الصفحة الإسلامية

الإمام الحسين (ع) قد أبقى الأمة في دائرة الأسلام

1820 07:01:00 2012-06-25

خضير العواد

لقد ولد الإمام الحسين (ع) في الثالث من شعبان عام 3 هجري ، وعاش في رعاية جده رسول الله (ص) وأبويه علي بن أبي طالب (ع) وسيدة نساء العالمي (عليها السلام) ، وقد أولى رسول الله (ص) الإمام الحسين (ع) كما هو الحال مع أخيه الإمام الحسن (ع) أشد الأهتمام فكانا أحب شئ في هذه الدنيا له كما قال (ص) (أحب أهل بيتي إليّ الحسن والحسن)...(1) ، وكان في كل مناسبة يبين أهميتهما للأمة ويظهر إمامتهم حيث قال رسول الله (ص)( الحسن والحسين إمامان إن قاما أو قعدا).....(2) ،فكان على عظمته وشموخه ومنزلته ومسؤولياته كان يجثوا على ركبتيه للحسنين فيركبان على ظهره ويقول (نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما ) فهذا فعل سيد الكائنات مع سبطه الإمام الحسين(ع) ليبين مكانته وموقعه ، فكانت العلاقة روحانية ما بين رسول الله (ص) وحفيده الإمام الحسين (ع) حيث حمل هذا السبط (ع) شمائل جده ومبادءه وقيمه وقد غذاء رسول الله (ص) بكل هذا منذ الايام الأولى من ولادته بالإضإفة الى الغذاء المادي حيث قال الإمام الصادق (ع) لم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولامن أنثى ، كان يؤتى به النبي (ص) فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين وثلاثة فنبت لحم الحسين (ع) من لحم رسول الله (ص) ودمه ...(3) وبذلك صدق قول الرسول (ص) (حسين مني وأنا من حسين ) ليعبر أنه منه مادياً ومعنوياً . وبعد وفاة جده (ص) أدارت الأمة بظهرها لبيت النبوة والرسالة حتى تجرأت بحرق البيت الذي كان رسول الله (ص) لا يدخله إلا بالإستئذان ، ولاحظ الإمام الحسين (ع) بداية إنطلاق أنحراف الأمة من سقيفة بني ساعدة حتى أبتعد كثيراً عن خط الأسلام المحمدي الأصيل ووصل الى نقطة اللاعودة في زمن معاوية بن أبي سفيان الذي أنكر المعاهدة التي أبرمت ما بينه وبين الأمام الحسن (ع) ، وقد خالف معاوية الكثير من تعاليم الأسلام والسنة المحمدية من ألحاقه زياد بن أبيه بأبي سفيان وكذلك لقتله الكثير من الصحابة الأبرار الذين كانوا يعطون الولاء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) كحجر ومالك الأشتر وغيرهم كثير أمتلأت بهم كتب السيرة والتاريخ بالإضافة الى سنه سب علي بن أبي طالب (ع) لأكثر من 80 سنة وحيث قال رسول الله (ص) ( من سب علياً فقد سبني )....(4) بالإضافة الى توليه أبنه الفاسق يزيد أمرة المسلمين من بعده ، وهنا وصلت الأمة قمة الأنحراف الذي لا يمكن السكوت عنه حتى خرجت صرخة الحق) (أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الرحمة بنا فتح ألله وبنا يختم ويزيد رجل فاسق,شارب خمر,قاتل نفس,ومعلن بالفسق فمثلي لايبايع مثله ) هذه الصرخة التي دوت في أسماع هذه الأمة التي سلّمت أمرها الى فُسّاقها الذين جروها جراً من طريق الحق الذي رسمه لهذه الأمة رسول الله (ص) بأتباع علي بن أبي طالب (ع) الى طريق الضلال إذ يقول الله سبحانه وتعالى ( فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون)......(5) ولكن هذه الأمة قد شربت الضلال وأصبحت ثملة لا يمكن لها أن تقف على رجلها من جديد لكي تسلك طريق الحق الذي أصبح لها مستحيل المنال لكثرت المغريات والإنحرافات والبدع التي زرعها من أخذ مكان رسول الله (ص) بغير حق ، لهذا تعالت صرخة جديدة من الإمام الحسين (ع) (إني لم أخرج أشراً ولا بطراًرولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت أطلب الإصلاح في أمة جدي محمد , أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ,اسير بسيرة جدي محمد وسيرة أبي علي بن أبي طالب ) هذه الصرخة التي أنطلقت في عام 61 هجرية وأستمرت الى يومنا هذا مدوية ومعطية الشروط التي يجب أن يتبعها كل من يريد الأصلاح في هذه الأمة ، فكانت هذه الصرخة كألزلزال الذي بدأ يشقق الأرض التي تستقر عليها عروش الطغات وجعل الأمة تنهض فزعة من ثمالتها وخنوعها لكي تتوجه الى اللحاق بركب الأسلام الحق ، فكانت ثورة أبا عبد الله (ع) في كربلاء مركز أنطلاقة الزلزال الذي لم يستقر الى هذا اليوم وهو الذي حطم عروش الطغات من بني أمية وبني العباس ، وقوّى نواة الأسلام الحق المتمثلة بطريق محمد وآل محمد وجعلها أكثر أتساعاً ووضوحاً بالمبادئ الأنسانية العظيمة التي يتقبلها كل أنسان حر بعيداً عن مبدأه ومعتقده حتى أصبح سيد شباب أهل الجنة القائد الذي يحتذي به كل من يريد طريق الحرية والكرامة والإباء فأصبح قبلةً لكل الثوار في العالم فهذا غاندي يقول ( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ) وهذا أنطوان بارا الكاتب المسيحي يقول ( ماأجدر بالبشرية اليوم أن تتجه الى قبة الحسين كي لا تضل ) ، فقد سحب سيد الشهداء (ع) هذه الأمة من ضياعها في صحراء الضلال القاحلة الى طريق الأسلام وأبقاها في هذا الطريق الذي أنشأءه وعبّده رسول الله (ص) فكان بحق الأسلام محمدي النشوء وحسيني البقاء . فسلامٌ عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا(1)سنن بن ماجة ج1ص323 ، (2) كشف الغمة ج1ص553 ،(3) بحار الأنوار ج44 ص198 ، (4) النصائح الكافية -محمد بن عقيل ص93 ، (5) سورة يونس أية 32

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك