في تطور سريع للإحداث الجارية في القطيف , واستشهاد عدد من شباب المنطقة الشرقية في المظاهرات التي خرجت يومي الخميس والجمعة , اصدر الشيخ محمد الحسين رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية بياناً استنكر فيه الإعمال الإجرامية التي نفذتها السلطات الأمنية الغاشمة للكيان السعودي بحق المواطنين الشيعة في القطيف .
الشيخ محمد الحسين : أن هذه القرابين التي يقدمها شعبنا في سبيل قضيته المقدسة ستكون سببا في سقوط عرش الطغيان
بسم الله الرحمن الرحيمإِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَلن يرعوى نايف وكلابه المسعورة عن الولوغ في دماءنا حتى يحقق بزعمه القضاء على هذا الحراك الجماهيري الملتهب ، ونحن نقول له هيهات هيهات يكون لك ذلك ، فإن انتفاضتنا حية ما دامت دماء الشهداء الابرار تنبض بالحياة في شرايينا ، ما دام دم عصام ابو عبد الله ومنير الميداني وزهير السعيد والشهداء الذين سبقوهم يبعث فينا الحياة والثورة ، فللباطل جولة وللحق دولة ، وفجر النصر آت وإن طال ليل الظلم و الطغيان .إننا نعاهد شهداءنا الأبرار الذين روت دماءهم الزكية الطاهرة شجرة الحرية والعزة والكرامة أننا على العهد باقون وأن مسيرة المطالب المقدسة التي عبدت بدمائهم الحمراء القانية ستستمر في طريقها حتى آخر نفس و آخر قطرة دم ولا عودة الى الوراء حتى تحقيق أهدافها المحقة .ماذا ننتظر من اخوان فرعون وهامان وورثة يزيد بن معاوية غير ما تشهده بلادنا ويشهده بحريننا الجريح منذ عام مضى من ارتكاب للمجازر المروعة واعتداء على النساء والاطفال والامنين في بيوتهم وانتهاك حرمة بيوت الله .إن كمية الاليات و عناصر الداخلية التي غصت بها القطيف والعوامية والسلاح المستخدم الذي يفتك بأجساد الشباب ويقطعها ويهشم العظام ويصوب بشكل مباشر على أجساد شبابنا دليل آخر على عزم مبيت لاستهداف الشباب مباشرة وممارسة القتل بحقهم .التصعيد الخطير من قبل النظام للامعان في شبابنا قتلا وملاحقة ومداهمة للبيوت الامنة وترويع النساء والاطفال لا يدل أبدا على نية هذا النظام على تهدئة الاوضاع والركون الى لغة العقل والمنطق والاذعان لمطالب الجماهير ، هكذا عودنا بنو سعود وهذا هو ديدنهم ، وهذه هي لغتهم لغة العاجز الضعيف ، لغة الطغاة والجبابرة الذين لا يجدون جوابا للغة الحق والمطالب العادلة سوى لغة الحراب والحديد والنار .موقف الامم المتحدة والدول الرافعة لشعار حقوق الانسانأين الامم المتحدة ، أين جامعة الدول العربية ، أين الدول التي رفعت عقيرتها في بعض البلدان لأهداف سياسية تحت شعار حماية المدنيين والدفاع عن حقوق الانسان ، أينها عن كل هذه الجرائم والممارسات الوحشية التي يرتكبها النظام السعودي على مرأى ومسمع من العالم كله في القطيف والبحرين ، أم أن عيونهم اصابها العور ، ومقاييسهم ومبادئهم أصابها النفاق والازدواجية ، نعم إنها المواقف المخزية التي تقودها المصالح والمشاريع المشبوهة التي لا يعني لها الانسان وكرامته وحقوقه وحريته و أمنه سوى الشعارات المستهلكة ذات الاهداف المفضوحة. النظام السعودي اليوم يمارس ارهاب الدولة المنظم وجرائم ضد الانسانية في منطقة القطيف والبحرين ويخالف كل القوانين والاعراف الدولية باحتلاله لبلد جار ومستقل تحت ذرائع غير مقبولة ، في حين لا يرف لأحد من هؤلاء المتاجرين بقضايا الشعوب ودمائهم أي جفن ، ولا يتحرك فيهم أي ضمير ، ولا تثور حميتهم ، ولا تتحرك مبادراتهم تجاه هذه الكوارث والمذابح .حل الأزمة لا نقبل من أي أحد في هذه المرحلة يدعي أنه واحد من أفراد هذا الشعب مهما كان عنوانه الاجتماعي او الديني أن يجعل من نفسه وسيطا بين الشعب وبين النظام لحل الازمة القائمة ، ولا أن ينأى بنفسه بعيدا عن مجريات الأحداث تحت أي عذر في ظل هذا الظرف المفصلي والتحديات الكبرى التي جعلت شعبنا مهددا في كيانه ووجوده ومستقبله ، لأن مثل هذا التصرف يجعل الشخص القائم بهذا الدور شخصا غريبا لا ينتمي لهذا الشعب ولا يعبر عن آماله وتطلعاته.إن أي حوار مع هذا النظام لا يقبل إلا على أساس اعتراف النظام بكل جرائمه بحق أبناء هذا الشعب وتقديم المرتكبين لهذه الجرائم للمحاكمة والقصاص ، وعلى أساس إذعان النظام لمطالب الشعب العادلة والمحقة ، ولا أعتقد أن السلطة السائرة على نهج التصعيد واستخدام آلة القتل العمد فاعلة ذلك .كما خرجت الجماهير الغاضبة وقالت كلمتها بأن مساجدنا خط أحمر ، كذلك يجب أن تبقى هذه الجماهير الشريفة الأبية على ثباتها واصرارها وقوتها لتقول أن جميع مطالبنا المحقة المشروعة ودماء شبابنا خط أحمر لا يمكن التفريط بها و المساومة عليها ولا يمكن التراجع عنها حتى تحقيقها كاملة غير منقوصة .لقد أثبتم لهذا النظام العاجز الجبان أن قبضاتكم العزلاء و صرخاتكم المدوية بقول الحق في الساحات والميادين والشوارع أقوى و أمضى من رصاصه و قمعه وبطشه ووعده ووعيده .إن شعبا يتسلح بالإيمان بالله والتوكل عليه والايمان بعدالة قضيته وحقانيتها ، ويجاهد ويكافح من أجل الدفاع عن شرفه وعزته وكرامته لا يمكن أن يهزم ولا يركع ولا يخدع ولا يساوم .لا جدوى من هذه الممارساتهذه الممارسات الفرعونية المتعالية على ارادة الشعب وتطلعاته لن تثني من عزيمة شعبنا ، ولن تهز قيد أنملة من اصراره وإيمانه بعدالة قضيته ، بل إن الاحداث المأساوية الدموية والحصار الذي تتعرض له بعض القرى والبلدات ستكون سببا في تفجر الأوضاع وازدياد الغضب الشعبي أكثر فأكثر ، وستكون هذه الاحداث على رغم مرارتها وقساوتها ودمويتها من قبل السلطة المجرمة عاملا مهما في رص الصفوف ووحدة الكلمة وتضامن الشعب بكل مناطقه مع بعضه البعض أكثر فأكثر .لقد كان تشييع الشهيد السعيد عصام ابو عبد الله الذي شارك فيه عشرات الالاف من المواطنين رغم الحصار والتهديد والملاحقة والقمع ، واستمرار المسيرات والفعاليات المطلبية بوتيرة أشد و أقوى أكبر استفتاء شعبي على ايمان الشعب بخياره واحتضانه لهذه الانتفاضة التي تعبر عن ارادته وتطلعاته ، واكبر رد على زيف النظام وادعاءاته الكاذبة .تحذيرأقسم بكل قطرة دم تراق على أرضنا الطاهرة وبكل شهيد يسقط مضرجا بدمائه الزكية ، أن هذه القرابين التي يقدمها شعبنا في سبيل قضيته المقدسة ستكون سببا في سقوط عرش الطغيان وزوال مملكة الظلم والقهر والتسلط ، وأن اللعب بالحديد والنار واللجوء للخيار الامني من قبل الكيان السعودي المتخبط في منطقة شديدة الحساسية تختلف في أهميتها وموقعها عن باقي مناطق البلاد ستجعل الكيان يعض أصابعه ندما وستفتح أمامه بابا من أبواب جهنم لن يغلق إلا باحتراق هذا الكيان وهلاكه وسقوطه في مزبلة التاريخ.لن يرعبونا بالموت وهو ما نتمناه دفاعا عن شرفنا وعزتنا وكرامتنا ، لأن الموت هزيمة وخزي للجبابرة ، وشرف وعزة وسعادة للمؤمنين السائرين في طريق الحق .إن شعبا قدم القرابين تلو القرابين على مذبح العشق للحرية والعدل والعزة والكرامة ، وكسر جدار الخوف والوهن الذي بنته السلطة بسياساتها الفرعونية لا يمكن أن يلوى ذراعه ، ولا يمكن أن تؤثر عليه عمليات القتل والملاحقة ومداهمة المنازل وأساليب العقاب الجماعي والايذاء والاهانة عند نقاط التفتيش أو غيرها من الضغوطات ، تلك ممارسات مكشوفة هدفها عزل الحراك الشبابي عن قاعدته الشعبية والتأثير على معنويات الشعب الذي يحتضن هذا الحراك بكل إيمان وقوة وعزيمة .لقد مضى زمن التوسل والتسكع على أبواب الظلمة ، وثقافة كتابة العرائض ، وما يسمى بالتواصل الايجابي ، وبات شعبنا يلفظ أصحابها والمنظرين لها ويزدريهم ولا يقيم لهم وزنا ، وبات لا يؤمن إلا بثقافة الحراك الجماهيري والشعبي وسيلة وطريقا للتعبير عن المطالب وتجسيدا لإرادة الشعب وحقه في تقرير مصيره .إن شعبنا بات لا يثق بهذا النظام ولا بوعوده ولا بعهوده ومواثيقه ، هل ينتظر شعبنا من النظام المجرم أن يحاكم شبابنا المطلوبين محاكمة عادلة ، وهو الذي حكم عليهم سلفا ظلما وعدوانا عبر بيان الداخلية بأنهم جناة ومخربون وقتلة و مرتبطون بالخارج ؟! .يجب أن يعلم أن اتهامهم و التجني عليهم بهذه التهم الباطلة هو اتهام وتجني على انتفاضتنا المباركة وشبابها الشرفاء بل هو اتهام واهانة واستخفاف بكل أبناء شعبنا المدافع والمحتضن لهذه الانتفاضة وشبابها الذين يجسدون بكفاحهم ونضالهم آمال الشعب وطموحاته ومطالبه العادلة .إن واجبنا الشرعي والوطني يدعونا للدفاع عنهم وحمايتهم بأشفار عيوننا ، كما يجب أن يعلم النظام أن المساس بواحد منهم يعني اعلانه الحرب على الشعب كله ، وأن أي قرار ظالم يتخذ بحقهم لن يثني من عزائمنا ولن يوقف هذه المسيرة التي ارتوت بدماء أبنائنا و جراحات شبابنا حتى تحقيق أهدافها المقدسة ، ولن نرى في مثل هذه البيانات المستهلكة الرخيصة والافتراءات الظالمة إلا كنباح كلاب الهراش التي ستتكسر أنيابها و تخمد أصواتها تحت صلابة الشعب وشموخه الذي لا تهزه العواصف . لن يستطيع اعلام السلطة وأقلامها المأجورة المؤججة لنيران الفتنة والطائفية والتحريض أن تحد او تمنع رياح الغضب في بلادنا ، فقريبا سنرى صدى هذه الانتفاضة المباركة يتردد بركانا غاضبا على مدى الوطن من أقصاه الى أقصاه ، حيث أن شعاراتها ومطالبها تعبر عن وجدان و ارادة كل فرد شريف محب لوطنه من أفراد هذا الشعب المضطهد المستضعف ، وإن سعى الكيان السعودي جاهدا عبر التجييش الاعلامي البغيض لتشويه صورة هذه الانتفاضة ووجه شبابها بأكاذيبه ، ذلك أن انتفاضتنا تمثل ثورة شعب قرر أن ينتفض على الظلم والجور والفساد والطغيان الاخلاقي والسياسي والاقتصادي ، قرر أن ينتفض على التمييز الطائفي والقبلي والمناطقي والعائلي الذي قد اكتوى بناره السني قبل الشيعي ، أن ينتفض على النهب والسلب والسرقات الكبرى لمقدرات وثروات هذا الوطن ، على الاهمال والحرمان والفقر والتهميش ، على الامتيازات والمخصصات التي استأثر بها بنو سعود والعوائل المقربة منهم ، على انعدام العدل والمساواة والانصاف ، أن ينتفض على النفاق والاسلام المشوه الذي شوه صورة الاسلام وأحكامه المقدسة باسم تطبيق الشريعة ، أن ينتفض على سلب الحرية والحقوق ، وعلى ثقافة التكفير والطائفية التي أرهقت كاهل الوطن ومزقت كيانه ووحدته الاسلامية والوطنية وأدخلته في نفق مظلم ، وزرعت بين أبناءه بذور الحقد والكراهية وثقافة التقاتل والتناحر ، وما حادثة جامعة الجوف الأخيرة وغيرها من الحوادث الا دليل على مدى خطورة الوضع الأمني والانفلات والفوضى التي آلت اليها بلادنا بسبب انتشار ثقافة الموت والخراب والتدمير التي زرعها النظام ومؤسسته الدينية المنحرفة على مدى عقود من الزمن .إن من يجب أن يحاكم ويحاسب ويقتص منه بسبب جرائمه الكبرى وخياناته العظمى بحق هذا الشعب وهذا الوطن هو السلطة الحاكمة ورموزها الفاسدون ، لا الشباب المطالب بحقوقه وعزته وكرامته ، إن العصابات المسلحة التي تقتل بدم بارد وتعتدي على العزل والامنين وتخرب الممتلكات العامة والخاصة وتعرض الأمن والسلم الأهلي للخطر هي عصابات نايف المجرمة وليس شبابنا الذي ما زال يصر على سلمية تحركه .إذا بقيت السلطة تصر على نهجها الارهابي القمعي بهذه الوتيرة المفزعة فلا ينتظرون من هذا الشعب أن يبقى مكتوف اليدين ، فالدفاع عن النفس والعرض والمال والعزة والكرامة واجب شرعي وعقلي وفطري لا يمكن التنازل عنه .محمد الحسين
https://telegram.me/buratha