اكد وزير النفط عادل عبد المهدي اهمية المشاريع الاستراتيجية التي يجب القيام بها كالمباشرة بخط البصرة [ حديثة] الاردن وسوريا وخط انابيب اخر مع ايران ، داعيا الى الابتعاد عن السياسات الترقيعية والقصيرة النظر او التصادمية .
وذكر بيان لمكتبه تلقت وكالة انباء براثا نسخة منه اليوم استمر اقليم كردستان بتوقفه منذ عدة اشهر عن تسليم [سومو] اي نفط خام من الحقول الشمالية، اي من كركوك والاقليم ،اما من المنافذ الجنوبية، فكانت الصادرات تسير بمعدلاتهما الطبيعية، اي اكثر من 3 مليون برميل/يوم بقليل ، ثم حصلت عاصفة هوجاء، في الايام الاخيرة للشهر، سرعتها 84 عقدة اي حوالي 120 كم/ساعة، مما اوقف نهائياً اي تصدير من المنافذ الجنوبية ايضاً، ولمدة 72 ساعة كاملة".
واضاف " فانتهى شهر تشرين الاول بصادرات شهرية مجموعها 83.935 مليون برميل، حسب الاحصائيات الاولية للوزارة، محققة موارد شهرية بقيمة 3.320 مليار دولار، بمعدل انتاج اكثر بقليل من 2.7 مليون برميل/يوم، مما منع العراق من تصدير اكثر من 9 مليون برميل اضافية خلال تشرين الاول، يقابل ذلك تراكم خزين مقداره 11.012 مليون برميل مهيء للتصدير بدءاً من 1 تشرين الثاني الجاري" .
واشار عبد المهدي بالقول " كان للعراق قبل الحرب العراقية الايرانية عدة منافذ تصدير واهمها، عبر الموانىء الجنوبية ، وخط ينبع السعودي.. وعبر سوريا ولبنان ، وعبر تركيا في جيهان ، وكانت صادرات العراق انذاك اقل من الصادرات الحالية، على الاقل من المنافذ الجنوبية، مما يبين ازدياد قدرات الخزن والتصدير في الاونة الاخيرة، رغم الدمار الشديد الذي اصابها خلال الحروب الماضية".
واوضح عبد المهدي " بدل ان يتوسع العراق بتنويع منافذه التصديرية بالانفتاح على ايران والاردن والكويت ايضاً ليمنح نفسه المرونة اللازمة، سلك على العكس سياسة ضيقة لا تتمتع ببعد الرؤية، او نُظمت ازاؤه سياسة معادية جعلته اسير الصراعات السياسية الاقليمية والدولية ، وهو ما يفسر كيف يمكن لبلد يعتمد بشكل شبه كلي على النفط ان تتوقف صادراته بمجرد عاصفة تجعل رسو اية سفينة امراً مستحيلاً، بل خطراً قد يقود الى اضرار كبيرة، وهو ما حصل خلال الايام الثلاثة من شهر تشرين الاول المنصرم".
وبين ان " ماحصل امر حساس واستراتيجي ويتطلب من الجميع ان يقدر اهمية المشاريع الاستراتيجية التي يجب القيام بها كالمباشرة بخط البصرة [ حديثة] الاردن وسوريا، والذي يتم اجراء بعض التعديل عليه لمد فرع اخر له يمر قرب الحدود السعودية وصولاً الى العقبة ، وكذلك المباشرة بخط الانابيب الذي نوقش طويلاً مع الجانب الايراني، وفيه اقرارات اولية ليصل البصرة بعبدان، والموانىء الايرانية، وخطوط اخرى عبر كردستان الى ايران".
وتابع " اضافة الى المباحثات الجارية لبناء جزيرة تصدير كاملة في عرض البحر، او انجاز ميناء الفاو الكبير، او تنفيذ ميناء العراق الكبير الذي يمتد الى اعماق البحر لتوفير موانىء توفر الحماية الكافية وكاسرة الامواج المطلوبة لرسو السفن ولخزن النفط ، حتى في اسوء الظروف الجوية".
وأكد " ولحسن الحظ فان الوزارة قد انجزت خلال الاشهر الماضية سلسلة من الخزانات سمحت لها باستيعاب الانتاج المتواصل تمهيداً لتصديره عند تحسن الظروف ، وهذا برأينا مؤشر جيد لكنه لا يرفع القلق الذي نشعر به، خصوصاً ان العراق يريد ان يرتقي بانتاجه وصادراته الى اضعاف المعدلات الراهنة ، وهو ما يتطلب من الجميع الابتعاد عن السياسات الترقيعية والقصيرة النظر او التصادمية ".
وختم بالقول " العراق لن يكون عراقاً قوياً يخدم ابناءه ان لم يتعايش داخلياً وتتحد قواه، ولن يكون عراقاً قوياً ومقتدراً ان لم يتعايش مع جيرانه ومحيطه الخارجي".
https://telegram.me/buratha