اياد حمزة الزاملي
في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفرعليه السلام . في تاريخ الشعوب والامم وقفات و رموزا تبقى خالدة وحاضرة في ذاكرة تلك الشعوب والامم لما كانت تمثل قيمة عليا في الاخلاق و المبادئ والقيم السامية ومن هذه الامثلة العظيمة هو الامام موسى بن جعفر عليه السلام هوالتجسيد الحي لهذه المبادئ السامية فقد كان هذا الرجل العظيم انسان لكل ما تحمل هذه الكلمة ابعاد في افاق السمو الروحي و الاخلاقي لقد كان قلب هذا الامام العظيم كبيرا جدا بحيث انه كان يتسع لكل العالم لقد كان قلبه قلب العارف الصوفي الذي يعلوا ويسموا فوق جراحه و الامه وفوق الكره و الحقد وان وفق طبيعة النفس البشرية من غرائز فطرية تكمن في اعماق اللاشعور للنفس البشرية وهي نتيجة طبيعية يعدها علماء النفس عملية تحرير للرغبات والدوافع المكبوتة في اعماق اللاشعور.لنتطلع الى الحوار الذي جرئ بين الطاغية هارون العباسي وبن عمه عيسى بن جعفر بن ابي جعفر العباسي ونرى عظمة وسمو النفس العظيمة للامام الكاظم عليه السلام في هذا الحوار بعث هارون العباسي الرسالة التالية يأمره فيها(اقتل موسى بن جعفر) وكان بن عمه عيسى بن جعفر العباسي واليا من قبله على البصرة فبعث عيسى له جوابا قائلا فيه (انني لم ارى من موسى بن جعفر الا انه يصلي الليل ويصوم النهارويدعوا وحتى في دعائه فأنه لا يدعوا علينا ان قد وضعت العيون لمراقبته فكان يقول في دعائه اللهم انك تعلم اني كنت اسألك ان تفرغني لعبادتك اللهم و قد فعلت ذلك فلك الحمد) لذا فأما تاخذه مني والا فسوف اخلي سبيله .هكذا النفوس العظيمة تأسر قلوب الاصدقاء و الاعداء هكذا قلب العارف الصوفي يسمو فوق الغرائز النفسية ليحلق في عالم الحب والعشق الالهي حيث الكشف و الفناء في تجليات حضرة الفيض الاقدس للفيض الالهي فقد كان الامام موسى الكاظم عليه السلام ذلك العارف الصوفي الذائب في حضرة الحق المتعال في صراعه مع الحكام الجهلة القرود هؤلاء البهائم الذين لايعرفون عن الحياة غير الخمر والطعام والنساء امثال الطاغية هارون العباسي وان اصعب شيئ على الانسان العالم ان يخوض حربا مع شخص متخلف جاهل.ان صراع الامام موسى الكاظم عليه السلام مع الطاغية هارون العباسي لم يكن صراع من اجل كرسي الحكم او من اجل الدنيا التافهة وانما اراد الامام الكاظم كما اراد جميع الانبياء في حركتهم داخل المجتمع ان يغير الامة درجة بعد درجة حتى ترتقي وتسير نحو الكمال والسمو الاخلاقي حتى يكون الشعب هم الذين يحكمون نفسهم بنفسهم وكان الامام الكاظم يمارس دورة القائد الثوري الحركي الذي يخطط للثورة على حكم الطغاة العباسين الذي كان يمثل طبقة الاقطاعين الرأسمالين وهم قلة قليلة بينما كان غالبية المسلمين وبقية الشعوب المظهدة ترزخ تحت الظلم والفقر والاستعباد لسلطة العباسين المستبدة .لم يكن الامام الكاظم عليه السلام كما صوره البعض انه راهب يعيش في عالم اخر ومنزوي في محرابه وبعيد كل البعد عن الام ومعاناة وجراح المستضعفين و المحرومين والفقراء وبعيد عن الاحداث السياسية التي كانت تمارسها الطغمة الفاسدة الحاكمة للعباسين لقد عمل الامام الكاظم عليه السلام على تنمية وتطوير الوعي السياسي الديني الثوري عند الجماهير المستضعفة من الفلاحين و العمال و الفقراء وهو يعتبر القاعدة الرئيسية لكل الثورات في العالم حيث يعرف القاموس السياسي الثورة بأنها حركة سياسية اجتماعية تهدف الى تغير الواقع الاجتماعي الفاسد وانها ترتكز على مبدئين رئيسين هما وجود القيادة الثورية الواعية والثاني هو تنامي الحس الثوري والوطني للجماهير .لقد كان الامام الكاظم عليه السلام يخطط و يقود الثورة من داخل السجن الذي قضى فيه اكثر من عشرون عاما فألسجن لايكبل الثوار وانما هو محراب الاحرار و الثوار نحو الثورة و الجهاد ولما كان الامام الثائر في السجن وعيون بني العباس تحيط به من كل جانب لذلك وجد الامام الكاظم عليه السلام صعوبة جدا ان لم نقل مستحيلة للتحرك نحو الاهداف المنتخبة للثورة والجهاد والانطلاق منها لذلك كان الامام يتصل بألثوار داخل السجن بطريقة ذكية وسرية جدا حيث كان دعاة الامام يصبح الواحد منهم خادما عند السندي بن شاهك السجان الذي كان يسجن الامام الكاظم عليه السلام لفترة طويلة حتى يتمكن الدعاة من اللقاء بألامام داخل السجن ونقل التعليمات و الاوامرالى الثواروالمجاهدين المنتشرين في مناطق كثيرة من بلاد المسلمين لقد كان الامام الكاظم عليه السلام ذلك القائد الثوري الباسل الشجاع الذي يمسك على جراحه والامه ويحولها الى النصر لقد كان الامام العظيم موسى الكاظم عليه السلام القائد الملهم والوحي والعقل المدبر لكل ثورات المجاهدين و المستضعفين في زمن الطغاة العباسين فقد قامت ثورة في المغرب في قيادة ادريس وسمية دولة الادارسة وثورة يحيى بن عبدالله بن الحسن عليه السلام في الديلم وثورة اخرى في العراق واخرى قادها محمد اخوهم الرابع وثورة اخرى سميت بواقعة فخ في الحجازقام بها الحسين بن علي الخير(رضي الله عنه) التي هزت هذه الثورات وزلزلت الارض تحت اقدام بني العباس الطغاة المستبدين.لقد كان الامام موسى الكاظم عليه السلام يمثل صوت الفقراء و المظلومين و المستضعفين وكان لايريد السلطة لاجل السلطة وانما كان لديه فكروتخطيط وبرنامج ثوري اصلاحي يريد ان يطبقه في المجتمع الاسلامي لينتصر الى الفقراء و المظلومين و المحرومين وكانت عملية صعبة ومعقدة جدا لانها عملية تغير النفوس وليس تغير الاشخاص .لقد كان الطاغية هارون العباسي يمثل صوت المستكبرين والطغاة والطبقة الرأسمالية الحاكمة القليلة صاحبة السلطة و الجاه ورأس المال وتتحكم في ارواح ومقدرات الملاين من الفقراء والمستضعفين في اراضي واسعة جدا من الارض الاسلامية ونروي لكم حادثة غريبة نوعا ما تمثل طغيان واستهتار الطاغية هارون العباسي بأموال المسلمين والفقراء ومشاعرهم و انسانيتهم وكان الفقراء المسلمين في زمن الطاغية العباسي حوالي نصف مليار مسلم يعيشون في الفقر والجوع و الحرمان حيث تزوج صديق ووزير الطاغية هارون العباسي وهو جعفر البرمكي وي ليلة زفافه قدم له الطاغية هارون العباسي هدية عرسه وهي عجيبة و غريبة في التاريخ وهي ان ترمى فوق العروسين مكعبات صغيرة من الذهب وفي داخل كل مكعبة ورقة فأخذ حاشية هارون العباسي وهم طبقة المستكبرين و الرأسمالين هذه المكعبات واخذ كل واحد منهم مكعبا من الذهب فيفتحه فيجد فيه ورقة مكتوبا فيها انه هذه المقاطعة الفلانية هي هدية لك من الملك هارون العباسي وقد وزع في ذلك اليوم اكثر من مائتين مكعب من الذهب الذي يحوي على الاراضي والمقاطعات الزراعية وكأن ارض المسلمين هي ملك لهارون العباسي وابوه ليزداد هو و حاشيته ثراء ومالا بينما يزداد الملاين من الجماهير الاسلامية الفقر و الجوع و الحرمان هكذا كان يتعامل الطاغية هارون العباسي مع الشعوب الاسلامية المظلومة التي كانت ترزخ تحت نير الظلم والقهر والاستعباد للمحتلين العباسين بينما كان الامام موسى بن جعفر عليه السلام يعيش حياة الزهد والفقر و التقشف ويعيش معناة الشعوب المظلومة و المستعبدة تحت الظلم و الاحتلال العباسي المستبد الفاسد .لقد عرفت السلطات لالعباسية المستبدة بخطورة الاهداف للحركة الرسالية الثورية للامام موسى الكاظم عليه السلام التي كان يسعى الى تحقيقها لذلك عمدت السلطة العباسية الطاغوتية لضرب رأس الحركة الرسالية الثورية كما عمد المقبور صدام الى ضرب راس الحركة الرسالية الثورية المتمثلة بألسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) عمد الطاغية هارون العباسي الى سجن الامام موسى الكاظم عليه السلام الى فترة طويلة ثم قتله بألسم ضننا من هذه السلطة العباسية الطاغوتية انها تستطيع اسكات صوت الحق و الحقيقة ولكن عاش الامام موسى بن جعفر عليه السلام خالدا في القلوب و الضمائر ما بقي الدهر واصبح رمزا في الحرية والبطولة والكرامة والكبرياء لكل الاحرار و الثوار في العالم وبقي الطاغية هارون العباسي تلاحقه اللعنات والخزي و العاروفي مزبلة التاريخ .تحية اكبار واجلال لاسد الاحراروالثوار والعارفين الذي هز وزلزل عرش الطاغية المستكبر هارون العباسي وطغمته الفاسدة وقض مضاجعهم .تحية اكبار و اجلال لكل الملاين المؤمنين الاحرار الابطال الزاحفين نحو عرين الاسد الامام موسى بن جعفر عليه السلام رغم السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة لقرود البعث و النواصب واذنابهم المتسترين في العملية السياسية وقسم محسوب منهم على مذهب اهل البيت (عليهم الصلاة و السلام) النصر و العزة والكبرياء لاتباع اهل البيت (عليهم الصلاة و السلام )والخزي والعارلقرود البعث والنواصب وذيولهم والعاقبة للمتقين.
اياد حمزة الزاملي
https://telegram.me/buratha