في تصريح للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل نيابة عن الدول الصناعية السبع عرضت إمكانية فرض مزيد من العقوبات على روسيا، اذا ما استدعت الحاجة، أما ضيفها رئيس الوزراء الياباني شينغو آبل فأشاد بدوره بوحدة الصف السباعي، منوها في الوقت نفسه إلى أهمية التواصل مع روسيا.
لكن هل جاء ميدان السياسة بما يخدم اقتصاد البلدين؟، خاصة أن السوق الروسية هي ثاني أكبر سوق تجزئة في أوروبا.
حجم الشراكة بين اليابان وروسيا شهد تنامياً كبيراً في الأعوام الماضية خاصة بعد مشروع التنمية الضخم للشرق الأقصى الروسي والذي دخلت فيه الشركات اليابانية بعقود كبيرة لعل أبرزها معمل سيارات قيد الإنشاء اضافة لعروض سخية في تطوير مشاريع الطاقة الروسية، ناهيك عن الإعتماد المتزايد على الغاز الروسي القادم من إقليم سخاليم الروسي، الأمر الذي يجعل هذه الشراكة في غاية الأهمية خصوصا بعد تدني المؤشرات اليابانية خلال كارثة التسونامي وحادثة مفاعل فوكوشيما.
أما بالنسبة للجارة الألمانية فإمدادات الغاز الروسي الى ألمانيا هي العنصر الأهم في حال فرض العقوبات، لكن العلاقة الاقتصادية هي مركبة أكثر من ذلك، فعدد الشركات الألمانية العاملة في روسيا يزيد بعشرة أضعاف عدد الشركات العائدة لأي بلد أوروبي آخر، فالشركات الـ 6500 الألمانية لا ترغب في هكذا خسارة في غياب أي بديل ولو بالمستقبل القريب.
التحدي لهذه العقوبات ظهر علانية بشكل سريع، رئيس شركة سيمنز الهندسية زار الرئيس بوتن قبل اشتداد الازمة مبيناً عدم تأثر التعاون في قطاع بناء سكك الحديد الروسية في أية عقوبات على روسيا ولا يخفى أيضا تزايد الضغوطات التي تمارسها الشركات الألمانية على حكومتها لعدم الخوض في هذه العقوبات.
,وقبل ذلك زار المدير التنفيذي لشكرة "شل" النفطية الرئيس بوتن مبيناً أن عقود استثمار للشركة داخل الأراضي الروسية مستمرة دون أي توقف حسب العقود في تحد واضح للعقوبات.
لكن الملاحظ من العلاقة الأمريكية الأوروبية هو تخطي مرحلة الاستهلاك السياسي التي تمارسه الولايات المتحدة الامريكية لحلفائها الأوروبيين، لتصبح المرحلة الحالية هي التضحية بالإقتصادات الأوروبية التي تعاني من تعثر مسبق في حال فرض هكذا عقوبات على عملاق الطاقة الروسي منتهزة فرصة بداية أيام الصيف والطلب المتدني على الطاقة، لكن السؤال البديهي هنا .. ماذا بعد نهاية الصيف ؟! وخاصة أن التجربة الأوكرانية في ثورتها البرتقالية عام 2005 ليست بالبعيدة عن الأذهان.
11/5/140502
https://telegram.me/buratha