أعلن الكرملين أن إرسال الدول الغربية مدربين وخبراء عسكريين إلى أوكرانيا قد يؤدي إلى زعزعة الوضع، نظرا لاستمرار النزاع الداخلي الأوكراني ووجود مشاكل تعرقل تطبيق اتفاقات مينسك.
وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي الجمعة 17 أبريل/نيسان "وجود مدربين وخبراء وعسكريين من دول أجنبية (في أوكرانيا) لا يساهم على الإطلاق في تسوية النزاع، ولا في توفير الجو الملائم لتطبيق اتفاقات (مينسك)، بل على العكس، يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الوضع بشكل كبير".
وجاءت تصريح بيسكوف تعليقا على وصول 300 مدرب من عناصر اللواء 173 للإنزال المظلي الأمريكي إلى أوكرانيا للمشاركة في تدريب الجيش الأوكراني.
وكتب السفير الأمريكي لدى كييف جيفري بايت على صفحته في موقع "تويتر": "وصل عناصر من اللواء 173 للإنزال المظلي الأمريكي إلى أوكرانيا، حيث سيدربون عسكريين أوكرانيين".
يذكر أن الناطق الصحفي باسم البنتاغون العقيد ستيف وورن قد ذكر أن المدربين الأمريكيين المعنيين بتدريب عناصر الحرس الوطني الأوكراني، سيصلون إلى أوكرانيا في أبريل/نيسان، موضحا أنهم عناصر من اللواء 173 المرابط في مدينة فيتشنزا شمالي إيطاليا.
من جهته قال المتحدث باسم دائرة التخطيط والعمليات لقيادة القوات البرية الأمريكية في أوروبا دونالد رين لمراسل وكالة "تاس" إن المدربين العسكريين الأمريكيين سيبدأون بتدريب وحدات الحرس الوطني الأوكراني اعتبارا من يوم الثلاثاء 21 أبريل/نيسان. وحسب قوله، ستمضي وزارة الدفاع الأمريكية إلى الأمام لتحقيق خطط تأمين تدريب الحرس الوطني الأوكراني.
وستجري التدريبات في ميدان يافوريف بمقاطعة لفوف غرب أوكرانيا.
كما أُعلن قبل أيام أن كندا سترسل إلى أوكرانيا قرابة 200 عسكري للمشاركة في تدريب الجيش الأوكراني.
وقال أندريه ليسينكو، المتحدث باسم العملية العسكرية التي تجريها كييف في شرق البلاد إن العسكريين الكنديين سيشرفون على تدريب الجيش الأوكراني حتى أواخر مارس/آذار عام 2017.
أما بريطانيا التي تعهدت أيضا بدعم الجيش الأوكراني، فكانت قد أرسلت 35 عسكريا إلى أوكرانيا، يشرفون على عمليات التدريب في مدينة نيقولايف بجنوب البلاد، وذلك في إطار مهمة ستستغرق قرابة شهرين.
بدورها تعهدت بولندا بالانضمام لجهود تدريب القوات الأوكرانية في إطار فعاليات عسكرية لحلف الناتو.
الخارجية الروسية: ننظر لإرسال واشنطن مظلييها لأوكرانيا كبداية لتوريد السلاحأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن إرسال مظليين أمريكيين إلى أوكرانيا يمكن أن يعتبر خطوة أولى نحو توريد سلاح أمريكي حديث إلى كييف.
وقال الناطق: "كما هو معلوم يدخل في إطار برنامج التدريب تعليم إجادة استخدام السلاح والمعدات على النموذج الغربي، وهذا يمكن اعتباره خطوة أولى لتوريد الأسلحة الأمريكية الحديثة إلى أوكرانيا التي يتوق للحصول عليها "حزب الحرب" في كييف، وتشجيع واشنطن لخطط الحزب الانتقامية يهدد بتجديد سفك الدم الجماعي في البلد الجار لنا".
وأشار لوكاشيفيتش إلى أن المعلومات حول وصول 290 عنصرا من اللواء 173 للإنزال المظلي الأمريكي المرابط في إيطاليا إلى المركز التدريبي يافوروفسكي بمقاطعة لفوف غرب أوكرانيا "لا يمكن أن يثير لنا إلا قلقا... ومن الواضح أن الجنود الأمريكيين في الأراضي الأوكرانية لن يجلبوا السلام إليها".
وأضاف أن المظليين الأمريكيين مع نظرائهم البريطانيين المتواجدين حاليا في أوكرانيا والمدربين الكنديين، يعتزمون الذهاب إلى هناك، لتدريب مقاتلي ما يسمى بـ"الحرس الوطني" وهنا يبرز السؤال: هل يدركون في واشنطن ولندن وأوتاوا عمن يجري الحديث؟ " هؤلاء الذين في واقع الأمر هم أنفسهم القوميون المتطرفون من كتائب المتطوعين الذين يضعون على بزاتهم العسكرية الإشارات النازية والذين لطخوا أنفسهم بدماء النساء والأطفال وكبار السن خلال عملياتهم في أحياء دونباس. على ماذا سيدربهم المدربون العسكريون الغربيون؟ سيدربونهم ليستمروا في قتل من يتكلم بالروسية؟ ".
وأكد أن إرسال هؤلاء الجنود يتعارض وبشكل مباشر مع اتفاقات مينسك التي تدعمها الإدارة الأمريكية شفويا وتفشلها عمليا.
وقال إن هذه الإجراءات للولايات المتحدة تتعارض بشكل مباشر مع اتفاقات مينسك التي تم التوصل إليها في 12 فبراير/شباط الماضي ووقعت عليها السلطات في كييف "وكما نفهم فإن واشنطن رحبت، وهكذا تظهر جليا مخالفة كييف للالتزامات التي قطعتها على نفسها، أما إدارة باراك أوباما التي تدعم شفويا تسوية الأزمة الأوكرانية فهي تعزز فشل اتفاقات مينسك عمليا".
الخارجية الروسية: الاتهامات حول تواجد جنود روس في دونباس محاولة لصرف الأنظار عن المظليين الأمريكيين بمقاطعة لفوف
وذكر لوكاشيفيتش أن الولايات المتحدة تحاول صرف الأنظار عن نشرها عسكريين تابعين لها في أوكرانيا بادعاءات حول تواجد مزعوم لـ"قوات روسية" في الدونباس، مشيرا إلى أن أحدا لم يثبت وجودها في المنطقة على عكس المظليين الأمريكيين في مقاطعة لفوف.
ويذكر أن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف كانت قد زعمت يوم الجمعة بوجود عدد كبير من العسكريين الروس في شرق أوكرانيا.
موسكو تصر على سحب كافة التشكيلات المسلحة الأجنبية من أراضي أوكرانياأعربت موسكو مرارا عن قلقها إزاء نية بعض الدول الغربية تقديم الدعم العسكري لكييف، بما في ذلك تدريب عناصر الجيش الأوكراني.
وتعتبر موسكو أن مثل هذه التحركات قد تقوض اتفاقات مينسك التي تنص على صراحة سحب كافة التشكيلات العسكرية الأجنبية وجميع المرتزقة من أراضي أوكرانيا تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وعلى نزع أسلحة كافة التشكيلات المسلحة غير الشرعية.
وتصر موسكو على ضرورة أن يطبق طرفا النزاع هذه الاتفاقات بكامل بنودها وتدعو القوى الغربية ذات التأثير على كييف إلى العمل مع روسيا لكبح محاولات خرق الهدنة الهشة في أوكرانيا ودعم جهود التسوية السلمية التي تقودها "رباعية النورماندي" والامتناع عن دعم طرف على حساب آخر.
كان غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي قال الأسبوع الماضي: "نحن على علم بقرب وصول المئات من العسكريين الأمريكيين وقوات الناتو إلى أوكرانيا، حيث سيدربون الحرس الوطني. ويتم إنشاء معسكرات تدريب ليس في غرب البلاد فحسب، بل وفي مناطق أخرى. إنها عملية خطيرة".
وشدد قائلا: "إننا سنصر على رحيل كافة التشكيلات المسلحة الأجنبية وغير الشرعية من أوكرانيا".
25/5/150418
https://telegram.me/buratha