الصفحة الاقتصادية

تركيا.. قوة اقتصادية تنتظر حسم جدل الهوية

3041 22:22:00 2007-11-30

قبل قرابة ستة أعوام، تخبط الاقتصاد التركي في دوامة مدمرة من التراجع الاقتصادي، هوت خلالها أسعار الأسهم وارتفع التضخم بشدة، وفرّت الاستثمارات الأجنبية بسرعة هائلة من البلاد،فيما قال البعض أن الليرة التركية لم تعد تصلح سوى "لتوضيب الكباب."لكن العام 2007 حمل معه ما يؤكد تعافي أنقرة من جراح العام 2001، فقد عادت مستويات النمو إلى معدلاتها السابقة، وتقاطرت رؤوس الأموال الأجنبية مجدداً على تركيا التي استقطبت اهتمام المستثمرين. ويقف خلف هذه الطفرة الاقتصادية الجديدة، ألب أصلان قرقماز، الذي أوكلت إليه الحكومة التركية مهمة ترويج البلاد في الخارج، وهو لم يتمكن من إخفاء تفاؤله خلال التحدث إلى برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" حول مستقبل تركيا الاقتصادي.

وقال قرقماز: "كانت تركيا قبل ثلاثة أو أربعة عقود بلداً متخلفاً على الصعيد الاقتصادي، لكنها باتت اليوم إحدى الأسواق النامية، ومن وجهة نظري، فإنها ستتحول خلال العقد المقبل إلى بلد متطور."وأضاف قرقماز، الذي يدير "وكالة دعم وترويج الاستثمار" بتركيا التابعة مباشرة لمكتب رئيس الوزراء: "لم يعد هناك أي عقبات أو قيود أمام المستثمر الأجنبي الراغب بالقدوم إلى تركيا، وسيتمتع بكامل الحقوق بما فيها القانونية، وهذا أمر شديد الأهمية."وتبدو النتائج الأولية للخطة التي وضعتها تركيا لإعادة هيكلة اقتصادها إيجابية وواعدة، ففي العام 2002، لم يتجاوز إجمالي المبالغ المقدمة كاستثمارات أجنبية في البلاد سقف المليار دولار.ولكن بدء الإصلاحات، رفع الحصيلة إلى ثلاثة مليارات دولار عام 2004، وإلى عشرة مليارات عام 2005 و20 ملياراً بعد عام واحد فقط في سنة 2006، فيما شهدت الأشهر الأولى من العام 2007 تدفق أكثر من 10 مليارات دولار.وفي هذا السياق، شرح قرقماز وجهة نظر أنقرة قائلاً: "نحن نرحب بكل المستثمرين هنا، فهذه صفقة مربحة لجميع أطرافها، فأصحاب رؤوس الأموال يرغبون في الحصول على العوائد جراء استثمارهم، ونحن نستفيد من خلقهم فرص عمل وإدخالهم تقنيات وأفكار جديدة."غير أن أبرز ما قد تجنيه تركيا في هذا الإطار يتمثل في الدور الذي قد تلعبه عمليات التطوير في مساعدتها على تحقيق شروط العضوي في الاتحاد الأوروبي الذي تطمح البلاد بشدة لتحقيقه.ويؤكد ذلك عودة رئيس الحكومة، رجب طيب أردوغان، إلى منصبه بقوة صناديق الاقتراع التي منحته تفويضاً إضافياً لتحقيق أجندته التي يشكل الانضمام إلى أوروبا أبرز بنودها.ولكن على أنقرة مواجهة جملة من التحديات الاقتصادية الكبيرة التي ما تزال تنتظرها، فرغم أن البلاد نجحت في تحقيق نمو بمعدل سبعة في المائة منذ العام 2001 بصورة متواصلة، إلا أن عجز الحساب الجاري ما يزال كبيراً.كما تحضر مشكلة البطالة بقوة مع معدل 8.9 في المائة من إجمالي القوة العاملة و16.7 في المائة بين فئة الشباب.من جهته، شدد النائب التركي إيغمن بيغاس على ضرورة تطبيق المعايير الاقتصادية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي بصرف النظر عن فرص الانضمام إليه.وقال في هذا الإطار: "أرى أوروبا على أنها نظام حمية لتركيا لمساعدتها على التخلص من الوزن الزائد، لقد نجحت 27 دولة في الوصول إلى المقاييس المثالية والتخلص من الأوزان الزائدة بمساعدة هذا المعايير التي وضعت في كوبنهاجن، وننوي الاستفادة من هذه المعايير سواء أنجحنا أو فشلنا في الانضمام إلى أوروبا.لكن ما يمكن قوله حتى الساعة هو أن الاستثمارات الأجنبية مشدودة إلى تركيا، وستزداد عوامل الجذب في هذا البلد إذا ما قبل طلب انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي، وهو أمر تنتظره تركيا بفارغ الصبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك