الصفحة الاقتصادية

ازمة الطاقة والاعمار مقابل النفط والغاز

1183 2022-02-20

 

عدنان جواد ||

 

يشهد العالم حالياً توتراً على الحدود الروسية والاوكرانية، وقد صرح الكثير من خبراء النفط والطاقة، بان سعر النفط سيتجاوز 100$ للبرميل الواحد، فالغرب يريد ضم اوكرانيا المليئة بالطاقة والغاز لحلف الناتو، والتي تشكل خاصرة رخوة في جسم الدب الروسي، الامر الذي اغضب بوتين وهو يمثل الزعيم الوريث للاتحاد السوفيتي الذي تم تفكيكه، وجعله دول متفرقة، بالأموال الامريكية والاعلام الموجه، البعض منها ذهبت باتجاه الغرب للحصول على الديمقراطية البراقة ، والاخرى الاسلامية  باتجاه تركيا حليفة واشنطن والعضو في حلف الناتو، فما كان منه اما الاستسلام او المقاومة وفرض قوته لان العالم اليوم البقاء  فيه فقط للأقوياء، فبتقسيمها تم اسقاط الانظمة الموالية لها كالنظام في ليبيا والعراق وارادوا اسقاط النظام في سوريا لكنه استطاع وبمساعدة ايران افشاله، واليوم يحاولون ان يضربوه في عقر داره أوكرانيا، وما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا، لذلك حشد الحشود العسكرية على حدود اوكرانيا من اجل اجتياحها، فما يهم الدول في العالم هو الطاقة، وما شعارات حقوق الانسان والحرية والديمقراطية وحرية التعبير إلا بضاعة اثبتت فشلها ، واكتشفت اغلب الشعوب التي وقعت تحت الهيمنة الامريكية والغربية انها مجرد دعايات اعلانية، بل انها افقرت تلك الدول وحطمت اقتصادها وسيدت عليها اللصوص وقطاع الطرق.

ما يهمنا في هذا المجال هو اقتصاد العراق المعتمد على بيع النفط، وعدم وجود بنى تحتية ولا جسور ولا طرق ولا مدارس ولا مستشفيات تكفي لاستيعاب المحتاجين لها، هو ان اوربا تعاني من ازمة الطاقة وهي لا تستطيع الاستغناء عن الغاز الذي يأتيها من اوكرانيا، وانها تعول على الغاز القطري والنفط السعودي في سد النقص في الامدادات، والطلب على الطاقة من دول جنوب شرق اسيا الصناعية، التي سوف تعاني كثيرا عندما يرتفع سعر الغاز والنفط، الذي يساهم في ايقاف مصانع انتاج الطائرات والسيارات والسلع الاستهلاكية، لان كلفة المواد الاولية تجعل ارباحها قليلة ، هذه الامور سوف تجعل تلك الدول تتجه للشرق الاوسط وخاصة العراق لما تمتلكه من خزين نفطي وغازي.

لذلك على الحكومة العراقية القادمة، التفكير بعقلية اقتصادية ووطنية، بعيدا عن التأثيرات الخارجية وهيمنة واشنطن، والاجتهادات السياسية الخاطئة التي تفرض ارادتها على القرار العراقي، فتعطل مشاريع كبيرة، وتجبر الحكومة التعاقد مع دول فاقدة للشيء فكيف تعطيه للأخرين كمصر والاردن وغيرها، وانما التعاقد مع شركات عالمية من دول محترمة لا تخضع للإرادة الامريكية، فنحن جربنا الامريكان منذ 2003 ولحد الان ونحن نسير من سيء الى اسوى، والتعاقد يكون من اجل الاعمار والبناء، وتطوير البنى التحتية من طرق وجسور ومدارس ومستشفيات، بعيدا عن تدخل الاحزاب السياسية وفرض الكومشنات، مقابل النفط والغاز وهي فرصة لا تتكرر مرة اخرى، واستثمار خبرة تلك الشركات بزج العمال والمهندسين العراقيين في العمل معهم للاستفادة من امكانياتهم العلمية والتكنلوجية، واشراكهم بتطوير الجانب الصناعي والزراعي، والاستفادة من تقدمهم العلمي في مجال التعليم والصحة وغيرها، ولكن ربما يتم رفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية الايرانية في الايام القادمة، وهي تستطيع ان تصدر كميات كبيرة من النفط لكي تعوض الحصار المفروض عليها، لان المفاوضات تسير نحو الانفراج وواشنطن تريد تحييد ايران في النزاع مع روسيا، وتعوض نقص الطاقة من اوكرانيا وروسيا، لذلك يتطلب الاسراع في التعاقد والاتفاق مع الجانب الايراني ، في الاستفادة من خبراتها في كافة المجالات ، وبشان تصدير النفط والكميات التي تبقي سعر النفط متوازناً ويخدم الدول المنتجة للنفط وخاصة العراق وايران.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك