اخترق مجوعة من الثوار القطريين عدة مواقع قطرية حكومية منها مؤسسة قطر التي ترعاها وتديرها الشيخة موزة حرم أمير قطر الشيخ حمد، وأكاديمية القيادة القطرية، ومركز التعلم القطري، تاركين لهم رسالة حملت توقيع الثورة القطرية ضد حمد بن خليفة، وجاء في متن الرسالة:
السادة في المجلس الأعلى للقضاء القطري نطالبكم بمحاكمة القاتل حمد وزوجته موزة على جرائمهم ضد العرب ودعمهم للقتلة من السلفيين وعلى رأسهم الساقط وضاح خنفر عراب قناة الجزيرة وتاتي هذه الحادثة في ظل تحركات مستمرة من الشارع القطري مطالبا بحريته وكف تحركات قيادته العدائية تجاه الدول العربية.
هذا وفي السابع والعشرين من شهر أيار الجاري خرج أكثر من 14 ألف قطري فيما سُمّي "جمعة العزة" حيث تركزت مطالب المحتجين والمتظاهرين من الشباب القطري الغاضب على الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى ما لا يختلف عليه جميع القطريين بضرورة إغلاق قاعدة السيلية الأمريكية وقطع العلاقات مع إسرائيل.
واللافت في الأمر أن قناة الجزيرة التي تدّعي أنها منبر حر وتبنّت تصدير "الثورات العربية" عتّمت على وتجاهلت سابقاً كل تحركات الشباب القطري، وتقفز اليوم مرة أخرى من فوق هذه المطالب الشعبية، وتضرب عرض الحائط بحرية تعبير الشعب القطري الذي يعرف أن هذه القناة التي زرعها الأمريكيون في قلب الدوحة مموّلة من أموال القطريين وجهات أخرى مرتبطة بشبكات استخبارات لا يعلمها إلا الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء والمشرف على السياسة الإعلامية للجزيرة.
الشباب القطري الغاضب أكد أنه ملّ سياسة الكذب والنفاق والتلفيق والانحياز الذي تمارسه الجزيرة ومن ورائها أمراء قطر، وهم في جمعة العزة عبّروا عن رفضهم للدور القطري "السلبي" في التظاهرات والثورات العربية؛ وكانت شعاراتهم واضحة صريحة بضرورة طرد القوات الأميركية من قاعدة "السيلية"، وكذلك قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، بعد أن تحوّلت أرضهم إلى خندق خلفي وقاعدة انطلاق لتفتيت البلدان العربية وتكريس الوجود الأمريكي الذي يحمي إسرائيل.
إن جمعة العزة إذاً هي بوادر ثورة حقيقية على الارتهان للصهاينة والأمريكان، فالشعب القطري لم يعد يرضى أن يستمر حكامه بدورهم التخريبي، وهو يعرف حقّ المعرفة أن جميع الهجمات الجوية في العراق واليمن وباكستان وحتى لبنان انطلقت وتنطلق من القاعدة الأمريكية في قطر، وأن المكتب التجاري الإسرائيلي ليس سوى مركز للموساد وقاعدة متقدّمة للتجسّس على إيران ودول الخليج برمتها، بل ويتمادى أمراء قطر اليوم في التعهد بإمداد إسرائيل بحاجتها من الغاز كبديل للمصدر المصري، كما أن الروابط بين الدوحة وتل أبيب ستتجذر أكثر بعد اتفاق الطرفين على تأمين إسرائيل الحماية لقطر في مونديال 2022 المقرّر إقامته في الدوحة، مقابل أن يدفع البلد المستضيف ملياري دولار وعمولة5% عن كل تذكرة دخول للملاعب.
إزاء ما سبق يدرك المتابعون للتحولات السياسية في المنطقة أن الإدارة الأمريكية التي أطاحت بنظام حسني مبارك تحاول الآن الاتكاء على الدور القطري "مؤقتاً" لتقسيم الشرق الأوسط إلى دول وكانتونات عرقية وطائفية كرمى لعيون إسرائيل.. غير أن الشعب القطري الذي قال كلمته في جمعة العزة يرفض هذا الدور القذر ويثق أن الأمريكان والصهاينة الذين تخلوا عن مبارك لن يتورعوا عن الإطاحة بالنظام القطري يوماً ما بعد أن يستنفد مبرر وجوده "التخريبي".. والأمر ذاته ينطبق على الجزيرة، إذ سيساعد سقوط النظام القطري واستبداله بانقلاب كما فعل حمد بن خليفة بأبيه في تعرية قناة الجزيرة وفضح الأهداف البعيدة والمخفية التي كانت وراء استحداثها.. وإن غداً لناظره قريب.
https://telegram.me/buratha
