محمد رشيد القره غولي
الباحثون في التاريخ الاسلامي انقسموا في الحرب التي قامت بين الامام علي (ع) و معاوية بن ابي سفيان الى مصور على انها فتنة بين صالحين و اعتبرها الاخر على إنها خروج معاوية على امام زمانه لذا فهو في حكم - اي معاوية - مات ميتة الجاهلية كما في الخبر عن رسول الله ص من مات و لم يعرف امام زمانه مات ميتة الجاهلية، و ايضا الخارج على امام زمانه كافر، و الذي يهمنا هنا من هذه المقدمة هو القسم الاول ممن يترضى على كليهما و يصور الموضوع بشكل ساذج و متعصب لحساب معاوية دون الاكتراث الى تلك الأرواح التي سقطت اثناء تلك الحرب. فالقاتل هنا و المقتول كلاهما في الجنة و الحق و الباطل اصبح عند حساباتهم واحد و هي من اكبر المغالطات التي جذرها عملاء بني أمية و اصبحت دون شك الثقافة التي يدين بها اغلب المسلمين فما ان ترتفع في الأفق رايتان او اكثر من الطائفة الواحدة او من غيرها الا وقام الرعاع بتبرير أفعالهم على حساب راية الحق و ان كانت من نفس الطائفة التي يدينون بها.لذا الموضوع السابق - الذي اختلف عليه المسلمون و عليه راحت مجموعة تأيد الحق المتمثل بإمام الزمان علي (ع) على اتفاق الجميع و بين من ايد الخارج عليه معاوية و بين المجموعة المطبلة الساذجة التي رفعت راية التفرج و عدم إقحام نفسها و ان هي مدركة ان الحق مع علي و علي مع الحق كما سمعوه من الرسول (ص) -مازال قائما الى يومنا و واقعه الخارجي اليوم متمثل في سياسي العراق و ان لم يتبادر الى ذهن القارئ بعدم وجود شخص يقارن مع الامام علي (ع) لكن ممكن المقارنة في من اتخذ منهجه طريقا لإدارة البلد و أنا اجزم ان من البعض من يخلط الحابل بالنابل و يخرج بمعادلة في غاية الإجحاف بالاخرين ان لا وجود لهؤلاء بيننا و هذا صلب الموضوع الذي نحاول من خلاله إيصال الجميع الى الوقوف برهة و الأمعان في النظر في مناهج السياسيين و تحديد اتجاه كل منهم للوصول الى نتيجة بعد التوكل على الله و نرجوه للوصول الى جادة العقل. فصورة الأمس ليست بالمختلفة اليوم فنحن ربما تحت لواء معاوية دون ان نعلم و ندعوا الى ظالما و سارقا لحقوق الاخرين او كهؤلاء المبطلون الذين يترضون على الجميع و كل من رأى الرسول اصبح مقدسا حتى و ان كان فاسقا، و كأننا في نتيجة تقول انتم يامن تصديتم لمعاوية باعتباره مصدر الشر، اليوم ابدلناه باخر ربما اقل دهاء منه وانتم اليوم تتبعونه فعار عليكم تنتقدون من ازر معاوية و الاولى ان تعنفوا أنفسكم و تستغفرون لان متقدرات البلد هي اليوم طوع أيديكم و انتم مسئولون عنها و مساءلون عنها يوم القيامة. كما ان الكثيرين جعلوا من الاشخاص آلهة يعبدوهم دون الله تعالى كما في الحديث الوارد عن الامام الجواد ع قال : ((من اصغى الى ناطق فقد عبده، فان كان ينطق عن الله فقد عبد الله، و ان كان ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس)). لذا لابد ان نكون بالمستوى العالي من الوعي و الإدراك لمعرفة الى من نصغي و الى من نتبع و لا يكون ذلك الا بالتمحيص و النقد الذاتي و الخضوع الى النتائج المنطقية الحقيقية و ان كانت تصطدم بما كنا نعتقد به و لا نكون كما من ترضى عنهم جميعا.
https://telegram.me/buratha