طهران / مراسل براثا نيوز
اكد قائد الثورة الاسلامية «الإمام السيد على الخامنئي» بان ضغوط الاستكبار العالمي لن تثني الجمهورية الاسلامية عن المضي قدما في طريقها الى الامام بثقة اكبر.
واشار القائد في كلمة له خلال استقباله مساء الثلاثاء كبار مسؤولي ومدراء البلاد، الى محاولات اعداء الثورة الرامية الى اظهار ان نهج الشعب الايراني يؤدي الى طريق مغلق وقال، انهم يقولون صراحة بانه ينبغي عبر تصعيد الضغوط والعقوبات ارغام المسؤولين الايرانيين على مراجعة حساباتهم ولكن في ضوء الحقائق القائمة فاننا لن نتراجع عن مواقفنا وسنمضي بثقة اكبر في الطريق الذي اختطه الشعب.
واشار الى ضغوط قوى الاستكبار المتزايدة والمعقدة سياسيا واقتصاديا واعلاميا، والساعية الى ان تجعل نفسها بديلا عن المجتمع الدولي واضاف، بطبيعة الحال فان لهذه الحكومات المتغطرسة اذنابا ستصبح صفرا فيما لو تخلت اميركا عن تقديم الدعم لها وهي لا تؤخذ بالاعتبار مبدئيا في الحسابات العالمية.
وتابع قائد الثورة، ان المسالة الاخرى هي ان عداء هذه القوى الاستكبارية في الاساس هو للحكومة الاسلامية في ايران الا ان هذه القوى تحاول الايحاء بان السبب هو القضية النووية والدفاع عن حقوق الانسان، وبطبيعة الحال فانه في ضوء الملف حالك السواد لاميركا والصهيونية وبريطانيا وسائر قوى الاستكبار في مجال حقوق الانسان فلا احد يصدق اكاذيبها.
واضاف الإمام الخامنئي: الحقيقة هي ان الثورة الاسلامية قد اخرجت البلاد من براثن المستكبرين وادت الى ايجاد الحوافز والصحوة المتزايدة في العالم الاسلامي ولهذا السبب يسعون عبر ضرب الجمهورية الاسلامية كي ياخذ الاخرون العبرة بان لا يتابعوا هذا الانموذج.
واعتبر التحديات الراهنة امام الجمهورية الاسلامية بانها ليست جديدة وقال، في وقت ما كانت السفن الايرانية في الخليج الفارسي تتعرض الى هجمات وكانت منصاتنا النفطية ومراكزنا الصناعية تحت مظلة قصف الاعداء الا ان الاعداء اليوم لا يجرأون على الاقتراب من ايران.
واشار الى التقدم المستمر للجمهورية الاسلامية في مختلف مجالات العلوم المعقدة والحكرية في ظروف العقوبات والتهديدات، وازدياد قدرات البلاد والثقة بالنفس في مواجهة التهديدات واضاف، ان الحقيقة الاخرى هي ان الجبهة المواجهة للجمهورية الاسلامية بقيادة اميركا والصهيونية قد اصبحت اكثر ضعفا بكثير بالمقارنة مع السابق.
واعتبر قائد الثورة وجود الازمات في الدول الغربية المعادية للجمهورية الاسلامية بانه من الحقائق الاخرى واضاف، ان الخطر الجاد للازمة الاقتصادية في الاتحاد الاوروبي ومنطقة اليورو وعدم الاستقرار في بعض الدول الاوروبية وسقوط عدد من الحكومات الاوروبية والعجز الكبير في الميزانية الاميركية وتبلور حركة الـ 99 بالمائة، هي احداث مهمة لا ينبغي تجاهلها.
واكد الإمام الخامنئي، ان المشكلات الاقتصادية في الدول الغربية تختلف بصورة اساسية عن المشكلات الاقتصادية في بلادنا، لان مشكلاتنا هي كمشكلات طبيعية قائمة امام فريق لتسلق الجبال في طريقه الى القمة لكنه يواصل المسار رغم ذلك، في حين ان مشكلات الغرب الاقتصادية هي كحافلة مشلولة الحركة تحت عاصفة ثلجية.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ان العدو يصبح اكثر وقاحة وصلفا في حال ابدت الجمهورية الاسلامية الليونة والتراجع لاي تبرير وسبب كان، وقال، ان وقاحة الغربيين بلغت في فترة ما حدا بحيث انهم اعلنوا اعتراضهم حتى عندما اقتنع مسؤولونا بثلاثة اجهزة للطرد المركزي فقط الا ان هنالك اليوم 11 الف جهاز ناشط للطرد المركزي في البلاد.
واعتبر الإمام الخامنئي اداة العقوبات بانها كليلة وغير فاعلة في حال ابداء المقاومة الحكيمة امامها، واضاف، ان الضغوط الاقتصادية الراهنة ضد الجمهورية الاسلامية هي كالمعبر والبرهة التي ستتجاوزها البلاد لان استمرارها فترة طويلة ليس من مصلحة الدول الغربية.
واوضح قائد الثورة الاسلامية بان اميركا والكيان الصهيوني هما المنتفعان فقط من فرض الضغوط على الجمهورية الاسلامية واضاف، ان بقية الدول دخلت القضية بفعل الاكراه او المحاباة ولكن هذه الظروف لن تستمر.
واعتبر الإمام الخامنئي استثناء اميركا لـ 20 دولة من العقوبات النفطية المفروضة على ايران ومحاولات بعض الدول الغربية للالتفاف على العقوبات، من مؤشرات عدم امكانية استمرار الظروف الراهنة واضاف، ان كل هذه الحقائق تشير الى انه ينبغي الاستمرار في طريق المقاومة عبر التوكل على الله والاقدام والعمل بحكمة ودراية.
واضاف، لقد كان من الواضح ان مخطط العدو متركز منذ عدة اعوام على اقتصاد البلاد ولهذا السبب فان شعارات الاعوام الاخيرة كـ "تعديل نمط الاستهلاك" و"الهمة المضاعفة والعمل المضاعف" و"الجهاد الاقتصادي" و"الانتاج الوطني وحماية العمل وراس المال الايراني" طرحت كحلقات لتاسيس منظومة اقتصادية لتنظيم الحركة العامة للبلاد في المجال الاقتصادي.
واعتبر ان الطريق لمواجهة الضغوط الاقتصادية هو تنفيذ الاقتصاد المقاوم واضاف في معرض توضيحه لضرورات هذا الاقتصاد، ان اضفاء الطابع الشعبي على الاقتصاد بتنفيذ الخطوط العريضة للمادة 44 من الدستور (الخاصة بخصخصة بعض الموسسات الاقتصادية الحكومية) وتقوية القطاع الخاص وخفض الاعتماد على النفط وترشيد الاستهلاك والاستفادة القصوى من الزمن والمصادر والامكانيات والتحرك على اساس البرامج المرسومة وتجنب التغيير المفاجئ في القوانين والسياسات، تعد من اركان الاقتصاد المقاوم.
25/5/725
https://telegram.me/buratha