فرّقت الشرطة التركية مئات الطلاب الذين كانوا يتظاهرون في أنقرة ضد حكومة رجب طيب اردوغان التي يحملونها مسؤولية حادث انفجار منجم في بلدة سوما غربي تركيا.
وتوجهت مجموعة تضم نحو 800 متظاهر من حرم جامعي في أنقرة نحو وزارة الطاقة الواقعة في المنطقة نفسها تنديدا بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، حيث هاجمتها عناصر الشرطة التركية بقنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوفها. كما شهدت عدة مدن تركية تظاهرات مماثلة.
من جهته أصدر أردوغان أمرا عاجلا بفتح تحقيق في حادث انفجار المنجم، الذي أسفر حسب قوله عن مقتل 238 شخصا، واحتجاز 120 عاملا اخرين تحت الارض. وأعلن أردوغان اثر تفقده موقع المنجم في بلدة سوما (محافظة مانيسا) الحداد العام 3 أيام على أرواح ضحايا الانفجار، رافضاً اي مسؤولية لحكومته التي وصلت الى السلطة في 2002 والمتهمة بالإهمال في هذه المأساة، مؤكدا ان "حوادث العمل تقع في كل مكان في العالم".
بدوره، قال وزير الطاقة التركي، تانر يلديز، إن 787 عاملا كانوا داخل منجم الفحم وقت الانفجار، مرجحاً ارتفاع عدد القتلى مع بقاء مئات العمال المحاصرين.
وتتخوف السلطات من ارتفاع حصيلة القتلى نظراً لأن العمال محتجزون على عمق نحو كيلومترين تحت سطح الأرض وعلى بعد نحو أربعة كيلومترات من مدخل المنجم الذي اندلعت فيه النيران عقب الانفجار.
وكان المسعفون يحاولون ضخ الهواء النظيف في المنجم لكي يصلوا إلى المحتجزين، إلا أنهم قالوا إن دخانا كثيفا يعوق تقدمهم، وذلك في وقت ساهمت مروحية في علمية الإنقاذ إلى جانب فرقة من الجيش، وفق وكالة أنباء الأناضول.
واظهرت المعلومات الأولية أن الإنفجار نتج عن عطل في محول للكهرباء ما ادى الى انهيار في المنجم. واعتبرت شركة "سوما كومور" للمناجم في بيان ان الانهيار "حادث مأسوي"، مضيفة أنه "من المؤسف ان عدداً من عمالنا قضوا في هذا الحادث. وقع الحادث رغم اكبر قدر من الاجراءات الامنية و(عمليات) التفتيش لكننا نجحنا في التدخل سريعا".
238 قتيلاً و120 عالقون تحت الأرض بحادث انفجار المنجم
وأوضح وزير العمل والامن الاجتماعي التركي ان المنجم تمت معاينته اخر مرة في 17 اذار/مارس وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه. لكن عدداً من العمال الناجين من شركة "سوما"، التي تدير المنجم، اتهموا الشركة بعدم الالتزام بمعايير السلامة، وقال العامل أوكتاي بيرين: "ليس هناك أي سلامة داخل هذا المنجم (...) النقابات ليست سوى دمى والإدارة لا تفكر إلا في المال".
جدير بالذكر أن هذا الحادث المأساوي هو الأشد في تركيا التي شهدت في الأعوام الماضية سلسلة من حوادث المناجم، التي وقع أسوأها عام 1992 حين أسفر انفجار غاز عن مقتل 263 عاملا في إقليم "زونجولداك" على البحر الأسود، وفي 2010 في الإقليم نفسه حيث قتل 30 شخصاً.
10/5/140515
https://telegram.me/buratha