بقلم: عبدالامير الخرسان
salam3salam@yahoo.com
تلألأ البدر في موكبه وسما نحو عليائه وأشرف على الكون بكلّه ليملأ الوجود سرورا ويبعث فيه حياة ويضيء كيانه نورا وتتجلّى فيه حقائق الأشياء ناصعة ويهتدي به نحو السبيل من ارتبك في الظلمات , اذ لا وجود لها مع ذلك القمر الساطع صاحب العطاء والسخاء وباذل الجود ابتداء وكأن على محيّاه الحياء عند احسانه !! , وكأنّه هو الطالب وضيفه هو الجواد المنعم !! ذلك هو الامام الحسن السبط (عليه السلام) . أي مجد سيدي أعظم منك , وأي تاريخ يضمّك بين حناياه وأنت شمسه المشرقة ونوره المتحرك في العقول وفجره البازغ ليبدد ظلام الهوى والجهل والتخلف والعصبية والاستبداد والدكتاتورية !! ليحل محله العلم والحلم والعدل والمروءة والذكاء لينتفع به العالم وتعيه البشرية وتجلببه الانسانية . لقد كان الامام الحسن السبط (عليه السلام) عقلا نورانيا متجليا مع الموكب الالهي اتصل بالروح الانسانية فحلم عن أوهام الطبيعة وارتقى به نحو الملكوت الاعلى , لأنه فيض رحمة الله الواسعة . وكأني اسمع منادي الحكمة وهو يعتلي عرش الوجود ويخاطب بصريح العبارة وينادي بأعلى الكلمة انه ولي أمر الامة الاسلامية والإنسانية معا وإمام العالم وصاحب السيادة والكرامة عليكم بإتباع أمره وتنفيذ أوامره كما قال تعالى ( وأطيعوا الله والرسول وأولي الامر منكم) . لقد كان الامام الحسن (عليه السلام) روحا متعالية متحررة يقضه متصلة بالله جل ّشأنه لاتعرف الرقود او الهجوع او الكسل والملل بل كلها عملا خالصا نقيا في سبيل الله وجهادا مريرا دائما له سبحانه وتعالى وجامعة اسلامية عظيمة تزخر بمختلف العلوم الاسلامية والإنسانية والكونية , لينطلق منها هذا العلم والنور للأجيال كلها , ليصون الاسلام والمسلمين جميعا وكل البشرية من الانحراف ويحافظ على كيانها المستقل وكرامتها وسيادتها وهويتها الاسلامية العادلة . لقد سعى الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) جاهدا نحو السلام وتوسيع دائرة الاسلام في بقاع الأرض وصياغة بناء المجتمع الاسلامي المتفاعل مع الوجود بذلك العقل الرباني المقدس المتوافق مع قلبه العظيم الذي ينبع بالرحمة والرأفة والشفقة لكل من في هذا الوجود من خلق الله تعالى ذلك القلب الجواد المتعلق بالله سبحانه بتلك الروح السامية العظيمة الخلاّقة المرتفعة بخلقها المتجلية بخشوعها وإنابتها واتصالها بالله تبارك وتعالى . لقد أوصانا الامام الحسن (عليه السلام) بالوصايا الجلية والواضحة في كثير من خطبه ان نهتدي بهديه ونسلك طريقه ونسير بسيرته الربانية العطرة وخلقه القرآني الكريم ونجود من فيض عطائه وان نكون اخوة موحّدين ومتحدين وكأننا صفا واحدا كالصف الذي نعته الله في كتابه الكريم (صفا كأنهم بنيان مرصوص) سورة الصف . لقد أراد لنا الامام الحسن (ع) الوحدة والتماسك والتعاون والعمل سويّة لإنجاح الحاضر وبناء المستقبل الاسلامي الزاخر العادل الذي يملأ الوجود عدلا وسلاما ورحمة ومودّة كما ملئت بالظلم والجهل والإفراط والتفريط في القتل والسرقة والفساد نعوذ بالله من ذلك . وفي الختام ندعو الله ان يمنّ على اخوتنا المجاهدين المرابطين في الثغور بتأييد الكلمة والنصر المؤزّر وخصوصا مجاهدي الشعب البحريني الابرار وكل المجاهدين الحق في العالم كلّه . نسأل الله ان يحفظ الشعب العراقي المسلم البار الجريح ويرزق أهله من الثمرات وينجيه من ويلات الحرب والتخريب والإرهاب وينصره على عدو الله وعدوهم انه قريب مجيب . آمين رب العالمين . والحمد لله رب العالمين , وصلّى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين .
15/5/805
https://telegram.me/buratha