الصفحة الإسلامية

دماء في محراب مسجد الكوفة

1641 08:29:00 2012-08-09

صادق الرصافي

من الواضح ان عملية اغتيال الامام علي (ع) فجر يوم التاسع عشر من رمضان لم تكن عملية فردية ققرر المجرم ابن ملجم القيام بها مع اثنين اخرين من الخوارج ،بل كانت جزءا من مخطط كبير كان ابن ملجم واحدا من حلقاته الرئيسية .

 لقد استغل المجرم معاوية بن ابي سفيان حالة التخاذل التي سادت معسكر اهل الكوفة ووجود طابور من الجواسيس والعملاء الذين كانوا يعملون لحساب معاوية ويزودونه بالمعلومات ويعملون على بث الاشاعات ونشر التخاذل في صفوف اهل الكوفة . لقد حصل ابن ملجم على عون كبير من قبل العميل الاشعث بن قيس الكندي الذي كان رجل معاوية الاول في الكوفة وكانت توجد علاقات وارتباطات سرية بينه وبين معاوية ،لقد تحرك معاوية بعد معركة الجمل من اجل تجنيد العملاء والجواسيس من اجل منع الامام علي (ع) من الزحف اليه بجيشه وتقويض سلطاته التي حصل عليها بتفويض من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي منح الشام لاسرة ابي سفيان ولم يتشدد مع معاوية وشقيقه رغم تشدده المعروف مع الولاة .

لقد بذل الامام علي (ع) جهدا كبيرا في تحشيد قواته المسلحة لضرب راس الفتنة في بلاد الشام وقتها وكان العديد من انصار معاوية امثال ابي موسى الاشعري الذي حاول تخذيل اهل الكوفة ومنعهم من الانخراط في صفوف جيش الامام الزاحف نحو الشام .لقد كان معسكر الامام مليئا بالانتهازيين وطالبي الفرص الذين تعاونوا مع معاوية ووافقوا على الانخراط في المخطط الاموي لاغتيال الامام (ع) بالاستعانة بالخوارج .كان الاشعث بن ابي قيس الكندي رجل المهمة الذي اقنع المجرمة قطام على تجنيد ابن ملجم لتنفيذ المهمة ،حيث وافق ابن ملجم على ذلك .

كان اغتيال الامام علي (ع) الفرصة لبني امية لقطف ثمار السلطة وابعاد البيت النبوي عنها ونشر قيم الانحراف والضلال .لم يهتم الامويون بتطوير الامة الاسلامية ونشر قيم العدل والحرية والكرامة كما فعل امير المؤمنين (ع) الذي كان حكمه مثالا للحكم العادل ،حيث تمتعت جميع فئات المجتمع الاسلامي بالعدل والمساواة ولم يكن هناك تفضيل بين احد ،بل ان الامام نفسه ذهب بنفسه الى القضاء من اجل الاحتكام في قضية درعه التي سرقت منه اثناء ايداعها في بيت المال رهنا لدين كان عليه ،اذ لم يستخدم الامام سلطاته كخليفة للمسلمين ،بل اعتبر نفسه مواطنا عاديا وفصل بين منصبه وبين حقه الشخصي مما ادهش اليهودي الذي كانت الدرع بحوزته واعلن تنازله عنها لصالح الامام رغم ان القاضي حكم برد دعوى الامام مما دفع به الى اعلان اسلامه ،حيث سبق الامام بهذا السلوك جميع الدول الاوروبية الحديثة التي قامت بالفصل بين السلطات واستقلال المؤسسات ،اذ شكل سلوك الامام (ع) محاولة مبكرة لايجاد قاعدة حكم المؤسسات المستقلة .لم يحتكر الامام (ع) الثروات الطائلة لنفسه ومنع الاموال عن الطبقات الفقيرة ،بل كان يشرف بنفسه على توزيعها بشكل عادل وكان نصيبه وراتبه يساوي راتب اصغر موظف في جهاز الدولة ولم يكن هناك فقير ومحتاج واحد او جائع في دولته العظيمة الانسانية تلك .كان الجهاز الاموي السري يشعر بالخطر ومعه السادة ورؤساء القبائل الذين وجدوا في سياسة الامام تقويضا لسلطانهم وخططهم في البقاء في السلطة واحتكار الاموال والثروات وخلق الفوارق الطبقية مع الفقراء .لم ينتصر الامويون بنجاح مخططهم ،بل كان سلطانهم الذي شيدوه بالمؤامرات والاغتيالات كان يقف على حافة الرياح التي سرعان ما اطاحت بهم وانهت دولتهم بعد اقل من 80 عاما فيما بقي ذكر امير المؤمنين خالدا ويرتفع يوما بعد يوم الى عنان السماء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك