الصفحة الإسلامية

في رحاب شهر رمضان الكريم /الجزء الثاني

2776 19:59:00 2012-08-07

عبود مزهر الكرخي

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة على النور الأنور قنديل السماء سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار

أما بعد نستكمل مقالتنا في رحاب شهر الله شهر رمضان المبارك والتي بها نعرج على الأمور التي تقربنا زلفى إلى رب العز والجلالة الذي لو تقربت منه خطوة فأنه يتقرب منك ملايين الأميال والذي يحب العبد المؤمن المتذلل بين يدي رحمته لكي ينال رضاها فالصوم ليس فقط الامتناع عن الأكل والشرب بل هناك المفهوم الروحي لهذا الصوم الذي تكون النفس خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى فكثير من الصائمين لا يزيدهم إلا الجوع والعطش ولكن نحن وحسب ماتعلمناه من نبينا الأكرم ومن أئمتنا (سلام الله عليهم أجمعين) في الضرورة التقرب إلى الله وحصد الجوائز التي يوزعها في هذا الشهر الشريف في غفران الذنوب وعتق الرقاب من النار وأن تجعل أعمالنا كلها خالصة لوجه الله عز وجل.

من هنا برزت في مذهب أهل البيت الأعمال المستحبة والمكروهة في هذا الشهر والتي تعتبر من الأمور الأساسية في صيام هذا الشهر الفضيل والتي سنمر عليها الآنالمستحبات :------------يقول نبي الرحمة محمد(ص) في خطبته ((واذكروا، في جوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ،ووقروا كباركم،وارحموا صغاركم،وصلوا أرحامكم،واحفظوا ألسنتكم،وغضوا عما لا يحل النظر إليه إبصاركم وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم،وتحننوا على أيتام الناس ،يُتحنن على أيتامكم ،وتوبوا إليه من ذنوبكم ،وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنها أفضل الساعات،ينظر الله عزّ وجلّ فيها بالرحمة إلى عباده،يجيبهم إذا ناجوه،ويلبيهم إذا نادوه،ويستجيب لهم إذا دعوه))

أن هذه الخطبة العظيمة لخاتم الأنبياء تدلل على عظمة ديننا الذي يركز على النواحي الأخلاقية ومكارمها في صومنا وفي كل مناحي ديننا الحنيف فالمسلم الحقيقي وصيامه من سلمت جوارحه ولسانه وهنا يبدأ كما ذكرت سابقاً بالجهاد الأكبر فهنا يجب التأكيد على بعض الأمور المخصوصة في رمضان وااتي بها يكتمل صيامه وقبول أعمال وسوف نذكرها بنقاط :

1 ـ بر الوالدين

2 ـ صلة الرحم

وهي من الأمور المهمة التي يعني مع أخيك وأختك وقراباتك وجارك وفي يومنا شائعة مسألة القطيعة ومع الأسف منتشرة مع كل الذين ذكرتهم سلفاً.

3 ـ الأعمال الخاصة بشهر رمضان

أداء الأعمال الخاصة بشهر رمضان لأنها بها يطمئن النفس والروح وتقترب إلى مولاها عز وجل وهي مذكورة كلها في كتبنا كتب مذهب أهل البيت.

4 ـ الصدقة

وخصوصاً في هذا الشهر لأنها تطفئ غضب الرب وخصوصاً على الفقراء والمساكين والأيتام وبها تسود النحبة والألفة بين المسلمين من مختلف الطبقات.

5 ـ غض البصر

وعدم الاستماع والنظر إلى محارم الله وهذه نقطة مهمة في يومنا هذا وخصوصاً القنوات الفضائية وما تبثه من قيم هدامة للشباب حيث تتبارى قنواتنا الفضائية في بث المسلسلات البعيدة عن روح وقيم الإسلام وخصوصاً في شهرنا الكريم رمضان شهر العبادة والطاعة والغفران،لذلك نطلب من شبابنا وشاباتنا بالخصوص وكل عبادنا الصالحين بعدم قضاء الوقت في مشاهدة هذا الأنتاج الهابط من المسلسلات والتفرغ لعبادة الرحمن الذي يقول في محكم كتابه ((فا ذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ))البقرة آية 152، فبالشكر تدوم النعم وتحل البركة على العبد المؤمن لأن النظر إلى المحارم يعتبر أن العين كذلك تزني والسمع يزني فكل جوارحك في هذه الحالة قد زنت عندما تنظر إلى مثل البرامج البعيدة عن الإسلام وروحه والعياذ بالله وهو ومع الأسف قسوة للقلب لأن الابتعاد عن ذكر فيه قسوة للقلب وهذا ما صرح به نبينا الأكرم محمد(ص).

6 ـ الدعاء

من خلال قراءتي وفي رأيي الشخصي أن الدعاء هو من الأمور المهمة وقد تم التركيز عليها في القرآن الكريم ونجد كثير من الآيات التي تتعرض لهذه المسألة كقوله تعالى ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ))غافر آية 60 و ((إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))البقرة آية 186، وهذا أنما يدل على أن العبد أقرب ما يكون إلى الرب تكون في أوقات الدعاء وكيف تكون في شهر رمضان المبارك الذي تتفتح فيه أبواب السماء وتستجاب الدعوات وهي التي ركز عليها أئمتنا في التقرب إلى الله بالدعاء ويختص مذهبنا بكثرة الكتب الخاصة بالدعاء منها ضياء الصالحين ومفاتيح الجنان والصحيفة السجادية وغيرها والتي تكون مأخوذة من كلام أئمتنا المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين).

وحتى الرسل والأنبياء كانوا يدعون ربهم لقضاء حوائجهم وكمثال نبينا زكريا عندما دعا ربه ويقول فيمحكم كتابه وفي سورة مريم((ذكر رحمة ربك عبده زكريا ، إذ نادى ربه نداء خفياً، وقال رب أني قد وهن العظم مني وأشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقياً ، وأني خفت الموالي من ورائي وكانت امراتي عاقرا فهب لي من لدنك ولياً))مريم الآيات1،2 ،3،4،5فهنا دعا ربه ولم يكن شقيا أي لا يرد الدعوة ربه الكريم الذي وسعت رحمته كل شيء واستجاب له الدعاء وكل الأنبياء دعوا ربهم وأكد عليهم بالدعاء لقضاء حاجاتهم. فحريٌ بنا أن نغتنم هذا الباب الذي فتحه لنا بنا بالدعاء والاستشفاع بأئمتنا المعصومين وأهل البيت أبواب الحوائج الذي بهم يرحمنا الله ويستجاب به دعواتنا حيث نبينا آدم(ع) عندما أخرجه الله من الجنة ماذا فعل أستشفع بكلمات علمه الله بها والأسماء والأنوار التي مكتوبة على عرش الرحمن ((فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها)) فاستشفع بهذه الأسماء الكريمة عند الله وكما ذكر ذلك في محكم كتابه((فتلقى آدم كلمات من ربه فتاب عليه))البقرة آية 37.

7- العطش

يقال للصائم فرحتان فرحة لقاء ربه وفرحته إذا أفطر،الفرحة بسد عطشه بعد يوم بالامتناع عن الأكل والشرب وخصوصاً العطش في هذه الأيام الشديدة الحر فيفرح أنه أكمل يومه من الصوم في خير وعافية وتمام الصوم.

ولهذا يجب أن نتذكر أهوال وكرب يوم القيامة حيث ذكر في قرآننا الكريم ((يوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ))الحج آية 2فلنتذكر هذا اليوم العظيم في عطشنا وجوعنا يوم الوقوف بين رب العز والجلال في هذا الموقف العظيم يوم تزل الأقدام عن الصراط المستقيم ويوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وهنا أعمالنا هي التي ترجح قلبنا السليم وتثقل ميزاننا يوم الحساب فتذكروا في صيامكم يوم الحشر ويوم القيامة حيث تكون الأبصار شاخصة إلى الله سبحانه وتعالى والأرض والسموات مطويات بيمينه وخشعت ألببصلر لرب العزة والجلال فها نحن نكون نتحمل ذلك اليوم من هول المطلع والذي فيه اليوم يعادل الف ستة مما تعدون..

وأحب في ختام مقالتي وفي هذه الأيام الشديدة الحر وفي عطشكم أن تذكروا عطش سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) الذي في يوم عاشوراء والتي كانت واقعة الطف قد وقعت في مثل هذه الأيام الشديدة القيظ كان صائماً ولحد الظهر بعد أن خرج إلى ساحة المعركة وهو لم يذق شربة ماء ولا عياله ونساءه ويصيحون العيال والنساء ((العطش !!العطش!! ))وبعد أن أثخن بالجراح وسقط من جواده بعد أن تناوشه الأوغاد من كل حدب وصوب لم تره عقيلة الطالبيين الحوراء زينب(ع)التي كانت تراقب المعركة من التل الزينبي فقالت لها أختها أم كلثوم لعل وطيس المعركة حجب عنك رؤية الحسين.

ولكن كان في ذاك الوقت مثخناً بالجراح قد روي عطشه من دمه الشريف وفيه رمق من الحياة ويرى عياله ونساءه يصيحون ((العطش !!العطش!! )) وجثث أبناءه وإخوانه وأصحابه في العراء مضرجة بالدماء واخذ يتمتم بكلمات ومر من أمامه هلال بن نافع فقال إذا كان يدعو علينا فقد هلكنا ورب الكعبة.

ولكن ذاك الجبل من شخصية أبو الشهداء ماذا كانت تقول وهو أمام زمانه وتربى في حجر نبي الرحمة من تلك الأصلاب الشامخة التي لم تنجسها الجاهلية بأنجاسها،فاقترب منه هلال وسمعه يقول ((يا رب الأرباب ويا سيد السادات إذا كان هذا من رضاك فخذ حتى ترضى وان كان من سخطك فخذ حتى ترضى لك العتبى على كل حال))فهذا التأدب لأبي الأحرار للعبد أمام ربه وهو له تلك المنزلة والمكانة لدى رب العباد وهو خامس أصحاب الكساء وعدم الاعتراض على حكم الله وبلاؤه بل التشرف به والخضوع والتذلل أمام الجبار العزيز ملك الملك فكونوا كما علمنا نبينا وأئمتنا(عليهم السلام أجمعين)متخضعين متذللين في دعائكم واذكروا في أيام صومكم وعطشكم مصيبة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) عطش الحسين الذي كان نهر العلقمي مباحاً للوحوش والدواب وحرم منه هو ومعسكره وعياله ونساءه ولكنه ماذا فعل أحتسب إلى الله مولاه ورضي بحكمه وبلاءه فهذا هو العبد الصالح المطيع لله ورسوله وعندما تشربوا الماء أذكروا عطش الحسين وقولوا((سلام الله على الحسن والحسين وبأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله)).

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ولا تنسوني بالدعاء لي لقضاء الحوائج.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك