الصفحة الاقتصادية

زيادة أسعار الفائدة في مصارف الغرب (ضمور الجدوى الاقتصادية وخواء القدرة التنافسية)

1446 2022-12-16

حازم أحمد فضالة ||

 

    سبقَ أن نشرنا دراستنا من ثلاثة أجزاء، عن العالم الجديد ما بعد حرب أوكرانيا، وكان الجزء الثاني منها بعنوان:

(العالم الجديد ما بعد حرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني (ج2-ب)

(الاقتصاد الافتراضي في مواجهة اقتصاد الأصول الثابتة)، بتاريخ: 23-تشرين الأول-2022.

    كنا قد ذكرنا فيها في فقرة: (العقوبات الأميركية - الأوروبية على روسيا زلزال أوروبي)

وكتبنا في النقطة (5) من هذه الفقرة المذكورة آنفًا الآتي:

(5- إنَّ زيادة (سعر الفائدة في أوروبا يُعَطل عملية الاستثمار لأنَّ الاستثمار يعتمد على الاستدانة بنسبة تصل (90%)، وعندما ترتفع نسبة فائدة المديونية؛ يفقد الاستثمار جدوته، وفرص العمل تتراجع، ولن تكون (زيادة الأجور) حلًا، لأنَّ الزيادة تُضخِّم الكتلة النقدية؛ وهذا يُخَفِّض قيمة العملة، ويرفع الأسعار. أما عدم زيادة الأجور، فيعني تأسيس عملية (إفقار المجتمع)، وهذا يعني الاحتجاحات والثورات الشعبية، والقمع الحكومي، وهذه أزمة أوروبية ستكون معقدة متعاظمة دائمة!)

    من أجل ذلك، نذكر اليوم عملية تصاعد متسارع يطبقها الغرب في (رفع سعر الفائدة) في المصارف الأساس، وهذه العملية تضرب الاستثمار في الصميم، لأنها ترفع سعر الفائدة رفعًا لا يتناسب مع الحفاظ على الجدوى الاقتصادية للمشاريع، ويضرب الدورة الاقتصادية، وعامل القدرة التنافسية؛ إذ بدأ الغرب رفع سعر الفائدة، وعلى وفق الآتي:

1- مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) يرفع أسعار الفائدة بمعدل (50) نقطة أساس، إلى ما بين: (4.25 - 4.5%) للمرة الرابعة، في محاولة منه للسيطرة على التضخم المستمر.

2- مصرِف إنجلترا، يرفع أسعار الفائدة بمعدل (50) نقطة أساس، إلى (3.5%)، وهو أعلى مستوى لها منذ (2008)، في محاولة منه للسيطرة على التضخم.

3- المصرِف المركزي الأوروبي، يرفع أسعار الفائدة بمعدل نصف نقطة مئوية، إلى (2%)، وهي الزيادة الرابعة، في محاولة منه للسيطرة على التضخم، مع توقعات زيادة جديدة.

انتهى

المصدر: CNBC، رويترز. بتصرف.

·        تقويم:

1- ما زالت روسيا تتمتع بمركزية (فوق الفائز)، في هذه المرحلة، وكذلك إيران والصين، أما الغرب فهو يتدهور.

2- أميركا ربما آخر قلاع الغرب وحصونه التي تسقط، لأنها بدأت استغلال الغرب لتبقى! وهي تبقى مدة أطول، لكنها تأفل في نهاية الطريق.

3- أميركا تطبق على (تايوان) مشروعها في (أوكرانيا)؛ إذ ستهاجر المصانع العملاقة والشركات الكبرى في تايوان، إلى أميركا، وتعود تايوان إلى الصين.

4- سترتفع نسب التظاهرات في أوروبا، وتتفكك المجتمعات تفككًا متسارعًا، وتتشدد الحكومات مع شعوبها، وتقمعها، وتحاول الحكومات الغربية (أوروبا) التوجه نحو غرب آسيا لاستنزافها بصفقات غير عادلة. (راجعوا القانون الأميركي: قانون خفض التضخم) الذي بدأت أوروبا تستغيث منه!

5- دول مثل: اليابان، كوريا الجنوبية، نيوزلندا؛ مؤلة أن تسحقها هذه المرحلة الجديدة، لأنَّ أميركا طامعة بالتقنية اليابانية، ومصانعها وشركاتها، واليابان تابعة لأميركا، وكذلك كوريا الجنوبية، لكن الوضع الجيوسياسي لهذه الدول لا يسمح لها أن تُعمِّر بالاستقرار أكثر من أوروبا، والآن بدأ التحشيد العسكري وخطاب العداوة بين: كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، اليابان والصين.

·        التوصيات للدولة العراقية:

1- نؤكد توصياتنا بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي العراقي (المتبادل)، في: أميركا، أوروبا، كندا، أستراليا، اليابان، كوريا الجنوبية.

    ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي العراقي (المتبادل)، في: دول منظمة شنغهاي، دول بريكس، أفريقيا (دون مصر)، والتركيز على الجزائر، سورية، لبنان، فلسطين، اليمن، القارة اللاتينية.

2- بدأ عامل (الجدوى الاقتصادية) يفقد قيمته مع الشركات الغربية، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة لديهم؛ لذلك يجب عدم تبذير أموال الشعب العراقي في تعاقدات غير ذات جدوى؛ فالحركة الاقتصادية القويمة هي تشجيع الشركات الغربية، أن تنقل أصولها إلى أرض العراق، وهذا يتطلب قانون استثمار رصين، وتهيئة بيئة آمنة؛ (إن شئتم التعاقد والاتفاق مع الغرب).

3- بناء الاقتصاد العراقي مع دول منظمة شنغهاي، ودول بريكس، ودخول العراق في (شبكة أنابيب الطاقة) مع روسيا وإيران، للحفاظ على ضمان أسعار مستقرة لمصادر الطاقة.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك