الصفحة الإسلامية

شهداءٌ رغمَ الظلم خالدون

1924 21:04:00 2012-06-17

 

 

في هذا اليوم انتصر السجين على السجان، رسالة نقدمها لكل طاغية يعتقل شعباً طالب بكرامته، فالموت ليس بمعزل عن أحد، والصبر المُحلى بالإيمان يُولد الانتصار، الصبر الذي غرسه الأحرار وتعاهدته الثكالى وأسر السجناء والمنكوبين سيولد البهجة والسرور بنهاية كل ظالم جبار لا يخشى يوم الحساب.

 

وإن طال سجن المناضل البطل فإنه منصور بعين الله، أما الطاغوت الزنيم فإن وراءه موتاً وقبراً محشوا ًبالنار ينتظره، ليهنئ كل سجين فالحرية لا تقيد بقيد، والظالم تحاصره الديدان وتقيده الأفاعي، أيُّ مبلغ  سيدفع عنه ملائكة العذاب؟! وبأي وسيلة سينقذ ذاته في زمن لا ينفع مال ولا ولد؟!، تتبخر الأموال من الأرصدة بمجرد الموت والمتزلفون يفرون منه، لكونه جيفة لا تطاق، ويتقافزون خلف جيفة أخرى يتحصلون منها قبل تعفنها أيضا.

 

أعداء الله لهم طبائع لا يفرون منها بالتطبع، فالهمز واللمز وحلٌ يغرق فيه أولئك الذين ضُربت عليهم الخسة الدناءة، وحبس المال والتفاخر بكثرته ذميمة يتوعد الله لها " الحطمة " جزاءً، فـ(الأخنس بن شريق) مورد لا يخصص الوارد والعبرة بالعموم لا بالسبب، فما ينفع " الثراء" الوفير بوقت قصير يفنى ويبليه الجديدان، ومن أراد الفخر فليدعه للميزان يوم تُوضع : (الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا).

 

الملوك يتفاخرون وذوو البذخ لا يتعظون، يضعون لاصقاً على عيونهم وجماجمهم، فهم يسمعون بالموت إلا أن آذانهم صماء فـ" الوقر" حالة اختيارية تعودوها، حتى لا ينغص عليهم هادم اللذات، الذي سيزورهم قريباً ويسلب منهم رداء الفخر ليسكنوا القبور ويفترشون التراب ويتقاتل عليهم الدود كما تقاتلوا هم على الدنيا.

 

هنيئاً لكِ يا أم الشهيد فمهما تأخر النصرُ والثأرُ إلا أن النصر آتٍ  والثأرُ وشيك وموت الفرعون زغرودة ستدوي بها أفواه الثكالى والمحروقين على فلذات أكبادهم، لم تتمكن الأمهات من أطلاق زغرة الابتهاج بزفاف الشهداء، إلا أن سقوط الصنم سيبرد الغليل ويطفأ حرارة الجراح.

 

فإليكِ يا أم الشهيد تهنئة عبقة بانتصار النور على الظلام؛ فالشهداء في الأعالي والقتلى تحت الأقدام يوطئون، أكليل زهر إليكِ يا أمنا المثكولة بالأخوة الشهداء الأعزة، فالزمن لم يغيبهم وقبورهم مزارٌ ترفرفُ عليه راية العز والكرامة والملائكة، تضوع من تربتهم مسك الجنان والخلد والريحان، وهل بعد الشهادة من مغنم؟!

 

هاهم النساء يحسدوكِ ويكفيكِ فخراً أن تكوني " أم الشهيد "، فهم : (أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)، فالبشارة طالعهم والحزن قد إنجلى عنهم، والنعمة مسكنهم وهل يضيع الله أجر المؤمنين؟!، حفرت في القلوب أسماءهم وصورهم فهم الخالدون، رصاصات الحقد لا نصر لها وإن أوغلت، ألم يعلموا أن للشهادة قيمة لا يطويها الزمان؟!

12/5/617

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك