بقلم |مجاهد منعثر منشد
قتل الهدى غدرا ليحفظ عرشه ...ويذيق راهب ال أحمد بطشه واستبدلوا لسمي موسى فرشه ...وضعوا على جسر الرصافة نعشه وعليه نادى بالهوان منــــــــــــاد.تمر علينا ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر 25في رجب من كل عام هجري ..وكتبنا قبل هذا البحث مقالا قد اسميناه سابع الائمة الامام موسى الكاظم بن جعفر (عليهم السلام ) وكان ملخصا عام كبداية للدخول في هذا البحث حيث تتركز هذه الدراسة بشكل خاص عن مقتطفات من حياة الامام (ع) مع اربع حكام جور وظالمين واسباب استشهاد الامام الكاظم (ع) . ففي زمن الامام الكاظم (ع) كان حكم فاسد منحرف .وبداية مرحلة الامام لها خصائص متميزة وهي توفر إمكانية انتزاع الحكم من الخلفاء العباسيين من جهة، وخاصية مبادرة أولئك الخلفاء من جهة ثانية - وبسبب خشيتهم من تحقق تلك الإمكانية - إلى توسع نطاق حملات القمع والاضطهاد وضد كافة المسلمين المعارضين لسلطاتهم بوجه عام، وضد المسلمين الشيعة وسائر العلويين من آل بيت الرسول (ص)، وفي مقدمتهم الإمام الكاظم ذاته، بوجه خاص.وهناك احداث وتبدلات سياسية وفكرية واجتماعية على صعيد الدولة وأنظمة الحكم وعلى صعيد المجتمع الاسلامي شهدتها المرحلة التاريخية التي ولد وعاش فيها الإمام الكاظم (عليه السلام) .ومنها سقوط الحكم الأموي وانتقال السلطة إلى يد العباسيين ..وكان ذلك انعطافا تاريخيا حيث كانت فترة أزمة ناشئة عن تطورات اجتماعية واقتصادية وفكرية تجاوزت الأوضاع القائمة وأورثت قلقا وتخلخلا .تزامنت ولادة الامام مع عهد آخر حاكم أموي وهو مروان بن محمد المشهور بالحمار الذي تولى السلطة سنة 127هـ وقتل على يد العباسيين سنة 132هـ. وقد عاش الإمام الكاظم في كنف أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) حوالي عشرين عام .وبذلك عاصر الإمام الكاظم (عليه السلام) فضلا عن آخر حاكم أموي، اربعة من الحكام العباسيين وهم، أبو العباس السفاح، ابو جعفر المنصور المهدي، موسى الهادي، هارون الرشيد، وفي زمن المنصور آلت الإمامة الى الإمام الكاظم بنص من أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) سنة 148هـ.وظهرت الجماعات المنحرفة الملحدة في زمن العصر العباسي الاول .وكان الحكم العباسي يمارس اشد اساليب القمع والاضطهاد والسجون والقتل ضد الشيعة والعلويين من آل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي الممارسة التي بلغت احدى ذرواتها الأكثر عنفاً في عهد هارون العباسي 1.
وكذلك نمو وإتساع الإتجاه المؤيد لآل بيت الرسول داخل المجتمع الاسلامي، وهو الأمر الذي دفع العباسيين في بداية دعوتهم إلى تبني هذا الاتجاه من جهة، وإلى توجيه أعنف حملات القمع والاضطهاد ضده بعد تسلمهم الحكم من جهة أخرى، لشعورهم بخطر هذا الاتجاه وأصبحت مهيئة للانقضاض على هذه السلطة إبان إمامة الإمام الكاظم (ع )2 .من هنا بدأت واجبات الامام المعصوم (عليه السلام) التي تنص عليها الامامة وكما نعتقد بها الشيعة الإمامية: حفظ الدين وحراسة الاسلام، حماية بيضة الاسلام تحصين الثغور بالعدد، جهاد الكفار، تنفيذ الاحكام،، إقامة الحدود، اختيار الامناء والاكفاء وتقليد الولايات للثقات النصحاء، جباية أموال الفئ والصدقات والخراج وتقدير العطاء، ومشارفة الأمور العامة بنفسه 3 وهو ما يعني الجهاد لاقامة حكومة اسلامية شرعية4.- أن الحكم العباسي قد بادر للانتقال إلى صراع حاد ومكشوف، اختار هو ميدانه وأساليب ضد الإمام وشيعته وضد سائر العلويين، ومحاولته جرهم إلى ذلك الميدان. - لقد عاصر الإمام الكاظم حكم المنصور لمدة عشر سنوات قبل أن تؤول إليه الإمامة، التي كان منعقدا لواؤها إلى أبيه الإمام الصادق. وقد شهد الإمام الكاظم اندلاع ثورة محمد ذي النفس الزكية 5.- في المدينة ونورة ابراهيم بن عبد الله العلوي في البصرة سنة 153هـ اللتين حظيتا بالرعاية السرية دون العلنية من قبل الإمام الصادق (عليه السلام) لقد اختزن الإمام الكاظم هذا الموقف عن أبيه وأدرك دلالاته في أن لحظة الصراع العلني المكشوف مع الحكم العباسي لم تحن بعد، فظل يمارس مسؤلياته بعد أبيه بحذر وحكمة حتى وفاة المنصور 6.ويتولى المهدي الحكم خلفاً لأبيه المنصور سنة 158 هـ واتباعه سياسة المهادنة مع الإمام والعلويين في بداية الأمر ثم اعتقاله للإمام الكاظم لفترة قصير وإطلاق سراحه 7.- واصل الإمام من جهة موقف المهادنة العلنية مع هذا الحكم وموقف الرعاية السرية للمعارضة الشيعية العلوية . أما موسى الهادي الذي تولى الحكم بوصية من أبيه المهدي سنة 159هـ، فقد بدأ حكمه بتشديد حملة القمع والإرهاب والاضطهاد ضد العلويين مما أدى إلى تململهم وإعلان الثورة على حكمه.- لم يشأن الإمام الكاظم (عليه السلا
https://telegram.me/buratha