محمود الربيعي
وكان من دعائه ( عليه السلام ) لأهل الثغورمقدمةتعتبر الصحيفة السجادية ثروة فكرية وثقافية وتعليمية تربوية تحيط بجميع نواحي الحياة، ولقد كُتِبَتْ عن هذه الصحيفة شروحات لكبار أعلام وعلماء الشيعة منهم السيد نعمة الله الجزائري والسيد محمد الحسيني الشيرازي والشيخ عز الدين الجزائري وقد أَثْرَتْ هذه الشروحات العلمية الدقيقة في بيان الوجوه البلاغية اللغوية، واستطاعت أن تقدم فهماً واضحاً وسليماً يبين تفاصيل معاني الأدعية بشكل يوازي الشروحات التي تناسب الظروف والعصور والمقامات الرفيعة التي تقدم للدارسين والمختصين في شؤون الفكر والثقافة الدينية المحضة.وبدورنا حاولنا أن نقدم تبسيطاً يلائم روح العصر وثقافته العامة البسيطة لتكون في متناول من يرغب في قراءة حديثة تناسب لغة الواقع الذي نعيشه وببساطة، ولقد آثرنا أن تكون لغة الحديث عن دعاء الثغور أسلوباً حركياً ثقافياً مفيداً للقراءات الحركية والسياسية ونرجو أن يسهم هذا الاسلوب في إلقاء الضوء على بعض الجوانب لا كلها بإعتبار نظرنا القاصر لما فيه الخير للجميع ونرجو أن نكون موفقين لذلك.إن الإسلوب الذي سَنَتَّبِعه لبيان آثار الدعاء يعتمد على توزيع الدعاء على شكل فقرات نبيِّن فيها المعنى العام الذي قد يناسب روح النص وفق الواقع المنظور ثم نستخلص بعض المفاهيم توضيحاً قد يسهم في تقريب وتوزيع الأهداف التي ابتغى الإمام عليه السلام توصيلها الى الفئة المؤمنة من أتباع مدرسته.
المدخل الى النص الفقرة الاولى: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ، وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ، وَأَسْبغَ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ.الإبتداء بالصلاة على محمد وآل محمد:......الصلاة على محمد وآله: تبتدأ أدعية الصحيفة السجادية عادة بالصلاة على محمد وآل محمد وهذه الصلاة وردت في القرآن الكريم، وأكدته السنة النبوية المطهرة الشريفة من فضل الصلاة عليهم والمحبة لهم. كما تبين هذه الأدعية المطالب التي جاءت بصيغة الدعاء والتي تتوقف على أمرين: - الأول: الإعتماد على الله وطلب المعونة منه سبحانه وتعالى. الثاني: إنتهاج الخط العملي لإدراك هذا الطلب بالجد والإجتهاد. وسنعرض في التوضيحات التي نعتمدها الى بيان معاني بعض الكلمات وذلك بالإستعانة بقواميس اللغة كلسان العرب لإبن منظور وتعزيز المعنى العام لفقرات الدعاء وفق منظور عصري حركي:وتركز هذه الفقرة على: أولاً: أهمية الإعتماد على القوة. ثانياً: تفعيل برامج إدارة الجماعة.أولاً: إستجماع عناصر القوة...... (وَحَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمِينَ بِعِزَّتِكَ): تحصين ثغور المسلمين بالعزة: أي الحاجة الى أجهزة الحماية - وأصحاب الفكر - والتخطيط والتنفيذ - والعمل - والكوادر.الثغر: هو الموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أَطراف البلاد.ثانياً: إدارة الجماعة...... (وَأَيِّدْ حُمَاتَهَا بِقُوَّتِكَ): ويتم تحصيل ذلك بتنظيم الشؤون العسكرية والأمنية وتعزيز القدرات والكفاءة لإدارة شؤون الجماعة وتأمين القوة بالوسائل الممكنة.ثالثاً: برنامج إدارة الجماعة...... (وَأَسْبغَ عَطَايَاهُمْ مِنْ جِدَتِكَ): يعتبر هذا الدعاء مفتاحاً لمنهج إدارة الجماعة، وتوجيه تلك الجماعة الى تمتين الإقتصاد بحسن التدبير والحفاظ على المال العام والجِدَّ في تحصيله.الفقرة الثانية: أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مَؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَأَعْنِهُمْ بِالصَّبْرِ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ.وتتضمن هذه الفقرة جملة من الأمور منها تشكيل هيكلية الجماعة والتأكيد على: أولاً: إعداد الجيش والإهتمام بالموارد البشرية والمادية. ثانياً: الإهتمام بتشكيلات الأجهزة الأمنية. ثالثاً: الإهتمام بوحدة الجماعة وتحصين مواقع الجبهات. رابعاً: الإهتمام بالوعي الميداني وبالتخطيط والإعداد.تبيانأولاً: إكثار العدة...... (وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ): مايتعلق بالتجهيزات التي يحتاجها الجند أو الجماعة ويعتمد على حسن التخطيط والشعور بالمسؤولية والإدارة الرائدة.ثانياً: التسليح...... (وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ): أي الإهتمام بنوع الإعدادات التي تحقق القيمة العملية الفعالة لمواجهة الأعداء.ثالثاً: الإهتمام بالأجهزة الأمنية...... (وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ): أي تأمين الأمن للقيادة التي تقود الجماعة المؤمنة.رابعاً:تأمين مواقع الجبهة......(وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ): وحَوْمَةُ القتال: معظمه وأَشدُّ موضعٍ فيه، وكذلك من الرمل والماء وغيره. وكما يظهر فإن الإمام عليه السلام أراد أن يشير الى حماية المواقع ومنع التسلل إليها أو إختراقها.خامساً:تأمين وحدة الجماعة...... (وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ): تعبير يليق بالتوجه الى تأليف الجماعة المؤمنة لتحقيق الوحدة.سادساً:التخطيط والإعداد...... (وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ): أهمية إختيار الإدارة الكفوءة.سابعاً: التجارة ورأسمال الجماعة:...... َوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ: واتر بين ميرهم...... وواتر: التواتر: التتابُعُ، وقيل: هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ. والمواترة: المُتابَعَةُ، وأَصل هذا كله من الوَتِرْ، وهو الفَرْدُ، وهو أَني جعلت كل واحد بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً. وتواتر: أَي ليس فيها توقف ولا فتور وفي الحديث: اعمل من وراء البحر فإِن الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك. المِيَرة: جلَب الطعام للبيع؛ وهم يَمتارُون لأَنفسهم ويَمِيرُون غيرهم مَيْراً، وقد مار عيالَه وأَهلَه يَمِيرُهم مَيْراً وامْتارَ لهم. وفي حديث الدعاء: وواتر بين مِيَرِهم أَي لا تقطع المِيْرَةَ واجْعَلْها تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة.ثامناً: الإقتصاد ورأس المال بتوفير المؤونة...... (وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مَؤَنِهِمْ): توحد الله بالأمر وتفرد. وهو إشارة لطيفة أن يكفي الله المؤمنين حاجاتهم. ويفهم منه الإعتماد على النفس والجماعة دون الإعتماد على الصدفة أو الحاجة للغير.تاسعاً: تحقيق النصر - وهو الهدف العام ...... (وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ): إن غايةالصبر هو التوجه الى الله.عاشراً: الوعي الميداني...... (وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ): يوجه الإمام عليه السلام الجماعة المؤمنة الى إستثمار قواها المنظمة بشكل واعي في مواجهة الأعداء.الفقرة الثالثة: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ، وَعَلِّمْهُمْ مَا لاَ يَعْلَمُونَ، وَبَصِّرْهُمْ مَا لاَ يُبْصِرُونَ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَآئِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ، وَامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ الْمَالِ الْفَتُونِ، وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ نَصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَلَوِّحْ مِنْهَا لأِبْصَارِهِمْ مَا أَعْدَدْتَ فِيهَا مِنْ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ وَمَنَازِلِ الْكَرَامَةِ وَالْحُورِ الْحِسَانِ وَالأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ بِأَنْوَاعِ الأَشْرِبَـةِ، وَالأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ، حَتَّى لاَ يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالأدْبَارِ، وَلا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ بِفِرَار. أللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِـكَ عَدُوَّهُمْ، وَاقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ، وَفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ ، وَاخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ، وَبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ، وَحَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ، وَضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ، وَاقْـطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ، وَامْلاْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ، وَاقْبِضْ أَيْـدِيَهُمْ عَنِ البَسْطِ، وَاخْـزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ، وَشَرِّدْ بهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ، وَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ، وَاقْـطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَـاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ.وردت في هذه الفقرة مجموعة من التوجيهات حول: أولاً: تحديث نظام المعلومات و توسيع حجم العمل المعلوماتي. ثانياً: حياة الزهد في الإعداد الذاتي والتحذير من المغريات. ثالثاً: الثبات على المبدأ. ثانياً: إحباط مخططات الأعداء. ثالثاً: تقييد حركة العدو ومحاولة إنزال الخسائر في صفوفه. رابعاً: الإستعدادات العسكرية والحربية وبناء الخطوط الدفاعية والإهتمام بالثقافة العسكرية والأمنية. خامساً: الإعلام النشيط وإعتماد الحرب النفسية لإلحاق الهزيمة بالعدو والعمل على إنهيار معنوياته. سادساً: إعتماد عنصر المفاجأة والمباغتة وضرب الخطوط الخلفية للعدو. سابعاً: إعلان الحرب الإقتصادية على العدو.ثامناً: الإهتمام على الدعاء وعلى الثقة بالله، والعمل على تحقيق اهداف المشروع العادل في ظل مبدأ التوحيد.تبيانأولاً: الجهد الأمنيَ...... (أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ): يرشد الإمام الى الإهتمام بنظام المعلومات الأمني للدفاع عن منظومة الجماعة. ثانياً: تحديث نظام المعلومات.......(وَعَلِّمْهُمْ مَا لاَ يَعْلَمُونَ): إعداد الجماعة لتطوير وتحديث المعلومات، والذات المؤمنة أكثر إنفتاحاً في عملية البناء النفسي ويهديها ربها ويلهمها لتحصيل ماتسعى إليه.ثالثاً: توسيع حجم العمل المعلوماتي...... (وَبَصِّرْهُمْ مَا لاَ يُبْصِرُونَ): بزيادة مساحة الرؤية التي يتحرك بها المؤمن وتتحرك بها الجماعة المؤمنة عبر قنوات العمل المنظم.رابعاً: حياة الزهد في الإعداد الذاتي...... (أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقَآئِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْيَاهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ): التأكيد على الإعداد النفسي والروحي والثبات وإظهار الزهد أمام المغريات لتنال رضا الله في الساعات الحرجة أثناء القتال.خامساً: التحذير من المغريات ...... (وَامْحُ عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَرَاتِ الْمَالِ الْفَتُونِ): يعتبر المال عصب إذ لابد منه لتسيير أمور الحياة المختلفة، وينبغي أن يكون المال وسيلة لاغاية، والإمام عليه السلام يعلم تاثير هذا المال وفعله في النفوس لذلك حذر من فتنته فقد يغري الأعداء به المجموعة المؤمنة فيدخل القلوب الضعيفة.سادساً: الثبات على المبدأ ...... (وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ نَصْبَ أَعْيُنِهِمْ وَلَوِّحْ مِنْهَا لأِبْصَارِهِمْ مَا أَعْدَدْتَ فِيهَا مِنْ مَسَاكِنِ الْخُلْدِ وَمَنَازِلِ الْكَرَامَةِ وَالْحُورِ الْحِسَانِ وَالأَنْهَارِ الْمُطَّرِدَةِ بِأَنْوَاعِ الأَشْرِبَـةِ، وَالأَشْجَارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ، حَتَّى لاَ يَهُمَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالأدْبَارِ، َلا يُحَدِّثَ نَفْسَهُ عَنْ قِرْنِهِ بِفِرَار): ضرورة الحفاظ على الهدف العام الذي فيه رضا الله ففي هذا الرضا نيل للنعيم الدائم الذي يدعو الى الثبات على المواقف المبدئية.سابعاً: إحباط مخططات الأعداء ...... (أللَّهُمَّ افْلُلْ بِذَلِـكَ عَدُوَّهُمْ): بذل الجهد لتفكيك علاقات مجموعة الأعداء وذلك ببث الوعي العقائدي والديني والقِيَمي والأخلاقي وبالوعي السياسي والأمني.ثامناً: إنزال الخسائر في صفوف العدو ...... (وَاقْلِمْ عَنْهُمْ أَظْفَارَهُمْ): فإن السبع لو قلم ظفره لم يتمكن من إيذاء الفريسة، وهذا كناية عن كسر شوكة الأعداء وتقليل قوتهم. ( موقع الحسينية - المكتبة الحسينية - الكتب).تاسعاً: الإستعدادات العسكرية والحربية...... (وَفَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَسْلِحَتِهِمْ): يُعَلِّم الإمام عليه السلام الجماعة الموالية له درساً هاماً لتنظيم تركيبتها التحتية.وفي العبارة التي نحن بصددها فإن على المؤمنين أن يَجِدّوا ويجتهدوا لدرء خطر عدوهم، وعليهم أن يسعوا الى شق صفوفه بكل الوسائل الحربية المشروعة، وأن يعملوا على منع تحصنه وتخندقه، وعليهم أن يقللوا من قدرته في التحكم السيطرة على إدارة خطوط تمويل ونقل الأسلحة أو تشخيص مصادرها.عاشراً: الحرب النفسية ومقدمات خوض الحرب...... ( وَاخْلَعْ وَثَائِقَ أَفْئِدَتِهِمْ): التأكيد على الحرب النفسية وزرع الخوف في قلوب وعقول الخصوم وهو درس مهم مستكمل لمقدمات خوض الحروب العسكرية ومن مقدمات النصر وعلى أساس التقوى.أحد عشر: الخطوط الدفاعية العامة...... (وَبَاعِدْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَزْوِدَتِهِمْ): وفي النظرية العسكرية العامة فإن من المفترض أن تعمل الجماعة المؤمنة على قطع طرق الإمدادات العسكرية والحيلولة دون وصول المعلومات اللوجستية للعدو.إثنا عشر: الحرب خدعة...... (وَحَيِّرْهُمْ فِي سُبُلِهِمْ، وَضَلِّلْهُمْ عَنْ وَجْهِهِمْ): أحد أساليب الدفاع تضليل العدو بما يسمى بالتعمية ولذلك يقال الحرب خدعة.ثلاثة عشر: التذكير والتركيز على فرض الحصار...... (وَاقْـطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ): تكرار لكي تستوعب الجماعة الدرس لفرض الحصار فيما يخص الموارد المادية والبشرية.أربعة عشر: المباغتة والمفاجأة...... (وَامْلاْ أَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ): تلعب الحرب النفسية أدواراً مهمة لاتقل عن الفعل العسكري، فالفعل الحربي المتميز يعتمد على المباغتة والمفاجأة والقوة لينزل الرعب في صفوف العدو وهو من ضمن مقدمات النصر.خمسة عشر: تقييد حركة العدو...... (وَاقْبِضْ أَيْـدِيَهُمْ عَنِ البَسْطِ): عدم فسح المجال للعدو للحركة وتقييده في كل الإتجاهات.ستة عشر: الإعلام النشيط...... (وَاخْـزِمْ أَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ): خرق النظام الإعلامي والإحاطة به من جميع جهاته ومنعه من توجيه ضرباته لمواقع العمل.سبعة عشر: الثقافة العسكرية والأمنية...... (وَشَرِّدْ بهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ): في العمل العسكري لابد أن يخطط القائد للحصول على المعلومات عن الخطوط الخلفية للعدو لتشتيت جهده، وضمان حماية العمل العسكري المنظم وهو جزء من الجهد الإستخباري الذي يتطلب ثقافة عسكرية وأمنية متقدمة.ثمانية عشر: ضرب الخطوط الخلفية للعدو...... (وَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرَاءَهُمْ): تعبير بليغ فيه توجه خاص لضرب الخطوط الخلفية للعدو وهو ذو بعد خاص على أرض المعركة.تسعة عشر: إلحاق الهزيمة بالعدو وإنهيار معنوياته...... ( وَاقْـطَعْ بِخِزْيِهِمْ أَطْمَـاعَ مَنْ بَعْدَهُمْ): وفي القاموس المحيط: خَزِيَ: وخَزًى: وقَعَ في بَلِيَّةٍ وشُهْرَةٍ فَذَلَّ بذلك،وأخْزاهُ الله: فَضَحَهُ.فيكون عبرة للغير من الطمع في ضرب المشروع الحق.الفقرة الرابعة: أللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ، وَيَبِّسْ أَصْلاَبَ رِجَالِهِمْ، وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ، لاَ تَأذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْر وَلاَ لارْضِهِمْ فِي نَبَات. أللَّهُمَّ وَقَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَّ أَهْلِ الإسْلاَمِ ، وَحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ ، وَثَمِّرْ بِـهِ أَمْوَالَهُمْ ، وَفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ وَعَنْ مُنَابَذَتِهِمْ للْخَلْوَةِ بِكَ، حَتَّى لا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الارْضِ غَيْرُكَ وَلاَ تُعَفَّرَ لاَِحَد مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ.في هذه الفقرة مجموعة مطالب منها نزول البلاء في صفوف الأعداء، وإلحاق الضرر بإقتصاد العدو، والإعتماد على الله والثقة به، ونشر كلمة التوحيد والعدل والسلام.تبيانأولاً: الدعاء بنزول البلاء في صفوف الأعداء...... (أللَّهُمَّ عَقِّمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ وَيَبِّسْ أَصْلاَبَ رِجَالِهِمْ): الدعاء لأن يجري الله سبحانه مشيئته في خلق الأسباب المادية لإنقاص عدد الأعداء ليخفف عن الجماعة المؤمنة مؤونة المواجهة.ثانياً: الدعاء بإلحاق الضرر في إقتصاد العدو...... ( وَاقْطَعْ نَسْلَ دَوَابِّهِمْ وَأَنْعَامِهِمْ): فكل تردي إقتصادي في صفوف العدو فإنه يؤدي بالتالي الى ضعفهم وإنهزامهم.ثالثاً: الإعتماد على الله والثقة به...... (لاَ تَأذَنْ لِسَمَائِهِمْ فِي قَطْر وَلاَ لارْضِهِمْ فِي نَبَات): ففي إنقطاع المطر وقلة الزرع يكون الضعف والإنهيار، ووبالجملة فإن مثل هذه الأمور متعلقة بإرادة الله سبحانه.رابعاً: نشر التوحيد والعدل والسلام...... (أللَّهُمَّ وَقَوِّ بِذَلِكَ مِحَالَّ أَهْلِ الإسْلاَمِ، وَحَصِّنْ بِهِ دِيَارَهُمْ، وَثَمِّرْ بِـهِ أَمْوَالَهُمْ، وَفَرِّغْهُمْ عَنْ مُحَارَبَتِهِمْ لِعِبَادَتِكَ وَعَنْ مُنَابَذَتِهِمْ للْخَلْوَةِ بِكَ، حَتَّى لا يُعْبَدَ فِي بِقَاعِ الارْضِ غَيْرُكَ وَلاَ تُعَفَّرَ لاَِحَد مِنْهُمْ جَبْهَةٌ دُونَكَ): الدعاء بتقوية ديار أهل الإسلام بإعتبار مشروعهم الإنساني العالمي الذي يخدم المجتمع على أسس من العدالة والسلام الذي يحقق السعادة والقوة الإقتصادية، وتقوية العلاقة مع الله سبحانه بإعتباره مصدر الخير والعطاء ولكي تعم عبادة الله الواحد الأحد بلا أية آثار للطغيان والعدوان.الفقرة الخامسة: أللَّهُمَّ اغزُ بِكُلِّ نَـاحِيَـة مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ بِـإزَائِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَة مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ حَتَّى يَكْشِفُـوهُمْ إلَى مُنْقَطَعِ التُّـرابِ قَتْـلاً فِي أَرْضِكَ وَأَسْراً أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ.وتشتمل على: أولاً: إستلهام العبر والدروس. ثانياً: إعتماد الإسلوب المنظم لعمل المجموعات والتوزيع النوعي لها في مواجهة العدو. تبيانأولاً: تنظيم المجموعات وتوزيعها في مواجهة العدو...... (أللَّهُمَّ اغزُ بِكُلِّ نَـاحِيَـة مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مَنْ بِـإزَائِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ): توجيه الى أهمية تنظيم الوحدات القتالية وتوزيع المجموعات على الأطراف المختلفة من مواقع القتال، وأهمية الإطلاع على القوى والتشكيلات التي يعتمدها العدو والموازنة بين القدرات والتشكيلات.ثانياً: إستلهام العبر والدروس...... (وَأَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَة مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفِينَ حَتَّى يَكْشِفُـوهُمْ إلَى مُنْقَطَعِ التُّـرابِ قَتْـلاً فِي أَرْضِكَ وَأَسْراً أَوْ يُقِرُّوا بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَك): يؤكد الإمام عليه السلام على منهجية القرآن الكريم ويذكرهم ببعض الدروس التي تسدد الجماعة المؤمنة وتمدها بقوة غير محسوسة عندما تكون الجماعة أقل عدداً كماحدث في معركة بدر.الفقرة السادسة: أللَّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلاَدِ مِنَ الْهِنْدِ وَالرُّومِ وَالتُّـرْكِ وَالْخَزَرِ وَالْحَبَشِ وَالنُّـوبَةِ وَالـزِّنْج والسَّقَالِبَةِ وَالدَّيَالِمَةِ وَسَائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ الَّذِي تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وَصِفاتُهُمْ، وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ: وفيها بيان ذكر أسماء أمم أهل الكفر والشرك وسنعرض الى ذكر مختصر لكل منها. أللَّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلاَدِ: أولاً: الْهِنْدِ: تقع في جنوب آسيا وهي مهد حضارة وادي السند،وقد نشأت فيها أربعة أديان رئيسية هي الهندوسية والبوذية والجينية والسيخية في حين أن الزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلام وصلوا إليها في الألفية الأولى الميلادية.ثانياً: الرُّومِ: تضم الروم في آسيا الصغرى (تركيا حالياً) وتتوسع فتحتل الأقطار الواقعة على حوض البحر المتوسط الشرقي والجنوبي، والإمبراطورية البيزنطية تدين بالنصرانية. الدكتور / أكرم ضياء العمري (شبكة إسلام ويب).ومن ويكيبيديا الموسوعة الحرةثالثاً: التُّـرْكِ: الشعوب التركية هي شعوب أوروأسيوية تقيم في شمال وو سط وغرب أوراسيا و ويتحدثون مجموعة لغات تنتمي لعائلة اللغات التركية، وتشترك فيما بينها "بنسب متفاوتة" بسمات ثقافية وتاريخية محددة. يستخدم مصطلح "ترك" للتعبير بشكل واسع عن مجموعة الأثنيات اللغوية لهذه الشعوب، مثال على ذلك الأذر والكازاخ والتتار والقرقيز وأتراك الجمهورية التركية والتركمان والإيغور والاوزبك، بما في ذلك مجمعات الحضارات القديمة مثل الهون والبلغار والكومان ( القبجاق ) والأفار والسلاجقة والخزر والعثمانيون والمماليك والتيموريون ويعتقد أن الكسنجنو من ضمن هذه الشعوب.الدراسة السكانية (ديمغرافيا): تتوزع الشعوب ذات الخلفية الثقافية التركية في المنطقة الممتدة من سيبيريا في روسيا مروراً بمنطقة وسط آسيا حتى أوروبا الشرقية، حالياً يوجد أكبر تجمع للدول والشعوب التركية في منطقة وسط أسيا: كازاغستان وقرغيزستان وتركمانستان واوزبكستان وأذربيجان بالإضافة الى تركيا بالإضافة إلى ذلك توجد الشعوب التركية كأقليات ضمن أقاليم دول أخرى مثال: شبه جزيرة القرم في اوكرانيا وتركستان الشرقية أو ما يطلق عليها شينجيانغ في الصين وشمال العراق وإيران وإسرائيل - ( فلسطين ) - وروسيا وأفغانستان وقبرص والبلقان ومولدافيا وبلغاريا ورومانيا وسابقاً في يوغوسلافيا. بالإضافة إلى وجود أقليات صغيرة في فيلنيوس عاصمة لتوانيا وشرقي بولندا والجزء الجنوبي الشرقي من فنلندا بالإضافة أيضاً للجالية الكبيرة للأتراك المهاجرين في القرن العشرين من تركيا إلى كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.رابعاً: الْخَزَرِ: هي شعوب تركية قديمة ظهرت في شمال القوقاز واستقرت في منطقة الفولغا السفلى، امتدت إمبراطوريتهم بين القرنين الثامن والعاشر من السواحل الشمالية للبحر الاسود وبحر قزوين الى الاورال، وغرباً باتجاه كييف، غالبية الخزر تعتنق اليهودية وبعضهم بالمسيحية. ( من ويكيبيديا الموسوعة الحرة ).خامساً: الْحَبَشِ: هي دولة غير ساحلية تقع فوق الهضاب في القرن الافريقي وتعد ثاني أكثر الدول من حيث عدد السكان في أفريقيا وعاشر أكبر دولة في أفريقيا عاصمتها هي أديس أبابا، تجاورها كل من جيبوتي والصومال من جهة الشرق، ارتيريا من الشمال، والسودان من الشمال الغربي، وجنوب السودان من الغرب، وكينيا من الجنوب الغربي.هناك مجموعة قديمة صغيرة مِنْ اليهود، (يسمون ب بيت إسرائيل)، يَعِيشُون في شمال غرب إثيوبيا ( الحبشة )، الديانة المسيحية على نحو واسع في إثيوبيا .. المسيحية الأرثذوكسية لَها تاريخ طويلة في إثيوبيا تَعُودُ إلى القرن الأولِ، ولها حضور مهيمن في وسط وشمال إثيوبيا. كلتا المسيحية الأرثوذكسية والبروتستانتية لَها وجود كبير في جنوب وغرب إثيوبيا. ( من ويكيبيديا الموسوعة الحرة ).سادساً: النُّـوبَةِ: النوبيون أو النوبة قبائل تسكن المنطقة الواقعة في شمال السودان وجنوب مصر، وفي النوبة تطورت عبادة الاله آمون إلي أشكال آمون التشبهية بالإنسان وبرأس الكبش في المعابد النوبية ولاسيما في مملكة مروي (مادة) حيث ظهر التمثيل التشبيهى الإنسانى لآمون في الآثار الكوشيَّة.سابعاً: الـزِّنْج: هي قرية تقع في ضاحية مدينة المنامة البحرين.ومن ويكيبيديا الموسوعة الحرة: الزنج وهو الاسم الذي أطلقه الجغرافيون العرب في العصور الوسطى للدلالة على الساحل الشرقي لافريقيا وعلى سكانها السود ومنها سميت زنجبار أحد طرفى أتحاد دولة تنزانيا حيث كان اسمها زنجبار أو زنج بر أى بر الزنوج وهي قي الساحل المواجة للجزء الجنوبى الغربي من الجزيرة العربية. وقد أطلق العرب على الرقيق الأسود (زنوج) نسبة إلى زنجبار (الساحل الشرقي لتنزانيا حاليا) حيث تم جلبهم من هناك كعبيد ومن ثم أطلق الاسم على جميع الجنس الأسود.ثامناً: السَّقَالِبَةِ: السلاف، أو الصّقالبة هم مجموعة عرقية لغوية يتحدثون باللغات السلافية. يستقرون أساساً في اوروبا الوسطى واوبا الشرقية، ودول البلقان في العصور الأخيرة باستيطان آسيا الشمالية. يرى بعض علماء التاريخ أن موطن السلاف الأوائل هو أوروبا الوسطى منذ تاريخ سحيق وأنهم هم أصحاب الثقافة اللوساتية وثقافة برزي ورسك وكان جزءا من الحضارة تشير نايخوف وهذا الرأي لا يناقض فرضيات كورجان كثيرا. ويذكر المسعودي أن أصل السلاف من ولد مار بن يافث بن نوح.تاسعاً: الدَّيَالِمَةِ: الديلم أو الديالمة، هم إحدى الشعوب الايرانية التي عاشت في شمال الهضبة الإيرانية، وقد جاء ذكرهم على ألسنة المؤرخين حتى حقبة بدايات انتشار الاسلام، ويذكر أنهم كانوا يتحدثون لغة من فروع اللغات الايراتية الشمالية الغربية.أسس الكيشيون والبويهيون أحد أهم سلالات الديلم التي حكمت ايران والعراق. وقد كان لهم دور مهم في الدولة الساسانية. وقد امتد وجود الديلميين في بلاد مابين النهرين ( العراق ). وَسَائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ الَّذِي تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وَصِفاتُهُمْ: وأما أسماء أمم الشرك الأخرى فهي إن كانت خافية على غير الإمام عليه السلام فإنها معلومة عنده بتفاصيلها ومنها الأسماء والصفات.وَقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ: وهنا ينبه الإمام عليه السلام بإن هذه المعلومات بسعتها وتفاصيلها هي نابعة من الفيض الإلهي. وَأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ: إشارة الى الهيمنة الإلهية على تلك الأمم بقوته وقدرته، فالله عز وجل وإن علم بكفرهم وشركهم لكنه تركهم لأجل إختبارهم.الفقرة السابعة: أللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ، وَخُذْهُمْ بِـالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وَثَبِّطْهُمْ بِـالْفُـرْقَـةِ عَنِ الاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ.وفيها توجيه للعمل على أولاً: درء الخطر الخارجي. ثانياً: إضعاف العدو. ثالثاً: الإهتمام بالحرب النفسية لتحقيق الهدفين السابقين.تبيانأولاً: درء الخطر الخارجي..... (أللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ): إشارة الى ضرورة القضاء على الضغوط الخارجية التي تحيط بالجماعة المسلمة ومحاولة تجنب أطراف الصراع الأجنبيً.ثانياً: إضعاف العدو...... (وَخُذْهُمْ بِـالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ): النقص يتناول جميع جهاته التي تخص الموارد البشرية والمادية.ثالثاً: أهمية الحرب النفسية...... (وَثَبِّطْهُمْ بِـالْفُـرْقَـةِ عَنِ الاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ): التقليل من معنوياتهم وإرادتهم وهو أمر يتعلق بالحرب النفسية التي تتيح فرصة لتشتيت قوى العدو والتقليل من إعداداته.الفقرة الثامنة: أللَّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الأَمَنَـةِ وَأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ وَأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الاحْتِيَالِ وَأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ وَجَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الأَبْطَالِ، وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مِنْ مَلاَئِكَتِكَ بِبَأس مِنْ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْر تَقْطَعُ بِهِ دَابِرَهُمْ وَتَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ، وَتُفَرِّقُ بهِ عَدَدَهُمْ.وتتضمن أولاً: تطوير آليات الحرب النفسية. ثانياً: إعتماد المدد الإلهي بصورة مستمرة. ثالثاً: إعادة ترتيب الصفوف في عملية البناء التنظيمي والعسكري.تبيانأولاً: تطوير آليات الحرب النفسية...... (أللَّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الأَمَنَـةِ وَأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ وَأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الاحْتِيَالِ وَأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَالِ وَجَبِّنْهُمْ عَنْ مُقَارَعَةِ الأَبْطَالِ): بيان أن القوة عند الإنسان في القلب والبدن، والقلب هو مركز الإستقرار النفسي، ومتى كان قوياً كانت الإرادة قوية، وأما الأبدان فهي مراكز القوى البدنية، فإن كانت سليمة أدت وظائفها بصورة صحيحة.ثانياً: المدد الإلهي...... (وَابْعَثْ عَلَيْهِمْ جُنْداً مِنْ مَلاَئِكَتِكَ بِبَأس مِنْ بَأْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْر تَقْطَعُ بِهِ دَابِرَهُمْ وَتَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ): حينما لاتتوازن المعادلة الميدانية ولاتترجح كفة الظروف المادية لإنهاء الصراع لصالح الجماعة المؤمنة. ثالثاً: إعادة ترتيب الصفوف...... (وَتُفَرِّقُ بهِ عَدَدَهُمْ): أن يقلل الله شأن العدو في نظرهم فتكون فرصة لتدبر الأمور.الفقرة التاسعة: اللَّهُمَّ وَامْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ وَأطْعِمَتَهُمْ بِالأَدْوَاءِ وَارْمِ بِلاَدَهُمْ بِالْخُسُوفِ وَأَلِـحَّ عَلَيْهَا بِـالْقُذُوفِ وَافْـرَعْهَا بِالْمُحُولِ. وَاجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ وَأَبْعَـدِهَا عَنْهُمْ، وَامْنَـعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ وَالسُّقْمِ الالِيمِ.وتتضمن أولاً: التعرض الى العقاب الإلهي الجماعي. ثانياً: إعادة التوازن. تبيانأولاً: العقاب الإلهي الجماعي...... (اللَّهُمَّ وَامْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ وَأطْعِمَتَهُمْ بِالأَدْوَاءِ وَارْمِ بِلاَدَهُمْ بِالْخُسُوفِ وَأَلِـحَّ عَلَيْهَا بِـالْقُذُوفِ وَافْـرَعْهَا بِالْمُحُولِ): وهو أيضاً توجه الى الله عز وجل وتوسل به للقضاء على مراكز القوة المادية للعدو عن طريق إنزال أنواع العقاب والعذاب وتطهير الأرض من رجس الأنجاس من سائر ملل أهل الكفر والشرك والفسوق والعصيان والطغيان. ومن لسان العرب: الوباء: لطاعون، وقيل هو كلُّ مَرَضٍ عامٍّ. الادواء: الداءُ: الـمَرَضُ، والجمع أَدْواءٌ. الخسوف: وخَسَفَها اللّه وخَسَف اللّه به الأَرضَ خَسْفاً أَي غابَ به فيها؛ ومنه قوله تعالى: فَخَسَفْنا به وبدارِه الأَرضَ. القذوف: قذَفَ بالشيء يَقْذِف قَذْفاً فانْقَذَف: رمى. والقَذْفُ بالحجارة: الرَّمْيُ بها. فرع: وفَرْعُ كل شيء: أَعلاه. الفِراعُ: ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ. المحول: وأَرض مُسْتَحالة: تُرِكت حَوْلاً وأَحوالاً عن الزراعة. وقيل: كل شيء تغير عن الاستواء إِلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحال.ثانياً: المقاطعة والحرب الإقتصادية...... (وَاجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ وَأَبْعَـدِهَا عَنْهُمْ): الميرة: الطعامُ يَمْتارُه الإِنسان. جَلَب الطعام، وفي التهذيب: جلَب الطعام للبيع؛ وهم يَمتارُون لأَنفسهم، ويميرون غيرهم. أَحَصِّ: وحَصَّ الجَلِيدُ النَّبْتَ يَحُصُّه: أَحْرَقَه، لغة في حَسّه. والحَصُّ: حَلْقُ الشعر،والحاصّةُ: الداءُ الذي يَتَناثَرُ منه الشعر؛وانْحَصَّ: انْجَرَدَ وتناثَرَ. وَامْنَـعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ: أي تحصينهم بالقوة والإسناد. مَنَعَه، يمنعه: بفتحِ نُونِهِما: ضِدُّ أعْطاهُ،كَمَنَّعَه، فهو مانِعٌ ومَنَّاعٌ ومَنُوعٌ،جَمْعُ الأوَّلِ:مَنَعَةٌ،مُحرَّكةً. وهو في عِزٍّ ومَنَعةٍ، مُحرَّكةً ويُسَكَّنُ، أي: مَعَهُ مَنْ يَمْنَعُهُ من عَشيرَتِهِ.ثالثاً: إعادة التوازن...... (أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ وَالسُّقْمِ الالِيمِ): إنزال الآيات الإلهية عليهم والبلاء العظيم بهم، وكذلك المرض الشديد لإضعافهم، وتمكين الجماعة المؤمنة منهم.الفقرة العاشرة: أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا غَاز غَزَاهُمْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكَ أَوْ مُجَاهِد جَاهَدَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ لِيَكُونَ دِينُكَ الاعْلَى وَحِزْبُكَ الأقوَى وَحَظُّكَ الأوْفَى فَلَقِّهِ الْيُسْرَ، وَهَيِّئْ لَهُ الأمْرَ، وَتَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ، وَتَخَيَّرْ لَهُ الأصْحَابَ، وَاسْتَقْوِ لَهُ الظَّهْرَ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ وَمَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ، وَأَطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ، وَأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ، وَأَنْسِهِ ذِكْرَ الاهْلِ وَالْوَلَدِ وَأَثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ وَتَوَلَّه بِالْعَافِيَةِ، وَأَصْحِبْهُ السَّلاَمَةَ، وَأَعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ وَأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ، وَعَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ، وَسَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ، وَاعْزِلْ عَنْهُ الرِّياءَ، وخَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ وَظَعْنَهُ وَإقَامَتَهُ فِيْكَ وَلَكَ، فَإذا صَافَّ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ وَصَغِّرْ شَأنَهُمْ فِي قَلْبِهِ وَأَدِلْ لَهُ مِنْهُـمْ وَلاَ تُدِلْهُمْ مِنْهُ فَإنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ وَقَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ وَبَعْدَ أنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الأسْرُ وَبَعْدَ أن تَأمَنَ أطرَافُ المُسْلِمِينَ وَبَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ عَدُوُّكَ مُدْبِرِينَ.وفيها حديث أولاً: إعلاء شأن الدين والجماعة المؤمنة. ثانياً: النخبة المختارة. ثالثاً: الزهد وآثاره الجميلة لحالات الإستعداد. رابعاً: آثار الأعمال والنوايا الصالحة. خامساً: تنقية الذات. سادساً: العلوم والتاريخ في حياة القادة وأثره في تقويم الشخصية. سابعاً: الإخلاص والعمل الصالح. ثامناً: إظهار الشدة عند لقاء العدو. تاسعاً: المبادرة والمباغتة. عاشراً: الشهادة طريق النصر.تبيان أولاً: إعلاء شأن الدين والجماعة المؤمنة...... (أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا غَاز غَزَاهُمْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكَ أَوْ مُجَاهِد جَاهَدَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ لِيَكُونَ دِينُكَ الاعْلَى وَحِزْبُكَ الأقوَى وَحَظُّكَ الأوْفَى فَلَقِّهِ الْيُسْرَ، وَهَيِّئْ لَهُ الأمْرَ وَتَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ)،: إلتماس التأييد والنصر في حالات الحرب والقتال والجهاد من أجل إعلاء شأن الدين والجماعة المؤمنة والإعداد لحالات التعبئة في مجالات الأمن والدفاع، وتلبية حاجات المجتمع المدني وتحقيق النجاحات في جميع الميادين التي فيها لله رضوان وقبول.ثانياً: النخبة المختارة...... (وَتَخَيَّرْ لَهُ الأصْحَابَ، وَاسْتَقْوِ لَهُ الظَّهْرَ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ وَمَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ): وهو بمثابة توجيه لقيادة الجماعة أن تختار المجموعة الصالحة للقيام بمهمة التخطيط والتنسيق وإدارة الجماعة، وأن تكون هذه النخبة ممن لهم الكفاءة في حماية الجماعة وإمدادهم بعوامل القوة، ومن وجوه تلك ضمان الموارد المالية، والتعبئة في سبيل تنشيط العمل الجماعي.ثالثاً:الزهد وآثاره الجميلة لحالات الإستعداد (وَأَطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ، وَأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ، وَأَنْسِهِ ذِكْرَ الاهْلِ وَالْوَلَدِ): وفي هذه إشارة الى أهمية رفع درجة الإعداد النفسي للوقوف في ثبات أمام التحديات والمصاعب التي تعترض الجماعة المؤمنة ونبذ التفكير الى مايشد للدنيا.رابعاً: آثار الأعمال والنوايا الصالحة...... (وَأَثُرْ لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ وَتَوَلَّه بِالْعَافِيَةِ، وَأَصْحِبْهُ السَّلاَمَةَ): اإجتهاد في تحصيل النية الحسنة في نفس المجاهد والتي تصب في صالحه في حالات الشدة وما سيؤول إليه من النعيم الأبدي والسعادة الدائمة في الآخرة وهو مايدفع الى تحصيل أعلى درجات الإستقرار النفسي.خامساً: تنقية الذات...... (وَأَعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ وَأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ: النقاء ومنه الشجاعة والإقدام والقوة).سادساً: العلوم والتاريخ في حياة القادة وأثره في تقويم الشخصية...... (وَعَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ، وَسَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ): السِّيَرَ: الإهتمام بدراسة العلوم والتاريخ يؤهل لإدارة الحكم الناجح. السِّيَرَ: الطريقة. يقال: سارَ بهم سِيْرَةً حَسَنَةً. وسَيَّرَ سِيرَةً: حَدَّثَ أَحاديث الأَوائل.وسارَ الكلامُ والمَثَلُ في الناس: شاع. وَالسُّنَنَ: وسُنَّةُ الله: أَحكامه وأَمره ونهيه؛ هذه عن اللحياني. وسَنَّها الله للناس: بَيَّنها. وسَنَّ الله سُنَّة أَي بَيَّن طريقاً قويماً. وسَنَنْتُ لكم سُنَّةً فاتبعوها.سابعاً: الإخلاص والعمل الصالح...... (وَاعْزِلْ عَنْهُ الرِّياءَ، وخَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ وَظَعْنَهُ وَإقَامَتَهُ فِيْكَ وَلَكَ): الإهتمام بالتربية الذاتية الخاصة بالجماعة المؤمنة لتكون المثل الأعلى في الإخلاص والعمل الصالح في العقل والسلوك والحركة والسكون وفي كل الظروف والأحوال. الرِّياءَ: الشَّهْوةُ الخفيَّة؛ في كل شيءٍ من المعاصي يُضْمِرُه صاحبه ويُصِرُّ عليه، فإِنما هو الإِصرارُ وإِنْ لم يَعْمَلْه، قال أَبو سعيد: الشهوةُ الخفِيَّة من الفواحش ما لا يحِلُّ مما يَسْتَخْفي به الإِنسانُ، إِذا فعَلَه أَخفاهُ وكَرِهَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه الناسُ؛ قال الأَزهري: والقولُ ما قاله أَبو عبيد في الشهوةِ الخفِيَّة، غير أَني أَستَحْسِنُ أَنْ أَنْصِبَ قوله والشَّهوةَ الخفِيَّةَ، وأَجعل الواوَ بمعنى مَعْ كأَنه قال: أَخْوفُ ما أَخافُ عليكمُ الرِّياءَ مع الشَّهوةِ الخفِيَّةِ للمعاصي، فكأَنه يُرائي الناسَ بتَرْكِه المَعاصِيَ، والشهوةُ لها في قلبِه مُخْفاةٌ، وإِذا استَخْفَى بها عَمِلَها، وقيل: ما كان ظاهراً من العمل، والشهوةُ الخفِيَّة حُبُّ اطِّلاعِ الناسِ على العملِ. السُّمْعَةِ: ما سُمِّعَ به من طعام أَو غير ذلك رِياء ليُسْمَعَ ويُرى، وتقول: فعله رِياءً وسمعة أَي ليراه الناس ويسمعوا به. والتسْمِيعُ: التشْنِيعُ. َظَعْنَهُ: يقال لكل شاخص لسفر في حج أَو غزو أَو مَسير من مدينة إلى أُخرى ظاعِنٌ، وهو ضدّ الخافِضِ، ويقال: أَظاعِنٌ أَنت أَم مُقيم؟ثامناً: إظهار الشدة عند لقاء العدو...... (فَإذا صَافَّ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ وَصَغِّرْ شَأنَهُمْ فِي قَلْبِهِ): فإذا تقابلت الجماعة المؤمنة مع العدو كان لابد لها أن تكون على قدر عالٍ من التنظيم والإعداد وهي في حالة المواجهة لإدخال الرعب في قلوب الأعداء.تاسعاً: المبادرة والمباغتة...... (وَأَدِلْ لَهُ مِنْهُـمْ وَلاَ تُدِلْهُمْ مِنْهُ): للسيطرة على الموقف والأخذ بزمام المبادرة والمباغتة وتمكين الجماعة المؤمنة من الإحاطة بالعدو والقضاء عليه. وَأَدِلْ: ويقال: أَدَلْت الباب أدلاً أَغلقته. ودَلَلْت بهذا الطريق: عرفته. وأدَّل الرجل على أَقرانه: أَخذهم من فوق، وأدَّل البازي على صيده كذلك. ودَلَّه على الشيء يَدُلُّه دَلاًّ ودَلالةً فانْدَلَّ: سدَّده إِليه، ودَلَلْته فانْدَلَّ.عاشراً: الشهادة طريق النصر...... (فَإنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ وَقَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ وَبَعْدَ أنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الأسْرُ وَبَعْدَ أن تَأمَنَ أطرَافُ المُسْلِمِينَ وَبَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ عَدُوُّكَ مُدْبِرِينَ): أقترنت السعادة الحقيقية بالشهادة وهي من مقدمات تحقيق النصر وإلحاق الهزيمة بالعدو وتشتيت قوته وتعزيز الإستقرار الأمني.الفقرة الحادية عشرة: أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَة مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَاد، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَاد، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً. فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْن وَمِثْلاً بِمِثْل وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ، وَسُرُورَ مَا أَتَى به، إلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إلَى مَا أَجْرَيْتَ لَـهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ.وتتعرض هذه الفقرة الى أولاً: جهد الإسناد في الخطوط الخلفية. ثانياً: ثواب فصائل الإسناد العاملة في الصفوف الخلفية.تبيانأولاً: جهد الإسناد في الخطوط الخلفية ...... (أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَة مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَاد، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَاد، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً: الإهتمام بطبقة الأنصار من الذين يؤدون أدواراً إسنادية في الجبهات أوالخطوط الخلفية تحفظ حياة وأمن عوائل المجاهدين، ولإستمرار الإمدادات التي يحتاجها المجاهدون. والغَزْوُ: القَصْدُ، وكذلك الغَوْزُ، وقد غَزاهُ وغازَهُ غَزْواً وغَوْزاً إِذا قَصَدَه. خالفه: كأَنهم يَخْلُفُون من غزا. مُرَابِط: المرابطة: مُلازمةُ ثَغْرِ العَدُوِّ، وأَصله أَن يَرْبِطَ كلُّ واحد من الفَريقين خيلَه، ثم صار لزومُ الثَّغْرِ رِباطاً، قال القتيبيّ: أَصل المرابطة أَن يَرْبطَ الفَرِيقانِ خيولها في ثَغْرٍ كلٌّ منهما مُعِدّ لصاحبه، فسمي المُقامُ في الثُّغور رِباطاً؛ ومنه قوله: فذلكم الرِّباطُ أَي أَنَّ المُواظبةَ على الطهارة والصلاة كالجهاد في سبيل اللّه، فيكون الرِّباطُ مصدرَ رابطْتُ أَي لازمت، دَعْوَةً: الحقِّ أَنه مَن دَعا الله مُوَحِّداً اسْتُجيب له دعاؤه. طَائِفَة من الشيءِ: القطْعَةُ منه، أو الواحِدُ فَصاعِداً، أو إلى الأَلْفِ، أو أقَلُّها رجُلانِ أو رَجُلٌ، فيكونُ بمعنى النَّفْسِ. حرمة: ما لا يَحِلُّ لك انتهاكه.ثانياً: ثواب فصائل الإسناد العاملة في الصفوف الخلفية...... (فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْن وَمِثْلاً بِمِثْل وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ، وَسُرُورَ مَا أَتَى به، إلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إلَى مَا أَجْرَيْتَ لَـهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ: وقبل أن يختم الإمام عليه السلام أكد على أن أصحاب الخطوط الخلفية لهم أجرهم أيضاً إذ لايقل عن أجر من تقدم الى صفوف الجبهات الأمامية، ويرجو من الله سبحانه وتعالى أن يعجل لهم بالمنفعة والسرور ويرزقهم حسن العاقبة.الفقرة الثانية عشرة: أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم أَهَمَّهُ أَمْرُ الإِسْلاَمِ وَأَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ ألشِّرْكِ عَلَيْهِمْ فَنَوَى غَزْواً أَوْ هَمَّ بِجهَـاد فَقَعَدَ بِـهِ ضَعْفٌ أَوْ أَبطَأَتْ بِهِ فَاقَةٌ، أَوْ أَخَّرَهُ عَنْهُ حَادِثٌ، أَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ إرَادَتِهِ مَانِعٌ، فَاكْتُبِ اسْمَـهُ فِي الْعَابِدِينَ وَأوْجبْ لَهُ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ وَاجْعَلْهُ فِي نِظَامِ الشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ . أللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَآلِ مُحَمَّد صَلاَةً عَالِيَةً عَلَى الصَّلَوَاتِ مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ، صَلاَةً لاَ يَنْتَهِي أَمَدُهَا وَلا يَنْقَطِعُ عَدَدُهَا كَأَتَمِّ مَـا مَضَى مِنْ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَد مِنْ أَوْلِيـائِكَ، إنَّـكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الفَعَّالُ لِمَا تُرِيْدُ.وفيها بيان: أولاً: ثواب النية الصالحة لمن لم يلحق بالمجاهدين. ثانياً: الدرجات العليا من الصلاة على محمد وآل محمد. تبيانأولاً: ثواب النية الصالحة لمن لم يلحق بالمجاهدين...... (أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم أَهَمَّهُ أَمْرُ الإِسْلاَمِ، وَأَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ أَهْلِ ألشِّرْكِ عَلَيْهِمْ، فَنَوَى غَزْواً أَوْ هَمَّ بِجهَـاد فَقَعَدَ بِـهِ ضَعْفٌ أَوْ أَبطَأَتْ بِهِ فَاقَةٌ، أَوْ أَخَّرَهُ عَنْهُ حَادِثٌ، أَوْ عَرَضَ لَهُ دُونَ إرَادَتِهِ مَانِعٌ، فَاكْتُبِ اسْمَـهُ فِي الْعَابِدِينَ وَأوْجبْ لَهُ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ وَاجْعَلْهُ فِي نِظَامِ الشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ): يسلط الإمام عليه السلام الضوء على الشخصية المسلمة العقائدية التي تعمل في صفوف الجماعة المؤمنة المهتمة بأمر الإسلام وتعمل من أجله وتسعى لإيقاف جميع التيارات الفاسدة التي تقف ضدها ومن أجل قيام الدولة والمشروع الإصلاحي الرائد. وفي حالات عدم توفر شروط العمل لأسباب كالمرض أو الفقر أو أمر عائق يمنع من مشاركته فإن له مثل ما لإخوانه من المجاهدين من الأجر والثواب. ثانياً: الدرجات العليا من الصلاة على محمد وآل محمد...... (أللَّهُمَّ صَـلِّ عَلَى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَآلِ مُحَمَّد صَلاَةً عَالِيَةً عَلَى الصَّلَوَاتِ مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ، صَلاَةً لاَ يَنْتَهِي أَمَدُهَا وَلا يَنْقَطِعُ عَدَدُهَا كَأَتَمِّ مَـا مَضَى مِنْ صَلَوَاتِكَ عَلَى أَحَد مِنْ أَوْلِيـائِكَ، إنَّـكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الفَعَّالُ لِمَا تُرِيْدُ). يبين الإمام ليبين نوع وصفة الصلاة على محمد وآل محمد على وجه التفصيل والبيان ومنها الصلاة العالية الرفيعة ذات التشريف الخاص وبأعلى التي لاترقى لها أية صلوات فمصدرها الله عز وجل ذو المن والطول وهو أرحم الراحمين.
خاتمةإن الغاية من هذه التفصيلات إلقاء الضوء على الفكر المنير للإمام عليه السلام وضرورة قراءة أدعية الإمام السجاد عليه السلام بالطريقة التفاعلية التي ينبغي أن تستوعبها الأجيال الحاضرة وتستقرءها قراءة موضوعية جديدة ونسأل الله عز وجل أن نكون قد أسهمنا في تحقيق هذه الأهداف والله الموفق وهو من وراء القصد.
23/07/2012
https://telegram.me/buratha