بقلم : عبود مزهر الكرخي
ولنسترسل في بحثنا وعن سيرة سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(ع) وذكرها في القرآن الكريم والتي هي كلها دلائل ثابتة لا تحتمل التأويل أو التحريف وهي من مصادر السنة وصحاحهم والتي عندهم لا ترقي إلى الشك والتحريف وحسب مفهومهم ونحن ندرج المصادر وكما يقول المثل (من فمك أدينك).
وهذا هو الكبر والمعاندة عند الطرف الأخر والذي لاحظت من خلال نقاشاتي وحواراتي المس أنهم في داخلهم يقرون بكل مانقول ولكنهم لايعترفون بذلك لأنه يعني نهاية مذهبهم وبالتالي فقدان كل المزايا والمكاسب التي يتمتعون بها وكأن الدين أصبح سلعة ومهنة للتكسب وليس هو دين الحق والحقيقة والذي يجب أن تكون إعمالنا خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى ولأجل رفع ونشر راية الدين المحمدي ونشر رسالته وأنها رسالة الصدق والخلاق التي بشر بها نبينا الأعظم محمد روحي له الفداء.
وهذا ما حدث للكثير من المستبصرين الذين بحثوا ونقبوا عن واقع الدين الإسلامي فلم يجدوا إلا خير ممثل له ويمثل المرآة الناصعة لديننا الحنيف إلا مذهب أهل البيت لأنه مصدره هو النبي محمد(ص) وأهل بيته والذين ورثوا مواريث النبوة وعلومها من نبينا الأكرم محمد(ص) إلى الأمام علي(ع) ثم لتتسلسل من أمام إلى أخر وبصورة شرعية وبدون أن يحدث صراع أو تطاحن على هذه الإمامة الشريفة ، عكس ما لاحظناه في الحكام من الأمويين والعباسيين وغيرهم من قتل وذبح وقطع الرؤوس ودس بالسم حيث أن أغلب حكام بني أمية قضوا بالسم إما العباسيين فنلاحظ الأخ يقتل أخوه وحتى يجلب له رأس أخيه ويعلق على باب القصر وهذا ماحدث مع الأمين والمأمون وماحدث مع المتوكل العباسي (لعنه الله) حيث قتله ابنه هو ووزيره وقطّع إلى قطع صغيره في حوادث وفظائع يندى لها جبين الإنسانية وهذا ماتذكره كتب التاريخ والأدهى والأمر إن من يكيد المكائد والدسائس يكون بتحريض نساء القصر من الزوجات والأمهات والأخوات فأي تاريخ مشرف لدينا ويأتي بعض الكتاب ويسطر بأن تأريخنا العربي كله مشرف ويستحق الفخر والإشادة به فأي تاريخ هذا الذي بهذا الحجم من القتل والغدر وفي مقدمتها قتل عترة نبيهم محمد(ص) وتشريدهم من بلد إلى بلد وسفك دمائهم وبدم بارد إضافة إلى ماذكرته في صراع الحكم فيما بينهم. فهو تأريخ اسود ومليء بالفضائح والتي تزكم الأنوف ولايستحق الفخر به.
وهذا ما حصل بالضبط مع الكاتب اليساري والشيوعي (أسامة انور عكاشة) والمعروف بعلمانيته والذي طلب منه الأزهر البحث وعمل مسلسلات درامية تشيد ببني أمية وتأريخهم المجيد (حسب ما يدعون) وعند البحث والتقصي أكتشف أن كل حكام بني أمية والذين يعتبرون أنفسهم ووعاظ السلاطين من حاشيتهم هم أبناء بغايا ليكتب مقال مثير ونشر في اغلب الصحف عنوانه { بغايا أنجبن حكام } ليذهب في الاستنتاج وبعد والتمحيص ليقول وبالحرف في مقاله(يستمر مسلسل أنجاب أبناء البغايا ليكونوا سادات العرب) وليضيف(هؤلاء هم الرجال الذين أسسوا الدولة الإسلامية , فلا غرابة ان نرى الدماء تلون كل أوراق تاريخنا ..) وهذا هو الواقع. والذي فيه ان كل حكام بني أمية بدءً من جدهم أمية ولحد أخرهم هم من أبناء زنا وهذا هو الواقع وماعبر عنه الأمام علي(ع) عندما كتب لمعاوية(لعنه الله) في إحدى رسائله
من رسائل الإمام علي عليه السّلام إلى معاوية بن أبي سفيان، فكلماتها نصالٌ قواتلُ !.. يقول فيها
إلى معاوية!..--------فأنا أبوحسنٍ قاتلُ جدك وأخيك شَدْخاً يوم بدر!.. وذلك السيفُ معي. وبذلك القلب ألقى عدوي، ما استبدلتُ ديناً، ولا استحدثتُ نبياً! وإني لعلى المنهاج الذي تركتموه طائعين، ودخلتم فيه مُكرَهين!..وأمّا طلبُك إليَّ الشام، فإنّى لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتُك أمس!..وأما قولُك: « إن الحرب قد أكلت العرب الاّ حُشاشات أنفسٍ بقيت »..
ألا مَن أكله الحقُّ فإلى الجنَّة، ومن أكَلَهُ الباطلُ فإلى النار!..وأما استواؤنا ( أي: تعادلنا ) في الحرب والرجال... فلسْتَ بأمضى على الشك مني على اليقين.. وليس أهلُ الشام بأحرص على الدنيا، من أهل العراق على الآخرة.
وأما قولك: « إنّا بنو عبد مناف »، فكذلك نحن.. ولكن، ليس أميةُ كهاشمٍ ، ولا حربٌ كعبدالمطّلب، ولا أبو سفيان كأبي طالب، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريحُ ( أي: ذو الحسب والأصل ) كاللصيق، ولا المُحقّ كالمبطل، ولا المؤمنُ كالمُدغِل.
ولبئس الخلفُ خلفٌ يتبع سلفاً هوى في نار جهنم.
وذكرتَ أنه ليس لي ولأصحابي عندك إلا السيف، فلقد أضحكت بعد استعبار!..متى ألفيت بني عبدالمطلّب عن الأعداء ناكلين ( أي: هاربين )، وبالسيف مخوَّفين؟!
وأنا مُرْقِلٌ ( أي: زاحف ) نحوك في جحفلٍ من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان. وقد صَحِبتْهم ذريّةٌ بدريّةٌ، وسيوفٌ هاشميةٌ، وقد عرَفَتْ مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدِّك وأهلك، وما هي من الظالمين ببعيد!.. ».(1)
والصريح واللصيق عندما كتبها الأمام علي(ع)إلى معاوية لم يرد عليها لمعرفته بحقيقة نسبه وإلا كان أقام الدنيا وأقعدها وهذا يدل على ماهية نسب معاوية والذي قالوا : بأنَّ معاوية من أربعة وهم عمارة بن الوليد ومسافر بن عمرو وأبو سفيان والعباس بن عبد المطلب.(2)وبايع الرسول (صلى الله عليه وآله) نساء مكَّة ، على أن لا يشركن ولا يسرقن ، فلمّا تكلَّمت هند بنت عتبة ، قال الرسول (صلى الله عليه وآله) : وان لا تزنين . فقالت هند : وهل تزني الحرَّة ، فضحك عمر حتى استغرق. (3)
فهذا هو النسب والتاريخ المشرف لحكام العرب فأين الثرى من الثرى لو نظرنا إلى نسب محمد(ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين(سلام الله عليهم أجمعين) فهو نسب مشرف لنهم كلهم ولدوا من أصلاب شامخة وأرحام مطهرة لم تنجسها الجاهلية بأنجاسها وهذا ما ذكر في زيارة وارث لسيدي مولاي أبي عبد الله الحسين(ع) ولهذا نلاحظ أحفادهم من الوهابيين والنواصب والسلفية يكرهون هذه السيرة العطرة لأهل البيت لأنها سيرة سامية وهي الكواكب المنيرة في السماء لرقيها والتي لم يصل أليها إي احد وبالتالي تكشف مدى ضحالة وهزال سيرتهم وسيرة أجدادهم وبالتالي يعملوا وبكل جهدهم وبدون كلل لا ملل في طمس هذه السيرة والتي مهما كادوا وخططوا فان الله متم نوره رغم اوفهم مصداقاً لقوله الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(4) وهي ارادة ربانية وآلهية من الله تبارك وتعالى.وعذراً لهذه المقدمة ولكن يجب الوقوف على هذا المؤشر لكي تتضح كل المور ولكي يتم استخلاص الفائدة الكاملة من بحثنا ولنرجع غلى سيرة سيدتنا ومولاتنا الزهراء في القرآن ولنشرح كل آية وبالتفصيل الدقيق والمفصل.
آية ( المَوَدَّة) :------------وهي قوله عزَّ وجلَّ :
( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى).
وقد أخرج أبو نعيم ، والديلمي ، من طريق مجاهد ، عن ابن عباس قال :
قال رسول الله(ص): لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي ، وتَوُدُّوهُم لِي .
وعلى هذا فإذا كان أجرُ الرسالة هو المَوَدَّة في القربى ، وإذا كان المسؤول عنه الناس يوم القيامة هو المَوَدَّة لأهل بيت النبي (عليهم السلام)، فبماذا نفسر ما حصل للزهراء (ع)بعد وفاة أبيها (ص) من اهتضام ، وجسارة ، وغَصبِ حَقٍّ ؟!!
لكننا نترك ذلك إلى محكمة العدل الإلهية.(6)
ولنمحص الآية ولنثبت فيمن نزلت حيث من الآيات الدالة هذه هي آية المودة التي أكدت أغلب كتب التفسير وكثير من مصادر الحديث والسيرة والتاريخ نزولها في قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : علي والزهراء والحسن والحسين وذريتهم الطاهرين عليهم السلام .روى السيوطي وغيره في تفسير هذه الآية بالاسناد إلى ابن عباس ، قال: لما نزلت هذه الآية ( قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى ) قالوا : يارسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجّبت علينا مودتهم ؟قال صلى الله عليه وآله وسلم : « علي وفاطمة وولداهما » (7).
وهذه الآية تدلّ على وجوب المودة لاَهل البيت الذين نصّ الحديث على تحديدهم ، وقد استدلّ الفخر الرازي على ذلك بثلاثة وجوه ، فبعد أن روى الحديث عن الزمخشري قال : فثبت أن هؤلاء الاَربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيدٍ من التعظيم ، ويدلّ عليه وجوه :الاَول : قوله تعالى : ( إلاّ المودَّةَ في القُربَى ) .الثاني : لاشك أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبّ فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها » وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يحبّ علياً والحسن والحسين، واذا ثبت ذلك وجب على كلّ الاَمة مثله، لقوله تعالى:( واتَّبعُوهُ لَعلَّكُم تَهتَدُونَ) (8)، ولقوله : ( فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفُونَ عَن أمرِهِ ) (9).الثالث:إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جُعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة، وهوقوله : «اللهم ّصلِّ على محمد وآل محمد وهذا التعظيم لم يوجد في حق غيرالآل، فكلّ ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب.وقال الشافعي:
يا راكباً قف بالمُحصّب من منى * واهتف بساكن خِيفها والناهضِسَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى منى * فيضاً كما نَظم الفراتِ الفائضِ
إن كان رفضاً حبّ آل محمدٍ * فليشهد الثقلان أني رافضي (10)
وأشار الشافعي إلى نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام بقوله :يا أهل بيت رسول الله حبكم فرضٌ* من الله في القرآن أنزله (11)
ما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في هذه الآية :احتجّ أئمة الهدى المعصومون عليهم السلام بهذه الآية على فرض مودتهم ووجوب محبتهم وحقّهم على كلِّ مسلم ، فقد روى زادان عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ، أنّه قال : « فينا في آل حم آية ، لا يحفظ مودتنا إلاّ كل مؤمن » ثم قرأ : ( قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ) (12).وإلى هذا أشار الكميت الاَسدي بقوله :
وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منّا تقي ومعرب (13)
وروي عن الاِمام زين العابدين عليه السلام أنّه قال : خطب الحسن بن علي عليه السلام الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « ... وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى : (قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ومَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَّزِد لهُ فِيه حُسناً ) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت » (14).وأخرج ابن جرير عن أبي الديلم ، أنّه قال : لمّا جيء بعلي بن الحسين عليه السلام أسيراً ، فأُقيم على درج دمشق ، قام رجلٌ من أهل الشام ، فقال : الحمد لله الذي قتلكم وأستأصلكم وقطع قرني الفتنة .فقال له علي بن الحسين عليه السلام : « أقرأت القرآن ؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم ، قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم . قال : ما قرأت : ( قُل لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربَى ) ؟ قال : وانكم لاَنتم هم ؟ قال : نعم »(15) .وروى اسماعيل بن عبدالخالق عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث ـ قال : سمعته عليه السلام يقول لاَبي جعفر الاَحول : « ما يقول أهل البصرة في هذه الآية ( قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ) ؟ فقال : جعلت فداك ، انهم يقولون : إنّها لاَقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال : كذبوا إنّما نزلت فينا خاصة ، في أهل البيت ، في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء » (16).
على وجود النص آية المودة وأن المراد من القربى هو أقرباء النبي وأهل بيته باتفاق المسلمين، وقد نزلت في الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام). وأن مودتهم هي التسليم لهم بالإمامة دون غيرهم وذلك بمقتضى البرهان التالي:إن مودة أهل البيت واجبة بمقتضى الآية الكريمة وكل من وجبت مودته وجبت طاعته بمقتضى قوله تعالى: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني...)، وعلى هذا نقول: إذا ثبت وجوب المودة، ثبت وجود الطاعة، ومن وجبت طاعته وجبت إمامته، فيتكون عندنا البرهان التالي، وهو قياس من الشكل الأول:من وجبت مودته وجبت طاعتهوكل من وجبت طاعته وجبت إمامتهفالنتيجة:من وجبت مودته وجبت إمامتهفيتعين إمامة أهل البيت (عليهم السلام).أما دليل الصغرى فقوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). وأما دليل الكبرى فقوله تعالى: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني...).وهذا القياس منتج، لأن شروط الشكل الأول متوفرة فيه، وهي إيجاب الصغرى وكلية الكبرى.(17)
آية (وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ) :-----------------------{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}.(18)[الإسراء : 26]
فقال شرف الدين في كتابه النص والاجتهاد :
{ إن الله عزَّ سلطانه لما فتح لعبده وخاتم رسله( صلى الله عليه وآله ) حصون خيبر ، قذف الله االرعب في قلوب أهل فَدَك ، فنزلوا على حكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله )صاغرين}.
فصالحوه على نصف أرضهم - وقيل : صالحوه على جميعها - فقبل ذلك منهم ، فكان ننصف فَدَك مُلكاً خالصاً لرسول الله ( صلى الله عليه وآله) ، إذ لم يوجف المسلمون عليها بِخَيلٍ ولا رِكَاب .
وهذا مما أجمعت الأمّةُ عليه ، بلا كلام لأحدٍ منها في شيء منه.
(فعندما أنزل الله عزَّ وجلَّ قوله : ( وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ) .
أنحلَ فاطمةَ فدكاً ، فكانت - فَدَك - في يدها - للزهراء ( عليها السلام ) - حتى انتُزِعَتْ منها غَصباً في عهد أبي بكر .
وأخرج الطبرسي في مجمع البيان عند تفسيره لهذه الآية فقال : المُحَدِّثون الأَثبَاث رَوَوا بالإِسناد إلى أبي سعيد الخدري أنه قال : لما نزل قوله تعالى : (وَآَتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ) وأعطى رسولُ الله فاطمة فدكاً ، وتجد ثَمَّةَ هذا الحديث مِمَّا ألزم المأمون بِرَدِّ فَدَك على وُلد فاطمة (عليها وعليهم السلام).
ونضيف ورد في وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي (أعلى الله مقامه).(19)وعن علي بن محمد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا أظنه السياري، عن علي ابن أسباط، عن أبي الحسن موسى عليه السلام - في حديث- قال: إن الله لما فتح على نبيه فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على نبيه: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾ (20) فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله من هم فراجع في ذلك جبرئيل، وراجع جبرئيل ربه، فأوحى الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة - إلى أن قال: - حد منها جبل أحد وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، وحد منها دومة الجندل(20)، قيل له: كل هذا؟ قال: نعم إن هذا كله مما لم يوجف أهله على رسول الله صلى الله عليه وآله بخيل ولا ركاب، محمد بن الحسن بإسناده عن السياري نحوه إلا أنه ترك ذكر الحدود.(21)
ولنأتي نورد المصادر حول أنها تخص الزهراء(عليها السلام) ,انها امر من الله في أن الرسول(ص) قد نحل فدكاً لأبنته وبالجمة المقنعة والتيؤ ينكرها الكثير من المخالفين ولايقرون بها.
أبو يعلى الموصلي - مسند أبي يعلى - ومن مسند أبي سعيد الخدري
1037 ـ قرأت على الحسين بن يزيد الطحان هذا الحديث فقال : هو ما قرأت على سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : لما نزلت هذه الآية وآت ذا القربى حقه دعا النبي (ص) فاطمة وأعطاها فدك.
إبن حجر - المطالب العالية - كتاب التفسير3081 ـ وقال أبو يعلى : قرأت على الحسين بن يزيد الطحان قال : هذا ما قرأت على سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة ، وأعطاها فدكا.
البيهقي - السنن الكبرى - كتاب قسم الفيئ والغنيمة11940 ـ أخبرنا أبو علي الروذباري , أنا محمد بن بكر , ثنا أبو داود , ثنا عبد الله بن الجراح , ثنا جرير , عن المغيرة قال : جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان حين استخلف فقال : إن رسول الله (ص) كانت له فدك ، وكان ينفق منها ويعود منها على صغير بني هاشم ، ويزوج فيه أيمهم وإن فاطمة ( ر ) سألته أن يجعلها لها ، فأبى ، فكانت كذلك في حياة رسول الله (ص) حتى مضى لسبيله ، فلما ولي أبو بكر ( ر ) عمل فيها بما عمل النبي (ص) في حياته ، حتى مضى لسبيله ، فلما ولي عمر ( ر ) عمل فيها بمثل ما عملا حتى مضى لسبيله ، ثم أقطعها مروان , ثم صارت لعمر بن عبد العزيز ، قال : عمر بن عبد العزيز : فرأيت أمرا منعه رسول الله (ص) فاطمة ليس لي بحق ، وأنا أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت ، يعني على عهد رسول الله (ص) . قال الشيخ : إنما أقطع مروان فدكا في أيام عثمان بن عفان ( ر ) ، وكأنه تأول في ذلك ما روي عن رسول الله (ص) : إذا أطعم الله نبيا طعمة فهي للذي يقوم من بعده ، وكان مستغنيا عنها بماله فجعلها لأقربائه , ووصل بها رحمهم , وكذلك تأويله عند كثير من أهل العلم . وذهب آخرون إلى أن المراد بذلك التولية وقطع جريان الإرث فيه , ثم تصرف في مصالح المسلمين , كما كان أبو بكر وعمر ( ر ) يفعلان ، وكما رآه عمر بن عبد العزيز حين رد الأمر في فدك إلى ما كان . واحتج من ذهب إلى هذا بما روينا في حديث الزهري ، وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر بن الخطاب ( ر ) وقال : هما صدقة رسول الله (ص) ، كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه ، وأمرهما إلى ولي الأمر ، فهما على ذلك إلى الآن.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 440 )471 ـ أخبرنا زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه قال : أخبرنا محمد بن الحسين بن النخاس ببغداد قال : حدثنا عبد الله بن زيدان ، قال : حدثنا أبو كريب قال : حدثنا معاوية بن هشام القصار ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية : عن أبي سعيد قال : لما نزلت وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدكا .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 441 )
472 ـ أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه في الجامع من أصل سماعه قال : أخبرنا أبو الفضل الطوسي قال : أخبرنا أبو بكر العامري قال : أخبرنا هارون بن عيسى قال : أخبرنا بكار بن محمد بن شعبة ، قال : حدثني أبي قال : حدثني بكر بن الاعتق عن عطية العوفي : عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت على رسول الله : وآت ذا القربى حقه دعا فاطمة فأعطاها فدكا والعوالي وقال : هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 442 )
473 ـ حدثنى أبو الحسن الفارسي قال : حدثنا الحسين بن محمد الماسرجسي قال : حدثنا جعفر بن سهل ببغداد ، قال : حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمي عن أبيه ، عن أبان بن تغلب : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله فاطمة (ع) فأعطاها فدكا .
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 443 )
ورواه أيضا في فضائل فاطمة في أوائل الجزء السادس تحت الرقم : ( 674 ) من كتاب المناقب الورق قال : حدثنا عثمان بن محمد الالثلغ قال : حدثنا جعفر بن مسلم قال : حدثنا يحي بن الحسن قال : حدثنا أبان بن أبان بن تغلب عن أبي مريم الانصاري عن أبان بن تغلب : عن جعفر بن محمد قال : لما نزلت هذه الآية : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله (ص) فاطمة فأعطاها فدك . قال أبان بن تغلب : قلت لجعفر بن محمد : من رسول الله أعطاها ؟ قال : بل [ من ] الله أعطاها .
- ورواه أيضا الثعلبي كما في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج 2 ص 415 . وورد أيضا عن إبن عباس ، قال السيوطي في تفسير الآية الكريمة من تفسير الدر المنثور : وأخرج إبن مردويه عن إبن عباس قال : لما نزلت :وآت ذا القربى حقه أقطع رسول الله (ص) فاطمة (ع) فدكا.
- وقال علي بن طاووس رحمه الله : وقد روى محمد بن العباس المعروف بابن الحجام حديث فدك عن عشرين طريقا ونذكر منها طريقا واحدا بلفظه قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وإبراهيم بن خلف الدوري وعبد الله بن سليمان إبن الاشعث ومحمد بن القاسم بن زكريا ، قالوا : حدثنا عباد بن يعقوب قال : أخبرنا علي بن عابس وحدثنا جعفر بن محمد الحسيني قال : حدثنا علي بن المنذر الطريقي قال : حدثنا علي بن عابس قال : حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي : عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت : وآت ذا القربى حقه دعا رسول الله فاطمة وأعطاها فدكا .
أليست هذه دلائل كافية على غصب حق الزهراء(ع) في فدك والتي أعطاها رسول الله(ص) لها نحلة وأنة ما قاله أبو بكر من حديث رسول الله هو حديث مختلق ولايوجد سند عليه ؟
وأنه عند البحث في صحاحهم لا يوجد مثل هذا الحديث المختلق من أبو بكر بان الأنبياء لا يوروثون وانه كان بتخطيط ودفع من قبله ومن قبل الخليفة الثاني عمر والتي سوف نمر عليها ونشرح سبب غصب حق الزهراء0‘) في فدك .
ونترك ذلك وكما قلنا سابقاً للمحكمة الآلهية والتي هي من تقرر ذلك!!!!.
ونتيجة لأننا بدأنا في الدخول في صلب بحثنا نحتاج إلى شيء من التأني والتمحيص وبروية لكي نعطي الموضوع حقه من كل الجوانب حتى نقيم الحجة وبالدليل القاطع وفي جزئنا القادم نستكمل هذه السيرة العظيمة لسيدتي ومولاتي الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) أن شاء الله أن كان لنا في العمر بقية.
والسلام عليكم ورحمة والله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ نهج البلاغة ، محمد عبدة والشريف المرتضى
2 ـ ربيع الأبرار ، الزمخشري 3 / 551 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 1 / 111 ، تذكرة الخواص ، سبط بن الجوزي 202 طبعة النجف .
2 ـ تاريخ الطبري 2 / 227 ، سيرة ابن كثير 2 / 602 ، البداية والنهاية 4 / 265 .
4 ـ [الصف : 8]
5 ـ [الشورى : 23]
6 ـ موقع الميزان موسوعة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت محم صلوات الله عليهماز آية المودة
http://www.mezan.net/mawsouat/fatima/quran/sh23.html
7 ـ الدر المنثور | السيوطي 6 : 7 ، وروي الحديث أيضاً في : فضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 669 | 1141 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 172 . وشواهد التنزيل | الحسكاني 2 : 130 من عدّة طرق . والصواعق المحرقة | ابن حجر : 170 . وتفسير الرازي 27 : 166 . ومجمع الزوائد | الهيثمي 9 : 168 . والكشاف | الزمخشري 4 : 219 . وذخائر العقبى | المحب الطبري : 25 . وإسعاف الراغبين | الصبان : 113 . وسائر كتب المناقب والتفاسير . وراجع كتاب التشيع | السيد الغريفي : 215 ـ 216 .
8 ـ سورة الاعراف : 7 | 158 .9 ـ سورة النور : 24 | 63 .
10 ـ تفسير الرازي : 27 | 166 .11 ـ الصواعق المحرقة | ابن حجر : 148 ـ 175 . وشرح المواهب | الزرقاني 7 : 7 . والاتحاف بحب الاشراف | الشبراوي : 83 ، المطبعة الاَدبية ـ مصر . واسعاف الراغبين| الصبان : 119 .
12 ـ مجمع الزوائد 9 : 146 . وتاريخ اصبهان 2 : 165 . وكنز العمال 2 : 290 | 4030 أخرجه عن ابن مردويه وابن عساكر . والصواعق المحرقة : 170 . وشواهد التنزيل 2 : 205 | 838 . ومجمع البيان 9 : 43 .13 ـ من قصيدة الكميت البائية من الهاشميات .
14 ـ المستدرك على الصحيحين 3 : 172 . ومجمع الزوائد 9 : 146 . والصواعق المحرقة : 170 . والفصول المهمة | ابن الصباغ المالكي : 166 . وذخائر العقبى : 138 . وشرح ابن أبي الحديد 16 : 30 .15 ـ تفسير الطبري 25 : 16 . والبحر المحيط | أبو حيان 7 : 516 . والصواعق المحرقة : 170 . وشرح المواهب 7 : 20 . وروح المعاني | الآلوسي 25 : 31 ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت .16 ـ الكافي 8 : 79 | 66 . وقرب الاسناد | أبو العباس الحميري : 128 | 450 ، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث ـ قم ط2 .
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/m2.html
17 ـ موقع قادتنا كيف نعرفهم. وفيه شرح كامل عن هذه الآية وبالمصادر السنية لمن يرغب الرجوع إليه.
http://qadatona.org/عربي/المقالات/104
18- ج 9 - ص 525 19- الاسراء/26.20- دومة الجندل: حصن وقرى بين الشام والمدينة (معجم البلدان 2: 487).21- التهذيب 4: 148 / 414.
https://telegram.me/buratha