الأسلامية/ براثا نيوز
وسط استياء شعبي وعلمائي واسع من نشاطات الفتنة التي تقوم بها الجماعات السلفية الوهابية في تونس ، ورفع راية التكفير ومحاولة الغاء المذهب المالكي من عقيدة التونسيين ، اكد وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك ان محاولات نشر الوهابية في تونس من خلال دورات تشرف عليها الجماعات السلفية في المدن التونسية امر مدعاة للفتنة ، خاصة وان علماء الزيتونة تصدوا للمذهب الوهابي منذ مطلع القرن العشرين ، ان ما يجري الان هو محاولة لاحلال المذهب الحنبلي الذي يعتنقه الوهابيون بديلا للمذهب الماللكي وهو السائد في تونس .
وندد وزير الثقافة التونسي بمهاجمة الجماعات السلفية لعدة مهرجانات فنية وثقافية عقدت في عدة مدن منها في القيروان وذكر منها خمسة مهرجانات مؤكدا ان هذا يخالف ما تعود عليه التونسيون من تنوع ثقافي وفكري وانفتاح على الثقافات والفنون .
وتشهد تونس حراكا اعلاميا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا منددا بما تقوم به الجماعات السلفية من محاولات لبث العقائد الوهابية التي تصدى لها علماء الدين التونسيين الذين يعتزون بانتمائهم للمذهب المالكي ولديهم مكتبة كاملة لكتب علماء كبار ردوا على العقائد الوهابية ودحضوا افكار زعيمها محمد عبد الوهاب .
وكانت وزارة الثقافة التونسية قد اصدرت بيانا قبل يومين ادانت فيه الجماعات السلفية على استمرار اعتداءاتها على المهرجانات الثقافية ، مذكرة بالاعتداء الذي تعرض له مهرجان القدس في بنزرت وجاء نص البيان :
دانت وزارة الثقافة التونسية الاعتداءات المتكررة التي ينفذها أنصار التيار السلفي على الفعاليات الثقافية في مختلف أنحاء تونس، واصفة إياها بظاهرة غريبة على المجتمع التونسي "المعروف بوسطيته".
وقالت الوزارة في بيان لها يوم 21 أغسطس/آب: "على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي على الاعتداء (الخميس الماضي) على مهرجان الاقصى بمدينة بنزرت (شمال) وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والإبداع فحسب، وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله".
ودعت الوزارة جميع الأطراف إلى "التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة" و"محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها".
وعلى صعيد متصل وجه نائب رئيس حركة النهضة المكلف بالشأن العام الداعية عبد الفتاح مورو المعروف بافكاره المعتدلة ، تحذيرا شديدا من محاولات نشر المذهب الوهابي على حساب المذهب المالكي في تونس ؟ قائلا : أنّ اطرافا تعمل اليوم على استقطاب شبان ليست لديهم معرفة بالدين حيث يتم تعليمهم الفقه وأصوله وبعض العلوم الإسلاميّة على " المذهب الحنبلي" حيث يتهيّأ هؤلاء الشبان لأن يصبحوا " طابورا" يدعو إلى استبعاد المذهب المالكي والفقه المالكي من بلدنا وإحلال المذهب الحنبلي باعتباره المذهب السلفي، حتى أن الإمام مالك يصبح ـ في نظرهم ـ من حوادث العلماء في المجتمع الإسلامي ولا تاريخ له والحال أنه أسبق من الإمام ابن حنبل ، وأشد التصاقا بالسلف الصالح ".
وحذر الداعية عبد الفتاح مورو من هذه الظاهرة «ستدخل ارتباكا في وطننا، فقد كان فهمنا للمذهب المالكي ناقصا لأن علماءنا كادوا يضمحلون ونحن نسعى الآن إلى إحياء الزيتونة، في حين دخلت علينا مدرسة دخيلة بسند جهة معلومة، وهذه المدرسة تشيع فقها في بلدنا، لا يأخذ في الاعتبار سوى المجتمع الذي نشأ فيه" .
وأكّد مورو أن دورات تكوينية تجري الآن في تونس وأن لديه معلومات مؤكّدة عن ان هذا الأمر حصل مرتين على الأقل حيث يتم استقطاب الشباب لمدة ثلاثة أشهر ويُعطون مقابلا ماليا لاستكمال الدورات في هذه المدة لتخريجهم بعد ذلك " علماء في المذهب الحنبلي ".
وعلّق مورو بالقول ان "هذا أمر خطير لا نرضاه ليس لأن لدينا مشكلة مع المذهب الحنبلي بل لأن تونس تعيش منذ قرون ضمن وحدة مذهبية، أمّا ان يأتي اليوم من يعلمنا كيف نصلي وكيف نزكي فهذا فتح لباب الفتنة".
على صعيد متصل اكد عضو سابق في حزب النهضة الاسلامي مقيم في السويد ، ان هناك انباء مؤكدة تشير الى " ان هذا النشاط الوهابي السلفي في تونس يهدف الى تحويل مئات الالاف من التونسيين الى مذهب الوهابي السلفي والسيطرة على الزيتونة عن طريق فرض شخصيات وهابية سلفية لتدريس المذهب الوهابي التكفيري فيه من خلال تدريس المذهب الحنبلي ، وهذا يؤكد ان ما تشهده تونس من دورات لتعليم الوهابية وخاصة للشباب الذين قال عنهم شيخنا عبد الفتاح مورو ممن لايعرف شيئا عن المذهب المالكي ، وهذا النشاط يؤكد انه ما تشهده تونس ليس مجرد نشاط لجماعات تسعى الى نشر مذهبها في صفوف الاخرين ، وانما هناك تنظيم وخطط مسبقة معدة باحكام لنشر الوهابية في تونس كما نجح هذا المخطط من نشر هذا المذهب في مصر حيث نرى الان جمعيات ومراكز ثقافية ومراكز بحثية وقنوات تلفزيونية تبشر بالفكر السلفي الوهابي ، وللاسف فقد استبدل مئات الالاف من المصريين مذهبهم الشافعي الى المذهب الحنبلي ليتحولوا الى وهابيين لايعرفون الا التكفير واطالة اللحى تقصير الثياب والاستعداد للقتل".
.......................................
2/5/825
https://telegram.me/buratha