بسم الله الرحمن الرحيمبيان الشيخ محمد الحسين حول مجزرة يوم الاربعاء الاسود التي ارتكبها الكيان السعودي
ان في كل يوم ترتكب فيه مرتزقة بني سعود جريمة مروعة , والعالم صامت وبكل هدوء يصم أذنيه عما يجري في شبه الجزيرة العربية , ويرفع عقيرته ويثور مقلداً الثور الهائج عند دفاعه عن أرهابيين يستهدفون ويروعون المدنيين ويقتلون العزل في مناطق ساخنة .عالم يسود فيه النفاق والكذب ويشيح بوجهه عن جريمة يرتكبها نظام يلقى جميع أنواع الدعم المادي والمعنوي من الغرب.
لقد قتلت قوات أمن الكيان السعودي وبدم بارد الشاب خالد عبد الكريم اللباد والطفل محمد حبيب المناسف وجرحت عدد من الأبرياء , من خلال هجوم بربري استهدف منزل الشهيد اللباد في بلدة العوامية والذي يدعي الكيان السعودي بانه من ضمن قائمة الـ 23 السيئة الصيت التي اصدرتها وزارة الداخلية.
أدانت لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في شبه الجزيرة العربية هذه الجريمة الغادرة والجبانة , واستنكاراً لها , صرح رئيس اللجنة الشيخ محمد الحسين بهذا الخصوص :
بسم الله الرحمن الرحيمقُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ , النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ , إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ , وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ , وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
مرة أخرى يكشر الوحش السعودي عن أنيابه القذرة ويغرز مخالبه الغادرة في أجساد شباب لم يعرفوا معنى الإرهاب ووحشية الغاب وفنون عصابات الإجرام إلا على أيدي عصابات الغدر والفتك والقتل من بني سعود .
في يوم الأربعاء الأسود ارتكبت عصابات بني سعود مجزرة مروعة بحق عدد من أبناء العوامية الشرفاء راح ضحيتها عدد من الشهداء والجرحى ، حيث تفاجئ أهالي بلدة العوامية الصامدة أن بلدتهم التي تعيش الحذر والترقب بسبب الحصار والمطاردة وعمليات الاغتيال ، قد تحولت إلى ساحة حرب حقيقية قد فتحت عصابات بني سعود نيران حقدها بشكل عشوائي على صدور أبناء البلدة وعلى أبنيتها وبيوتها في مشهد يمثل إرهاب السلطة وحقدها ، حيث يعيد إلى الأذهان سياسة التطهير العرقي والعنصري التي شهدتها فلسطين والبوسنة والهرسك وجنوب أفريقيا وغيرها من البلدان المحكومة من قبل عصابات مجرمة بغطاء الدولة والسلطة .
إن قائمة الثلاثة والعشرين هذه ذريعة اختلقها الكيان السعودي لتصفية الخلص من شبابنا ، وزرع الخوف والرعب في نفوس الناس ، ولثني شباب الحراك المطلبي عن مواصلة مسيرتهم ، وقد غاب عن خلد كيان بني سعود أن لشبابنا إمام لم ير الموت إلا سعادة ولم ير الحياة مع الظالمين إلا برما وذلا وشقاء .
شبابنا وشعبنا المنجب للشهداء يقدمون القرابين تلو القرابين ولسان حالهم يقول : شهداءنا رمز عزتنا وكرامتنا ، شهداءنا رمز قضيتنا ، شهداءنا قادتنا ، شهداءنا تاريخنا وأمجادنا ، شهداءنا مشاعل النور التي تضيء درب مسيرتنا ، شهداءنا هم الروح التي تشحذ هممنا وتشد من أزرنا ، وتضخ الإرادة والتصميم والعزيمة والقوة في نفوسنا وقلوبنا ، سنبقى على العهد أوفياء لدمائهم وللأهداف المقدسة التي ضحوا بأنفسهم من أجلها .
إن كيانا ككيان بني سعود قد امتهن واحترف الكذب والنفاق والخداع والتلون , لا يستحي ولا يخجل أمام كل هذه الحقائق التي ملأت الخافقين وأصبحت مكشوفة للداني والقاصي والتي تثبت عدوانه وارتكابه لعمليات القتل والاغتيال والعقاب الجماعي ومحاصرة البلدات الآمنة وترويع أهلها , أن يدعي مع كل ذلك الوداعة والبراءة وتمثيل دور الضحية واتهام شباب الحراك بصنوف التهم ليتنصل عن مسؤوليته عن كل تلك الممارسات الإجرامية .
مرة أخرى يلبس الجزار ثوب الضحية والمجرم قناع البريء فيرتكب مجزرته بدم بارد بحق الأبرياء من أبناء هذا الوطن في ظل ضوء أخضر من دعاة الحرية والديمقراطية والدفاع عن الشعوب .
لقد أثبت هؤلاء مرة أخرى كذب وزيف ادعاءاتهم ، وكشفوا عن وجههم القبيح ، فالحرية والديمقراطية التي يريدونها إنما هي تحقيق مشاريعهم ومصالحهم ، والاستحواذ والسيطرة والهيمنة على بلاد المسلمين ومقدراتهم .
الحرية في نظرهم تعني الإساءة والتحقير لمقدسات المسلمين والنيل من الساحة المقدسة لنبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم , أما حينما تستباح البلدان ويعتدى على حرية الشعوب وكرامتها وترتكب المجازر بحقها على أيدي حلفائهم الطغاة فتعمى الأعين وتصم الآذان وتنسى شعارات الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحماية الشعوب وحقها في تقرير المصير .
إن المسلمين اليوم بل كل أحرار العالم يواجهون سيفا ذا حدين يتمثل في الغطرسة والاستكبار الغربي من جهة ، واستبداد وطغيان الكيانات الحليفة لهم من جهة أخرى ، ولا خيار أمامنا وأمام هذه الشعوب المقهورة المستضعفة سوى الاعتماد على نفسها وإمكاناتها ومواصلة نضالها ومقاومتها والدفاع عن حقوقها بقوة إرادتها وإيمانها وتوكلها على الله الذي وعدها بالنصر مهما طال الزمن وكبرت التضحيات وازدادت وتيرة الطغيان .
إن الصمت أمام كل هذه الجرائم والدماء الطاهرة التي تستباح ، وأمام كل هذه التجاوزات الخطيرة والممارسات البربرية ، وأمام الاعتداء على الحرمات والبيوت والممتلكات يعتبر جريمة كبرى بحق الدين والوطن أمام الله جل شأنه وأمام التاريخ .
إن الصامت اليوم أمام هذه الحرب المفتوحة من قبل هذا الكيان التي تستهدف الشعب كل الشعب بروحه وعزته وكرامته ودينه ووجوده ، يعتبر بلا شك شريكا للظالم في ظلمه ومتواطئا معه في تآمره وهذا ما أكدت عليه النصوص المتضافرة والصحيحة في السنة الطاهرة .
إن الواجب الشرعي والوطني والأخلاقي يدعونا جميعا علماء ومثقفين ووجهاء وشخصيات بارزة ومؤثرة للوقوف صفا واحدا واتخاذ الموقف الجريء والشجاع الرافض للظلم والقهر الذي لم يستثن أحدا من أقصى البلاد إلى أقصاها .
يومهم الوطني يوم شؤم لهذا الشعب
ها هم في أيام احتفالهم بذكرى يومهم المسمى بالوطني كذبا ونفاقا وكعادتهم ، وكما كان ديدن مؤسس هذا الكيان المقبور عبد العزيز بن سعود يذبحون الأضاحي من أبناء هذا الوطن المستباح ، فهل يعني هذا اليوم شيئا لهذا الشعب وهذا الوطن ؟!.
اليوم الوطني مناسبة كبرى تحتفل بها الشعوب في يوم استقلالها أو يوم انتصار ثورتها أو تأسيس دولتها التي تأسست وفق إرادتها وانطلقت من رحمها .
اليوم الوطني هو يوم يجسد إرادة الشعوب وحاكميتها واستقلالها .
أما نحن فعلى ماذا نحتفل ؟! ، وأي شيء يجمع هذا الشعب ليحتفي ويحتفل من أجله ؟! .
هل نحتفل بذكرى مشؤومة لاحتلال مناطق جغرافية مختلفة أريد لها أن تكون وطنا مصطنعا بقوة الحديد والنار ، وعلى جماجم الآلاف من أبناء هذا الشعب المقهور .
هل نحتفل بذكرى تأسيس وطن مصطنع لا هوية فيه ولا انتماء إلا لعائلة دخيلة على هذا الشعب وعلى دينه وثقافته وأعرافه وترابه جاءت لتنفذ مشاريع الأجنبي على هذه الأرض المقدسة وتكرس سلطة الاستبداد والقمع والاستئثار والهيمنة .
هل نحتفل بصيرورتنا بدعا عن كل شعوب الأرض سعوديين منتسبين لصانع هذا الكيان اللقيط ، وأي فخر وعزة وكرامة لنا بهذا الانتساب والانتماء ؟! ، إنما هو منتهى العبودية والذلة والمهانة والاستخفاف بعزة الإنسان وكرامته .
إذا كان لأحد أن يفخر ويحتفل ويحيي هذه الذكرى المشؤومة فهم السعوديون المتحدرون من هذه الشجرة الخبيثة وحدهم لا غيرهم .
رغم مرور قرن من الزمان على تأسيس هذا الكيان لم يستطع ملوك بني سعود أن يبنوا دولة تستوعب شعوب هذه البقعة الجغرافية وتجمع فيما بينهم نفسيا وثقافيا واجتماعيا ، ولم تستطع أن تشكل جامعا مشتركا حقيقيا فيما بينهم سوى البطاقة المدنية ودفتر العائلة وجواز السفر .
نعم لقد بنى بنو سعود دولة ووطننا ولكن بحجم المنطقة التي انطلقوا منها وضمن أفق المصالح والطموحات والتطلعات القبلية التي ينتمون إليها ، فهو وطن بحجم القبيلة ودولة تمثل هذا الحجم ، لقد بنى السعوديون وطنا لكنهم جعلوا منه سجنا كبيرا تعتقل فيه الحرية ، ويغيب فيه العدل والعزة والكرامة ، وشكلوا دولة فاختزلوها بوزارة الداخلية مهمتها تكميم الأفواه وحبس الأنفاس وقتل الأبرياء ، وملاحقة الشرفاء بينما اختزلوا جميع الوزارات بوزارة واحدة مهمتها السلب والنهب والسطو والاختلاس والتلاعب والفساد وتوزيع الثروة على العائلة التي اختزلت الشعب في شخصها .
هذا هو يومهم الوطني لا يوم الشعب الذي يعد في قاموسهم جزءا من ممتلكاتهم ، وأما يوم الشعب الوطني الذي يفخر الشعب بإحيائه فهو يوم زوال هذا الكيان برموزه وسلطته ، ويوم تشكيل دولة وحكومة الشعب التي ينتخبها بنفسه وتحقق آماله وتطلعاته ، وتحافظ على مكتسباته ومقدراته ومصالحه ، يوم يكون الشعب فيه منتميا لدينه وأرضه لا لجلاديه وظالميه وسالبي حقوقه وحريته .
من الله نطلب الرحمة والرضوان لشهدائنا الأبرار ، والصبر والسلوان لذويهم الصابرين المضحين المحتسبين ، والشفاء العاجل للجرحى ، والفرج القريب لجميع المعتقلين ، والموت والهلاك للظالمين المفسدين ، والنصر المؤزر لشعبنا المظلوم ، إنه سميع الدعاء .
محمد الحسين
https://telegram.me/buratha
