ثلاثة قتلى واكثر من 100 مصاب في مواجهات مذهبية بين المالكية والأباظية جنوب الجزائر وتظاهرات في العاصمة ضد ترشح بوتفليقة
شهدت العاصمة الجزائرية السبت تظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة، بينما تواصلت المواجهات المذهبية بغرداية في جنوب البلاد لليوم الخامس بين عرب سنة مالكيين وأمازيغ أباظيين وأوقعت ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، بحسب مصدر رسمي.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مدير الصحة في الولاية قوله إن ثلاثة أشخاص قتلوا السبت في المواجهات المذهبية العنيفة الدائرة منذ خمسة أيام في غرداية (600 كيلومتر جنوب الجزائر)، المدينة التاريخية بوابة الصحراء.
وقال المسؤول إن القتلى هم في الثلاثينيات من العمر وقد قضوا جراء إصابتهم بأدوات غير حادة، مشيرا إلى أن هناك شخصا رابعا حاله حرجة بعد إصابته بجروح خطرة في هذه المواجهات المذهبية العنيفة التي دارت بين شبان في غرداية، المدينة المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي.
وبحسب الوكالة فإن اثنين من القتلى فارقا الحياة في مكان المواجهات قرب حي الحاج مسعود، في حين توفي الثالث في المستشفى متأثرا بجروحه. وأضافت أن الشخص الرابع الذي أصيب في هذه المواجهات نقل إلى المستشفى وحاله حرجة
وكان باحمد باباوموسى، عضو لجنة العقلاء التي أنشئت عند اندلاع الأحداث في كانون الأول/ ديسمبر، قال في وقت سابق السبت إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا السبت بينما كانوا يحاولون الدخول عنوة إلى مفوضية للشرطة في غرداية. وتعذر التحقق من هذه الواقعة وحصيلتها من مصدر مستقل.
واندلعت موجة المواجهات العنيفة هذه الثلاثاء بعدما خففت قوات الشرطة انتشارها في المدينة وفي الوقت الذي عادت فيه عائلات من سكان المدينة الميزابيين (الأمازيغ) إلى منازلهم التي تعرضت إلى الحرق في بداية الأحداث في كانون الثاني/يناير.
أنباء عن سقوط أكثر من مئة جريح
ولم يعرف في الحال الحصيلة الإجمالية لهذه المواجهات، ولكن عددا من الشهود أفاد عن أنها أسفرت عن سقوط أكثر من مئة جريح، في حين تحدثت وكالة الأنباء الجزائرية الجمعة عن حوالى 60 جريحا سقطوا في غضون 24 ساعة، بينهم ثمانية "حالهم حرجة" بعدما تعرضوا للحرق بالاسيد.
وكان محمد تونسي، وهو أحد أعيان المدينة، قال في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق السبت إن "مئات الأشخاص ما زالوا يواجهون بعضهم بعضا في حي حاج مسعود" الذي يقطنه سكان من الطائفتين.
وذكر الطبيب إبراهيم باعمارة أن "الفوضى عارمة ومن الصعب جدا التنقل في المدينة".
وتابع "أحصينا مائة جريح منهم خمسة في حالة خطرة (إصابات في العين والرأس وكسور) في حي مليكة فقط. وهؤلاء نقلناهم إلى الجزائر العاصمة بوسائلنا الخاصة. نحن نعالج الجرحى منذ أربعة أيام ليل نهار. من حسن حظنا أننا أربعة أطباء".
وأشار الطبيب إلى "صديق صيدلي (70 سنة) تلقى عبوة مولوتوف في صيدليته في حي حاج مسعود وفي حي الثنية تم إحراق عيادة طبيب نفسي".
ولم يكن بالإمكان الحصول على حصيلة نهائية للمواجهات خلال الخمسة أيام الماضية.
8/5/1403017 تحرير علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha