ابو حيدر الحلفي
(( الحق والباطل بين بغداد الجوادين وبغداد الرشيد ))قصة الصراع بين الحق والباطل ازلية منذ ان خلق الله الدنيا ومن عليها ، وقد اتخذ هذا الصراع صورا" واشكال متعددة اختلفت وتباينت بين مرحلة زمنية واخرى حسب طبيعة السلطة الحاكمة والثقافة السائدة في مجتمعات الشعوب المختلفة على مر الازمنة والدهور .وما يعنينا اليوم ونحن نعيش ايام ذكرى شهادة الامام السابع من أئمة اهل بيت الرسول عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام الامام موسى بن جعفر الكاظم ، يعنينا الظلامة التي تعرض لها هذا الامام المعصوم حسب عقيدة اتباع مدرسة اهل البيت والتي نعتقد انها تتبع المنهج العقائدي الحق والذي بسببه تعرض اتباع هذه المدرسة الى شتى انواع الظلم والاضطهاد والتقتيل والابادة وما زال هذا المنهج سائد في كل مكان يتواجد فيه اتباع هذه المدرسة .الفترة الزمنية التي عاش فيها الامام الكاظم ( 128هـ ـ 183 ) هي انموذج للفترات التي تعرض فيها ائمة اهل البيت من حكام زمانهم الى الظلم والاضطهاد ، والمتتبع والباحث المنصف لم يجد اسبابا" لهذه السياسة الظالمة التي انتهجهتها السلطة الاموية والسلطة العباسية الاانهم اغتصبوا حقا" لغيرهم وهم يقاتلون اصحاب ذلك الحق بشتى الوسائل ، ورد الامام الرضا عليه السلام على المامون العباسي عندما اراد باكذوبة خلع الخلافة للامام ( ان كانت الخلافة ثوبا" البسك الله اياه فكيف تخلعه وان كانت لغيرك فكيف اغتصبته ) هي خير دليل على هذا القول .لقد عاصر الامام الكاظم اربعة من حكام الجور العباسي 1ـ المنصور الدوانيقي2ـ محمد المعروف بالمهدي 3ـ الهادي 4ـ هارون الرشيد واجه الامام الكاظم بعد وفاة ابيه وهو في العشرين من عمره الشريف مرحلة حكم المنصور الدوانيقي الذي قتل الكثير من الناس لتوطيد سلطانه ، ولم يكتف في سبيل ذلك بايذاء الشيعة والتضييق عليهم بل راح يضطهد حتى فقهاء السنة وشخصياتهم البارزة ممن كانوا يخالفونه كما جلد ابا حنيفة النعمان وسجنه لكونه افتى بتاييد ابراهيم ابن عبدالله المحض صاحب الانتفاضة ضد العباسيين ، واجه الامام هذا الحاكم الظالم الذي اراد قتل الشخص الذي اوصى اليه الامام جعفر الصادق بعد ان علم برحيله ، فكتب الى عامله على المدينة ( اذا كان جعفر بن محمد قد عيّن احدا" خليفة له فاحضره واضرب عنقه ) فجاء كتاب من عامله على المدينة مضمونه ( ان جعفر بن محمد قد عيّن في وصيته خمسة اوصياء له هم : الخليفة المنصور الدوانيقي و محمد بن سليمان ـ عامل المدجينة و عبد الله بن جعفر ـ اخو الامام الاكبر و موسى بن جعفر وحميدة زوجته وقد سأل في اخر الكتاب عن الشخص الذي يجب قتله من بين هؤلاء فصاح المنصور لا يمكن قتل هؤلاء ) ومن المؤكد ان وصية الامام الصادق عليه السلام كانت حركة سياسية لافشال مخططات الحاكم العباسي واما الامام من بعده فكان معروف لخاصة شيعته والعلويين من اهل بيته .لقد كانت فترة حكم هارون الرشيد اشد الفترات قساوة على الامام الكاظم من حيث ان الرشيد يعلم ان موسى بن جعفر واتباعه يرونه غاصبا" لخلافة الرسول وحاكما" ظالما" مسك مصير المسلمين بيده قسرا" وبالقوة ، ويكشف الحوار الذي دار بين الامام وبين هارون الرشيد عن اهداف الامام جيدا" عن هذه الحقيقة و فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الاسلامية وحدودها المغتصبة من قبل الحكام عندما اعلن هارون كذبا" وخدعة عن بيته اعادة فدك الى الامام الكاظم فقال الامام : ما أخذها الا بحدودها فقال هارون : وما حدودها ؟قال الامام : ان حددتها لم تردها قال هارون : بحق جدك الا فعلت فقال الامام : اما الحد الاول فعدن ، والحد الثاني سمرقند ، والحد الثالث افريقيا ، والحد الرابع سيف البحر مما يلي ارمينية . فتغير وجهه وغضب وقال فلم يبق لنا شيءفقال الامام : قد اعلمتك انني ان حددتها لم تردها لذا امتنعت .هذا الحوار والرد من الامام يدل على ان فدك رمز لمجموع حدود الحكومة الاسلامية وان عمل اصحاب السقيفة بسلبهم فدك من بنت الرسول وصهره هو في الواقع مظهر من مظاهر مصادرة حقّ سيا دة اهل بيت العصمة فان اردت ان تعيد الينا فدك ياهارون عليك ان تعيد الينا حدود الدولة الاسلامية التي اغتصبتموها انتم واجدادكم .وخلال التاريخ الحديث الذي سادة فيه ثقافة الطرف المعتدي على الحقوق و استلامهم زمام الامور بمعادلة ظالمة وتوثيق التاريخ باقلام ماجورة فقد درسنا التاريخ المزيف اكاديميا" في مدارسنا بان بغداد هي بغداد المنصور والرشيد والخورنق والسدير وان الرشيد فتح ابواب الفن والرقص ....... وسادة هذه الثقافة والتزييف في التاريخ الى ان جاء الابن البار للامويين والعباسيين واصبحت بغدا هي بغداد صدام حسين واذا قال صدام قال العراق والذي اراد ان يعيد كتابة التاريخ باياد بعثية وصليبية وغشي العراق ظلام دامس ثلاثة اجيال تعرض فيها اتباع اهل البيت والمراقد المقدسة لائمة اهل البيت الى شتى اصناف الظلم والاضطهاد والتزييف لتاريخهم من خلال الاقلام الماجورة ووعاظ السلاطين وتحت شعار ( من هارون الرشيد الى صدام حسين بغداد تنهض من جديد ) .فلينظر العالم اليوم الى الزحف المليوني في بغداد هل هو باسم هارون الرشيد ام باسم موسى الكاظم ، ذلك الرشيد على اعتاب الامام الرضا عليه السلام تدوسه اقدام الزائرين وها هو الكوخ الذي سكن فيه الامام الكاظم قباب من ذهب تناطح السحاب ومرقده قبلة للزائرين وقد اصبح بابا" من ابواب رحمة الله فسلام على بغداد الجوادين بغداد الكاظميين لا بغداد الرشيد والمنصور وصدام .... والسلام
ابو حيدر الحلفي البصرة 23 رجب 1433 هجرية
https://telegram.me/buratha