العوامية / مملكة آل سعود ـ مراسل براثا نيوز
وصف العلامة الشيخ فوزي السيف فقيدة عائلتي آل نمر والشرياوي حرم آية الله الفقيه الشيخ نمر باقر آل نمر (فك الله أسره) بأنها من "من المهاجرات السابقات إلى الجمهورية الإسلامية" وأثنى على مواقفها الخالدة في الوقوف بجانب زوجها الفقيه المغيب الشيخ نمر باقر آل نمر.
من خلال محاضرته في مجلس عزاء الراحلة بجامع الإمام الحسين (عليه السلام) بالعوامية بأن "المرحومة كانت من المهاجرات السابقات إلى الجمهورية الإسلامية في بدايات تحرك الناس وتوجههم إلى الحالة الدينية، أو ما أطلق عليه عنوان (الصحوة الإسلامية)، حيث كانت من أوائل من هاجر إلى الجمهورية الإسلامية ضمن ثلة من الشباب المتدين والأخوات المؤمنات، ليلتحقن في الحوزة المعروفة باسم حوزة القائم (عج) والتي أسسها وما زال يرعاها أستاذنا السيد المرجع المدرسي (حفظه الله ورعاه)".
وقد وصف السيف الجو العام الذي كان يرافق قرار الهجرة والذي اتخذته الفقيدة السعيدة في شبابها حيث قال "كانت هذه التجربة في ذاك الوقت تجربة محفوفة بالمخاطر، وتجربة محفوفة بالتشنيع، كان اعتبار أن امرأة تخرج للدراسة الدينية في ذاك الوقت، كان شيئا شنيعاً (يشنع به)، الآن أنتقل الوعي والناس حتى صار في كل بلد حوزة نسائية ومركز ديني يعلم الناس، وصار أمنية وغاية الآباء أن تتوجه بناتهم للتعلم الديني، غير أن هذا الأمر في تلك السنوات كان مصدر من مصادر التشنيع والتسفيه والتوبيخ على كل هذا التوجه من رأسه إلى اصغر طالب فيه".
وأثنى السيف على شجاعة الفقيدة حرم آية الله آل نمر في حبها العلم والتعلم وخدمة المجتمع واصفاً إياها بأنها "كانت من جيل المتقنات لدراستها الدينية"، مبيناً أنها "عندما رجعت إلى بلدها مارست دورها الديني. وكان نشاطها متميز في هذا الجانب".
كما أثنى السيف على وقوفها ومؤازرتها لزوجها آية الله آل نمر حيث قال "العادة إن أي امرأة عندما تأتي لبيت زوجها تمني نفسها بحياة هادئة هانئة مريحة خالية من الاضطراب والمشاكل، وترفه عن نفسها وأولادها، فإذا صارت في لب المعركة في أتون المعارضة، في حالة الجهاد، زوجها هو من يتحمل مسؤولية المواجهة؛ ولكنها هي من يتحمل أثار تلك المسؤولية، هي التي توفر إلى زوجها البيئة المناسبة، وتضمد الجراح، وتحتضن الأولاد، وتتحمل كلام الناس ونبز الأجانب، بل في كثير من الأحيان ما يترتب على اختيار الزوج لطريق المعارضة والعمل والجهاد، اثر كل ذلك إنما يحل على تلك المرأة، فلو كانت على مقدار من الصبر والتحمل أثابها الله مرتين، وإلا في كثير من الأحيان نحن نلاحظ أن بعض الزوجات لا تستطيع أن تواصل المشوار مع زوجها، تعترض على طريقته، وربما تخالف توجه، وربما لا تتعاطف معه، وهنا درجة التحمل للنساء يقاس بها إيمانها وصبرها".
وأضاف السيف "هذه المرأة الصالحة عاشت مع رجل عالم تحمل مسؤوليته، وقام بما يراه من العمل المناسب مع مجتمعه وهو يعلم انه سيدفع ثمن ليس أي ثمن، لم يكن غافل عن ذلك".
وفي ختام المجلس دعا الشيخ السيف لنبذ الخلافات الشخصية بين العلماء ورص الصفوف، مؤكداً على مشروعية "الاختلاف في بعض الاختيارات والتوجهات والأساليب"، ومحذراً من أساليب (التسقيط والتسفيه) الغير مبررة دينياً وأخلاقياً.
2/5/804
https://telegram.me/buratha