عبد الرزاق عابد / مراسل براثا نيوز في اوربا
كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية عن تورط مجموعات مسلحة من المعارضة السورية في أمور ترقى إلى جرائم الحرب، بينها تنفيذ عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء.وذكرت المنظمة ، ومقرها نيويورك، في بيان إن مجموعات مسلحة من المعارضة قامت بإساءة معاملة وتعذيب معتقلين، ونفذت عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء في حلب واللاذقية وإدلب.
قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" يوم الأمس، بعد زيارة قامت بها لمحافظة حلب، إن مجموعات مسلحة من المعارضة قامت بإساءة معاملة وتعذيب معتقلين، ونفذت عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء في حلب واللاذقية وإدلب.
ويُعتبر تعذيب المعتقلين وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في النزاعات المسلحة من جرائم الحرب، وقد تكون جرائم ضد الإنسانية إذا تمت ممارستها على نطاق واسع وبشكل ممنهج.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنه يتعين على قيادات المعارضة العسكرية والمدنية في سوريا اتخاذ جميع التدابير الممكنة على الفور لوضع حد للتعذيب وعمليات الإعدام التي تنفذها مجموعات المعارضة، بما في ذلك إدانة مثل هذه الممارسات. كما يجب عليهم التحقيق في هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ودعوة مراقبي احتجاز معترف بهم دوليًا لزيارة جميع مراكز الاحتجاز الخاضعة لسيطرتهم. كما يجب التشجيع على المبادرات التي تجعل مجموعات المعارضة تتبنى وتطبق مدونات سلوك من شأنها تعزيز احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
كما قالت هيومن رايتس ووتش إنه يتعين على البلدان التي تمول مجموعات المعارضة أو تقدم لها السلاح أن ترسل إشارات قوية إلى المعارضة بأنها تتوقع منها التزامًا صارمًا بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وثقت هيومن رايتس ووتش أكثر من 12 عمليةعمليات إعدام بإجراءات موجزة وخارج نطاق القضاء نفذتها قوات المعارضة. وعلى سبيل المثال، قال مقاتلان من كتيبة أنصار «محمد في اللاذقية»، وهي المجموعة التابعة للجيش السوري الحر، قال الـ هيومن رايتس ووتش إن الكتيبة أعدمت أربعة أشخاص بعد أن هاجمت مركزًا للشرطة في الحفة في يونيو/حزيران 2012، اثنان منهما على الفور واثنان آخران بعد محاكمتهما.
وقال ستة من بين 12 معتقلا قابلتهم هيومن رايتس ووتش في مركزي اعتقال تابعين للمعارضة إنهم تعرضوا للتعذيب والمعاملة السيئة على يد مقاتلي الجيش السوري الحر ومسؤولين عن مراكز الاعتقال، وخاصة بضربهم على باطن أقدامهم. ويبدو أن التعذيب يتم بشكل مكثف أثناء المراحل الأولى من الاعتقال، قبل نقل المحتجزين إلى سلطات المعارضة المدنية.
وبالنظر إلى التضارب الحاصل بين الروايات والإصابات الواضحة الناتجة عن التعذيب، تتوفر لـ هيومن رايتس ووتش الأسباب التي تجعلها تعتقد أن مقاتلي الجيش السوري الحر وسلطات السجن قاموا أيضًا بتعذيب أو إساءة معاملة البعض من بين ستة معتقلين أنكروا أثناء مقابلتهم تعرضهم للانتهاكات.
«سمير» الذي تم اعتقاله في بداية أغسطس/آب على يد الجيش السوري الحر، قال لـ هيومن رايتس ووتش:
قام مقاتلو الجيش السوري الحر الذين أوقفوني بنقلي إلى قاعدتهم. وأمضيت ليلة واحدة هناك رفقة سجين آخر. ضربوني كثيرًا بهراوة خشبية على باطن رجليّ لمدة ساعتين. في البداية رفضت الاعتراف، ولكنني بعد ذلك أرغمت عليه. وبعد الاعتراف، توقفوا عن ضربي.
كما قامت هيومن رايتس ووتش بمراجعة أكثر من 25 مقطع فيديو على موقع يوتيوب يظهر فيها أشخاص يُعتقد أنهم في قبضة مجموعات المعارضة المسلحة وتظهر عليهم علامات التعرض إلى الانتهاك الجسدي. ولا تستطيع هيومن رايتس ووتش التأكد بشكل مستقل من صحة هذه المقاطع.
...............
10/5/919
https://telegram.me/buratha