في الوقت الذي كان فيه المسلمون في جميع انحاء العالم يستعدون وبشوق وشغف بالغين لاستقبال شهر رمضان المبارك، كان مسلمو روهينجيار في ميانمار يتعرضون الي ابشع انواع المجازر من قبل البوذيين المتطرفين.
وتعترف الأمم المتحدة بهؤلاء المسلمين كأقلية تتعرض الي اشد انواع الجفاء والبطش، واهالي روهينجيارهم من المسلمين الذين يعيشون في ولاية (راخينه) ويبلغ عدد نفوسهم حوالي الثلاثة ملايين نسمه ومعظم اهالي منطقة خليج البنغال من البوذيين من طائفة تراوادا والهندوس.
ويرجع تاريخ قمع هؤلاء المسلمين الي الحرب العالمية الثانية في منطقة (اراكان) ففي الـ 28 من شهر مارس 1942 تم قتل حوالي 5 آلاف من مسلمي روهينجيار بشكل فجيع للغاية علي يد القوميين في ولاية (راخينه) في مدن مينبيا ومروهانغ.
وبعد هذه المذبحة، كان المسلمون في هذه المنطقة يتعرضون دائماً الي الملاحقة والتعذيب والقتل، فيما كانت الحكومة ترفض منحهم حق المواطنة.
وتقول المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة بان عدم منح حقوق المواطنة الكاملة، يعني ان يتعرض اهالي روهينجيار الي ابشع انواع التعذيب والملاحقات ومنعهم من التمتع بحق الحرية والعمل ومنعهم من التعليم واستباحة اموالهم.
ويقال بانه بسبب التعامل الاانساني والمغرض لحكومة ميانمار، فان حوالي الـ 300 الف من اهالي روهينجار لجأوا الي بنغلادش و24 الف آخرين هربوا الي ماليزيا لعلهم يحصلون علي حياة افضل والكثير منهم ايضاً هرب الي تايلند.
ولم ترحب تايلند ولا بنغلادش بقدوم هؤلاء الافراد الي بلادهم، وتجري حكومة بنغلادش في الوقت الحاضر مع حكومة ميانمار مفاوضات لاعادة هؤلاء اللاجئين، فيما فشلت تايلند من ايقاف وصول قوافل اللاجئين من اهالي روهينجيار اليها وحدث الكثير من المرات بان قامت قوات خفر السواحل التايلندية باعادة الزوارق التي كانت تقل مسلمي روهينجيار، وكان البعض من هذه الزوارق المكتظة بالاجئين تغرق في البحر، واثار هذا الموضوع غضب واستياء المسلمين وغير المسلمين في العالم.
وتقول منظمة رصد حقوق الانسان، من ان حكومة ميانمار تجبر مسلمي روهينجيار علي العمل الاجباري ويتعرض كل فرد يرفض هذا العمل الي اشد انواع البطش والتعذيب وقد يصل الأمر الي القتل ايضاً، وتفرض الحكومة علي الاطفال منذ سن السابعة للقيام بالاعمال الشاقة.
ويقول الدكتور محمد المصري الاستاذ في جامعة (واترلو) في مقال نشر في جريدة(the Egyptian gazette) عرض فيه قائمة من الصعوبات العديدة التي واجهها مسلمو روهينجيار علي مر التاريخ، ويقول ان هؤلاء المسلمين يتعرضون الي العديد من اعمال الابتزاز وجباية الضرائب غير القانونية ومصادرة املاكهم والابعاد الاجباري وتخريب المنازل وفرض قيود مالية عليهم في مجال الزواج، وما زال مسلمو روهينجيار يعدون من الطاقات التي تستخدم في الاعمال الاجبارية وفتح الشوارع وبناء القواعد العسكرية.
وموضوع شكاوي واحتجاجات المنظمات الدولية حيال الاعمال والممارسات البشعة التي يتعرض لها مسلمو روهينجيار، لم يعد امراً جديداً، ومنذ سنوات والناشطين بالدفاع عن حقوق الانسان يدينون بشدة ممارسات البطش والتعذيب والقتل الن يتعرض لها هؤلاء المسلمين.
وفي شهر مايو من عام 2009 اصدر(آلن بارسون) ممثل مدير قسم آسيا لمرصد حقوق الانسان سجل فيه احتجاجه الشديد لممارسات العنف التي يتعرض لها مسلمو روهينجيار واشار الي وخامة اوضاعهم وطلب من دول شرق آسيا (آ.سه.آن) بان تمارس الضغوط علي حكومة ميانمار لوضع حد لممارساتهم اللاانسانية وجاء في احتجاج آلن بارسون: بان وضع مسلمي روهينجيار سيئ للغاية وهم محرومين من ابسط حقوق والاكثر من ذلك لا يعتبرون مواطنون شأنهم شأن اي مواطن آخر في ميانمار.
ومنذ مدة بدأت اعمال العنف والبطش والقتل وارتكاب المجازر من جديد في ولاية(راخينه) ضد هؤلاء المسلمين الذين باتوا يعيشون حياة صعبة للغاية، وذكرت الاخبار بان حوالي الـ 300 شخص من الساكنين في راخينه عائدين من مدينة راتغون تعرضوا الي المضايقات وقتل منهم عشرة اشخاص علي يد البوذيين.
وجاء في تقرير لاحدي المنظمات الغير حكومية الموجودة في لندن ان 650 مسلم من اهالي روهينجيار قتلوا من العاشر من شهر حزيران وحتي الـ 28 من الشهر نفسه.
وذكر تقرير للأمم المتحدة بان عدد الذين غادروا اماكنهم منذ اندلاع عمليات القتل في ميانمار وصل حوالي الى 90 الف شخص، وبسبب عدم وجود المراقبين والمراسلين فانه يصعب الوقوف علي ما يجري في ميانمار.
وجاء في احصائيات اخري بان 9 الآف بيت من بيوت مسلمي روهينجيار قد تم تخريبها في ولاية راخينه، وفي العشرين من شهر حزيران اصدرت منظمة العفو الدولية بياناً وصفت فيه العمليات التي يتعرض لها مسلموا روهينجيار بانها خطوة الي الوراء في مجال الدفاع عن حقوق الانسان في ميانمار.
وفي الوقت نفسه اعربت منظمة التعاون الاسلامي عن قلقها حيال المجازر التي ترتكب في ولاية راخينه ضد المسلمين، واشارت المنظمة الي قتل اعداد كبيرة من مسلمي روهينجيار.
وبصورة عامة فان معظم وسائل الاعلام الغربية التزمت جانب الصمت والسكوت حيال المجازر العامة التي يتعرض لها مسلمو روهينجيار ولا تتابع هذه الوسائل مسببي ومرتكبي هذه المجازر بل تتابع اخباراً اخري ولذلك فان ارتكاب المجازر العامة ضد المسلمين لا يمكن ان يكون خبراً هاماً لهذه الوسائل.
وعلي الرغم من السكوت المخجل للدول الغربية ووسائل الاعلام التابعة لها التي تدعي الاستقلالية والمهنية، فان الاعتراض والاحتجاج علي هذه المجازر ضد المسلمين تعد مسؤولية اخلاقية.
ويتحمل المجتمع الدولي اليوم مسؤولية الوقوف الي جانب المسلمين الذين يتعرضون الي ابشع انواع المجازر في ميانمار
26/5/802
https://telegram.me/buratha