نجحت الشرطة الاسترالية في اقتحام مقهى في سيدني حيث يحتجز مسلح رهائن، وقامت الشرطة بتحرير الرهائن الذين لم يتبين عددهم بعد نحو 16 ساعة من الاحتجاز، فيما ألقي القبض على المتهم الذي أفادت أنباء بأنه لاجئ إيراني أفرج عنه بكفالة بسبب ارتكابه سلسلة من أعمال العنف.
وقد وصف محامي اللاجئ الإيراني الذي يسمى مان هارون مونيس بأن موكله شخص انعزالي وبالتالي يرجح أن يكون قد تصرف من تلقاء نفسه.
وحصل مونيس على اللجوء السياسي في أستراليا بعد مغادرته بلده إيران.
وكانت الشرطة قالت في وقت سابق (أي قبل التعرف على اللاجئ الإيراني) إنها تتفاوض مع رجل مسلح بعد ساعات من احتجازه عددا من الأشخاص رهائن في مقهى في وسط سيدني.
وكان مسلح قد احتجز الاثنين عددا غير محدد من الرهائن في مقهى في سيدني حيث رفع علم اسلامي اسود على احدى النوافذ، لكن خمسة رهائن تمكنوا من الخروج من المكان في وسط المدينة.
واغلقت السلطات ساحة مارتن في حي الاعمال المركزي بالمدينة وعمد عدد كبير من عناصر الشرطة الى تطويق "مقهى لينت".
واظهرت مشاهد احد الاعلام التي تستخدمها الحركات الاسلامية رفعه رهائن على احدى نوافذ المقهى.
وبعد حوالى ست ساعات على بدء عملية الاحتجاز خرج ثلاثة رهائن رجال، تلتهم امراتان، من المقهى بحسب الشرطة وصحافي فرانس برس. واعلنت الشرطة انه ليس هناك ما يشير الى اصابة اي كان في الوقت الحاضر، فيما لم يكن واضحا ان فر هؤلاء الرهائن ام افرج عنهم.
واعلن رئيس شرطة ولاية نيو ساوث ويلز اندرو سيبيوني وجود مسلح واحد، مضيفا ان قوى الامن لا تعلم بالضبط اي وضع تتعامل معه. وقال "ما زلنا نجهل ان كان حدثا مرتبطا بالارهاب".
وقالت مساعدته كاثرين بورن ان عدد الرهائن اقل من 30.
وكانت استراليا التي تشارك الى حانب الولايات المتحدة في الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، رفعت في ايلول/سبتمبر مستوى الانذار من الخطر الارهابي الى حال الانذار القصوى ولا سيما حيال خطر المقاتلين الجهاديي العائدين من القتال في سوريا والعراق.
وتم ابلاغ الرئيس الاميركي باراك اوباما بالوضع وفق ما اعلنت ليزا موناكو مستشارة اوباما لشؤون الارهاب في واشنطن.
وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية نيو ساوث ويلز مايك بيرد والاحتياطي الفدرالي الاسترالي اضافة الى مصرف وستباك ومصرف الكومنولث.
ودعا رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت الى اجتماع للجنة الامن القومي التي تضم اعضاء الحكومة ومستشارين مكلفين القضايا الامنية لمواجهة الوضع.
والمح الى ان هناك شخصا واحدا يحتجز الرهائن وقال "لا نعلم دوافع المنفذ. لا نعلم اذا كان يتصرف لدواع سياسية ولكن بالتاكيد هناك عناصر في هذا الاتجاه".
واضاف ابوت ان "هدف العنف السياسي هو اخافة الناس. ان استراليا مجتمع مسالم ومنفتح وسخي. لا شيء ينبغي ان يغير ذلك ولهذا السبب اطلب من الاستراليين ان ينصرفوا الى اعمالهم الاعتيادية".
وقال باتريك بيرن المنتج في تلفزيون "القناة السابعة" التي يقع مقرها قبالة المقهى ان موظفي القناة شاهدوا بانفسهم عملية احتجاز الرهائن.
واضاف "اسرعنا الى النافذة وشاهدنا اشخاصا في حالة صدمة يضعون ايديهم المرفوعة على نوافذ المقهى".
واغلق الكثير من متاجر الحي ابوابه، وخلت الشوارع المكتظة عادة بالمارة. وصرحت ريبيكا كورتني المقيمة فيه "من المحزن التفكير ان هذا يحصل عندنا، وانه قد يحصل في اي مكان".
ووقعت هذه الحوادث بعد دقائق من اعلان الشرطة اعتقال شاب (25 عاما) في سيدني بتهمة الارهاب في اطار تحقيقات مستمرة عن خطط لشن هجوم داخل الاراضي الاسترالية. لكن رئيس شرطة ساوث نيو ويلز اعتبر ان القضيتين غير مرتبطتين.
وتزامنا، اعلنت الشرطة الاسترالية انها تنفذ عملية اثر "حادث" وقع في دار اوبرا سيدني التي تم اخلاؤها، من دون ان توضح ما اذا كانت على صلة بحادث احتجاز الرهائن.
ويقاتل اكثر من سبعين استراليا في صفوف الجهاديين في العراق وسوريا. وقتل عشرون على الاقل من هؤلاء مع تصاعد المخاوف من تطرف عدد متزايد من الشبان وامكان شنهم هجمات لدى عودتهم الى بلادهم.
وكانت السلطات نفذت في ايلول/سبتمبر عدة عمليات لافشال مخطط لجهاديي تنظيم الدولة الاسلامية يرمي الى ارتكاب اعمال قتل للتخويف و لاسيما اعدامات علنية بقطع الراس.
وفي اواخر تشرين الاول/اكتوبر شددت استراليا تشريعاتها لمكافحة الارهاب فمنعت بشكل خاص اي سفر بلا سبب موجب الى دول تعتبر بؤرا للارهاب الدولي.
https://telegram.me/buratha