الصفحة الاقتصادية

الأزمة (الكورونفطية) .. وآليات العبور الاقتصادي  


عبدالزهرة محمد الهنداوي ||   مشهد الطائرات الرابضة في كل مطارات الدنيا  ،  يشير إلى ان  خسارات فادحةسيتعرض لها قطاع الطيران في العالم ، يقدرها المختصون بنحو  ٢٠٠ مليار دولار وهورقم مرشح للارتفاع ، مايعني  احتمال افلاس كبريات شركات الطيران العالمية وارد جدا ،يضاف إلى ذلك مشهد  تحول عواصم  عالمية كبرى  إلى مدن اشباح ، وهي المعروفةبضجيجها وضخامة الحركة الاقتصادية والتجارية فيها ، وقد توقفت  جميع تلكالأنشطة  بين عشية وضحاها ، هذا المشهد الحزين وغير معلوم النهايات ، يشي ، انالعالم سيكون أمام تحولات اقتصادية هائلة ، وهذه التحولات ، سوف لن تقتصر علىانكماش اقتصاد هذه الدولة ، وإفلاس تلك الشركة ، إنما سنكون أمام ، تغيير في الأنظمةالاقتصادية التي تحكم العالم بأسره ، فإذا كان حجم خسائر قطاع الطيران وحده تتجاوزالـ(٢٠٠) مليار دولار ، قابلة لان تتضاعف  في المقبل من الايام والأسابيع ، فلنا ان نتخيلحجم الخسائر الهائلة لباقي القطاعات الاقتصادية ، التي ضربها فيروس كوروناالمستجد ، ضربة قاصمة وقاسية ، هذا  فضلا عن  الخسائر البشرية المتمثلة بوفياتالآلاف من البشر ، وهذه الخسائر ، سوف لن تقدر بثمن على الإطلاق .. وبصريح العبارة ، ان وباء كورونا ، سيكون عتبة فاصلة بين مرحلتين ، ونظاميناقتصاديين يختلف احدهما عن الاخر ، فماذا نحن فاعلون ازاء هذه التغيير في المشهدالاقتصادي الذي سيشهده العالم عاجلا ،  وقد بدأت الحكومات باتخاذ الإجراءات التيتجد انها تستطيع من خلالها مواجهة الأزمة ، على المديين القريب والمتوسط ، أما البعيد ،فلا احد يستطيع التفكير به راهنا ، بعد ان تمكن كورونا من ضرب منظومة التفكيرالاقتصادي ، في بلدان ، كانت تتباهي ،بان لديها اقتصاداً امنا متينا ، لايمكن لأي هزة انتؤثر عليه ، ولكن عندما ، جاء كورونا ،فقد تغير المشهد بالكامل ،  وأصبحت التوجهاتالعالمية تنحو باتجاه اعادة تقييم اصولها الاقتصادية ، في محاولة لرأب الصدع ،ومواجهة جائحة كورونا ، بالإضافة إلى إجراءات أخرى ، لعل من بينها طبع المزيد منالعملات ، كما أعلن الرئيس ترمب ، انه سيأمر بطبع اكثر من ترليوني دولار ، لمعالجة واقعالحال . إذن ، كيف سيكون حال الاقتصاد العراقي ، وهو الاقتصاد المتلقي وليس الفاعل ، وإذاكانت ثمة فعالية ، فاننا نتحدث عن تصدير التفط ، وهذه الخاصية ، هي الأخرى فقدتجانبا من تأثيرها ، بعد تهاوي الأسعار بنحو مثير للقلق ،  صحيح ان  العراق سبق لهوان مر بازمة انخفاض الأسعار عام ٢٠١٤ ، وتجاوزها ، بجملة المعالجات ، بعضها تركاثارا سلبية على الواقع الاقتصادي ، أما الوضع الان فيبدو انه  مختلفا ، لاننا ، أمام  أزمةاقتصادية عالمية شديدة الوطأة ..   وهنا قد يكون تفكيرنا محصورا في كيفية تجاوزالمشكلة خلال العام الحالي ، وهذا هو المنظور من المشكلة ، وهنا ، نقول ، نعم ، دعونانفكر في عبور عام ٢٠٢٠ ،وخلال عبورنا ، نفكر  ونضع الحلول للأعوام المقبلة ، تتماهىمع التغييرات التي سيشهدها العالم والتي في مقدمتها تغيير الأنظمة الاقتصاديةالسائدة ، بأخرى جديدة ، قد تكون مختلفة كلياً عن الموجودة الان .. اما حلول العبور ، فيمكن اجراء جردة حساب ، لجميع عقارات الدولة ، فهي تمثل مصدرالايستهان به لتوفير موارد مالية مناسبة ، أضف إلى ذلك ، العمل على مراجعة واقعالأصول الثابتة للدولة ، وإمكانية ترشيقها بنحو يتناسب والظروف الراهنة ، يرافق ذلكتقنين الكثير من النفقات والاكتفاء بالضروري والأساسي منها ، ، كما يمكن الحديث عنوضع موازنة برامج واداء ، بدلا من موازنة البنود ، من دون ان ننسى تضمينهاتخصيصات مالية مناسبة لمواجهة وباء كورونا وتداعياته . ،  فان تمكنا من تجاوز أزمة ٢٠٢٠ ، وانتهينا من وباء كورونا ، سنكون قادرين على وضعالحلول البعيدة ، شريطة الاستعانة بالعقول الاقتصادية الفعالة ، والاستفادة من التجربةالعالمية في هذا المجال ، ومن المؤكد اننا سنكتشف مسارات غير تقليدية ولا علاقة لهابالنفط  ، توصلنا الى بر الأمان الاقتصادي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك