عبود مزهر الكرخي
في ذكرى جر ح الأمام أمير المؤمنين (عليه السلام)---------------------------------------------بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهارتمر اليوم ذكرى جرح سيدي ومولا ي أمير المؤمنين أبا الحسن علي بن أبي طالب(ع) عندما ضربه بسيف الغدر والخيانة المسموم من قبل أشقى الأولين والآخرين اللعين عبد الرحمن بن ملجم على رأسه في نفس المكان الذي ضربه به عمر بن ود العامري في واقعة الخندق وهو في منبره في صلاة الفجر وهو كان يعرف باستشهاده على يد الأشقى اللعين والذي اخبره بها حبيبه وأخوه نبينا الأكرم محمد(ص)عندما كان في أحدى المرات مع رسوله الحبيب أحتضنه أبن عمه أي سيدنا محمد(ص) وبكى وقال له ((أتعرف من أشقى الأولين؟))فقال له (ع) (( الذي عقر ناقة صالح)) فقال (ص) ((نعم ! وأن أشقى الأولين والآخرين هو الذي يضربك بالسيف على قرنك حتى تتخضب لحيتك بالدم))وبكى رسول الله على استشهاد يعسوب الدين وأمام المتقين فكان يعرف روحي الفداء حتى ومن يقتله حيث كان يمشي مع الصحابي مالك بن الأشتر(رض) ومر من أمامهم اللعين عبد الرحمن بن ملجم فقال لمالك((أن هذا هو أشقى الأولين والآخرين الذي اخبرني به حبيبي محمد الذي يخضب لحيتي بالدم)) فقال له مالك((فلنأخذه ونقتله)) فقال (ع) ((لا!أخبرني حبيبي بأنه ليقضي الله أمراً كان مفعولاً)).فهذا هو وليد الكعبة الذي عندما كانت أمه فاطمة بنت أسد(ع) في شهرها التاسع وعندما أحست بوجع الولادة أقبلت إلى المسجد الحرام وطافت حول الكعبة ثم وقفت للدعاء والتضرع إلى الله ليسهل لها عملية الولادة وقالت ((يا رب أني مؤمنة بك وبكل كتاب أنزلته،وبكل رسول أرسلته ومصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل(ع)،وقد بنى بيتك العتيق،وأسألك بحق أنبيائك المرسلين،وملائكتك المقربين وبحق هذا الجنين الذي في أحشائي...إلا يسرت عليَّ ولادتي)).وانتهى الدعاء وأنشق جدار الكعبة من الجانب المسمى((بالمستجار)ودخلت السيدة فاطمة بنت أسد إلى جوف الكعبة،وأرتاب الصدع،وعادت الفتحة والتزقت وولدت السيدة علياً هناك والأثر لا يزال موجوداً على جدار الكعبة حتى يومنا هذا بالرغم من تجديد بناء الكعبة عدة مرات في خلال هذه القرون وقد مليء الأنشقاق بالفضة والأثر يُرى بكل وضوح والعديد من الحجاج يلتصقون بهذا الجدار (المستجار) ويتضرعون إلى الله تعالى في قضاء حوائجهم.وكان وليدها حيدر الكرار روحي له الفداء الذي وضعته ولم تجد أي وجع أو ألم وحسب ما قالت هي ذلك. وبعد ثلاثة أيام منذ دخولها الكعبة وخرجت معها وليدها الذي هو كفلقة القمر.هذا هو مختصر ولادة سيد الوصيين وأمام المتقين سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع) ،ولنستجعل التاريخ ونعود إلى استشهاده ففي اليوم الذي خرج من البيت في منزله المتواضع في الكوفة كانت لديه كان لديه روحي له الفداء بركة فيها بط وخرج إليها قبل الفجر فصاح البط فقال (ع) ((لا حول ولا قوة إلا بالله صوائح تتبعها نوائح)) ثم جاء إلى البيت فقبل أولادة وودعهم عند ذلك صاحت أم كلثوم الذي كان في بيتها وعرفت بقرب استشهاده حيث كان يردد ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) ثم ذهب إلى الباب فكان الباب بقدرة الله سبحانه وتعالى حيث كان المسمار الذي يغلق الباب عندما كان يهم بالخروج يفتح حزامه الذي كان يلبسه وفي كل مرة يشده فينفتح الحزام وفي كل مرة ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) لمعرفته بأن هذا الباب يريد أن يؤخره عن الذهاب لمحبته .ويقول ((اللهم بارك لنا في لقائك هي والله الليلة التي وعدنيها حبيبي رسول الله))ويخرج من البيت وينظر في الكواكب ويقلب طرفيه في السماء ويقول ((والله ما كُذبت ولا كُذبت، وأنها الليلة التي وعدت بها، ثم يعود إلى مصلاه ويقول : اللهم بارك لنا في الموت)).وكان كثيراً ما يخبر الناس بنعيه روحي له الفداء بشهادته وأختضاب لحيته الكريمة بدم رأسه الشريف ،وحينما أتاه عبد الرحمن بن ملجم ليبايعه نظر علي في وجهه طويلاً، ثم قال : أرايتك إن سألتك عن شيءٍ وعندك منه علم هل أنت مخبر عنه؟قال :نعم ،وحلفه عليه فقال : أكنت تواضع الغلمان وتقوم عليهم وكنت إذا جئت فرأوك من بعيد قالوا : قد جاءنا ابن راعية الكلاب!! فقال : اللهم نعم. فقال له : مررت برجل وقد أيفعت(صرت يافعاً)فنظر إليك نظراً حادً فقال :أشقى من عاقر ناقة ثمود؟قال : نعم، ثم قال :قد أخبرتك أمك أنها حملت بك في حيضها؟فتمتع هنيئة ،ثم قال : نعم.فقال الإمام : قم.فقام ،قال(ع) :سمعت رسول الله(ص) يقول ((قاتلك شبه اليهودي بل هو يهودي)).وكان في الليلة التاسعة عشر من رمضان في بيت أبنته أم كلثوم وفي صلاة الليل وفي التعقيب ثم نامت عيناه وهو جالس ثم أنتبه مرعوباً ثم قال لأولاده :إني رأيت في هذه الليلة رؤيا هالتي وأريد أن اقصها عليكم فقالوا : ماهي؟قال :(أني رأيت الساعة رسول الله(ص) في منامي وهو يقول : يا أبا الحسن إنك قادم ألينا عن قريب،يجيء أليك أشقاها فيخضب شيبتك من دم رأسك ، وأنا والله مشتاق إليك وأنك عندنا في العشر الأواخر من شهر رمضان ، هلم ألينا فما عندنا خير لك وأبقى).وودع أولاده وبكوا وعلا الصياح فأمرهم بالسكوت وقبلهم وذهب إلى الجامع ووجد أشقى الأولين والآخرين نائماً وملتفاً بعباءته فركله برجله وقال له قم للصلاة لمعرفته به ولم يوقظه برفق وكان نائماً على بطنه لأخفاء سيف الغدر الخيانة فقال له لا تنم هكذا فأنها نومة الشياطين فما عظمتك ياسيدي أبو الحسن تنصح عدوك وقاتلك وأنت سائر بخطى نحو ولا تهتم ولا تبخل عليه بالوعظ والإرشاد ولكن هكذا هو سيرة أمير المؤمنين التي كلها كانت لو كتبت لكانت كلها أحرفٌ من نور روحي لك الفداء وأذن المؤذن وأقيمت الصلاة وأمَّ روحي الفداء بالمصلين وعندها وفي الركعة الثانية وفي محرابه عاجله اللعين بن اللعين بضربة سيفه الذي يقطر منها السم وعلى رأسه وكما قلت في مكان ضربة اللعين عمر بن ود العامري فلم يستطع عندها الوقوف ووقع روحي له الفداء وأجتمع القوم عليه وأمسكوا بالمجرم والتف الناس حول أمير المؤمنين وجلس ورأسه ولحيته مخضبة بالدماء ولف رأسه بقطعة قماش ولكن ماذا قال للناس؟؟أمر أبنه الحسن(ع) بإمامة الصلاة والصلاة وبعدها يتم نقله .فهذا هو التربية التي تربى بها يعسوب الدين من قبل حبيبه وأخيه محمد(ص) بأن أقامة الصلاة من أهم الأمور وصلى الأمام الحسن(ع)وأمَّ بهم وانتهت الصلاة وأخذ إلى البيت محمولاً وسمع بيته بالمصيبة وارتفع العويل والصياح في بيته وأرتاعت أولهم الحوراء زينب(ع) وأرتفع العويل والبكاء في كل أرجاء الكوفة لهذا المصاب الأليم وخصوصا من الفقراء والمساكين والضعفاء الذي كان الناصر لهم والمدافع عنهم.وجيء بأشقى الأولين والآخرين اللعين عبد الرحمن بن ملجم فماذا قال لأولاده وأصحابه هل قال أقتلوه في الحال ! كلا بل عندما شاهده يرتجف من الخوف هذا اللعين قال له بضعف وأنكسار صوت رأفة ورحمة ((يا هذا لقد جئت عظيماً، وارتكبت أمراً عظيماً ، وخطباً جسيماً ، أبئس الأمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء؟ ألم أكن شفيقاً عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في عطائك؟ألم أكن يقال فيك كذا وكذا ، فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي؟ وقد كنت أعلم أنك قاتلي لا محالة ولكن رجوت بذلك الاستظهار من الله تعالى عليك يا لكع فغلبت عليك الشقاوة فقتلتني يا أشقي الأشقياء؟فدمعت عينا اللعين ابم ملجم وقال يا أمير المؤمنين : أفنت تنقذ من في النار. قال له : صدقت ثم التفت (ع) إلى ولده الحسن(ع) وقال له : أرفق يا ولدي بأسيرك. وأرحمه وأحسن إليه وأشفق عليه ، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه وقلبه يرجف خوفاً وفزعاً؟؟فقال الحسن(ع) يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وافجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به؟ فقال : نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلا كرماً وعفواً! والرحمة والشفقة من شيمتنا! بحقك عليك فاطعم يا بني مما نأكله! واسقه مما نشرب! ولا تقيد له قدماً ولا تغل له يداً! فأن أنا مت فأقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ولا تحرقه بالنار ولا تمثل بالرجل فأني سمعت جدك رسول الله(ص) يقول ((إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ، وإن أنا عشت فأنا أولى به بالعفو عنه وأنا أعلم بما أفعل به)) فهذا هو خلق أئمتنا وهذا مذهبنا شعارهم التسامح والعفو عند المقدرة التي تربى بها أمامنا أبو الحسن في المدرسة المحمدية والذي كان هو باب مدينة العلم التي يدخل منها إلى الروضة المحمدية فرحماك يا أبو تراب الذي حتى في موتك تعلمنا معنى الأخلاق والتسامح وفي كل مسيرتك كنت النور الوهاج في الظلام تنور للبشرية الطريق السليم والصحيح لديننا الإسلامي الحنيف والذي ظلموك في كل حياتك ولم يعرفوا حقك وقدرك الذي كنت في أعلى عليين عند مليك مقتدر وأنت النبأ العظيم والآية الكبرى التي وصفك بك الله في كتابه العزيز قرآننا المجيد.فالسلام عليك يا أخي رسول الله ووصيه وحجته على خلقهوالسلام عليك يا زوج البتول.والسلام عليك يا أبا الحسنين .والسلام عليك يأبو الأئمة الأطهار من ولدك الحسينوالسلام عليك ياخير البرية ويا أمام الأنس والجان ويا قسيم الجنة والنار .والسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت بسيف الغدر والخيانة ويوم تبعث حياً ما بقي الليل والنهار.وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ونسألكم الدعاء والمسألةـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمصادر :الأمام علي من المهد إلى اللحد /تاليف العلامة الخطيب السيد محمد كاظم القزويني.منشورات النور للمطبوعات. بيروت ـ لبنان.
https://telegram.me/buratha