الواسعة الانتشار الى الولايات المتحدة. الفيلم يقوم على رواية للكاتب دون ونسلو ويروي الفيلم حكاية شابين من كاليفورنيا، الباحث الزراعي بين (ارون جونسون) وجندي البحرية السابق «سيل كوهن» (تايلور كيتش) اللذين يتشاركان فتاة واحدة، اوفيليا (بليك لايفلي) وينتجان احسن ماريجوانا في كاليفورنيا. بعد فترة قصيرة، يجتذب محصولهما الاسطوري انتباه الكارتل الدموي المكسيكي باجا، الذي يطالب بمشاركتهما اعمالهما.

ستون، الذي كان اول من افتتح افلام المخدرات عام 1979 بفيلم "سكارفيس"، تأثر كثيرا بعد قراءة رواية متوحشون التي ارسلها له وكيله «بريان لورد».

"الرواية سريعة الايقاع، ومثيرة بشكل مختلف وتدور حول حرب المخدرات من زاوية خاصة. المزارعان الشابان اللذان يزرعان افضل انواع الحشيش في كاليفورنيا يتم تهديدهما بأن يتم اقصاؤهما من قبل كبار مؤسسة المخدرات، الكارتيل الضخم في المكسيك، وهما يقومان بالقتال" يقول متحمسا.

ستون صاحب سمعة سيئة عن اعادة كتابة كل شيء يلمسه، بما فيه التاريخ، كما فعل في "جي اف كي"، "ذا دوورز"، "الكساندر العظيم"، "مولودون" بشكل طبيعي قتلة، والمخرج الحاصل على ثلاث جوائز اوسكار قام بالامر نفسه مع متوحشون حين قام باقتباسها للشاشة.

"اشتغلنا عليها وصنعنا منها فيلما، لأنه في الكتاب يجب ان يكون هناك حوالي 130 مشهدا موصوفا بشكل سريع، ولكن في فيلم نادرا ما يكون هناك اكثر من 30 مشهدا. ولذلك قمنا بالكثير من القرارات لنصنعه" قال شارحا.

مستلهما «كيوبريك وهيتشكوك» يملأ ستون الفيلم بالكثير من الاثارة والتوتر بقدر الامكان. "بالنسبة لي، كان هذا الفيلم رحلة برية مع الكثير من الالتواءات والانحناءات، اردت ان اصنعه بطريقة مسلّية للمشاهد وغير متوقعة بحيث لا تعلم ماذا سيحصل بعد قليل. هناك الكثير لتوقعه وبالنسبة لي ما يجعل فيلما ما دراميا هو هذه التوقعات" يقول ستون.

لبناء هذه التوقعات العالية، يلجأ ستون الى عنف فظيع ووحشية. في الواقع، العنف الزائد في فيلم مولودون بشكل طبيعي قتلة ادى بحسب مزاعم الى عدة جرائم تحاول تقليده. لكن ستون يصر ان اعماله هي مجرد انعكاس لطبيعة العالم الفظة.

"هناك كمية معقولة من التوحش في عملي عبر السنين وليس ذلك بالسكاكين والبنادق، ولكن ايضا شفهيا" يعترف ستون. "اذا لم تقل ان هناك عنفا في العالم، فانت منكر للحقيقة ومخطئ".

رغم قول ذلك، فان ستون يعترف ان العنف كان بداخله منذ ايامه الاولى على هذا الكوكب. "كان هذا موجودا داخلي منذ ان عضضت حلمة ثدي امي" يقول ضاحكا. "كل شخص لديه عنف معين. المهم عندما تكبر ان تضع خطا وتقول ما هو العنف الضروري وما هو غير الضروري".

في الحقيقة، فان ستون، الذي هو ابن والد يهودي امريكي وام كاثوليكية فرنسية ملتزم بديانة معادية للعنف البوذية، التي اعتنقها في بدايات التسعينات عندما كان يصنع فيلم "الجنة على الارض" في تايلاند.

ومن المثير للاهتمام، انه بعد 20 سنة لاحقة، قام ابنه، ذو الـ 27 عاما، «شون» باعتناق الاسلام بمذهب التشيع حينما كان يقوم بتصوير فيلم وثائقي في ايران. على عكس اعتناق والده للبوذية، فان اعتناق شون للاسلام ازعج المؤسسة الهوليوودية. اما ابوه، ذو الـ 66 عاما، فقد ساند قرار ابنه ويأمل ان لا تقوم هوليوود بمعاقبته على ذلك.

"انه ابني وانا أحبه" يقول ستون. "لم يستشرني حول قراره هذا. لقد قام به وانا اسانده لأنني أعلم انه يؤمن به. المسألة ان الأديان التوحيدية الثلاثة، الاسلام، المسيحية واليهودية تؤمن بإله واحد، ولذلك فانه لا يرى الفرق بينها وهو يريد ان يتدرج مع هذا السياق."

ليس هناك شيء تقليدي في حياة ستون او عائلته. لقد ترعرع كطفل وحيد في وضعية متميزة، وقد درس في مدرسة داخلية للذكور، انفصل والداه حين كان في الـ15 من العمر، ووالدته علّمته كيف يمارس العادة السرية، ووالده المحب للاعمال الخيرية اخذه الى مومس ليفقد عذريته بعمر 16، وقد استبدل الراحة التي توفرها جامعة ييل للذهاب الى غابات فييتنام، وقد تم القبض عليه وهو يهرب الماريجوانا من المكسيك بعد 10 ايام من تركه الخدمة العسكرية وحصوله على ميداليتين عسكريتين، والقائمة تطول. هذه الطريقة القلقة من الحياة هي البئر التي يستمد ستون ابداعه منها.

يعمل ستون حاليا على سلسلة وثائقية من 10 اجزاء عنوانها "التاريخ غير المحكي للولايات المتحدة"، بدأ به في كانون الأول (يناير) 2010. سيخرج ستون حلقات السلسلة التي ستقدم رصدا غير تقليدي لبعض المناطق الاكثر اظلاما لتاريخ القرن العشرين مستخدما وثائق غير معروفة على نطاق واسع ومواد ارشيفية تم السماح باطلاقها مؤخرا.

واذا فكرنا بأعماله مثل جي إف كي، نيكسون، "كوماندانتي"، "بيرسونا نن غراتا" والبحث عن "فيديل"، فمن المؤكد ان ستون سيثير الكثير من الاهتمام كما سيطلق نارا جديدة من الجدل في قراءته الجديدة هذه للتاريخ الامريكي.

................

24/5/901

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك