لما أتم الصهاينة احتلال المدينة المقدسة سنة 1967م، دخلها وزير الدفاع آنذاك (موشى ديان) خلف الحاخام الأكبر للجيش الصهيوني ليؤدي الجميع الصلوات عند حائط البراق، الذي يسميه الصهاينة حائط المبكى، ويهتف الجميع "يا لثارات خيبر..!!"، ويومها قال ديان "اليوم فتحت الطريق إلى بابل ويثرب يعني المدينة المنورة!!" لقد اجتهد الصهاينة كثيرا
عندما أطلق الامام الخميني رحمه الله على إسرائيل اسم [غدةً سرطانيه] معلوم أن السرطان إذا ما ترعرع في أي جسم من أجسام البشر لا بد إما أن يتمكن الإنسان من القضاء عليه واستئصاله وإلا فإنه لا بد أن يُنهي ذلك الجسم، لا بد أن يخلخل ذلك الهيكل الذي نما وترعرع فيه.
أن فلسطين, أن البلاد العربية أن البلاد الإسلامية كلها لن تسلم من شر اليهود إلا باستئصالهم, والقضاء على كيانهم، أي شيء غير ذلك إنما هو ضياع للوقت، وإتاحة للفرصة أمام إسرائيل أن تتمكن أكثر وأكثر، حتى أنه قال - وفعلا عندما يقول الإمام الخميني فالشواهد أثبتت أن رؤيته فعلا واقعية في كثير من الأشياء - قال: ((إن إسرائيل تطمح إلى الاستيلاء على الحرمين الشريفين، وليس فقط على القدس، إسرائيل تطمح للاستيلاء على مكة المكرمة, على الكعبة المشرفة وعلى المدينة المنور
الامر الذي يؤكد أن إسرائيل ليس من الممكن المصالحة معها, ولا السلام معها, ولا وفاق معها, ولا أي مواثيق أو عهود تبرم معها. إنها دولة يهودية، إنها دولة يهودية طامعة، ليس فقط في فلسطين, وليس فقط في أن تهيمن على رقعة معينة تتمركز فيها، بل إنها تطمح إلى الهيمنة الكاملة على البلاد الإسلامية في مختلف المجالات، وتطمح إلى أن تقيم لها دولة حقيقية من النيل إلى الفرات، من النيل في مصر إلى الفرات في العراق؛ لأن هذه الرقعة هي التي يعتقد اليهود أنها الأرض التي كتبها الله لهم، وهي أرض الميعاد التي لا بد أن تكون تحت سيطرتهم وبحوزتهم، وأن يقيموا عليها دولتهم.
من هنا تاتي اهمية وقرآنية دعوة الامام الخميني رضوان الله عليه .
ففي عشرين من شهر رمضان [عام 1399 هـ الموافق 15/8/1979 م] أعلن الإمام الخميني هذا المقترح في دعوة, وفي بيانٍ عام وجهه للمسلمين جميعا قال فيه: ((إنني أدعو كافة المسلمين في جميع أرجاء العالم والدول الإسلامية إلى أن يتحدوا من أجل قطع يد هذا الغاصب ومساعديه - يعني إسرائيل - وأدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك الذي يعتبر من أيام ليالي القدر، ويمكنه أن يلعب دورا مهما في مصير الشعب الفلسطيني [يوم القدس العالمي], وأن يعلنوا ضمن مراسم هذا اليوم اتحاد المسلمين بجميع طوائفهم في الدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم)). روح الله الموسوي الخميني. (رحمة الله عليه).
الإمام الخميني هو الشخص الذي عُرِف بجديته في مواجهة أعداء الإسلام كافةً، في مواجهة أمريكا وعدها [الشيطان الأكبر]، واعتبرها وراء كل ما يلحق بالمسلمين من ذلٍ وإهانةٍ، وغير ذلك من الشرور
الإمام الخميني كان رجلا يفهم المشكلة التي يعاني منها المسلمون، ويعرف الحل والمخرج لهذه الأمة مما تعاني منه، وبعد أن قال هو أنه قد يأس من أن تعمل حكومات المسلمين شيئا اتجه إلى الشعوب أنفسها، طلب من الشعوب جميعا أن تجعل هذا اليوم, آخر جمعة من شهر رمضان يوما يسمى: [يوم القدس العالمي]؛ لتعرف الشعوب نفسها أنها تستطيع من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها، من خلال البحث عن الرؤى الصحيحة التي تحل هذه المشكلة, وترفع عن كاهلها هذه الطامة التي تعاني منها؛ لأن الشعوب هي نفسها المتضررة، أما الحكومات, أما الزعماء فهم غير متضررين، هم غير مكترثين, لا يهمهم ما يرونه بأم أعينهم من المعاناة في مختلف بقاع الدنيا لجميع المسلمين.
الشعوب هي التي تتضرر، الشعوب هي التي تلحقها الذلة والإهانة، الشعوب هي الضحية، وما لم تتجه الشعوب نفسها إلى أن تهتم بقضيتها، وتتعرف على أعدائها، وتعرف الحل والمخرج من مشكلتها ومصيبتها فلا تتوقع أي شيء آخر من زعمائها أو من غيرهم
كيف يجب ان انفهم طبيعة واساسيات الصراع مع اليهود
لقد اجتهد الصهاينة كثيرا أن يُبعِدوا الإسلام عن ساحة صراعهم مع أمتنا، وجنوا كل مكاسبهم لمَّا خاضوا ذلك الصراع تحت رايات وطنية ضيقة أو قومية محدودة تستبعد الإسلام وتُقصي الدعاة إليه..!! لقد كان مؤسس الكيان الصهيوني (ديفيد بن جوريون) يقول: "نحن لا نخشى خطرا في المنطقة سوى الإسلام"، وكان موشي ديان يقول: "إن دول الغرب- وعلى رأسها الولايات المتحدة- عليها أن تعطيَ اهتمامًا أكبر لإسرائيل، باعتبارها خط الدفاع الأول عن الحضارة الغربية في وجه أعاصير الثورات الإسلامية"، وكان شمعون بيريز يقول: "إننا لن نطمئن على مستقبلنا حتى يغمِدَ الإسلام سيفه إلى الأبد".
اليوم حينما نجد ان بعض الكتاب يقولون: [الصراع الإسلامي الإسرائيلي] فان هذه العبارة وهذا التوصيف غير صحيح ، لا يمكن أن يُسمى الصراع مع إسرائيل [صراعاً إسلامياً إسرائيلياً]، فلو كان الإسلام هو الذي يصارع إسرائيل، لو كان الإسلام هو الذي يصارع اليهود، لو كان الإسلام هو الذي يصارع الغرب لما وقف الغرب ولا إسرائيل ولا اليهود لحظة واحدة أمام الإسلام، لكن الذي يصارع إسرائيل، ويصارع اليهود من هم؟ مسلمون بغير إسلام، عرب بغير إسلام، صرعوا الإسلام أولا هم ثم اتجهوا لمصارعة إسرائيل بعد أن صرعوا الإسلام هم من داخل نفوسهم, من داخل أفكارهم, من جميع شئون حياتهم، ثم اتجهوا لصراع اليهود، تلك الطائفة الرهيبة، فأصبحوا أمامها عاجزين أذلاء مستكينين مستسلمين مبهوتين؛ لأنهم لم يهتدوا بهذا الكتاب العظيم؛ لم يرجعوا إلى هذا الكتاب الكريم، فأصبحوا كما نرى.
فالصراع هو صراع عرب مع يهود، صراع مسلمين بدون إسلام مع يهود، وليس صراعاً إسلامياً. نحن عندما نرجع إلى صدر الإسلام أيام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) نرى أنه استطاع أن يقضي على اليهود - وهم هم اليهود في خبثهم ومكرهم - استطاع أن يقضي عليهم على هامش جهاده مع الكافرين، وليس اتجاها محددا ورأسيا ضد اليهود، بل على هامش حركته العامة، استطاع أن يقضي عليهم، واستطاع أن يحبط كل مخططاتهم, ومؤامراتهم على هامش حركته العامة.
الإمام الخميني في رؤيته فهم عمق المشكلة, وواقعها, وفي نفس الوقت قدم الرؤية العملية في الحل لهذه المشكلة ووقف موقفا ثابتاً، وقدم ورؤيةً قرآنية صحيحة ثابتةً حدّية: مفادها أن فلسطين, أن البلاد العربية أن البلاد الإسلامية كلها لن تسلم من شر اليهود إلا باستئصالهم, والقضاء على كيانهم، أي شيء غير ذلك إنما هو ضياع للوقت، وإتاحة للفرصة أمام إسرائيل أن تتمكن أكثر وأكثر، حتى أنه قال - وفعلاً عندما يقول الإمام الخميني فالشواهد أثبتت أن رؤيته فعلاً واقعية في كثير من الأشياء - قال: ((إن إسرائيل تطمح إلى الاستيلاء على الحرمين الشريفين، وليس فقط على القدس، إسرائيل تطمح للاستيلاء على مكة المكرمة, على الكعبة المشرفة وعلى المدينة المنورة)).
بعض الفلسطينين ومعهم خونة العرب من الانظمة حكام وحكومات عندما تحول جهاد بعضهم من جهادٍ لتحرير الأرض من إسرائيل للقضاء على إسرائيل، عندما تحولوا إلى المطالبة من أجل إقامة دولة يكون حكمها حكماً ذاتياً فقط وليست دولة بمعنى الكلمة كانوا هم أول من شهد على أنفسهم بالهزيمة، وفعلاً حصل الاعتراف من بعض الفلسطينيين، وأقصد بهذا [منظمة التحرير الفلسطينية] وعرفات ومن بعده عباس ومن يدور في فلكه .
أي ان اولئك الفلسطينيون اولئك الاعراب وخاصة من كانوا يواجهون إسرائيل منذُ فترة طويلة لم يأخذوا دروساً، لم يأخذوا عبراً، لم يرجعوا إلى القرآن الكريم ليستوحوا منه كيف يواجهون هذا العدو اللدود.. لو رجعوا إلى آية واحدة لأعطتهم درساً، إن كل ما يؤملونه في ظل الدولة الإسرائيلية غير ممكن أن يتحقق، الله قال عن اليهود: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً}(النساء:53) والنقير ما هو؟ الحبة البيضاء الصغيرة في ظهر نواة التمر [العَجَمة].
عندما يكون لليهود سلطة لا يمكن أن يعطوا الآخرين منها ما يعادل نقيراً، فكيف يطمح الفلسطينيون إلى أن بإمكانهم أن يتهيأ لهم إقامة دولة داخل إسرائيل في فلسطين نفسها يقيمون دولة؟! كيف يمكن أن تسمح لهم إسرائيل بذلك؟ وفعلاً لم يحصل هذا، لم تستقر هذه الدولة، لم تستقر إطلاقاً، ورأينا في هذا الشهر كيف ضربتها إسرائيل، ومن الذي استنكر؟ من الذي هب لإنقاذهم؟ من الذي صرخ في وجه إسرائيل؟ لا أحد.
بل وجدنا عباس ومن معه من الفلسطينين هم أنفسهم يتجهون إلى أمريكا يستغيثون بها، يستنجدون بها، وهي هي [الشيطان الأكبر] هي التي وراء إسرائيل. هذه هي المشكلة التي لم يفهمها المسلمون، لم يفهمها الفلسطينيون اولئك وليس ذلك فحسب بل ان اصحاب ذلك المسار من الفلسطينين ومن معهم من انظمة وحكومة الاعراب الذين قد اعترفوا بإسرائيل, مقابل حكماً ذاتياً لهم داخل فلسطين، ، يريدوننا كشعوب كامة عربية واسلامية أن نقف معهم ليتحقق لهم ذلك المطلب،
فلو وقفنا معهم أجل تحقيق ذلك المطلب لكنا قد اعترفنا بإسرائيل ضمنا أن لها حق الوجود في فلسطين، وأنها تعتبر دولة؛
لذلك يجب أن يكون التأييد لتلك الحركات الجهادية ومع أي حركة تعمل من أجل تحرير الأرض من إسرائيل، من أجل القضاء على إسرائيل، هذه هي التي يجب أن يقف معها المسلمون، ويجب أن تتجه نحوها مساعداتهم, ويتجه نحوها تأييدهم، أما أن نقف موقفا يعتبر في الحقيقة اعترافاً ضمنياً بإسرائيل فهذا ليس من حق الفلسطينيين أنفسهم، الفلسطينيون أنفسهم ليس من حقهم أن يعترفوا بإسرائيل ثم يريدون منا أن نقف موقفهم.
ان قضية إسرائيل ليست قضية تخص الفلسطينيين, إنها قضية المسلمين جميعاً، حتى لو اعترف الفلسطينيون أنفسهم بإسرائيل، حتى لو رضوا بأن يكونوا عبارة عن مواطنين داخل دولة إسرائيل فإنه لا يجوز للمسلمين أن يقروهم على ذلك، ولا يجوز للمسلمين أن يتخلوا عن جهادهم في سبيل إزالة هذه [الغدة السرطانية] كما أطلق عليها الإمام الخميني (رحمة الله عليه).
وعلى ابناء شعوب الامة ان تعلم - ان المسار الذي فيه الحل والمخرج للامة ولشعوبها ولكل قضاياها في مواجهة التحالف اليهودي النصراني امريكا واسرائيل ، لا يكون الا بالعودة الى المنهج القراني والتثقف بثقافته في فهم معايير ومقاييس واسس الصراع مع اليهود والنصارى امريكا واسرائيل
وماعليه اليهود اليوم من فساد في الأرض وعلو واستكبار، ونفير فساد إلى أبعد مداه يؤكد ان نهايتهم قريبة وقريبة جدتحقيقا لوعد الله القائل ( فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا ولكن وعدالله بزوال اليهود وكيانهم لن يتحقق الا على يد جيل قراني ياتي بهالله جيل يحمل تلك المواصفات القرآنية الالهية التي قدمها الله سبحانه وتعالى بقوله جلا شأنه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون }
https://telegram.me/buratha