الصفحة الاقتصادية

انخفاض قيمة الدولار الأمريكي وتأثيره على سعر برميل النفط في ضوء الازمة الأوكرانية (2)


د بلال الخليفة ||

 

3 - أسباب تغير سعر صرف الدولار أولا: العوامل الاقتصادية أ -أسعار الفائدة وحركة رؤوس الأموال: ان سعر الفائدة المرتفع يقدم للمقترضين عوائد أعلى مقارنة بالدول الأخرى، لهذا السبب، يجذب سعر الفائدة المرتفع رؤوس الأموال الأجنبية وتتسبب في رفع سعر الصرف. وتلجأ البنوك المركزية في العالم لرفع أسعار الفائدة في حالة التضخم والعكس في حالة الركود. ب- مستويات الأسعار النسبية وتغير الصادرات والواردات: إن انخفاض الأسعار في دولة ما مع ثباتها في دولة أخرى يؤدي إلى زيادة الطلب على سلع وخدمات الأولى وبالتالي زيادة الصادرات ومن ثم زيادة الطلب على عملتها، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع سعرها مقابل العملات الأخرى، والعكس صحيح في حال ارتفاع الأسعار. فإذا كانت صادرات دولة ما أكبر من وارداتها فإن ذلك يعني زيادة الطلب على عملتها وارتفاع سعر صرفها. ثانيا: التحكم الحكومي في سوق الصرف وهذا يعني ان المتحكم بسعر العملة هو النهج او النظام المتبع للحكومة تجاه العملات الأجنبية، ففي الفترة ما بين 1944 إلى 1971، كان نظام "بريتون وودز" هو السائد في السياسات النقدية للدول في تحديد قيمة عملاتها الوطنية، إذ يقوم هذا النظام النقدي الجديد على أساس "قاعدة الصرف بالدولار الذهبي" وعلى أساس "مقياس التبادل الذهبي"، وبذلك تحول الدولار الأميركي من عملة محلية إلى عملة احتياط دولية، حيث أن الدولار الواحد يساوي 0.88671 غرام من الذهب الصافي، أي أن كل 35 دولار يعادل الأونصة. إلا أن الرئيس الأمريكي نيكسون قرر في 1971 منع تحويل الدولار إلى ذهب، ما أدى إلى انهيار نظام بريتون وودز. ومنذ ذلك الوقت أصبحت السياسات النقدية للدول تستند على نظامين أساسيين لتقييم العملة،  الأول: هو نظام الصرف الثابت الذي يتم خلاله تثبيت سعر العملة، إما إلى عملة واحدة، وإما إلى سلة عملات. والثاني: هو نظام الصرف المرن، ويمكن تصنيفه أيضا الى جزئين وهما: +  يتم من خلال إما التعويم المدار، أي ترك سعر الصرف يتحدد وفقًا للعرض والطلب، مع لجوء البنك المركزي، إلى التدخل كلما دعت الحاجة إلى تعديل هذا السعر مقابل بقية العملات. ++ أو التعويم الحر أي أن السوق هو الذي يتحكم في سعر صرف العملات وفقا للعرض والطلب دون تدخل من البنك المركزي. وبالتالي ان قيمة العملة المحلية عادة ما يكون خاضع للسياسة الاقتصادية المتبعة لتلك الدولة، فمثلا، الصين واليابان عادة ما تكون متعمدة في خفض قيمة عملتها المحلية امام العملات الأجنبية وبالتالي أحرزت ان تعدل الميزان التجاري وجعل أسعار السلع المستوردة أغلى بالنسبة للمقيمين وبالتالي يؤدي إلى تراجع في الواردات وزيادة الصادرات، وبالمقابل تصبح أسعار السلع المحلية أرخص بالنسبة للخارج، مما يعزز قدرة المنتجات الوطنية وزيادة حجم الصادرات إلى الخارج. وبالتالي عودة الميزان التجاري في الدولة على حالة التوازن. ثالثا: الاستقرار السياسي يتأثر سعر صرف العملة بالعوامل السياسية في البلاد، فالاستقرار السياسي في دولة ما يؤدي إلى زيادة ثقة المستثمرين في اقتصاد تلك الدولة. إذ أن ثقة المستثمرين تؤثر على أسعار العملات. فإذا كانت ثقة المستثمرين عالية في اقتصاد دولة ما، فإن احتمال قيام المستثمرين بشراء أصول في تلك البلد سيكون مرتفعا، مما يدفع قيمة عملة البلد إلى الارتفاع. أما في الحالة المعاكسة فيؤدي ذلك إلى انخفاض قيمة عملة هذا البلد. والأدلة والامثلة كثيرة لا داعي لذكرها. 4 - ظهور عملات أخرى في التعاملات النفطية يعتبر النفط سلعة استراتيجية لا غنى عنها لأي دولة، فعلى الرغم من التطور السريع لمساهمة الطاقة المتجددة، لا يزال النفط يحتل موقعًا مهيمنًا عالميا بين مصادر الطاقة المستخدمة حاليا. لكن سوقه تشهد هيمنة خالصة للدولار الأمريكي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وتبني نظام بريتون وودز، وهذا جعل الدولار الأمريكي مهيمن على السوق العالمي، هذه الهيمنة أكسبت أمريكا سيطرة تامة على مصير أهم مصدر للطاقة الضرورية لأي نشاط صناعي واقتصادي وبالذات على السوق الصيني.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك