حذّر آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي "كل من يسعى إلى ضرب الجمهورية الاسلامية الايرانية بتوجيه صفعة قوية له"، مؤكداً أن "إيران استطاعت أن تهزم الادارة الامريكية في كلّ مؤامراتها".
"ايد الامريكية واضحة في الثورات الملوّنة التي شهدها عدد من الدول"
وفي خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لرحيل الامام الخميني (قد) أمام ملايين الايرانيين، قال سماحته إن "الاغبياء الذي يقومون باسم الاسلام بتكفير الآخرين نعتبرهم مغرّر بهم وهم ليسوا عدوّنا الاصلي"، ودعا الى معرفة الصديق والعدو والى التمييز بين الاعداء الفرعيين والاصليين"، وأضاف "التحدي الداخلي للشعب الايراني ألّا نضيّع البوصلة وهذا أكبر خطر لنا.. الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقوم بهجوم عسكري، الامريكيون أدركوا أن الهجوم العسكري يؤثر كثيراً عليهم وهم انصرفوا عنه وبدأوا بالبحث عن سبل جديدة.. إن اليد الامريكية واضحة في الثورات الملوّنة التي شهدها عدد من الدول"، وتابع "الامريكيون يشكّلون ويفعّلون المجاميع الارهابية في أفغانستان والعراق ودول أخرى وهم ضربوا علماءنا".
"إيران استطاعت أن تهزم الادارة الامريكية في كلّ مؤامراتها"
واعتبر الامام الخامنئي أن "أي نظام لا يرضخ للادارة الامريكية تسعى واشنطن الى بثّ الفرقة فيه على مستوى المسؤولين"، مشدّداً على أن "إيران استطاعت أن تهزم الادارة الامريكية في كلّ مؤامراتها"، ونبّه الى أن الاوروبيين وقعوا في خطأ استراتيجي مهمّ ووضعوا أنفسهم في خدمة المصالح الامريكية، كما أن السياسة الامريكية لن ترعى وتهتم بمصالح الاوروبيين".
وأردف الامام الخامنئي :"السياسة الامريكية تطرح مصالح مشتركة على بعض الدول لكنها اذا وجدت فرصة فإنها تضربها.. الولايات المتحدة تقدّم الدعم الكامل للدول المطيعة لها، وهي قدّمت الدعم الكامل لصدام حسين لأنه كان ضدّ الجمهورية الاسلامية"، ورأى أن "الدول التي ليس فيها انتخابات ولا تعبير حر هي أنظمة شمولية".
وقال سماحته إن "أمريكا تحاول أن تقسّم الدول والتيارات في العالم، وتريد أن تقسم الدول الى مطيعين لإدارتها، كذلك تريد من الدول التي لا ترضخ لها مداراتها والحصول على مصالح مشتركة معها ".
"خلال 35 عاماً من انتصار الثورة أجرينا 32 عملية انتخابية عامة في هذا البلد"
من جهة ثانية، تحدّث الامام الخامنئي عن فكر الامام الخميني (قده) وإنجازات الثورة الاسلامية التي قادها، فأوضح أنه "خلال 35 عاماً من انتصار التورة الاسلامية في ايران أجرينا 32 عملية انتخابية عامة في هذا البلد"، مضيفاً "من أجل استمرار حركتنا علينا أن نعلم خارطة الطريق التي وضعها الامام الخميني، والتي لم تكن عادية وهو كان مؤيداً من الله تعالى"، وشرح أن "المبادرة الاساسية التي قام بها الامام الخميني هي بناء نظام سياسي مدني على أساس العقلية الاسلامية"، وتابع "الامام الخميني قام باقتلاع خصوصية النظام الملكي الذي كان حاكماً قبل انتصار الثورة، ولم يتخذ الانتخابات من الثقافة الغربية ومزجها بالفكر الاسلامي، بل إن الانتخابات لو لم تكن جزءاً من الشريعة الاسلامية لما تقيّد بها الامام الراحل.. الانتخابات هي جزء من ديننا وشريعتنا الاسلامية، والاسلام يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية والقيم الروحية، ولا معنى للقهر والغلبة في مدرسة الامام الخميني الذي أوصى الايرانيين بألّا ينسوا إعانة المظلوم في فلسطين".
الانتخابات جزء من ديننا وشريعتنا الاسلامية
واعتبر سماحته أن "الحرية والاستقلال والعدالة هي من أساسيات تحقيق المجتمع"، مؤكداً أنه "لا يمكن لقوة أن تصل الى السلطة عبر التزوير، وكل من يقف في وجه إرادة الشعب فهذا يعني أنه يخوض الفتنة.. علينا أن نمدّ يد العون للمظلومين ولا سيّما في القضية الفلسطينية".
"الشعب الايراني سيصل الى القمة"
واذ شدّد على أن "الشعب الايراني سيصل الى القمة"، أشار الى أن "الحكومة الايرانية لم ترضخ لضغوط الاعداء بل تطوّرت والجمهورية الاسلامية استطاعت أن تصمد أمام كل الحملات والهجوم والعداء العنيف ضدّها، وتمكّنت من أن تتفوّق وتتطور.. الثورة الاسلامية واجهت الحالات العدائية من قبل القوى الاستكبارية والمحاولات العسكرية والاعلامية وفرض الحصار الذي بدأ منذ انتصارها".
وأوضح أن "نظرية ولاية الفقيه هي من القضايا التي تهتمّ بها المحافل الفكرية في العالم الاسلامي، وأن من الاخطاء الاستراتيجية ضرب الصحوة الاسلامية في منطقتنا"، لافتاً الى أن "الصحوة الاسلامية قد تتعرّض في جزء من عالمنا الاسلامي للاضطهاد لكن لا يمكن اقتلاع جذورها وهي ستنتشر في الدول المختلفة والاجيال الشابة المسلمة في المنطقة".
24/5/140605
https://telegram.me/buratha