تقرير: حيدر الجزائري / الزميلة جريدة البصرة الالكترونية
انطلقت في البصرة أمس الاثنين، وبإشراف المرجعية الدينية، فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم، بمشاركة 60 متسابقا وحضور 70 شخصية متخصصة في علوم القرآن وتلاوته من مختلف دول العالم، وتستمر 3 أيام وفيما أكد المشاركون، تراجع المدرسة العراقية في التلاوة إزاء المدرسة المصرية، أعلنت المحافظة عن إقامة مشروع كبير لعلوم القرآن في منطقة القبلة، مكونا من 5 طوابق، بكلفة إجمالية تقدّر بـ 6 مليارات دينار وربع، وعلى مساحة تصل إلى ألفي متر مربع، وتبدأ المباشرة فيه بعد عرضه على مجلس محافظة البصرة لغرض المصادقة عليه. وقال الشيخ محمد فلك ممثل المرجعية العليا بالزبير، في حديث مع "العالم" "انطلاقا من الاهتمام بالنخب القرآنية في عراق المقدسات، وبناء البلد وأوامر المرجعية العليا في النجف الاشرف، أقمنا هذه المسابقة الوطنية القرآنية للحفظ والتلاوة لهذه السنة، حيث تمت دعوة جميع الفائزين الأوائل في المحافل القرآنية الدولية، للتسابق فيما بينهم واختيار الاوائل في الحفظ والتلاوة في العراق".
وتابع فلك "تمت الاستعانة بمحكمين دوليين من مصر وإيران، فضلا عن محكمين عراقيين كبار، ونستضيف على هامش المسابقة عددا من الاساتذة في علوم القرآن، من مختلف دول العالم، وكذلك عددا من الشخصيات الدينية والرسمية"، منبها إلى أن "المسابقة ستجرى على مدى 3 أيام".ويرى الدكتور كوجر عمر علي؛ القارئ الدولي للقرآن من محافظة السليمانية في مقابلة مع "العالم" أمس، أن "النهوض بالمدرسة العراقية أمر يتطلب جهودا مكثفة، من الاوقاف والجهات المعنية كديواني الوقف السني والشيعي، غير انهم ليسوا مهتمين بالقراءة ولا بالطور العراقي، فضلا عن ضعف الاهتمام بالمسابقات الدولية".وأضاف علي "لإحياء التلاوة بالطور العراقي، يجب بذل الجهود من قبل العلماء بشكل أساس ونشر المحبة للقراءة العراقية، وتشجيع القرّاء الذين يمثلون العراق في البلدان الاسلامية للتلاوة بها، حيث يمكن أن تكون مدرستنا منافسة لبقية المدارس المنتشرة في العالم".ولفت إلى أن "اعتماد القراءة العراقية بحاجة إلى قرار يصدر من هيئة القرّاء العالمية، ليتمسك القارئ العراقي بمدرسته وينافس من خلالها، مظهرا زينة صوته ونبرته العراقية من دون أن يخسر درجة"، منبها إلى أنه "أمر صعب، إذ إن العراق نفسه يخفض درجة من يقرأ وفق الطريقة العراقية، ما يجعله يفقد فرصة المنافسة والتأهل للمسابقات الدولية والنهائية".من جانبه، أفاد مستشار محافظ البصرة للشؤون الدينية عبد السلام زين العابدين الموسوي في حديث مع "العالم" أمس، أن "المحافظة ستقيم مشروعا لعلوم القرآن في البصرة، سيكون مركز إشعاع لكل الجنوب، مكونا من 5 طوابق في منطقة القبلة، بكلفة تصل الى 6 مليارات دينار وربع، وسيعرض على مجلس محافظة البصرة لغرض المصادقة والمباشرة به قريبا، بعدما حصلنا على قطعة الارض وإنجاز التصاميم الهندسية له وعلى مساحة تصل إلى ألفي متر مربع".
وبشأن تراجع المدرسة العراقية أمام المصرية، عزا الموسوي أسباب ذلك إلى "عدم توفير الإمكانات الحكومية وعدم وجود وعي لدعم القران الكريم لدى المسؤولين والناس كذلك، بينما السنة والقرآن التي تؤكد على نشر الثقافة القرآنية وترفع شعار (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، و(من أكرم قارئ القرآن أكرمه الله ومن أهانه، أهانه الله)، وبهذا يصبح للقرآن قيمة كبرى".وأضاف أن "الطور العراقي هو الأقرب لروايات أهل البيت، حيث ينص الحديث النبوي (القرآن نزل بحزن فاقرؤوه بحزن) إذ ان التلاوة العراقية حزينة وبكائية، وترجع بالقارئ إلى فطرته وتعطيه زخات من التوبة، ونحن نفتخر بطورنا، ويجب أن لا نستحي من القراءة به، والتحول إلى مدارس أخرى، بل يجب أن نحييه من خلال الاعتزاز به، وتربية قرّائنا من خلال الدورات والمسابقات، واعتبار هذا الطور رسميا ويدخل المسابقات ليعطي زخما له".وبين مستشار محافظ البصرة للشؤون الدينية أنه "لدينا مشاريع أخرى في المحافظة لنشر الثقافة القرأنية، من خلال دعم كل المراكز القرآنية الموجودة في البصرة واقضيتها ونواحيها، يبدأ بعملية إحصاء المراكز ودعم فعالياتها والاهتمام بشؤونها، إضافة إلى انشاء مراكز جديدة في الاماكن التي تخلو من المراكز، وذلك بدعم المحافظة وشركة نفط الجنوب ودوائر أخرى"، مشيرا إلى أن "ناحية الإمام الصادق يوجد فيها المئات من الحفاظ، بعد تطويرها لمراكز دينية هناك وبناء طابق ثان لأحدها".
بدوره، أوضح الشيخ عدنان الجنابي، من مكتب ممثلية المرجعية الدينية في الزبير في حديث مع "العالم" أمس، أن "المدرسة القرآنية العراقية، وإن كانت مغيبة عن الساحة إعلاميا، لكن من بعد سقوط النظام إلى يومنا هذا، نشهد ظهور نخبة جيدة من القراء، اصبحوا مشهورين ونالوا جوائز عالمية"، مؤكدا أن "إفرازات النظام البائد أحد أهم أسباب تراجع المدرسة العراقية القرآنية، ما أدى إلى بروز المدرسة المصرية، واليوم نشهد جيل جديد شاب انفتح لحفظ القرآن، بعد ذهاب الطاغية الذي كتم أنفاس الشعب العراقي، وسيطر على كل المقدرات والمواهب الموجودة، ولاسيما القراء الكبار الذين أحجموا عن التلاوة بالمحافل في تلك الفترة".
أمّا المحكم والقارئ العراقي الدولي الأول الحاج احمد الدباغ، فأكد في حديث مع "العالم" أمس، أن "المدرسة العراقية باقية، لكن نظيرتها المصرية تقدمت على كل المدارس، بالرغم أن اللهجة المصرية ليست لهجة القرآن، لكنها تطورت بفضل جهود كبيرة بذلت هناك، حيث يقرؤون في مصر ضمن أصول ودراسة اكاديمية من الصغر، ويدرسون اللحن بشكل تخصصي، وكذلك يحفظون القرآن مع تمارين خاصة بالتلاوة والتجويد، وهذا غير متوفر في أي بلد آخر".
وأضاف الدباغ أن "لدى العراق استعدادا لما يمكله من اصوات قوية، قادرة على التنافس معهم، إذ إن أفضل الأصوات العربية هي العراقية"، لكنه استدرك بالقول "هذه الأصوات بحاجة إلى مقدمات في دراسة اللحن بصورة موسيقية ولحنية قرآنية متقنة، وليس بأي لحن آخر كلحن التواشيح واللطميات وغيرها، فهذا من الاخطاء الجسيمة، فضلا عن ذلك، يجب الالتزام بقراءة القرآن باللغة الفصيحة، وليس باللهجة الدارجة، اضافة إلى دراسة التجويد اكاديميا، حينها ستصبح المدرسة العراقية متطورة وكذلك المقامات العراقية"، لافتا إلى "حصول العراقيين على مراتب ومراكز متقدمة في ماليزيا، ومنهم القارئ أسامة من كربلاء وميثم التمار من بغداد".
21/5/711
https://telegram.me/buratha